المعلــــم الـــــذي نريــــــد
يكون معلم القرآن سلفيَّ العقيدة ، سُنيَّ المنهج ، يلتزم بالفرائض والواجبات ، ويجمل به أن يأتي بالنوافل والمستحبات ، حتى يخاطب طلابه بفعاله قبل مقاله ، وحتى يستفيد الطلاب بلحظه قبل لفظه ، وبرؤيته قبل روايته ، وبصمته قبل كلامه .
فيتصف بأخلاق الصلحاء من زهد ، وترفع ، وتعفف ، وقناعة ، فيزهد فيما عند الناس ، ليطمح الناس فيما عنده .
لقد كـان الأنبيـاء منتهى أملهـم أن يُخلَّـي بينهم وبين النـاس ، والمعـلم _ ولله الحمد _ قد خُلي بينـه وبين طلابه ، فمـاذا هو فاعل ، وماذا هو إذا لم يحسن استغلال الفرص لربه قائـل ؟!
الآن بين يديـك قلوب عطشى ، وأرواح ولـهى ، وعقـول حيرى ، فاسكب _ يا رعاك الله _ فيها أنوار ما تحمله ، وارو غليلها بفيض ما ترتله .
فانتشل أبناء المسلمين من هوة الضياع ، ومن أزقة الدنيا ، وشوارع الهوى ، ومن نواصي الحياة ، وأجمعهم على مائدة القرآن بشوق ولهف ، وحب وشغف .
فإذا أدركت ذلك كلـه سيشتد عزمك ، ويتضاعف همك ، ولن يبقـى لديك وقت لتشكـو من طلابك ، لأن وقتك كله قد استنفـذ في استنقاذهم ، والأخذ بأيديهم .
فلا تيأس فلرب قطرة تغدو بحراً عميقاً ، ولرب كلمة تعيد إلى قدمه طريقاً ، والبذرة التي أودعتها تربتها لو لم تتهيأ لها عوامل الإنبات اليوم ، ستبقى مخبوءة حتى تتهيأ لها تلك العوامل ، وتشق طريقها إلى عالم الأحياء ، بإذن فالق الحب والنوى .
معلم القرآن كريم النفس ، واسع الصدر ، عظيم الصبر ، متمكناً في قرآنه ، راسخاً في إيمانه ، داعية في سلوكه ، أسوة في عمله وفي منطوقه ، ويحمل هموم حلقته ، ويفهم واقع أمته
يسعد بتلميذه إذا حفظ آية ، ويفرح إذا بدت عليه أنوار الهداية ، يدعو لتلميذه بالثبات والصلاح ، والخير والفلاح ، ولا يتصيد أخطاءه ، وإنما منهجه في ذلك عمريٌ فاروقيٌ ، عندما أتى بسعيد بن عامر والي حمص حين اشتكاه أهلها إليه ، فأخذ في استجوابه ، ومع كل سؤال يوجهه إليه ، كان يضرع لمولاه قائلاً : اللهم إني أعلمه من خير عبادك فلا تخيب فيه فراستي .
المعلم الذي نريد يحزن على تلميذه ، ولا يحزن منه ، يقدم اللين على الشدة ، والرفق على الحدَّة ، يعاتب تلميذه بحب ، ويسامحه بمقدرة ، ويعلمه بتجرد .
يدرك قول القائل : خير الناس من مكنك من نفسه لتزرع فيها خيراً، فيرى تلميذه خير الناس لأنه مكنه من نفسه .
المعلم الذي نريد الذي يفتح عيادة القرآن وهو طبيبها ، ويرى تلاميذه أصنافاً شتى ، هذا يشكو قسوة قلبه ، وهذا يشكو ضعف شهيته في حفظه ، وآخر يشكو عسر فهمه ، وآخـر يشكـو صعوبة نطقه ، وآخـر يشكو شهوة نفسـه ، وآخر يشكـو فسـاد طبعـه ، وأخير يشكو جـمود عينـه ، وكلهـم يريـد حفظ كلام ربـه .
فيـداويهـم بحكمتـه ، ويوجههـم ببصيرتـه ، ويـرقق قلوبـهم بقراءته ، ويرفع همتهم بهمته ، ويفجر طاقاتهم بعزيمته .
ومعلـم القرآن يجب أن يكون أحرص الناس على التجديـد والتصـرف حسب الموقف ، وابتكار أسلوب لكل موقف .
فيجب أن يدرك معلم القرآن أن صمته تعليم ، ونطقه تعليم ، وجلوسه تعليم ، وتعليمه تعليم .
أخي المعلم : لتكـن أنت القارئ والمقرئ ، والصالح والمصلح ، والراشد والمرشد فأمتك اليوم أشد حاجة إليك حيث عولت عليك ، وأجلست أبناءها بين يديك .
فهنيئـاً لك _ أخـي معلـم القـرآن _ إن تك كـذلك ، وأعـانك الله إذ تحـاول أن تكـون ، وعفـا عنك فيمـا عجزت عـن بلـوغه يوم لا ينفع مال ولا بنون .
يكون معلم القرآن سلفيَّ العقيدة ، سُنيَّ المنهج ، يلتزم بالفرائض والواجبات ، ويجمل به أن يأتي بالنوافل والمستحبات ، حتى يخاطب طلابه بفعاله قبل مقاله ، وحتى يستفيد الطلاب بلحظه قبل لفظه ، وبرؤيته قبل روايته ، وبصمته قبل كلامه .
فيتصف بأخلاق الصلحاء من زهد ، وترفع ، وتعفف ، وقناعة ، فيزهد فيما عند الناس ، ليطمح الناس فيما عنده .
لقد كـان الأنبيـاء منتهى أملهـم أن يُخلَّـي بينهم وبين النـاس ، والمعـلم _ ولله الحمد _ قد خُلي بينـه وبين طلابه ، فمـاذا هو فاعل ، وماذا هو إذا لم يحسن استغلال الفرص لربه قائـل ؟!
الآن بين يديـك قلوب عطشى ، وأرواح ولـهى ، وعقـول حيرى ، فاسكب _ يا رعاك الله _ فيها أنوار ما تحمله ، وارو غليلها بفيض ما ترتله .
فانتشل أبناء المسلمين من هوة الضياع ، ومن أزقة الدنيا ، وشوارع الهوى ، ومن نواصي الحياة ، وأجمعهم على مائدة القرآن بشوق ولهف ، وحب وشغف .
فإذا أدركت ذلك كلـه سيشتد عزمك ، ويتضاعف همك ، ولن يبقـى لديك وقت لتشكـو من طلابك ، لأن وقتك كله قد استنفـذ في استنقاذهم ، والأخذ بأيديهم .
فلا تيأس فلرب قطرة تغدو بحراً عميقاً ، ولرب كلمة تعيد إلى قدمه طريقاً ، والبذرة التي أودعتها تربتها لو لم تتهيأ لها عوامل الإنبات اليوم ، ستبقى مخبوءة حتى تتهيأ لها تلك العوامل ، وتشق طريقها إلى عالم الأحياء ، بإذن فالق الحب والنوى .
معلم القرآن كريم النفس ، واسع الصدر ، عظيم الصبر ، متمكناً في قرآنه ، راسخاً في إيمانه ، داعية في سلوكه ، أسوة في عمله وفي منطوقه ، ويحمل هموم حلقته ، ويفهم واقع أمته
يسعد بتلميذه إذا حفظ آية ، ويفرح إذا بدت عليه أنوار الهداية ، يدعو لتلميذه بالثبات والصلاح ، والخير والفلاح ، ولا يتصيد أخطاءه ، وإنما منهجه في ذلك عمريٌ فاروقيٌ ، عندما أتى بسعيد بن عامر والي حمص حين اشتكاه أهلها إليه ، فأخذ في استجوابه ، ومع كل سؤال يوجهه إليه ، كان يضرع لمولاه قائلاً : اللهم إني أعلمه من خير عبادك فلا تخيب فيه فراستي .
المعلم الذي نريد يحزن على تلميذه ، ولا يحزن منه ، يقدم اللين على الشدة ، والرفق على الحدَّة ، يعاتب تلميذه بحب ، ويسامحه بمقدرة ، ويعلمه بتجرد .
يدرك قول القائل : خير الناس من مكنك من نفسه لتزرع فيها خيراً، فيرى تلميذه خير الناس لأنه مكنه من نفسه .
المعلم الذي نريد الذي يفتح عيادة القرآن وهو طبيبها ، ويرى تلاميذه أصنافاً شتى ، هذا يشكو قسوة قلبه ، وهذا يشكو ضعف شهيته في حفظه ، وآخر يشكو عسر فهمه ، وآخـر يشكـو صعوبة نطقه ، وآخـر يشكو شهوة نفسـه ، وآخر يشكـو فسـاد طبعـه ، وأخير يشكو جـمود عينـه ، وكلهـم يريـد حفظ كلام ربـه .
فيـداويهـم بحكمتـه ، ويوجههـم ببصيرتـه ، ويـرقق قلوبـهم بقراءته ، ويرفع همتهم بهمته ، ويفجر طاقاتهم بعزيمته .
ومعلـم القرآن يجب أن يكون أحرص الناس على التجديـد والتصـرف حسب الموقف ، وابتكار أسلوب لكل موقف .
فيجب أن يدرك معلم القرآن أن صمته تعليم ، ونطقه تعليم ، وجلوسه تعليم ، وتعليمه تعليم .
أخي المعلم : لتكـن أنت القارئ والمقرئ ، والصالح والمصلح ، والراشد والمرشد فأمتك اليوم أشد حاجة إليك حيث عولت عليك ، وأجلست أبناءها بين يديك .
فهنيئـاً لك _ أخـي معلـم القـرآن _ إن تك كـذلك ، وأعـانك الله إذ تحـاول أن تكـون ، وعفـا عنك فيمـا عجزت عـن بلـوغه يوم لا ينفع مال ولا بنون .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع