المطر الكوني.. فهد عامر الأحمدي

طباعة الموضوع

أم نافع

عضو مميز
إنضم
9 أبريل 2011
المشاركات
173
النقاط
18
الإقامة
المغرب
المطر الكوني
فهد عامر الأحمدي

على أطراف مجموعتنا الشمسية - وأبعد من أي كوكب يدور حول الشمس - يوجد ركام هائل من الصخور والكويكبات الصغيرة يطلق عليها (حزام كويبير)..
وفي العقود القليلة الماضية اتضح أن هذا الحزام يتضمن نسبة كبيرة من الكتل الجليدية والجبال الثلجية التي تفوق في ضخامتها جبل ايفرست.. كما اكتشف العلماء أن معظم المذنبات الجليدية التي تسقط على الأرض تأتي من هذا المكان (الذي يقع على حدود نظامنا الشمسي ويطلق عليه اسم سحابة أروت تقديرا للعالم الهولندي الذي اكتشفها)!!
.. ومن المعروف أن معظم المذنبات تتكون من كتل جليدية هائلة تدخل الغلاف الجوي بشكل يومي مستمر (وإن كان معظمها لا يصل إلينا بسبب تبخره في طبقات الجو العليا). وتبخر هذه المذنبات في جو الأرض يضيف إليه كميات كبيرة من بخار الماء (وهو ما يعني أن السحب ليست المصدر الوحيد للمطر).. ومما يساند هذه الحقيقة وجود آيات كثيرة تتحدث عن نزول الماء من السماء - رغم أن لفظ السحاب استعمل بدوره في آيات أخرى كثيرة.. فهناك مثلا قوله تعالى:
(وأنزلنا من السماء ماء طهورا) و(وأنزلنا من السماء ماء بقدر) و(فأنزلنا من السماء ماء فاسقيناكموه)، (ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد).....
وهذه الآيات تختلف عن آيات أخرى تتحدث صراحة عن نزول المطر من "السحاب" مثل قوله تعالى: (حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء) و(هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال) و(ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما).....
وفي حين توجد آيات تتحدث عن نزول المطر من "السماء" وأخرى من "السحاب" توجد (آية وحيدة) تتحدث عن نزول المطر من "المزن" في قوله تعالى (أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون).. ورغم قول معظم المفسرين بأن "المزن" هو السحاب (علما أن الكلمة غير معروفة في كلام العرب) إلا أن الاكتشافات الأخيرة تجعلنا نتساءل إن كان المقصود بالمزن هو "سحابة أروت" الجليدية!؟
... والفرق بين المطرين (السماوي والأرضي) لم يتضح إلا في منتصف الثمانينيات حين افترض الدكتور لويس فرانك (من جامعة أيوا) أن نسبة كبيرة من مياه الأرض تأتي من الفضاء الخارجي. وفي عدد يونيو 1997نشرت مجلة التايم تقريرا بعنوان المطر الكوني (أو The cosmic Rain) قالت فيه ان الأرض تستقبل بشكل مستمر مذنبات ثلجية تتحول الى بخار فور دخولها الغلاف الجوي (بسبب الاحتكاك وحرارة الشمس) ثم تعود لتتجمع كسحب.. كما ذكرت أن الأرض تتلقى كل دقيقة حوالى 300كرة ثلجية - تزن كل منها قرابة الستة والثلاثين طنا من الماء - تصبح أكثر نقاء وصفاء بعد تبخرها في الجو ثم إعادة تكثفها كمطر أو (ماء طهور)!! العجيب فعلا ان الفرق بين المطرين (السماوي والأرضي) كان واضحا منذ البداية في أذهان العديد من الأئمة والتابعين ؛ فحين سئل مثلا سعيد بن جبير عن قوله تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون) أجاب بقوله: هو الثلج (ذكره أبو الشيخ في كتاب العَظمة).. أما ابن عباس فنقل عنه قوله: ينزل الله الماء من السماء السابعة فتقع القطرة منه على السحابة مثل البعير (ذكره ابن أبي الدنيا في كتاب المطر والرعد ص-53).. كما جاء عن ابن عباس قوله: السحاب غربال المطر ولولا السحب لأفسد مايقع على الأرض (ذكره أبو الشيخ 1238/4والبيهقي في الاسماء والصفات).. أما السيوطي فقال في الدر المنثور عن خالد بن يزيد أنهم ذكروا المطر فقال: منه ما يأتي من السماء ومنه ما يحبسه الغيم من البحر ولا يكون النبات إلا من ماء السماء - واستنبط ذلك من قوله تعالى (ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد).....



يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
ومن المعروف أن معظم المذنبات تتكون من كتل جليدية هائلة تدخل الغلاف الجوي بشكل يومي مستمر (وإن كان معظمها لا يصل إلينا بسبب تبخره في طبقات الجو العليا). وتبخر هذه المذنبات في جو الأرض يضيف إليه كميات كبيرة من بخار الماء (وهو ما يعني أن السحب ليست المصدر الوحيد للمطر).. ومما يساند هذه الحقيقة وجود آيات كثيرة تتحدث عن نزول الماء من السماء


بوركت يا حبيبة

طرح طيب يحمل معلومات رائعة

كتب ربي سبحانه اجرك ونفع بك

وجزاك جل وعلا كل الخير واحسن اليك

لجديدك الرائع انتظر بشوق
 
أعلى