ام جويرية وخديجة
وفقها الله
- إنضم
- 23 نوفمبر 2010
- المشاركات
- 938
- النقاط
- 18
الرِّضا والصبر
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ
( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ
وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا .
غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ ).
صحيح مسلم
وعَنْ ثَوْبَانَ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
( مَنْ قال حينَ يُمسي : رَضِيتُ بالله ربّا ، وبالإسلامِ دينا ، وبمحمدٍ نَبِيّا ،
كان حَقّا على الله أنْ يُرضِيَهُ )
أخرجه الترمذي .
كتب الفاروق إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما يقول له: أما بعد،
فإن الخير كله في الرضى، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر.
قيل للربيع بن عبد الرحمن:
" ما منتهى الصَّبر؟
قال: يكون يوم تصيبه مصيبة مثله قبل أن تصيبه".
قال الفُضَيل بن عِياض:
الرِّضا أفضل من الزُّهد في الدنيا؛
لأنَّ الرَّاضي لا يتمنى فوق منزلته.
وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه :
( أسأَلكَ الرِّضا بعد القضاء )
سُئِل أبو عثمان عن قول النبي صلى الله عليه وسلم:
( أسألك الرِّضا بعد القضاء )
فقال: لأن الرِّضا قبل القضاء عَزْم على الرِّضا، والرِّضا بعد القضاء هو الرِّضا.
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين : عن حكم الرضا بالقدر ؟
وهل الدعاء يرد القضاء ؟ .
فأجاب قائلا :
أما الرضا بالقدر فهو واجب ؛ لأنه من تمام الرضا بربوبية الله ،
فيجب على كل مؤمن أن يرضى بقضاء الله ،
ولكن المقضي هو الذي فيه التفصيل فالمقضي غير القضاء ؛
لأن القضاء فعل الله ، والمقضي مفعول الله ،
فالقضاء الذي هو فعل الله يجب أن نرضى به ،
ولا يجوز أبدا أن نسخطه بأي حال من الأحوال .
وأما المقضي فعلى أقسام :
القسم الأول : ما يجب الرضا به .
القسم الثاني : ما يحرم الرضا به .
القسم الثالث : ما يستحب الرضا به .
فمثلا المعاصي من مقضيات الله ، ويحرم الرضا بالمعاصي ،
وإن كانت واقعة بقضاء الله ، فمن نظر إلى المعاصي من حيث القضاء
الذي هو فعل الله يجب أن يرضى ، وأن يقول : إن الله - تعالى - حكيم ،
ولولا أن حكمته اقتضت هذا ما وقع ، وأما من حيث المقضي وهو معصية
الله فيجب ألا ترضى به ، والواجب أن تسعى لإزالة هذه المعصية منك
أو من غيرك .
وقسم من المقضي يجب الرضا به مثل الواجب شرعا ؛
لأن الله حكم به كونا ، وحكم به شرعا ،
فيجب الرضا به من حيث القضاء ومن حيث المقضي .
وقسم ثالث : يستحب الرضا به ، ويجب الصبر عليه ، وهو ما يقع من
المصائب ، فما يقع من المصائب يستحب الرضا به عند أكثر أهل العلم ولا
يجب ، لكن يجب الصبر عليه ، والفرق بين الصبر والرضا :
أن الصبر يكون الإنسان فيه كارها للواقع ، لكنه لا يأتي بما يخالف
الشرع وينافي الصبر .
والرضا : لا يكون كارها للواقع فيكون ما وقع ، وما لم يقع عنده سواء ،
فهذا هو الفرق بين الرضا والصبر ؛ ولهذا قال الجمهور :
إن الصبر واجب ، والرضا مستحب .
أما قول السائل : هل الدعاء يرد القضاء ؟
فجوابه : أن الدعاء من الأسباب التي يحصل بها المدعو ، وهو في الواقع
يرد القضاء ولا يرد القضاء ؛ يعني له جهتان ، فمثلا هذا المريض قد
يدعو الله- تعالى - بالشفاء فيشفى ، فهنا لولا هذا الدعاء لبقي مريضا ،
لكن بالدعاء شفي ، إلا أننا نقول : إن الله -سبحانه وتعالى - قد قضى بأن
هذا المرض يشفى منه المريض بواسطة الدعاء ، فهذا هو المكتوب ،
فصار الدعاء يرد القدر ظاهريا ، حيث إن الإنسان يظن أنه لولا الدعاء
لبقي المرض ، ولكنه في الحقيقة لا يرد القضاء ؛ لأن الأصل أن الدعاء
مكتوب ، وأن الشفاء سيكون بهذا الدعاء ، هذا هو القدر الأصلي الذي
كتب في الأزل ، وهكذا كل شيء مقرون بسبب فإن هذا السبب جعله الله –
تعالى - سببا يحصل به الشيء ، وقد كتب ذلك في الأزل من قبل أن يحدث
. "مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين"
ثمانيةٌ لا بُدَّ منها على الفتى *** ولا بُدَّ أَنْ تجري عليه الثَّمانيه
سرورٌ وهَمٌ واجتماعٌ وفُرقةٌ *** ويُسْرٌ وعُسْرٌ ثمَّ سَقْمٌ وعافيه
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع