القيجاطي الحفيد عميد المدرسة القيجاطية في عهده.

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
القيجاطي الحفيد عميد المدرسة القيجاطية في عهده.
- القيجاطي الحفيد هو أبو عبدالله محمد بن محمد بن علي بن عمر بن ابراهيم القيجاطي البلوي حفيد أبي الحسن وأحد أعلام المدرسة الغرناطية في زمنه وشيخها كما تقدم في قول ابن الجزري.
اختلف المترجمون له في أخذه عن جده أبي الحسن القيجاطي وروايته عنه مباشرة, فقد ذكر تلميذه أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن عبد الواحد المجاري في برنامجه أنه ولد في منتصف عام 730([1]), وهي السنة التي توفي فيها جده أبو الحسن علي بن عمر القيجاطي, إذ توفي بغرناطة في ذي الحجة سنة 730([2]). ومعنى هذا أنه إنما أدرك من حياة جده المذكور خمسة أشهر أو ستة, أي أنه لم يدركه في سن الرواية والتحمل, وقد نبهت على هذا هنا لأني وجدت الحافظ ابن الجزري قد قال في ترجمة أبي الحسن:"قرأ عليه حفيده محمد بن محمدبن علي بن عمر"([3]). كما أنه قال في ترجمته :"أستاذ مقرئ عالم كامل, انتهت إليه مشيخة الإقراء في هذا الزمان بالأندلس, قرأ على جده أبي الحسن علي بن عمر"([4]).
وقد تتبعت رواياته في فهرسة صاحبه أبي عبد الله المنتوري فإذا هو إنما يروي عن جده بوساطة أبي سعيد فرج بن قاسم بن أحمد بن لب – كما تقدم في ترجمته – وأحيانا يروي عن أبي البركات محمد بن محمد البلفيقي عن جده أبي الحسن كما في برنامج المجاري([5]), ولم أقف له على رواية مباشرة عن جده ولو بالإجازة, مما يدل على أن عد ابن الجزري له في الآخذين عن جده أبي الحسن من قبيل الوهم والخطأ.
صورة عن نظام الأخذ للقراءات:
وقد ترجم له تلميذه أبو عبد الله المجاري المذكور في صدر برنامجه المذكور, وذكر مقروءاته ومروياته عنه.
ونظرا لأهمية ما ذكره في إعطائنا صورة عن المسلسل التعليمي الذي كان يمر به الطالب في تلقي هذه العلوم ليصل إلى مستوى التأهل والحصول على الإجازة في القراءة, وأهميته أيضا في تعريفنا بالنمط المتبع في تلقين القراءات السبع إفرادا وجمعا والطرق المعتمدة في ذلك, والكتب المستند إليها فيها, نسوق كلام المجاري مع اختصار الأسانيد التي لا تعلق لها بالقراءات. قال في برنامجه:
"ومنهم الشيخ الكبير العلامة أمام الأئمة في إقراء القرءان الأستاذ أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي الكناني القيجاطي, قرأت عليه القرءان العظيم بالقراءات الثمان المتداولة المشهورة والروايات الست عشرة المسطورة, وبالإدغام الكبير لأبي عمرو بن العلاء في روايته المأثورة, في اثنتي عشرة ختمة: ختمة لورش عن نافع, ثم ختمة لقالون عنه. ثم ختمة جمعت فيها بين روايتي ورش وقالون: لورش بترك الإمالة في دوات الياء, ولقالون بضم ميم الجمع وقصر المنفصل, وختمة ختمة لكل إمام من الأئمة الستة الباقين من السبعة المشهورين جمعا بين روايتي راوييه, ثم ختمة لأبي محمد يعقوب بن إسحاق الحضرمي بالجمع كما ذكر, ثم ختمة جمعت فيها بين القراءات السبع, ثم ختمة بقراءة قالون من طريق أبي نشيط وقفت فيها على رؤوس الآي في حين القراءة، وذلك على عدد أهل المدينة الأخير, وكل ذلك عن طريق الإمام الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد المقرئ الداني رضي الله عنه" ([6]).
وأخذت عنه حروف السبعة من طريق الإمام أبي محمد مكي, وطرق الإمام أبي عبد الله بن شريح, وطريق الإمام أبي علي الأهوازي, على ما تضمنه كتاب "الإقناع".
ولما أكملت هذه القراءات على حسب ماذكرت, سألت من شيخي وبركتي أبي عبد الله – رضي الله عنه أن يكتب لي كتابا يشتمل على ما قرأته عليه, وينطوي على صحة ما أسنده إليه, فأجابني إلى ما سألت.
وحدثني أنه أخذ هذه القراءات تلاوة ورواية عن جماعة من الأشياخ ـ رحمهم الله ـ حسبما ذكر في إجازتي تركت ذكرهم وذكر ما قرأ عليهم وأسانيدهم فيها ضيقة الطول, وأذن لي ـ رضي الله عنه ـ أن أحدث عنه بها وبغيرها مما أضرب في الإجازة عن ذكره".
"وأخذت عنه ـ رحمه الله ـ من الكتب ما أذكر: فمنها " كتاب الإقناع" المذكور, تصنيف الإمام العلامة أبي جعفر أحمد بن الباذش, قرأت عليه جميعه تفقها بلفظي, وحدثني به عن الأستاذ النحوي اللغوي أبي عبد الله محمد بن بيبش, عن الأستاذ المحدث أبي جعفر بن الزبير, عن أبي الوليد المسند العطار, عن الخطيب أبي جعفر بن حكم عن أي جعفر بن الباذش" ([7]).
- والشاطبية الكبرى لأبي القاسم بن فيره, وسمعت جميعها عليه تفقها بقراءة غيري, وحدثني بها عن الخطيب أبي عبد الله اللوشي عن الأستاذ أبي جعفر بن الزبير عن الإمام كمال الدين أبي الحسن بن شجاع عن ناظمها الإمام أبي القاسم.
- " ورجز ابن بري ([8]), قرأت جميعه عليه تفقها بلفظي, وسمعته مرة ثانية تفقها بقراءة غيري, وحدثني به عن الشيخ المسن الرواية أبي الحجاج يوسف بن علي السدوري المكناسي قراءة عليه عن ناظمه سماعا عليه بالجامع الأعظم من مدينة فاس".
ثم ذكر سماعه لرجز ابن مالك يعني ألفيته في النحو وذكر سنده بها إلى الناظم, ثم ذكر " التيسير" لأبي عمرو الداني وقال: " سمعت عليه جميعه, وحدثني به عن شيخه الإمام أبي عبد الله البيري([9]) عن الأستاذ الغافقي ([10]), عن قدوة النحويين أبي الحسين بن أبي الربيع ([11]) عن أبي عبد الله بن خلفون ([12]) وعن جماعة غيره, كلهم عن أبي عبد الله محمد بن زرقون([13]) عن أبي عبد الله أحمد الخولاني عن أبي عمرو مؤلفه"([14]).
ثم ذكر كتبا أخرى رواها عنه منها " جامع البيان في القراءات السبع" لأبي عمرو الداني قال: سمعت عليه بعضه تفقها, وأجازني جميعه ([15]), ومنها "الرسالة لأبي محمد بن أبي زيد القيرواني قال: عرضتها عليه عن ظهر قلب.. ثم ذكر سنده بها عن ابن لب عن أبي الحسن القيجاطي ورفع السند ([16]) والجمل للزجاجي, والإيضاح للفارسي, وقوانين امام النحويين أبي الحسين بن أبي الربيع, والفصيح لثعلب, والخزرجية في العروض. لأبي محمد عبد الله بن محمد الخزرجي المالقي, والتلقين في الفقه للقاضي عبدالوهاب بن علي بن نصر البغدادي, وبعض مؤلفاته التي سنذكرها, ثم قال المجاري:
" وأجازني – رحمه الله- أن أحدث عنه بما ذكر وبكل ما يصح عندي أنه في روايته عن جميع شيوخه بأي وجه حمل عنهم ذلك, إجازة عامة بعد التزام الشرط المعروف عند أهل الحديث, وكتب خط يده وأشهد على نفسه بصحة ذلك. لازمته نحو الثلاثين سنة, إلى أن توفي – رحمه الله وجزاه أفضل جزاء – يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الآخر من عام 811 هـ, ودفن بعد العصر من اليوم بعده بباب الفخارين – رحمه الله - ([17]).
مروياته من كتب القراءات:
يعتبر الإمام أبو عبد الله القيجاطي (الحفيد) خاتمة أئمة الأندلس في مجال الرواية, وآخر من أنجبتهم البلاد الأندلسية في فقه علوم القراءات ممن وقف على مذاهب الأئمة في مصنفاتهم ودرسها ثم قام بتدريسها لأصحابه فلم يكد يفوته منها كتاب معتبر من الكتب الأمهات المعتمدة في المشرق والمغرب على السواء.
وقد وصل إلينا من بقايا ما يشهد بذلك إلى جانب برنامج المجاري الآنف الذكر, فهرسة صاحبه الآخر الإمام أبي عبد الله المنتوري, وهي فهرسة حافلة منقطعة النظير في هذا الشأن اشتملت من كتب أئمة القراءات في المشرق والمغرب والأندلس وإفريقية على أهمها, وأكثرها مما قرأه على أستاذه أبي عبد الله القيجاطي تفقها فيه أو في بعضه وإجازة لباقيه مع السند المتصل به إلى مؤلفه, وقد استفدنا من هذه الفهرسة استفادة لا حد لها في معرفة مصنفات الأئمة وأسانيد المغاربة فيها ومعرفة كثير من أعلام الرواة عن الأئمة.
وقد أحصيت المصنفات التي رواها المنتوري من كتب القراءات في فهرسته فوجدت عددها سبعين كتابا لم يرو منها عن غير القيجاطي المذكور إلا عددا يسيرا من كتب المتأخرين, وأما سائر ما ذكره من كتب ابن مجاهد وأبي علي الفارسي وأبي الطيب بن غلبون وابنه طاهر وأبي معشر الطبري وأبي جعفر النحاس وأبي عمرو الداني وأبي عبد الله بن سفيان وأبي محمد مكي وأبي العباس المهدوي وأبي القاسم بن عبد الوهاب القرطبي وأبي عبد الله بن شريح وأبي الحسن ابنه وأبي جعفر بن الباذش وأبي القاسم الشاطبي وأبي شامة وأبي محمد بن أبي السداد الباهلي وسواهم فكله عن القيجاطي المذكور, مما يدل على سعة روايته وعمق معرفته بمذاهب الأئمة ورسوخ قدمه في الفن.
ولهذا يعتبر هذا الإمام من القمم الشوامخ التي اختتم بها هذا الطور في البلاد الأندلسية, وذلك إلى جانب تمثيله من الناحية الفنية للمدرسة التوفيقية التي انتظمت داخلها ـ كما أسلفنا ـ جميع المؤثرات المستمدة من مختلف المدارس المشرقية والمغربية, بحكم تأخرها من جهة, واستيعابها لهذا التراث العلمي الزاخر, وتمكنها من القراءة بأكثر اختيارات الأئمة وأشهرها, كما تأتى لرجالها ذلك بدءا من أبي عبـد الله بن شـــريح ـ صاحب الكافي ـ ومرورا بأبي جعفر بن الباذش الغرناطي وانتهاء إلى فحول الرواية وأعلام المدرسة الغرناطية كأبي جعفر بن الزبير وأبي علي بن أبي الأحوص وابن أبي السداد وغيرهم ممن جاء أبو الحسن القيجاطي في مدرسته هذه فبلور اتجاهاتهم ومذاهبهم ونظمها في قصيدة " التكملة" الآنفة الذكر, ثم جاء حفيده أبو عبد الله هذا فحررها وألف فيها واحتج لها وكان في زمنه رائدها وممثلها, إلى الحد الذي أضحت اختياراته فيها مما يحرص طلاب العصر على تلقيه للرواية والقراءة بمضمنه كما سنرى بعون الله بعد التعرف على مؤلفاته.
مؤلفات أبي عبد الله القيجاطي:
لا نملك إحصاء كاملا لمؤلفات أبي عبد الله القيجاطي, كما أنه لم يصلنا منها شيء, وإنما اعتمادنا في ذكر ما سنذكره له من مؤلفات ورسائل على فهارس أصحابه وما ذكره ابن الجزري في كتبه. وهذه عناوينها مع إعطاء نبذة عنها وذكر من سمعها منه أو قرأ بها.
1- تأليف في مخارج الحروف: ذكره له المجاري وقال:" قرأت جميعه عليه تفقها([18]).
ولعل منه النقول الكثيرة التي نقلها المنتوري في باب المخارج والصفات من شرحه على الدرر اللوامع.
2- تأليف في الراء: ذكره له المجاري أيضا في جملة مروياته سماعا منه ([19]).
3- كتاب تحقيق مذاهب الأئمة قرأة الأمصار في المد الطبيعي والزائد عليه: ذكره له المنتوري ونقل عنه في أول باب المد من شرحه على الدرر اللوامع فقال:"قال شيخنا الأستاذ أبو عبد الله القيجاطي - رضي الله عنه - : "وقد أجمع القراء أن المد الطويل مقدار الطبيعي مرتين, والطبيعي يختلف باختلاف طبقات القراء في المد وكذلك الطويل, وقال : -رضي الله عنه- في " تحقيق مذاهب الأئمة قرأة الأمصار في المد الطبيعي والزائد عليه":" أما الطبيعي فعبارة عما في طبع حروف المد من المد الذي إذا قصر عنه اختلت الحروف, وخرجت عن حدها في التجويد".
"وأما الزائد فهو عبارة عن تمكين حروف المد زيادة على ما في طبعها من المد, ولزيادة المد سببان: أحدهما مجاورة حروف المد للهمز أو السكون, والثاني قصد الترتيل والمبالغة في التجويد... ([20]).
4- كتاب تحقيق النطق بالباء :
ذكره المجاري في جملة ما سمعه عليه([21]), ونقل عنه المنتوري في آخر باب المخارج والصفات من شرحه, وذكره في مروياته في فهرسته و قال:" قرأت جميعه عليه تفقها ثم عرضته عليه من حفظي"([22]).
5- كتاب ترقيق اللام من اسم "الله" لورش إذا كانت قبله حركة ممالة.
ذكره المجاري باسم " تأليف في اللام", وذكره المنتوري بالعنوان الذي أثبتناه وقال : " قرأت جميعه عليه تفقها ثم عرضته عليه من حفظي"([23]).
وسماه ابن الجزري "رسالة في ترقيق اسم الله تعالى بعد ترقيق الراء" فقال في ترجمته :
"قرأ عليه صاحبنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن ميمون البلوي, وصاحبنا أبو الحسن علي بن عيسى بن محمد الفهري الأندلسي البسطي, وحدثنا عنه برسالة كتبها في تجويز ترقيق اسم الله تعالى بعد ترقيق الراء لورش في نحو "لذكر الله" وأفغير الله"([24]).
6- كتاب الرد على من منع الصلاة بقراءة " وجنات" بالرفع من قوله في سورة الأنعام : " ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب.."([25]).
ذكره له المنتوري في فهرسته وقال: " قرأت جميعه عليه تفقها"([26]).
وهو تأليف مرتبط بحادثة مسجد غرناطة الآنفة الذكر التي أثارتها قراءة بعض الشيوخ هذه الكلمة بالرفع فرد عليه الإمام بالمسجد أبو سعيد بن لب شيخ القيجاطي يريد رده إلى الكسر كما قرأ به السبعة من طرقهم المشهورة.
7- كتاب شروط القراءة المقبولة المعمول بها ـ قال المنتوري -ـ : ويسمى كتاب " الإيماء للوجوه الدالة على عدم وجوب تواتر القراءات". قال المنتوري في فهرسته.." قرأت جميعه عليه تفقها"([27]).
وهو كتاب مرتبط بالخصومة الآنفة الذكر, وربما كان القيجاطي ممن حضرها, ويبدو أنه ألف الكتابين انتصارا لشيخه أبي سعيد بن لب, فصحح في الأول قراءة من قرأ بالرفع في "وجنات" لثبوتها عن عاصم والأعمش وغيرهما من غير الطرق المشهورة ولصحة تأويلها من جهة المعنى والإعراب.
ولما كانت الحادثة المذكورة قد أثارت مسألة القراءة بغير ما هو معروف عن السبعة لعدم تواتره, انجز البحث إلى تواتر القراءات السبع فذهب أبو سعيد إلى تواترها وألف كتابه الآنف الذكر "فتح الباب ورفع الحجاب بتعقب ما وقع في تواتر القراءات من السؤال والجواب"([28]).
فكان هذا التأليف نتاج هذه الخصومة التي خاضها أبو سعيد بن لب وصاحبه القيجاطي مع كل من أبي علي الرندي من الأندلس وأبي عبد الله بن عرفة من تونس كما نجد صورة مفصلة من ذلك عند صاحب المعيار([29]).
8- مراتب القراء في المد :
قطعة نظمية قال ابن القاضي في شرحه " الفجر الساطع" في سياق حديثه عن ذلك: " ونظمها القيجاطي فقال:

مراتب القـــــــراء فيما يـــذكر
في عصــــرنا ولا كــذا فيما مضى
لورشـــهم وحمزة قل كــبرى
وسطى لشــام والكســائي عاصم
هـــــــذا اختــــيار من إليه الآنـــا

ثلاثـــــة وحـالها يعــــتبر
فاحفـــظ هـداك الله سبلا ترتضى
للمكي والبصري وعـيسى([30]) صغــرى
هن ثلاث حفــــظت عن عــــــالم
يــــرجع في القــــراءة استحسانـا ([31])

هذا ما وفقت على نسبته إليه, والقطعة الأخيرة تحتمل النسبة إليه أو إلى جده لأن أبا زيد ابن القاضي لم يميز القيجاطي المراد في قوله "ونظمها القيجاطي". إلا أن الأشبه أن تكون من نظم الحفيد لتعمقه في دراسة مذاهب الأئمة ورسوخ قدمه في فقه القراءات.
ونستفيد من نقول صاحبه الإمام أبي عبد الله المنتوري في شرحه على الدرر اللوامع أن له عدة كتب في القراءة وأصول الأداء, ولا سيما في قراءة نافع, وقد ضمن شرحه المذكور نقولا ضافية تنتظم جملة الأبواب وتدل على وجود مصدر أو أكثر من تأليف شيخه كان ينقل منه تلك الأقوال بنصها وإن كان لم يسم مصدر النقل مكتفيا بقوله:" وقال شيخنا الأستاذ أبو عبد الله القيجاطي", وهي عبارة تتكرر على طول الكتاب.
9- ووفقت له في ذكر الاختلاس في آخر شرحه على إشارة إلى كتاب لعله في قراءة نافع قال المنتوري:" قال شيخنا الأستاذ أبو عبد الله القيجاطي ـ رضي الله عنه ـ في جوابه على المسائل التي سئل عنها :
"المسألة الخامسة : في بيان رواية قالون عن نافع في قوله تعالى " فنعما هي" في حرفين, وقوله " تعدوا" و"يهدي" و"يخصمون", جاءت النصوص عنه في كتب المتقدمين أنه جمع في تلك المواضع كلها بين ساكنين وهما العين والميم في "نعما" والهاء والدال في " يهدي" والخاء والصاد في " يخصمون", لأنه لما أدغم الميم في الميم سكنت وقبلها العين ساكنة, وأدغم التاء في الدال من "تعتدوا" و"يهتدي" وفي الصاد من "يختصمون" ولم ينقل حركتها إلى ما قبلها فاجتمع له ساكنان, والجمع بين الساكنين ممنوع عند أكثر النحويين, فكره ذلك قوم من أهل الأداء, فأخذوا في "نعما" بالإخفاء, وفي " تعدوا" و "يهدي" و "يخصمون" بإشمام العين والهاء والخاء شيئا من الفتح فرارا من الجمع بين ساكنين في اللفظ..."([32]).
تلك هي التآليف التي وفقت على ذكرها مما تضمن مذاهبه الفنية واختياراته الأدائية, وهي مذاهب واختيارات نحا بها نحو الأئمة الأقطاب في الاستقلال بالرأي والاستدلال له والاحتجاج على صحته بما يسوقه من النقول من أقوال الأئمة المتقدمين من قراء ونحويين., وهذه نماذج من اختياراته الأدائية في أصول رواية ورش مما ساقه صاحبه في شرحه على الدرر اللوامع, وقد شحنه بأقواله وآرائه واختياراته بحيث يسهل على الباحث الوقوف على جملتها فيه.

[1]- برنامج المجاري 104.

[2]- الإحاطة 4/107 وغاية النهاية 1/558.

[3]- غاية النهاية 1/557 ترجمة 2280.

[4]- غاية النهاية 2/243 ترجمة 3423.

[5]- روى عنه من هذه الطريق كتاب الفصيح لأبي العباس ثعلب وحدثه به عن القاضي أبي البركات بن الحاج – الآنف الذكر-عن أبي الحسن القيجاطي " – برنامج المجاري 102.

[6]- برنامج المجاري 92 – 93 ترجمة 2.

[7]- برنامج المجاري 95.

[8]- يعني الدرر اللوامع في قراءة نافع.

[9]- هو محمد بن علي بن أحمد الخولاني يعرف بالبيري بفتح الباء وبابن البيار أيضا توفي سنة 753- تقدم.

[10]- هو أبو إسحاق ابراهيم بن أحمد شيخ القراء والنحاة بسبتة – تقدم.

[11]- هو عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله نزيل سبتة وإمام النحويين بها في زمنه – تقدم.

[12]- هو محمد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي الأونيي أبو عبد الله وأبو بكر, سكن إشبيلية, كان من متقني صناعة الحديث وله فيه مؤلفات كثيرة توفي سنة 636 ترجمته في الذيل والتكملة السفر 6/128 – 131 ترجمة 324.

[13]- هو محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد أبو عبد الله بن زرقون من أصحاب أبي الحسن شريح بن محمد وهو آخر الرواة عنه توفي سنة 586- ترجمته في الذيل والتكملة المجلد 6/203-208 ترجمة 597.

[14]- برنامج المجاري 97 – 98.

[15]- نفسه 103.

[16]- برنامج المجاري 98 – 99.

[17]- برنامج المجاري 92 - 104.

[18]- برنامج المجاري 104.

[19]- نفسه 104.

[20]- شرح الدرر اللوامع للمنتوري لوحة 72.

[21]- برنامج المجاري 104.

[22]- فهرسة المنتوري لوحة 25.

[23]- فهرسة المنتوري لوحة 21.

[24]- غاية النهاية 243-244 ترجمة 3422.

[25]- سورة الأنعام الآية رقم 99.

[26]- فهرسة المنتوري لوحة 26

[27]- المصدر نفسه 26.

[28]- تقدم ذكره في ترجمته عن قريب.

[29]- يراجع مبعث الخصومة وأصل الواقعة في العدد الأول من هذا البحث.

[30]- يعني ابن مينا المعروف بقالون.

[31]- الفجر الساطع في شرح الدرر اللوامع لابن القاضي (باب المد).

[32]- شرح الدرر اللوامع للمنتوري لوحة 387.

كتاب : قراءة نافع عند المغاربة الجزء الرابع للشيخ عبد الهادي حميتو
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
بوركت شيخنا الفاضل
كتب الباري سبحانه اجرك ونفع بك جل وعلا
وجزاك جل جلاله كل الخير
ورفع قدرك جل شأنه في الدارين
 
أعلى