رحاب إسلام
Moderator
- إنضم
- 3 يناير 2011
- المشاركات
- 374
- النقاط
- 18
- الإقامة
- في أرض الله الواسعة
- احفظ من كتاب الله
- ما تيسر منه
- احب القراءة برواية
- ورش عن نافع
- القارئ المفضل
- كل القراء المتقنين للتجويد
- الجنس
- اخت
هذه قصة حقيقية واقعية يرويها أحد الأشخاص عن جار له حصلت له منذ عدة سنوات قال فيها .. قال جاري :
" كنت شابا مشاغبا آخذ الدنيا ببساطة و بلهو .. جمعتني الظروف مع صحبة فاسدة شدني لهم لهوهم و ضحكهم كل الوقت و كنا نمضي الساعات في الضحك و التعليق على كل من يمر أمامنا من زمـلاء و مدرسين و غيرهم ..
وكانوا وجه شؤم علي حيث أنني تعثرت بدراستي كثيرا فكنا نأخذ السنة بسنتين و ثلاثة ... و كراسينا دائما بالخلف نستغلها بإيذاء الزمـلاء و المدرسين و ذلك بقذفهم بالطباشير و غيره ... ثم الضحك من ردة فعلهم ..
وفي يوم من الأيام قذف أحد الزمـلاء أحد المدرسين أثناء شرحه على السبورة بطباشيرة على ظهره , فغضب المعلم و التفت إلينا وقال بصوت عال .. من الذي فعل ذلك ؟
ولم يجب أحد بالطبع , ولما وقعت عينه علي وجدني أبتسم .. فظن أنني الفاعل .. ثم جاءني وقال لي قم , فقمت فقال : أنت الذي قذفتني بالطباشيرة ؟
قلت له : لا ..
فقال : بلى أنت ... ولم يتكلم أحد من زمـلائي الذين كانوا بجانبي .
و فجأة صفعني على خدي بقوة .. وقال : إياك أن تكررها مرة أخرى .
وذهب لإكمال شرحـه ...
فلما نظرت إلى زمـلائي وجدتهم يتضاحكون علي متشمتين رغم يقينهم أنني لست الفاعـل ولم يحاول واحدا منهم الدفاع عني رغم يقينهم أنني لست الفاعـل !!! .
فكانت صـدمة قوية لي , لدرجة أنه لـم يواسيني أحـد منهم ولا بكلمة .. بل أخذوا يتضاحكون و كأن الأمر لا يعنيهم .
و بعد نهاية الدرس .. حضر لي بعض الزملاء الذين كنت أعتبرهم من الضعفاء و هم بالحقيقة من المجتهدين .. وقالو لي : أنت المخطئ .. كان يجب عليك أن تخاطبه بأسلوب ألطف و لا تضحك بوجهه .. فقد استثرته بذلك التصرف و عاقبك عليه ضانا أنك الفاعل الحقيقي .
ولما ذهبت للبيت .. أخذت أعيد حساباتي و أراجع أوراقي في أصدقائي و أتسائل : هل هؤلاء هم أصدقائي ؟!!
تخلو عني في أهون الظروف و أنا الذي وقفت معهم مرارا و تكرارا !!
أهملت دروسي من أجل إسعادهـم و رضاهم ... و قد أكون قصرت في حق والداي لأجلهـم ..
وهـذا هـو جـزائي منهـم ؟!!!
فقررت ساعتها أن أستبدلهم بمن هم خير منهم .. فقد عرفت نوع معادنهم ...
و بدأت أنفذ ما خططت له ... فبدأت أسحب نفسي منهم تدريجيا بأعذار مختلفة تبعدني عنهم إلى أن إعتادوا بعدي عنهم فتركتهم غير آسف و صاحبت الزملاء المجتهدون, و قد تأثرت بهم حيث نجحت في تلك السنة و أكملت دراستي الثانوية ثم التحقت بالكلية الحربية و درست بها ثلاث سنوات تخرجت بعدها ضابطا ...
و تم تعييني بمنطقة خارج الرياض ... و بعد مضي فترة من تعييني ذهبت لزيارة أهلي بالرياض .. فسألت عن أصحابي السابقين الذين تركتهم و تخلصت من صحبتهم .. فوجدت أنهم جميعا خسروا أنفسهم و مستقبلهم , فمنهم الذي سجن بمخدرات و منهم الذي أصيب بحادث و أفضلهم حالا الذي تخرج من الثانوية ثم جلس في بيت أهله عاطل لا قيمة له ولا صنعـة غير السهر و الضياع ..
ثم خطر على بالي أمـر رأيت ضرورة عمله ...
ذهبت إلى السوق و اشتريت غرضا .... ثم ذهبت لمدرستي السابقة التي قضيت فيها فترة طيشي و ضياعي و لاحظت دهشتهم عندما دخلت عليهم فلم يتعرفوا علي فقد ذهبت لهم بلباسي الرسمي كضابط عسكري ..
فاستقبلني مدير المدرسة بخوف و قلق خشية أن أكـون قد حضرت لمعاقبة أحد المدرسين أو معاقبته هو نفسه .. فعرفته على نفسي و أخبرته أنني أحد تلاميذهم السابقين .. ثم طلبت منه مقابلة مدرسي السابق إذا كان لا يزال موجودا .. فتفاجأت بوجوده .. و لما استدعاه المدير .. هابني كثيرا و خاف أن يكون أحد قد شكاه للشرطة ..
فطمأنته أنني أحد تلاميذه السابقين .. فسلم علي بحفاوة و سعادة فنجاح الطالب هو نجاح لمدرسه ..
فقلت له : هل تذكر يا أستاذ الصفعة التي صفعتني إياها ظلما في ذلك اليوم الذي قذفك أحد زملائي بطباشيرة على ظهرك ؟ ... فلم أكن أنا الفاعل .. وقد ظلمتني وقتها .
فتغير لون وجه المدرس و أخذ يعتذر بتوتر واضح معللا ذلك بارتباكه و استعجاله لعدم تكرار ذلك من الطلبة خشية ضياع هيبته بينهم فيساء له و يهان ويفلت منه زمام الأمر .
فقلت له : تفضل يا أسـتاذ ... و أعطيته علبة مغلفة بها هدية ثمينة ..
و قلت له : اعذرني فكنت أنوي إهدائك شيء أثمن من هذه و لكن لضيق الوقت أكتفيت بها كتعبير لك عن امتناني لتلك الصفعة التي أعادت لي رشـدي .. فلولا تلك الصفعة لكنت الآن بأحد السجون أو على الأقـل عاطـلا أجوب الشوارع بحثا عن شخص أسرقه أو أسأل الناس صدقة أتقوت بها .
إن صفعتك تلك نبهتني لضياعي و بينت لي مستوى أصحابي و معادنهم .. فقررت وقتها تغييرهم و استبدالهم بمن هم خير منهم ... و الحمد لله كما ترى تغير حالي و تغير مستقبلي بمجرد تركهم .
فأشكرك جزيل الشكر و معروفك طوق في عنقي لا أنسـاه أبدا .. ففرح كثيرا بذلك و تهلل وجهه و شكرني على تكريمه و تذكره حتى هذا التاريخ و تحويلي المحنة إلى منحـة .
و أحمد الله كثيرا على تلك الحادثة التي تسببت في أيقاضي و تدارك ما بقي من عمري في عمل مستقبل مشرق لي و لأبنائي و أسرتي جميعا فصرت فخـرا لهم بدلا من أن أكون عبئا و نقطة سوداء في حياتهم ...
و أقول أنا بدوري .. كم من شاب صُفع و ضُرب و عوقب ظلما و عدلا ولم يستيقظ من غفلته .. فتلك منة الله يمنها على من يشـاء من عباده و يدخل في ذلك دعـاء الوالدين و تضرعهم الذي يستجيب له الله حسب منزلتهم عنده و حسب إجتهادهم في عبادته و يقينهم من إجابة دعواتهم و إلحاحهم عليه بالدعـاء لأبنائهم ..
فأقول لجاري : و كان الأجدر بك أن تحضر هدية أخرى لوالديك نظير دعائهما لك بالصلاح و الاستقامة و التوفيق و إلحاحهما على الله بذلك فسخر الله لك ذلك الموقف ليكون سببا لصلاحك و استقامتك تنساق وراءه ".
" كنت شابا مشاغبا آخذ الدنيا ببساطة و بلهو .. جمعتني الظروف مع صحبة فاسدة شدني لهم لهوهم و ضحكهم كل الوقت و كنا نمضي الساعات في الضحك و التعليق على كل من يمر أمامنا من زمـلاء و مدرسين و غيرهم ..
وكانوا وجه شؤم علي حيث أنني تعثرت بدراستي كثيرا فكنا نأخذ السنة بسنتين و ثلاثة ... و كراسينا دائما بالخلف نستغلها بإيذاء الزمـلاء و المدرسين و ذلك بقذفهم بالطباشير و غيره ... ثم الضحك من ردة فعلهم ..
وفي يوم من الأيام قذف أحد الزمـلاء أحد المدرسين أثناء شرحه على السبورة بطباشيرة على ظهره , فغضب المعلم و التفت إلينا وقال بصوت عال .. من الذي فعل ذلك ؟
ولم يجب أحد بالطبع , ولما وقعت عينه علي وجدني أبتسم .. فظن أنني الفاعل .. ثم جاءني وقال لي قم , فقمت فقال : أنت الذي قذفتني بالطباشيرة ؟
قلت له : لا ..
فقال : بلى أنت ... ولم يتكلم أحد من زمـلائي الذين كانوا بجانبي .
و فجأة صفعني على خدي بقوة .. وقال : إياك أن تكررها مرة أخرى .
وذهب لإكمال شرحـه ...
فلما نظرت إلى زمـلائي وجدتهم يتضاحكون علي متشمتين رغم يقينهم أنني لست الفاعـل ولم يحاول واحدا منهم الدفاع عني رغم يقينهم أنني لست الفاعـل !!! .
فكانت صـدمة قوية لي , لدرجة أنه لـم يواسيني أحـد منهم ولا بكلمة .. بل أخذوا يتضاحكون و كأن الأمر لا يعنيهم .
و بعد نهاية الدرس .. حضر لي بعض الزملاء الذين كنت أعتبرهم من الضعفاء و هم بالحقيقة من المجتهدين .. وقالو لي : أنت المخطئ .. كان يجب عليك أن تخاطبه بأسلوب ألطف و لا تضحك بوجهه .. فقد استثرته بذلك التصرف و عاقبك عليه ضانا أنك الفاعل الحقيقي .
ولما ذهبت للبيت .. أخذت أعيد حساباتي و أراجع أوراقي في أصدقائي و أتسائل : هل هؤلاء هم أصدقائي ؟!!
تخلو عني في أهون الظروف و أنا الذي وقفت معهم مرارا و تكرارا !!
أهملت دروسي من أجل إسعادهـم و رضاهم ... و قد أكون قصرت في حق والداي لأجلهـم ..
وهـذا هـو جـزائي منهـم ؟!!!
فقررت ساعتها أن أستبدلهم بمن هم خير منهم .. فقد عرفت نوع معادنهم ...
و بدأت أنفذ ما خططت له ... فبدأت أسحب نفسي منهم تدريجيا بأعذار مختلفة تبعدني عنهم إلى أن إعتادوا بعدي عنهم فتركتهم غير آسف و صاحبت الزملاء المجتهدون, و قد تأثرت بهم حيث نجحت في تلك السنة و أكملت دراستي الثانوية ثم التحقت بالكلية الحربية و درست بها ثلاث سنوات تخرجت بعدها ضابطا ...
و تم تعييني بمنطقة خارج الرياض ... و بعد مضي فترة من تعييني ذهبت لزيارة أهلي بالرياض .. فسألت عن أصحابي السابقين الذين تركتهم و تخلصت من صحبتهم .. فوجدت أنهم جميعا خسروا أنفسهم و مستقبلهم , فمنهم الذي سجن بمخدرات و منهم الذي أصيب بحادث و أفضلهم حالا الذي تخرج من الثانوية ثم جلس في بيت أهله عاطل لا قيمة له ولا صنعـة غير السهر و الضياع ..
ثم خطر على بالي أمـر رأيت ضرورة عمله ...
ذهبت إلى السوق و اشتريت غرضا .... ثم ذهبت لمدرستي السابقة التي قضيت فيها فترة طيشي و ضياعي و لاحظت دهشتهم عندما دخلت عليهم فلم يتعرفوا علي فقد ذهبت لهم بلباسي الرسمي كضابط عسكري ..
فاستقبلني مدير المدرسة بخوف و قلق خشية أن أكـون قد حضرت لمعاقبة أحد المدرسين أو معاقبته هو نفسه .. فعرفته على نفسي و أخبرته أنني أحد تلاميذهم السابقين .. ثم طلبت منه مقابلة مدرسي السابق إذا كان لا يزال موجودا .. فتفاجأت بوجوده .. و لما استدعاه المدير .. هابني كثيرا و خاف أن يكون أحد قد شكاه للشرطة ..
فطمأنته أنني أحد تلاميذه السابقين .. فسلم علي بحفاوة و سعادة فنجاح الطالب هو نجاح لمدرسه ..
فقلت له : هل تذكر يا أستاذ الصفعة التي صفعتني إياها ظلما في ذلك اليوم الذي قذفك أحد زملائي بطباشيرة على ظهرك ؟ ... فلم أكن أنا الفاعل .. وقد ظلمتني وقتها .
فتغير لون وجه المدرس و أخذ يعتذر بتوتر واضح معللا ذلك بارتباكه و استعجاله لعدم تكرار ذلك من الطلبة خشية ضياع هيبته بينهم فيساء له و يهان ويفلت منه زمام الأمر .
فقلت له : تفضل يا أسـتاذ ... و أعطيته علبة مغلفة بها هدية ثمينة ..
و قلت له : اعذرني فكنت أنوي إهدائك شيء أثمن من هذه و لكن لضيق الوقت أكتفيت بها كتعبير لك عن امتناني لتلك الصفعة التي أعادت لي رشـدي .. فلولا تلك الصفعة لكنت الآن بأحد السجون أو على الأقـل عاطـلا أجوب الشوارع بحثا عن شخص أسرقه أو أسأل الناس صدقة أتقوت بها .
إن صفعتك تلك نبهتني لضياعي و بينت لي مستوى أصحابي و معادنهم .. فقررت وقتها تغييرهم و استبدالهم بمن هم خير منهم ... و الحمد لله كما ترى تغير حالي و تغير مستقبلي بمجرد تركهم .
فأشكرك جزيل الشكر و معروفك طوق في عنقي لا أنسـاه أبدا .. ففرح كثيرا بذلك و تهلل وجهه و شكرني على تكريمه و تذكره حتى هذا التاريخ و تحويلي المحنة إلى منحـة .
و أحمد الله كثيرا على تلك الحادثة التي تسببت في أيقاضي و تدارك ما بقي من عمري في عمل مستقبل مشرق لي و لأبنائي و أسرتي جميعا فصرت فخـرا لهم بدلا من أن أكون عبئا و نقطة سوداء في حياتهم ...
و أقول أنا بدوري .. كم من شاب صُفع و ضُرب و عوقب ظلما و عدلا ولم يستيقظ من غفلته .. فتلك منة الله يمنها على من يشـاء من عباده و يدخل في ذلك دعـاء الوالدين و تضرعهم الذي يستجيب له الله حسب منزلتهم عنده و حسب إجتهادهم في عبادته و يقينهم من إجابة دعواتهم و إلحاحهم عليه بالدعـاء لأبنائهم ..
فأقول لجاري : و كان الأجدر بك أن تحضر هدية أخرى لوالديك نظير دعائهما لك بالصلاح و الاستقامة و التوفيق و إلحاحهما على الله بذلك فسخر الله لك ذلك الموقف ليكون سببا لصلاحك و استقامتك تنساق وراءه ".
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع