القول المبين في أحكام النون الساكنة والتنوين مع التوجيه

طباعة الموضوع

ام عمران

وعجلت إليك رب لترضى
إنضم
23 ديسمبر 2010
المشاركات
3,403
النقاط
36

بسم الله الرحمن الرحيم

القول المبين في أحكام النون الساكنة والتنوين مع التوجيه
جمع وترتيب راجي عفو ربه المجيد
سامح سالم عبدالحميد



تعريف النون الساكنة
هي الخالية من الحركة وتدخل في الاسم والفعل والحرف أوهي التي سكونها ثابت في الوصل والوقف أو السكون هو تفريغ الحرف من الحركات الثلاث

تعريف التنوين

لغة : التصويت
اصطلاحاً: نون ساكنة زائدة لغير توكيد تلحق أخر الاسم لفظا ووصلا وتفارقه وقفا وخطا .
وعلامته : قيل : فتحتان أو كسرتان أو ضمتان

وقفةاعلم ــ أحسن الله إليك ــ بأن الحركة الأولي سواء كانت ضمة أو فتحة أو كسرة إنما هي حركة الإعراب أما الحركة الثانية فهي علامة التنوين فقولنا : علامته فتحتان إلي آخره إنما هو على الصورة النهائية لأن للتنوين علامة واحدة ولحركة الإعراب العلامة الأخرى
مع العلم بأنهم قد اختلفوا في علامة التنوين هل هي الحركة الأولى أم الثانية
على أية حال ينبغي أن يعلم بأن إحدى الحركتين للإعراب والأخرى علامة على التنوين .

أنواع التنوين الذي ورد في القران

1 – التمكين: يلحق الأسماء المعربة المنصرفة ليدل على خفتها وإعلاماً ببقائه على أصله
و أنه لم يشبه الحرف فيبنى ولا الفعل فيمنع من الصرف ويسمى تنوين الأمكنية أو تنوين الصرف ( مسلمٌ )
2 – المقابلة : وهو الذي يلحق جمع المؤنث السالم ليكون مقابل النون في جمع المذكر السالم مثل : مسلمات – مؤمنات – التنوين يقابل نون ( مسلمون )
3 – العوض أو التعويض :
ـ إما عوض عن حرف مثل هادٍ التنوين هنا عوض عن الياء أصلها هادي
و قاضٍ ---- < قاضي و غواشٍ ----< غواشي
ـ عوض عن كلمة مثل : ( قل كل يعمل علي شاكلته ) التقدير كل إنسان يعمل علي شاكلته ويكون في كل وبعض وأي .
ـ عوض عن جملة مثل إذ ( وانتم حينئذ تنظرون ) أي وانتم حينئذ بلغت الروح الحلقوم تنظرون فحذفت جملة (بلغت الروح الحلقوم ) وعوض بالتنوين وكسرت الذال للتخلص من التقاء الساكنين ,

4 – التناسب : نحو ( سلاسلا وأغلالا ) فإنه صرف سلاسلا عند بعض القراء لمناسبة أغلالا.ويطلق عليه في الشعر تنوين الضرورة لأنه يلحق الكلمات الممنوعة من الصرف للضرورة الشعرية . وقد وجه استخدام هذا التنوين ـ التناسب ـ لأن للتناسب إيقاعا عذبا على الأذن وأثرا في تقوية المعنى وتمكينه في نفس القارئ والسامع معا .


يقول ابن جني في سر صناعة الإعراب في توجيه تنوين الممنوع من الصرف وغيره :
( ( فأضلونا السبيلا ) زيدت الألف لإشباع الفتحات وتشبيه رؤؤس الآي بالقوافي
علي أن من العرب من يقف علي جميع ما لم ينصرف إذا كان منصوبا بالألف فيقول رأيت احمدا , وكلمت عثمانا , وإنما فعلوا ذلك لأنهم قد كثر اعتيادهم لصرف هذه الأسماء وغيرها مما لا ينصرف في الشعر وخفت أيضا عليهم الألف فاجتلبوها فيما لا ينصرف لخفتها . أ . هــــ

حكم التنوين حالة الوقف
تبدل الفتحة الثانية ألفا دائما إلا إذا كانت علي هاء تأنيث مثل ( إلا رحمة من ربك ) فيوقف هنا بالهاء من غير تنوين وأما الضمة الثانية ( غفور ) أو الكسرة الثانية (شيء ) فيحذف التنوين وتقف بالسكون إلا في قوله ( وكاين ) حيث وقع فإنهم كتبوه بالنون
قلت : أصلها (أىٍ) ودخل عليها (الكاف ) فصارت (وكاىٍ ) وكان الأصل أن يوقف بغير نون لأنها مكسورة ولكن لأنها مركبة من كلمتين فأشبهت النون . أ .ه مغنى اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام

فائدة

كل تنوين اسم منصوب يرسم ألفا نحو ( وهاجا ) إلا في :

1 ـ الاسم المنتهى بتاء التأنيث المربوطة : ( رحمة )
2 ـ الاسم المنتهى بألف نحو : (هدى )
3 ـ الاسم المنتهى بهمزة على ألف نحو : ( ملجأ ) هذا خاص باللغة العربية أما القرآن الكريم فنحو هذا يرسم هكذا ( ملجـئا )
4 ـ الاسم المنتهى بهمزة قبلها ألف نحو ( ماء )

تنبيهات

1 ـ الاسم المقصور المنون المنصوب الموقوف عليه نحو : هدى
اختلف في ألفه على ثلاثة مذاهب :
1 ـ المازني يرى : أنها بدل من التنوين في الرفع والنصب والخفض
2 ـ الكسائى يرى : أن الألف هي الأصل والمبدلة من التنوين محذوفة في جميع الأحوال .
3 ـ سيبويه يرى : الألف في حالة الرفع والخفض هي الألف الأصلية والتنوين محذوف
وفى النصب هي الألف المبدلة من التنوين والألف الأصلية محذوفة . أ.ه بتصرف من النشر
يقول ابن الجزرى في النشر: قال في جامع البيان وأوجه القولين وأولاهما بالصحة قول من قال إن المحذوفة هي المبدلة من التنوين لجهات ثلاث
أ ـ رسم ألفات هذه الأسماء في المصحف ياءات
ب ـ هذه الألف ممالة فى الوقف عند من يميل من القراء العشر .
ج ـ بعض العرب يقف على المنصوب المنون بغير عوض عن التنوين .
كل ذلك يؤيد أن الموقوف عليها ليست المبدلة من التنوين . أ. هــ بتصرف من النشر لابن الجزرى

2 ــ لعل العلة في عدم رسم ألف بعد التنوين المنصوب في ( ماء – نداء – ودعاء ) وما شابهها
أولا : العرب لم تعرف شكلا للهمزة فكانت الكلمة عندهم هكذا ( ماا ) إذا وقفنا عليها والعرب تكره توالي الأمثال فحذفت الإلف الأخيرة رسما لا لفظا
والخليل ابن احمد رحمه الله اخترع شكل الهمزة فصارت هكذا ماء.
ومن وجد غير هذا فلينبه عليه وجزاه الله خيرا.

فائدة
إن قال قائل : لم أبدل في الوقف علي المنصوب من فتحته مع التنوين ألفا ولم يبدل من ضمته واوا ولا من كسرة المجرور ياء؟

الجواب هناك عدة أقوال
1 – سيبويه : أن الألف خفيفة فألحقت لخفتها والياء والواو ثقيلتان فلم تزاد بدلا من التنوين لثقلهما .أ. هـــ سر صناعة الإعراب
2 – الحريري: أنه لو وقف علي المجرور بالياء لالتبس بالمضاف إلي المتكلم فلو قلت بغلامٍ ووقفت بالياء قلت غلامي فيوهم السامع انه ملكك .
ولو وقف علي المرفوع بالواو فقال جاء زيدٌ – زيدو – لخرج عن أصل كلام العرب إذ ليس يوجد في كلامهم اسم آخره واو قبلها ضم وإنما يوجد ذلك في الأفعال ) أ . ه شرح ملحة الإعراب للحريري

3- وهناك لهجة في لهجات العرب تلحق الواو والياء بالتنوين المكسور والمرفوع ولكن سيبويه ضعفها وهي لهجة قبيلة أزد السراة . سر صناعة الإعراب لابن جني .

قلت : وقد جمع أحكام التنوين العلامة الطيبى – رحمه الله ــ فأجاد في منظومته
( المفيد في التجويد) فقال رحمه الله:

وَالْحَرْفُ لَا يَقْبَلُ تَحْرِيكَيْــــنِ مَعاً، كَضَمَّيْنِ وَفَتْحَتَيْــــــنِ
وَنَحْوُ: باً، وَبٍ، وَبٌ: تَنْوِيـــنُ نُونٌ غَدَتْ يَلْزَمُهَا السُّكُــــونُ
مَزِيدَةً بَعْدَ تَمَامِ الْاسْــــــمِ وَمَا لَهَا مِنْ صُورَةٍ فِي الرَّسْـــمِ
فِي الْوَصْلِ أَثْبِتْهَا وَفِي الْوَقْفِ احْذِفَا لَا بَعْدَ فَتْحٍ فَاقْلِبَنْهَا أَلِفَــــــا
إِلَّا إِذَا مَا هَاءَ تَأْنِيثٍ تَلَـــــتْ فَمُطْلَقاً فِي الْوَقْفِ حَتْماً حُذِفَــتْ
مِنْ أَجْلِ ذَاكَ لَمْ يُصَوَّرْ بِالْأَلِـــفْ وَنَحْوُ : ماء قِفْ عَلَيْهِ بِالْأَلِف
هَذَا وَهُمْ قَدْ صَوَّرُوا التَّنْوِينَ -فِــي لَفْظٍ- بِنُونٍ رُسِمَتْ فِي الْمُصْحَـفِ
وَهْوَ: كَأَيِّنْ، وَبِنُونٍ يُوقَــــفُ عَلَيْهِ لِلرَّسْمِ، وَبَعْضٌ يَحْــــذِفُ
وَالنُّونُ لِلتَّوْكِيدِ مِنْ: يَكُونَــــا وَنسفعا قَدْ صُوِّرَتْ تَنْوِينَــــا
أَيْ أَلِفاً كَمَا تَصِيرُ وَقْفَــــــا وَهَكَذَا: إِذاً، وَأَعْنِي الْحَرْفَــــا
الشــرح
الحرف لا ينطق بحركتين فإذا وجدت فتحتين أو ضمتين أو كسرتين فاعلم أن الحركة الثانية هي علامة علي التنوين الذي يعرف بأنه نون ساكنة زائدة تأتي في أخر الاسم ولا تكتب نونا وتثبت في الوصل وتحذف في الوقف إلا بعد الفتح تحول ألفا إلا إذا جاء التنوين علي هاء التأنيث فحينئذ يحذف التنوين ولا يقلب إلفا .
ولذلك لم يكتبوا في هاء التأنيث بعدها ألفا بدلا من التنوين المنصوب
لكن اعلم رحمني الله وإياك – أن لفظ ( ماء) وما شابهه مثل ( بناء ) تقف عليها بالإلف المبدلة من التنوين المنصوب لكنهم لم يرسموا الألف لكن تقف أنت بالإلف ومع ذلك فقد ورد التنوين في المصحف مرسوما نونا وليس تنوينا وهذا اللفظ هو ( كاين ) وإذا وقفت عليه يكون هكذا ( كاين ) وبعض القراء يحذف النون ويقف بالياء فقط .
ثم بين ــ رحمه الله ــ لكي لا يتوهم البعض أن كلمة (نسفعا ـ ليكونا) تنوين لأنهما مبدلان ألفا بين أن أخرهما نون توكيد خفيفة شبيهة بالتنوين ويلحق بهما لفظ ( إذا ) الحرفية
في أنها ـ أيضا ـ نون ساكنة شبيهة بالتنوين .


الفرق بين النون الساكنة والتنوين
إذا أردت معرفة الفرق فضع أمام عينك تعريف التنوين واستخرج الفرق بينهما
وجه المقارنة النون الساكنة التنوين
الأصالة والزيادة أصلي وقد يأتي زائدا زائد فقط
الثبوت لفظا وخطا و وصلا ووقفا لفظا لا خطا ووصلا
لا وقفا
الدخول كل أنواع الكلمة
اسم وفعل وحرف الاسم فقط
المكان الوسط والأخر أخر الكلمة فقط

ملحوظات
1 – كلمة ( وليكونا من الصاغرين ) وكلمة ( لنسفعنا بالناصية ) نون وليست تنوينا ( نون ساكنة شبيهة بالتنوين ) ويلحق بها ( إذا ) الحرفية فهي نون ساكنة شبيهة بالتنوين .
2 – كلمة ( كاين ) تنوين شبيه بالنون الساكنة

توجيهات
وجه الدكتور / محمد سالم محيسن تشبيه النون الساكنة بالتنوين في
( وليكونا، ولنسفعنا، وإذا ) لوقوعها طرفا فأشبهت التنوين فأبدلت ألفا حالة الوقف ا.هـ إرشاد الطالبين إلي ضبط الكتاب المبين

ولقد وجه ابن جني إبدال الألف من نون إذن الحرفية في الوقف
أن سبب الوقوف علي إذن الحرفية بالألف إذا لأنها ( إذن ) حرف فالنون فيها بعض حرف كما أن التنوين ونون التوكيد كل واحد منهما حرف فجاز ذلك في نون إذا لمضارعه إذن كلها نون التوكيد ونون الصرف ( نون التنوين )أ.هــ

(إذن )يقول ابن هشام : ( والجمهور يقول هى حرف وقيل اسم )
يقول ابن هشام
frown.gif
والصحيح أن نونها تبدل ألفا تشبيها لها بتنوين المنصوب )

ويقول السيوطى: الإجماع فى القرآن على الوقف عليها وكتابتها بالألف دليل على أنها اسم منون لا حرف آخره نون خصوصا أنها لم تقع فيه ناصبة للمضارع .
لطائف فى رسم المصحف
وضع علامة التنوين على ما قبل الألف هو المعمول به وهو مذهب سيبويه والخليل وقيل بوضع التنوين فوق الألف وثمة قولان ضعيفان لم أذكرهما .
لكن نحو ماء لا يوجد سوى قول صحيح فلا نضع ألفا ونضع التنوين فوق الهمزة فقط
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
التعديل الأخير:

ام عمران

وعجلت إليك رب لترضى
إنضم
23 ديسمبر 2010
المشاركات
3,403
النقاط
36
أحكام النون الساكنة والتنوين

أربعة أحكام ( إظهار – إدغام – قلب – إخفاء )


وحكم تنوين ونون يلفي *** إظهار إدغام وقلب اخفا
قلت :
أشار البعض إلي أن أحكامها ثلاثة ( إظهار – إدغام محض وغيره – إخفاء مع قلب وغيره )
وأشار البعض إلي أن أحكامها خمسة : إظهار – إدغام بغنة – إدغام بغير غنة – قلب – إخفاء
وأشار البعض إلي أن أحكام النون الساكنة والتنوين ستة أحكام
– إظهار – إدغام – قلب – إخفاء – الكسر – الفتح .
الكسر : النون ساكنة ( إنِ ارتبتم ) وتخلص من التقاء الساكنين بالكسر فحكم النون الساكنة هنا الكسر .
الفتح: النون ( منَ الشاهدين ) ساكنة فلما أتي ورائها ساكن فتحت للتخلص من التقاء الساكنين إذن حكم النون الساكنة هنا الفتح

هذا وقد رد بعض أهل العلم الحكمين السابقين الفتح والكسر لأن النون لم يعد سكونها ثابتا في الوصل بل تغير بحركة فليس داخلا في أحكام النون الساكنة التي سكونها وصلا لأن الكلام في هذا الباب عن الساكنة وصلا ووقفا .

وقد ذهب بعض أهل العلم إلي أن أحكام النون الساكنة والتنوين ستة 1 – إظهار حلقي 2 – إدغام بغنة 3 – إدغام بغير غنة 4 – إظهار مطلق 5 – قلب 6 – إخفاء.

والخلف لفظي فلن يؤثر ذلك على القراءة في شيء . والله أعلم وأحكم

الحكم الأول: ( الإظهار الحلقي )
تعريفه
الإظهار لغة : البيان والإيضاح
واصطلاحا: فصل الحرف الأول عن الثاني من غير سكت
حروفه : همز – هاء – عين – حاء – غين – خاء
فالأول الإظهار عند أحرف للحلق ست رتبت فلتعرف
همز هاء ثم عين حـــــــــاء مهملتان ثم غين خـــــــــاء
المهمل : (غير منقوط) المعجم : ( منقوط )
فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الستة بعد النون الساكنة والتنوين وجب الإظهار ويسمي إظهارا حلقيا


وجه تسميته إظهارا حلقيا:
سمي إظهارا: لوضوح النون الساكنة والتنوين عند هذه الأحرف
سمي حلقيا : لأن الحروف تخرج من الحلق
أمثلة
( ينأون ــ فسينغضون - ينهون - ينحتون - المنخنقة - أنعمت – واسعٌ عليم – قولا غير – لطيفٌ خبير ) وهكذا في بقية النظائر.

رسم حكم الإظهار في المصحف
حكم التنوين التركيب = للإشارة إلى تباعدهما خطا كما تباعدا مخرجا

سبب البدء بحكم الإظهار
قد يسال سائل لم بدأنا بحكم الإظهار أولا ثم عطفنا الإدغام إلي آخره ؟
والجواب : يقول الملا علي القاري : ( الإظهار هو الأصل وثني الإدغام لأنه ضد الإظهار والشيء يحمل على ضده ثم القلب لأنه نوع من الإدغام وحرفه واحد فهو قريب للضبط ثم ذكر الإخفاء حفظا للإحصاء ولأنه حالة بين الإظهار والإدغام ) أ.هـــ المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية للملا على القاري

سبب الإظهار عند هذه الأحرف ذكر كثير من أهل العلم أن سبب الإظهار هنا التباعد لأن النون والتنوين يخرجان من طرف اللسان والحروف الستة من الحلق


ويعلل إظهار النون الساكنة عند حروف الحلق الإمام السخاوى قائلا :
( ولما كان التنوين والنون سهلين لا يحتاجان في إخراجهما إلي كلفة وحروف الحلق اشد الحروف كلفة وعلاجا في إخراجهم حصل بينهم وبينهما تباين لما يحسن معه الإخفاء كما لم يحسن معه الإدغام إذ هو قريب منه فوجب الإظهار ).

وقيل في سبب الإظهار: أنه لا سبب له لأن الإظهار هو الأصل والأصل لا يحتاج لعلة.

مراتب الإظهار ثلاثة :
1 – عليا عند الهمزة والهاء
2 – وسطي عند العين والحاء
3- دنيا عند الغين والخاء


الحكم الثاني: الإدغام
لغة : الإدخال
اصطلاحا : النطق بالحرفين حرفا كالثاني مشددا
وقيل : وصل حرف ساكن بحرف مثله متحرك من غير الفصل بينهما بحركة أو وقف فيصيرا لشدة اتصالهما كحرف واحد .
فائدة : جميع الحروف تدغم ويدغم فيها إلا الألف لأنها ساكنة أبدا
ولم تدغم همزة في همزة في القرآن الكريم وفى اللغة العربية تدغم الهمزة في الهمزة في حالة واحدة إذا كانتا في موضع العين مثل ( رأّس ) و ( سأّل )

سؤال : هل الحرفان منطوق بهما علي حده أم صارا حرفا واحدا ؟

والجواب : ذهب كثير من أهل العلم أن الحرفين في الإدغام منطوق بهما علي الصحيح وليس إدخال حرف بحرف بل هما ملفوظ بهما وغاية الأمر أن المدغم لما خلط بالمدغم فيه صارا كأنهما شي واحد.
وهذا كلام ابن الجزري في التمهيد وتبعه الملا علي القاري في المنح الفكرية ونقله بالحرف الواحد الشيخ الضباع في الإضاءة .

وذهب فريق من أهل العلم أن الحرفين صارا حرفا واحد مشددا يرتفع اللسان عندهما ارتفاعه واحدة .
ويعلق الملا على القاري على هذا القول بأنه للتقريب إذ الواقع يقول بأن الحرفين منطوق بهما على حده . والله اعلم


سؤال : قد يسال سائل هل التشديد عوض عن الحرف الذاهب ؟
والجواب : ليس التشديد عوضا عن الحرف بل عوض عما فاته من لفظ الاستقلال ) أ.هــ الملا على القارئ والضباع في الإضاءة
فائدة الإدغام : التخفيف فتكرير الحرف والعود إليه بعد النطق به يثقل على اللسان .

أقسام الإدغام
1 – إدغام بغنة 2 – إدغام بغير غنة

1 – أولا: الإدغام بغنة حروفه ( ينمو ) بشرط أن تكون النون في أخر الكلمة الأولي وأحد هذه الأحرف في أول الكلمة الثانية والتنوين له نفس الحكم فتنبه .
أمثلة : ( من يطع - من نعمة – من مال – من ولي )
ويصير الإدغام هكذا( ميطع ـ منعمة ـ ممال ـ مولى)

والغنة : صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم تخرج من الخيشوم
والخيشوم: هو خرق الأنف المنجذب إلي داخل الفم المركب فوق غار الحنك الأعلى .
مقدار الغنة : حركتان بقبض الأصبع أو بسطه ( وهذا للتقريب والعبرة بالتلقي)

ويسمي الإدغام بغنة إدغاما ناقصا:لأن دخول الغنة نقصه عن كمال التشديد .


وجه إدغام النون الساكنة والتنوين في حروف ( يرملون )

اعلم ــ رحمني الله وإياك ـــ أن علة الإدغام مطلقا التقارب والتجانس والتماثل .
وقد ذهب فريق من أهل العلم أن علة الإدغام هنا التماثل للنون والتجانس للميم والتقارب في ( اللام والراء والواو والياء ).

وذهب فريق آخر إلى أن وجه الإدغام في النون التماثل والميم التجانس في الغنة والجهر والانفتاح والاستفال وبعض الشدة
و في الياء والواو التجانس في الجهر الانفتاح والاستفال والمشابهة الغنة المد ومن ثم أعرب بالنون في الأفعال الخمسة كما أعرب بحروف المد في الأسماء الستة.
يقول النويري الإدغام في الميم التجانس في الغنة والجهر والانفتاح وفي الواو والياء التجانس في الغنة والجهر .

وذهب فريق أخر: ( التماثل للنون والتقارب للحروف (يرملو ) لأن حد التجانس لا يتفق هنا.

وممن ذهب للتقارب بين الميم والنون صاحب كتاب لطائف حيث قال : فإن قلت النون من
طر ف اللسان وفوق الثنايا والميم من بين الشفتين وبينهما مخارج فلم ساغ الإدغام مع التباعد والجواب بأنه قد يحصل للمتباعد وجه يسوغ إدغامه فالوجه الذي قرب بين النون والميم ونحوهما الغنة التي اشتركا فيها فصارا بذلك متقاربين أ.هــ نقلا عن نهاية القول المفيد

تتمة
ذهب فريق من أهل العلم إلى تعريف التجانس بأنه ما اتفق مخرجا واختلف صفة أو العكس بمعنى ما اتفق صفة واختلف مخرجا .
وعلي هذا المذهب يصير حكم النون مع الميم من قبيل التجانس لأنهما متفقان صفة لا مخرجا فتنبه .

الغنة فى النون الساكنة والتنوين

يقول الضباع : (واتفق العلماء علي إن الغنة مع الياء والواو غنة المدغم ( النون الساكنة ) ومع النون غنة المدغم فيه ( النون الثانية ) واختلفوا مع الميم والصحيح أنها غنة المدغم لأن غنة النون أظهر من غنة الميم . ) أ.هـــ منحة ذي الجلال ( شرح تحفة الأطفال ) للضباع
تعليقات1 ــ المدغم : يعنى الحرف الأول والمدغم فيه : يعنى الحرف الثاني
2 ــ اعلم ــ بارك الله فيك ـــ أن أهل العلم مختلفون في غنة النون مع النون فليس الكلام على إطلاقه فلعل الشيخ الضباع أراد بالاتفاق الأغلب أو أن هذا القول هو المعمول به. ولتعلم أن الشيخ الضباع تابع هنا لأكثر أهل العلم .

وذهب بعض أهل العلم كالإمام مكي في الرعاية إلى أن الغنة هي غنة المدغم ــ النون الأولى ــ .

3ـ قول الشيخ الضباع: ( واختلفوا مع الميم والصحيح أنها غنة المدغم لأن غنة النون أظهر من غنة الميم ) أ.هــ كلامه ــ رحمه الله .
اعلم أن هذا القول ليس بالمشهور بل القول بأن الغنة غنة الميم لا غنة النون لأن النون الأولى قلبت ميما هو الأشهر والمعمول به وسيأتي زيادة بيان في باب أنواع الإدغام من حيث الكمال والنقصان .

لماذا أدغمت النون في الياء ؟
يقول السخاوي : ( الموجب لإدغامهما في الياء أن النون فيها من المد قريب مما في الياء لان هواء الفم يتسع بالغنة كاتساعه بالمد
والياء قريبة من الراء ولا يخرج من طرف اللسان أقرب إليها منها وكذلك اللام لأن الياء أقرب الحروف إليهما فكما أدغما فيهما وكذلك فيما قرب منهما وهي أيضا أخت الواو في المد واللين وكل واحدة منهما تدغم في الأخرى بعد القلب ولأن المد الذي في الواو بمنزلة الغنة التي في الميم والنون ويدغم في الميم للاشتراك في الغنة والنون للمماثلة .أ . هـــ فتح الوصيد شرح القصيد للسخاوى

وعلل السخاوي بقاء الغنة قائلا :
( وأما الغنة فإنما بقيت لأن النون لها مخرجان نطق اللسان وصوت يخرج من الخياشيم فكرهوا مع إدغام التنوين ذهاب الغنة من الخياشيم مع إذهابهم النون والتنوين من اللسان فيكونون لإذهابهم حرفين كأنهما قد أدغموا حرفين في حرف فابقوا الغنة خشية الإخلال بهما ) .أ . هــ فتح الوصيد
ويقول محمد مكي نصر : ( وحجة الأكثرين في بقاء الغنة عند الياء والواو ما في بقائهما من الدلالة على الحرف المدغم ) أ. هــ نهاية القول المفيد في التجويد


فائدة :ذكر السخاوي (( وإذا أدغمت النون في النون تحولت إلي المدغم فيها لان النون المتحركة تخرج من الفم وذلك يمنع بقاء النون الساكنة خارجه من الخيشوم لما يؤدي إليه من اختلاف المخرجين )) .


يقول الضباع
ومن أبقي الغنة في الواو والياء حجته ما في بقاء الغنة من الدلالة علي الحرف المدغم ويقوي ذلك أنهم مجمعون علي بقاء صوت الإطباق إذا أدغمت في التاء نحو بسطت فبقاء الإطباق مع إدغام الطاء شبيه ببقاء الغنة مع إدغام النون .


تنبيهات
1 ــ ذهب إلي تسمية هذا الحكم – أعني الإدغام بغنة في ( ينمو ) – بالإخفاء بعض أهل العلم يقول السخاوي – رحمه الله – : لماذا لم نقل في الواو والياء إخفاء لأن الغنة تمنع الإدغام , وأبو عمرو الداني يقول من أبقي الغنة لم يكن ذلك إدغاما صحيحا في مذهبه لأن حقيقة الإدغام ذهاب الحرف والصفة ويحول الحرف لأخر أ.هـ
يقول ابن الجزري – رحمه الله:– فى تعليقه على هذا الكلام : ( هذا إدغام ناقص فهو بمنزلة حرف الإطباق ( أحطت) والدليل وجود التشديد إذ التشديد يمنع الإخفاء والإدغام عند من أذهب الغنة كامل أ . هـ النشر في القراءات العشر

2 ــ إذا وقع حرف الإدغام بعد النون الساكنة في كلمة واحدة وجب الإظهار ويسمي إظهارا مطلقا: لعدم تقيده بحلقي أو شفوي أو قمري وذلك في أربعة ألفاظ في القران الكريم ( دنيا – بنيان – قنوان – صنوان )
تذكرة : معني قنوان : عذوق النخل والعذق عنقود النخل , صنوان : نخلتان أو نخلات يكون أصلها واحد ويقال عم الرجل صنو أبيه .

وعلة الإظهار هنا
لئلا تلتبس بالمضاعف إذا أدغمت والمحافظة علي المعني ـــ أيضا ـــ ووضوحه توجيه مقبول.
المضاعف : ما تكرر أحد أصوله فمثلا ( صوان) غير ( صنوان ) فإذا أدغمتا النون في (صنوان ) صارت (صوان) فتختلط هذه بالكلمة التي فيها حرف مكرر مثل (صوان) فالواو هنا مكررة فمن أجل هذا اللبس منع الإدغام
يقول الشاطبى :

وعندهما للكل أظهر بكلمة *** مخافة أشباه المضعف أثقلا

وقد يسال سائل : هلا أدغمت فيها بغنة ليحصل الفرق ؟
والجواب : بأنها لما كانت فارقة فرقا خفيا لم يدركه العامة فمنع الإدغام حذرا من اللبس .


توجيه بعض الكلمات القرآنية

كلمة ( يس والقران ) وكذلك ( ن والقلم ) من طريق الشاطبية الإظهار فقط وعلة ذلك يقول أبو شامة:
( وجه إظهار يس و ن أن حروف الهجاء في فواتح السور وغيرها حقها أن يوقف عليها مبينا لفظها لأنها ألفاظ مقطعة وغير منظمة ولا مركبة ولذلك بنيت ولم تعرب )) أ . هـ

مع العلم بان كلمة ( يس والقران ) و ( ن والقلم ) من طريق ذرعان عن روضة ابن المعدل
( قصر المنفصل ) إدغام وليس إظهارا.

وعلة الإدغام : إتباع أصل الحكم دون النظر إلي كونها مقطعة أم مركبة .

يقول النويري :
( " يس " و" نون " الإظهار الأصل و حق حرف التهجي إن يوقف عليه لعدم التركيب فان وصل فبنيه الوقف) . شرح الطيبة

أما ( طسم) فحفص يقرأها بإدغام ( سين في ميم ) مع أنها في كلمة واحدة


والعلة في ذلك :قرب المخرج وكثرة الحروف
ويقول ابن خالويه :
(وقرأ ( طسم ) بإخفاء النون عند الميم وحجتهم في ذلك أن همزة الوصل قد وصلت ولم تقطع في قوله: (آلم الله ) آل عمران فلما سقطت همزة الوصل وهي لا تسقط إلا في الدرج مع هذه الحروف فكذلك لا تتبين النون عند الميم ) قلت: (وكلمة إخفاء تعنى عنده إدغام )
وقيل : للتخفيف والتقارب .
وقيل : مراعاة للاتصال اللفظي ليتأتى معه التخفيف بالإدغام والعبرة بالرواية .

الإدغام من غير غنة حرفان: اللام والراء
فإذا وقع حرف منهما بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الإدغام بغير غنة.

وجه حذف الغنة
يقول ابن الجزري في ذهاب الغنة في الإدغام : ( لأن حق الإدغام أن يذهب لفظ الحرف الأول ) أ.هـ
و يقول الملا على : ( وجه الإدغام في اللام والراء تلاصق المخرج عند الجمهور واتحادهما عند جمع ونفى الغنة مبالغة في التخفيف ) . أ . هــ المنح الفكرية
أمثلة : ( من لدنه – من رسول )

وجه إدغام النون فى اللام والراء
يقول السخاوي : ( والموجب للإدغام في اللام والراء طلب الخفة وساغ ذلك لقرب المخرج والموجب لإذهاب الغنة أن الغنة هاهنا فيها كلفة علي اللسان .
وينقلب التنوين أو النون من جنس اللام والراء قلبا محضا , وذلك حقيقة الإدغام وإظهار الغنة في العربية جائز) .

وعلل السخاوي حذف الغنة في اللام والراء وقيل : إنما أذهبت الغنة هاهنا للقرب فكان الراء واللام لقربهما من التنوين والنون قد صارا كالأمثال التي ينوب بعضها عن بعض وحين بعدا من الواو والياء والميم احتيج إلي بقاء الغنة لتدل علي الحرف المدغم .أ . هـــ فتح الوصيد شرح القصيد

تذييل
بعض أهل العلم – جزاهم الله خيرا – يقولون بان ( من راق ) مستثني من هذا الحكم لوجود السكت المانع من الإدغام .

ويخالف هذا القول السابق الشيخ محمد مكي نصر صاحب نهاية القول المفيد إذ يقول
frown.gif
فإن قلت : أليس يستثنى من الإجماع المذكور قوله ( من راق ) فإن حفصا لا يدغم النون في الراء هنا بل يسكت على ( من ) ثم يقول ( راق ) .

قلت : لا يستثنى لأن إدغامهما فيهما إنما يكون عند ملاقاتهما إياهما والسكتة تمنع الملاقاة وتفصل بين الحرفين فلو لم يسكت حفص لأدغم ألبته ) . أ.هــ نهاية القول المفيد

ويرى فريق من أهل العلم بأن السكت لم يفصل بدليل أنه ليس بنفس ويستدلون

بقول مكي كان حفص يقف على عوجا وقفة خفيفة في وصله . أي دون قطع نفس لأنه في وقفه واصل . أ.هــ أبو شامة في شرحه على الشاطيبية

سؤال
قد يسال سائل لماذا سكت حفص علي من راق وبل ران من طريق الشاطبية ؟ والجواب أنك أذا قلت مراق – بران فيتوهم السامع أن الأول مبالغة ( مارق) والثاني ثنية ( البر) . أبو شامة بتصرف

وعلة الإدغام لأنه متصل في الخط والإدغام فرع ولا كراهة فيه ولو لزم الوقف على اللام والنون ليظهر للزم في كل مدغم ويرى المهدوى ليس لقراءة حفص وجه من الاحتجاج يعتمد عليه إلا الرواية . أ.هـ أبو شامة

أنواع الإدغام من حيث الكمال والنقصان

ا – كامل 2 – ناقص
ذهب فريق من أهل العلم إلى أن الكامل : ذهاب ذات الحروف وصفته معا وعلامته وضع شدة علي المدغم فيه
والناقص : ذهاب ذات الحرف وإبقاء الصفة وهي الغنة وهي تمنع كمال التشديد ( ينمو ) فإذا كان هناك غنة سواء للمدغم أم للمدغم فيه فالإدغام ناقص .

يقول محمد مكي نصر : ( يقول مكي في الرعاية : إنهما يدغمان في النون والميم مع إظهار الغنة في نفس الحرف الأول فيكون ذلك إدغاما غير مستكمل التشديد لبقاء الحرف غير مدغم وهو الغنة أقول : هذا رأى مكي . وقال أبو شامة وأما إدغامهما في النون والميم فهو إدغام محض لأن في كل من المدغم والمدغم فيه غنة فإذا ذهبت إحداهما يعنى غنة المدغم بالإدغام بقيت الأخرى وهذا مذهب الجمهور فالتشديد مستكمل على مذهبهم

يقول محمد مكي نصر : ( مقتضى كلام الحلبى أنه متى وجدت الغنة كان الإدغام غير محض ناقص التشديد سواء قلنا إنها للمدغم أو للمدغم فيه.

ثم يقول محمد مكي نصر ومقتضى كلام الجعبرى أنه محض كامل التشديد مع الغنة حيث كانت للمدغم فيه لا للمدغم . ) أ. هــ نهاية القول المفيد

وذهب فريق من أهل العلم إلي أن الكامل حروف ( نرمل ) والناقص ( ي – و ) وقالوا الغنة في ( من نعمة) و ( من مال ) غنة المدغم فيه

وعلي هذا جري العمل في ضبط المصحف بوضع شدة فوق ( نرمل ) وتعريته ( الواو والياء ) والغنة في النون والميم غنة المدغم فيه علي هذا القول . وهو المعمول به والمشهور
يقول محمد مكي نصر : ( واتفق العلماء على أن الغنة مع الواو والياء غنة المدغم ومع النون غنة المدغم فيه واختلفوا مع الميم والمحققون على أن الغنة هنا هي غنة الميم لأن النون ذهبت بالقلب . أ. هــ نهاية القول المفيد
المدغم : يعنى الحرف الأول المدغم فيه : يعنى الحرف الثاني

يقول صاحب هداية القارئ الشيخ عبد الفتاح المرصفى: ( وإما إدغام النون الساكنة ولو تنوينا في النون والميم في نحو ( إن تقول , يومئذ ناعمة , من ماء , مثلا ما ) فمن قبيل الإدغام الكامل علي الصحيح لاستكمال التشديد فيه وذلك لسقوط المدغم ذاتا وصفة بانقلابه من جنس المدغم فيه كما هو واضح من النطق وهذا هو المعتد والمأخوذ به وعليه الجمهور .
وذهب بعضهم إلي أنه من قبيل الإدغام الناقص بحجة أن الغنة منعت كمال التشديد فيه وألحقوه بإدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء مع الغنة في نقصانه . وجاء هذا في بعض شرح المقدمة الجزرية وغيرها
وجاء في كتاب المحكم في نقاط المصاحف للحافظ أبي عمرو الداني رحمه الله في باب ذكر النون الساكنة وما بعدها – أي من الحروف – في حال البيان والإدغام والإخفاء عند ذكره لنقط الإدغام ما حاصله أن النون الساكنة تدغم إدغاما صحيحا وتدخل إدخالا شديدا إذا أتي بعدها اللام والراء والنون والميم وكذلك إذا أتي بعدها الواو والياء علي مذهب من أذهب الغنة عندهما ولم يبق لها أثر مع الإدغام . وعلي مذهب من بين غنة النون عند اللام والراء والواو والياء لم تدغم النون إدغاما تاما لأنها لم تنقلب إلي لفظ هذه الحروف قلبا صحيحا ولم تدغم فيها إدغاما تاما لبقاء صوتها الذي لها من الخيشوم وهو الغنة وقال ــ رضي الله عنه ــ بنحو ذلك في باب التنوين قبل باب النون في الكتاب نفسه أهـ بمعناه كلام الداني

وجاء في شرح ضبط الخزار للعلامة المارغني ما حاصله أيضا " أن من الإدغام الكامل إدغام النون الساكنة والتنوين في أربعة أحرف وهي : " اللام والميم والنون والراء وجمعها لفظ المنظم في جملة " لم نر " وكذلك الواو والياء عند من قرأ بإدغامهما فيها بغير غنة وإن من الإدغام الناقص إدغامهما في الواو والياء بالغنة وكذلك اللام والراء عند من أدغم وأبقي الغنة . أ هـ بمعناه أيضا .
بعد هذا أصبح من الواضح تماما أن إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم من الإدغام الكامل وهو الصحيح المأخوذ به عند الجمهور فتأمله والله الموفق . أ . هــ هداية القاري في تجويد كلام الباري للشيخ عبد الفتاح المرصفى رحمه الله

ملحوظة وتلحظ أنه في رسم المصحف الياء والواو لا شدة عليها لأن الإدغام هنا ناقص وفي بعض رسوم أهل المغرب يوضع شدة فوق الياء والواو

رسم علامة الإدغام في المصحف
نضع شدة على ( نرمل ) للإشارة إلى كمال التشديد وحروف ( و ى ) نجردها من التشديد إذ غنه ليس كاملا على الاختيار .

موضع الغنة فى الياء والواويقول مكي في الرعاية : ( أين تكون الغنة ؟ هل في الواو والياء أم ماذا ؟
يقول مكي : الغنة تظهر فيما بين الحرفين ولم تدغم النون في الباء لبعد المخرج ) أ. هــ
يقول صاحب التحفة :

وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ في يَرْمَلونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ
لكِنَها قِسْمانِ قِسْمٌ يُدْغَمَا فِيهِ بِغُنَّةٍ بِيَنْمو عُلِمَا
إِلا إِذا كَانَا بِكلمةٍ فَلا تُدْغَمْ كَدُنيا ثُمَّ صِنْوانٍ تَلا
والثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ في الَّلامِ والرَّا ثُمَّ كَرِّرَنَّهْ
 

ام عمران

وعجلت إليك رب لترضى
إنضم
23 ديسمبر 2010
المشاركات
3,403
النقاط
36
الحكم الثالث ( القلب )


تعريفه : لغة : التحويل

واصطلاحا : جعل أو تحويل النون الساكنة والتنوين ميما مخفاة بغنة
حرفه : الباء

والثالث الإقلاب عند الباء **** ميما بغنة مع الإخفاء
يقول سيبويه : ( العرب يقلبون النون ميما في كلامهم نحو العنبر : العمبر) أ.هـ

فائدة :هل الصواب التعريف ( بالإقلاب ) أم ( بالقلب ) ؟ الصواب في المسالة أن يقال حكم القلب وليس الإقلاب لأن هذا الفعل لم يرد به المصدر إقلاب بل ورد المصدر القلب وإذا قلنا حكم الانقلاب لكان ـ أيضا ـ جائزا . أ . هــ

ولكي يتحقق القلب لابد من ثلاثة أمور
1 ــ تحويل النون الساكنة أو التنوين ميما لفظا لا خطا .
2 – إخفاء هذه الميم عند الباء .
3 – إظهار الغنة مع الإخفاء .

هذا ولا فرق بين أن بورك – ومن يعتصم بالله – إلا أنه لم يختلف في إخفاء الميم المقلوبة ولا في إظهار الغنة من ذلك بخلاف الميم الساكنة .

علامة الاقلاب في المصحف

وضع " م " بعد علامة الحركة إشارة إلى قلب التنوين ميما عند الباء
م
مثاله : ( من بخل )

وجه القلب

لم يحسن الإظهار لما فيه من كلفة ولم يحسن الإدغام للتباعد والغنة هنا غنة الميم لا النون لأن النون ذهبت .

وقيل : عسر الإتيان بالغنة في النون مع الإظهار ثم إطباق الشفتين لأجل الباء ولم يدغم لاختلاف المخرج وقلة التناسب

لماذا تم اختيار الميم ؟ لأن الميم تتفق مع الباء في المخرج وتتفق مع النون في جميع الصفات فتم اختيار الميم لهذا .

وعلل الإمام السخاوى القلب

بأن الميم تخرج من مخرج الباء , ومع ذلك لا تدغم الميم في الباء لذهاب غنتها بالإدغام فالأولي ألا تدغم فيها النون التي ليست من مخرجها والسبب الذي امتنع له إدغام الميم موجود في النون .
والإخفاء أيضا لا يحسن كما يحسن الإظهار لأن اللفظ بالباء يمنع من إتمام الغنة فلما يحسن وجه من هذه الأوجه الثلاثة لم يبق إلا القلب .
وقد يقول قائل: لماذا لم تقلب عند الواو ميما كما قلب عند الميم وان كانت الواو من مخرج الباء لان الواو تخالف الميم في اللين والمد وتتجافي عنها الشفتان بخلاف الباء فإنها توافق الميم في لزوم الشفتين . أ .هــ فتح الوصيد

الرابع: ( الإخفاء )لغة : الستر
اصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عاريا عن التشديد مع بقاء الغنة
حروفه مجموعة في أوائل هذه الكلمات :
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
دم طيبا زد في تقي ضع ظالما

أمثلة الإخفاء الحقيقي :
( ينصرون ــ ولمن صبر ــــ بريح صرصر ) هذا مثال حرف الصاد وقس على ذلك باقى الحروف

علامة الإدغام والإخفاء في المصحف
حكم التنوين الإتباع : علامة التنوين والحركة متتابعتين للإشارة إلى تقاربهما خطا كما تقاربا مخرجا .

ويسمي إخفاء حقيقيا: لتحقق الإخفاء فيه أكثر من غيره
سؤالقد يسال سائل لم فرقوا بين الإخفاء في الميم الساكنة والنون الساكنة فقالوا إخفاء حقيقي وهناك إخفاء شفوي ؟
الجواب : أن الإخفاء في النون الساكنة يكاد يكون تاما فلا تكاد تبقي الغنة والإخفاء متحقق هنا أكثر من غيره أما الميم الساكنة يوجد تبعيض للحرف وستر لذاته فلذلك فرقوا في التسمية والله اعلم أ . هـ هداية القاري إلى تجويد كلام الباري

وجه الإخفاء
يقول مكي والعلة في إخفاء النون الساكنة والتنوين لان النون صار لها مخرجان مخرج لها ومخرج لغنتها فاتسعت في المخرج فأحاطت عند اتساعها بحروف الفم فشاركتها بالإحاطة فخفيت عندها والإخفاء إنما هو إن يخفي الحرف في نفسه لا في غيره .

والنون الساكنة والتنوين لم يقرب مخرجهما من مخرج الحروف المذكورة فيدغما ولم يبعد مخرجهما من الحروف المذكورة فيظهرا فأعطيا حكما متوسطا لأن الإخفاء حالة بين بين .


الفرق بين الإخفاء وغيره
يوضح النويري الفرق بين الإخفاء وغيره فيقول : ( الإخفاء يشبه الإظهار من جهة عدم الممازجة والدخول ولهذا يقال أظهر عند كذا وأخفي عند كذا لكن يقولون أدغم في كذا . ويفارقه من جهة بقاء الغنة
والإخفاء يشبه الإدغام من جهة الغنة ويفارقه من جهتين : التشديد والقلب الخاصتين في الإدغام دون الإخفاء .

ويرى كثير من أهل العلم الفرق بين الإخفاء والإدغام أن
1 – الإخفاء لا تشديد معه بخلاف الإدغام
2 – إخفاء الحرف يكون عند غيره والإدغام في غيره
3 – الإخفاء يأتي في كلمة وكلمتين والإدغام في كلمتين


اللسان وموضعه في غنة الإخفاء

مخرج التنوين والنون الساكنة مع حروف الإخفاء من الخيشوم فقط ولا حظ لهما معهن في الفم لأنه لا عمل للسان فيها كعمله فيهما مع ما يظهران عنده أو يدغمان فيه بغنة . أ.هــ كلام ابن الجزرى وغيره
ويقول محمد مكي نصر : ( ومن قال هناك عمل للسان في حالة الإخفاء فلم التخصيص بالخيشوم فقال : لأنهم نظروا للأغلب فحكموا له وإن عمل اللسان .أفاد هذا بعضهم عن العلامة الشبراملسى مع بعض زيادة أ.هــ بتصرف كبير من كتاب نهاية القول المفيد من باب مخارج الحروف ( الخيشوم )
و يقول صاحب هداية القاري : ( في حالة الإخفاء لا ينتقلان إلى الخيشوم ولا يستقران فى طرف اللسان بل ينطق بهما قريبين من مخرج الحرف الذي يخفيان عنده أ.هـ هداية القاري
وهذا القول تلقيناه عن مشايخنا وعليه عملنا والله أعلم وأحكم. وسيأتي زيادة بيان في بحث
( التتمة في أحكام الغنة )
ويقول ابن يالوشة : ( وطريق الخلاص من ذلك تجافى اللسان قليلا عن مخرج النون وليحترز القارئ الكريم من المد عند إخفاء النون في نحو " كنتم " لكي لا يتولد حرف مد هكذا " كونتم " وكذلك النون المشددة يحترز أيضا من المد . أ.هـ شرح ابن يالوشة على الجزرية .
وقد نبه على الاحتراز من المد عند إخفاء النون في نحو " كنتم " لكي لا يتولد حرف مد هكذا " كونتم
صاحب السلسبيل الشافي فقال:
إن شددت نون وميم غنا *** وصلا ووقفا كأتمهنــــــــا
وسم حرف غنة مشددا *** واحذر لما قبلها أن تمددا
وحكم الغنة في الإخفاء الإتباع فإن جاء بعدها مفخم فخمت وإن جاء بعدها مرقق رققت.
يقول الشيخ عثمان سليمان مراد :
وفخم الغنة إن تلاها **** حروف الاستعلاء لا سواها
وليعلم القارئ الكريم أن الحروف التي تفخم الغنة عندها ( ص ض ط ق ظ ) وحذفنا من حروف الاستعلاء ( خص ضغط قظ ) لأن الخاء والغين حكم النون الإظهار عند جميع القراء إلا أبا جعفر .

مراتب الإخفاء عند كثير من أهل العلم
كلما قرب من حروف الإخفاء كان الإخفاء أزيد مما بعد عنه يعني
1 – اعلي عند الطاء والدال والتاء يعني قريبا من الإدغام
2 – ادني عند القاف والكاف يعني قريبا من الإظهار
3 ــ وسط عند باقي الحروف

مراتب الإخفاء عند الإمام السخاوى
يري الإمام السخاوي ـــ رحمه الله ـــ أن الإخفاء يكون تارة إلي الإظهار اقرب وتارة إلي الإدغام اقرب علي حسب بعد الحرف من النون والتنوين وقربه منه .
المرتبة الأولي 1 – الإدغام اقرب ( الطاء – الزاي – الصاد – السين – التاء –
الدال )
المرتبة الثانية 2 – أظهر من ذلك قليلا ( الظاء – الثاء )
المرتبة الثالثة 3 – أظهر من ذلك قليلا ( الضاد – الذال )
المرتبة الرابعة 4 – أظهر من ذلك قليلا ( الجيم – الشين )
المرتبة الخامسة 5 – أظهر من جميع ذلك ( القاف – الكاف – الفاء )
ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض .أ . هــ فتح الوصيد للسخاوى
ملحوظات على رأى السخاوى
وضع مع المرتبة الأولى حروف الصفير ( ص ــ ز ـ س ) لقربها
من الحروف النطعية ( ط ـ ت ـ د )
لماذا لم يجعل حرف الذال في المرتبة الثانية مع إخوته ( ظ ــ ث )؟ ولماذا فصل حرف الضاد الشجري عن الجيم والشين ؟
ولماذا وضع الفاء في أدنى المراتب ؟
على أية حال رأيه له بعض الوجاهة
فالضاد مثلا أقرب للنون من الجيم والشين فقدمت في المرتبة عليها
والفاء بعيدة ـــ أيضا ــ عن النون كبعد القاف والكاف فناسب أن تعطى نفس مرتبتهم . والله أعلى وأعلم
ولكن رأى الجمهور أوجه وهو المشهور والمعمول به .
والرابع الإخفاء عند الفاضل من الحروف واجب للفاضل
في خمسة من بعد عشر رمزها في كلم هذا البيت قد ضمنتها
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيبا زد في تقي ضع ظالما

ويقول السمنودى ــ حفظه الله – عن أحكام النون الساكنة والتنوين

عند حروف الحلق أظهرنهما وعند يرملون أدغمنهما
من كلمتين مع غنة دون رل ون مع يس بالإظهار حل
وعند باء ميما اقلبنهما وعند باقيهن أخفينهما
وقارب الإظهار عند أولي كم قر والإدغام دوما تلو طي
ووسط صدق سما زاه ثنا ظل جليلا ضف شريفا ذا فنا
 
أعلى