ام عبد المولى
مراقب عام
- إنضم
- 26 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 2,741
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- الجزء الخامس
- احب القراءة برواية
- ورش
- القارئ المفضل
- الشيخ الحصري
- الجنس
- اخت
تنظيم أوقات النوم خلال الدوام المدرسي
حان موعد الدراسة وانتهى وقت الصيف واللعب..، فأهلا بتنظيم الوقت والدراسة والجد، إن العودة إلى الدوام المدرسي أمر مزعج للآباء والأبناء على حد سواء، ويواجه الآباء خلال الأيام تحديات كثيرة حول إعادة تنظيم أفكار أطفالهم للدوام على جدول منظم خلال الفترة الدراسية، ومن أصعب هذه الأمور محاولة تنظيم وقت نوم الأطفال في وقت مبكر دون الحاجة إلى الخضوع للمناوشات والتعارك والصراخ والبكاء... فبالنسبة لكل أب وأم هذا الأمر متعب للغاية ولا بد أنكم واجهتموه كأولياء أمور.
إن أول الأمور الواجب القيام بها للتأكد من أن طفلكم مستعد للعام الدراسي الجديد هو التأكد من أن طفلكم مستعد نفسيا وبدنيا لاستقبال هذا العام الدراسي بحماس وحب، ولذلك ننصحكم بالبدء بالإعداد للعام الدراسي الجديد قبل أسبوع أو أسبوعين من بدء المدرسة، بشراء الأدوات المدرسية كالدفاتر والكتب ولوازم المدرسة، والأهم من ذلك البدء بتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، إذ كل طفل بحاجة إلى ما يكفيه من الراحة والنوم ليتمكن من مجاراة الأنشطة المدرسية والتفاعل خلال الحصص، وتقديم أفضل ما عنده.
فكل طفل يكون بحاجة إلى عدد ساعات معينة من النوم حسب عمره وطبيعة جسمه، وإذا لم يحصل على ما يكفيه من النوم فقد يصبح محروما من النوم، ونعاس الطفل في الصباح الباكر لا يعني بالضرورة أنه كسول بل يعني أنه محروم من النوم، وبدلا من أن يكون نشيطا منتبها للحصص يشعر بالنعاس ولا يستطيع التركيز ولا حتى رفع رأسه.
وإليكم تاليا عدد الساعات المطلوبة لكل فئة عمرية:
المرحلة التمهيدية (ما قبل المدرسة)
من الضروري أن ينام الأطفال الذين يذهبون إلى الحضانة والروضة من 10 – 12 ساعة كل ليلة، ولكن لا داعي لأن يكون المسؤول صارما بخصوص زمن هذه الساعات بالتحديد، إذ الطفل الذي يكون في الخامسة من عمره ويرتاح في الليل لا يكون بحاجة إلى قيلولة خلال النهار، وبدلا من القيلولة من الممكن استبدال ذلك بوقت من الهدوء، وذلك بالاسترخاء أو التمدد للراحة.
وقد يعاني الأطفال الصغار في الخامسة من الكوابيس ويواجهون المشاكل في النوم في بعض الليالي، ولتجنب ذلك يمكنكم وضع مجموعة من الأغراض بجانب سرير الطفل يمكنه اللجوء إليها عندما يخاف مثل مشعل كهربائي أو كتاب.
المرحلة الابتدائية (أطفال المدارس وما قبل سن المراهقة)
يحتاج الأطفال الذين يبلغون من العمر 6-9 أعوام 10 ساعات من النوم ليليا، وتظهر صعوبات النوم في هذا العمر بسبب حاجة الطفل لوقت خاص مع والديه بعيدا عن باقي أخوته، لذا خصصوا وقتا محددا له قبل وقت النوم واستفيدوا من هذا الوقت للتحدث سويا ومنحه الثقة مما يساعد على تهيئة الطفل إلى النوم.
أما الأطفال من 10-12 عاما فهم بحاجة إلى أكثر قليلا من 9 ساعات من النوم ليليا، ويعود الأمر لكم أنتم الآباء، لتحددوا الوقت بالضبط الذي يحتاجه طفلكم لأخذ ما يكفيه من الراحة ومتى يجب أن يكون في سريره.
واعلموا أن قلة النوم عند الأطفال قد تؤدي إلى سلوكيات غير مرغوبة كالتوتر أو الإزعاج.
المرحلة الإعدادية (المراهقون)
يحتاج المراهقون من 8-9.5 ساعات من النوم كل ليلة، ولكن كثيرًا منهم لا يحصلون عليها، وفي المرحلة التي يبلغون فيها يكونون فعليا بحاجة إلى المزيد من النوم، ولكن بسبب أنشطة المراهقين الكثيرة في المدرسة وبعد الدوام، فقد يحرمون من النوم (أي لا يحصلون على ما يكفيهم من الراحة والنوم المطلوب).
وما يحدث هو أن الحرمان من النوم يتراكم عند المراهق مع مرور الوقت، وتصبح كل ساعة نوم أقل في كل ليلة وكأنها ليلة كاملة من عدم النوم في نهاية الأسبوع، وقد يؤدي الحرمان من النوم إلى ما يلي:
• قلة اليقظة والانتباه.
• ضعف الذاكرة قصيرة المدى.
• أداء غير متناسق.
• استجابة متأخرة.
وهذه السلوكيات تؤدي إلى المزاج السيئ، ومشاكل في المدرسة، واستخدام المنبهات.
ويواجه المراهقون هذه الأنماط المختلفة من النوم لأن جسمهم يرغب بالبقاء مستيقظا لوقت متأخر والاستيقاظ في وقت متأخر كذلك، لذا نرى معظم المراهقين خلال أيام عطلة الأسبوع يحاولون النوم بقدر الإمكان لتعويض ما فقدوه من راحة، وعدم انتظام وقت النوم يؤدي إلى تفاقم مشكلة الذهاب إلى النوم في الوقت المحدد خلال أيام الأسبوع، إذ يصبح أصعب.
لذا، فإنه من المثالي أن يخلد المراهق إلى النوم في الوقت المحدد في كل ليلة ويستيقظ في الوقت نفسه يوميا حتى في عطل الأسبوع، مما يسمح لهم الحصول على 8-9 ساعات من النوم المتواصل يوميا.
وإذا لاحظتم فإن أطفال المدارس والمراهقين يحتاجون ما بين 9-12 ساعة كل ليلة ليتفادوا الوصول إلى حالة الحرمان من النوم وليكونوا أكثر إنتاجية في المدرسة، وعليكم كآباء تحديد عدد الساعات التي يحتاجها طفلكم، ويمكنكم معرفة ما إذا كان طفلكم يأخذ ما يكفيه من النوم مما يلي:
• إذا كان ينام خلال 15-30 دقيقة.
• إذا كان يستيقظ بسهولة في الوقت المطلوب ولا يحتاج إلى من يتردد عليه لإيقاظه.
• إذا كان نشيطا طوال اليوم، ولا يحتاج قيلولة خلال اليوم، وتأكدوا من معلمي طفلكم فيما إذا كان متيقظا ومنتبها ونشيطا خلال الدوام المدرسي.
وبمعنى آخر إذا كان طفلكم قادرا على الخلود إلى النوم بسرعة، والاستيقاظ بسرعة وهو غير تعب خلال اليوم فعندها يتبين لكم أنه يحصل على ما يكفيه من النوم.
ولكن السؤال الذي لربما يراود أذهانكم: كيف يمكننا تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ بعد العطلة الصيفية؟
وكما ذكرنا في الأعلى، فإنه يفضل البدء بتنظيم مواعيد النوم قبل بدء الدوام المدرسي بأسبوع أو أسبوعين، وذلك لإعداد الطفل للنظام وتعويده عليه، بحيث تجعلون طفلكم يخلد للنوم قبل 15-30 دقيقة كل ليلة، إذ يساعد ذلك الجسم على تنظيم الساعة البيولوجية والتعود على المواعيد والجدول الجديد، واستمروا في ذلك حتى تصلوا الساعة المطلوب النوم فيها، كما يجب إيقاظ طفلكم باكرا وفي الوقت المطلوب، وبالتالي يتم تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، هذا ويجب الالتزام بهذه الأوقات طوال السنة وحتى في أيام العطل لكي يصبح جسم طفلكم معتادا على هذا النظام والروتين.
ومن أجل تجنب الصراخ والبكاء والعناء عند تذكير طفلكم بموعد النوم، حاولوا أن تجعلوا وقت الخلود إلى النوم وقتا ممتعا، إذ يجب أن يكون هذا الوقت وقتا للتفاعل مع طفلكم بطريقة تجعله يشعر بالأمان والحب على أن يكون بحزم في الوقت ذاته، فيمكنكم مثلا قضاء وقت مميز وخاص مع طفلكم بوضعه في السرير وتغطيته ثم قراءة قصة (غير مخيفة) أو غناء أغنية أو القول له تصبح على خير، بحيث لا يزيد هذا الوقت المخصص عن 15-30 دقيقة قبل النوم، مع العلم أن ذلك يعتمد على عمره، ولا يفضل القيام بالأنشطة المثيرة كلعب لعبة فيها ركض أو قفز، أو اللعب على الحاسوب، أو مشاهدة التلفاز، أو ممارسة التمارين الرياضية، وبعد نهاية هذا الوقت كونوا حازمين وذلك بإطفاء الأنوار وأشعروهم أنه وقتا للنوم.
ومن الضروري الالتزام بروتين منظم من حيث أوقات الاستيقاظ وأوقات الوجبات وأوقات القيلولة وأوقات اللعب، فكل ذلك يشعر طفلكم بالأمان والراحة ويساعد على الخلود إلى النوم دون معاناة، إذ يحب الأطفال معرفة ما الذي يجب عليهم أن يفعلوه.
وإليكم بعض النصائح الواجب القيام بها وبعض الأمور الواجب تجنبها:
• لمعرفة الوقت الصحيح لموعد نوم طفلكم راقبوه في المساء لملاحظة الوقت الذي يبدأ بالتعب فيه وتقل حركته، وهذا هو الوقت المناسب لموعد النوم، لذا اعتمدوا ذلك الوقت وأعدوا طفلكم للنوم قبله، لأنه إذا انتظرتم بعد ذلك الوقت ستعود الطاقة لطفلكم مرة أخرى وعندها سيصبح من الصعب التعامل معه وسيواجه الطفل صعوبة أكبر في النوم.
• قوموا بروتين بسيط قبل موعد النوم، ويجب أن تتم هذه الأنشطة بشكل أساسي في غرفة نوم طفلكم بدون أن تأخذ وقتا طويلا، وقد تشمل بعض الأنشطة الهادئة البسيطة مثل تناول وجبة خفيفة، والاستحمام، و"تصبح على خير" لأهل المنزل، وقص قصة أو غناء أغنية، وكما قلنا سابقا تعتمد هذه الأنشطة على عمر الطفل.
• بعض الأطفال يحبون سماع صوت دائم في غرفهم كصوت مروحة على سبيل المثال، فهذا النوع من الأصوات يعيق سماع الأصوات الأخرى وهو يشبه الصوت الذي كان يسمعه الأطفال في رحم أمهم فيشعرهم بالراحة، لذا يمكنكم توفير شيء كهذا وهناك بعض الأجهزة الخاصة لذلك وتدعى "White noise".
• تأكدوا من قيام طفلكم بعدد من الأنشطة المتنوعة والمختلفة والممتعة خلال اليوم بما فيها ممارسة الرياضة.
• استفيدوا من الضوء: أبقوا الأنوار خافتة في المساء وذلك عند اقتراب موعد النوم، وفي الصباح عندما يحين موعد الاستيقاظ أدخلوا الضوء إلى غرفة الطفل، إذ يساعد الضوء إعطاء الدماغ إشارات تدل على أنه الوقت الصحيح للاستيقاظ أو النوم.
• لا تملؤوا سرير طفلكم بالألعاب، بل يفضل إبقاء السرير مكانا للنوم فقط لا مكانا للعب، إذ وجود الكثير من الألعاب على السرير يلهي الطفل، ويمكن وضع شيء أو اثنين مثل اللعبة المفضلة أو الغطاء المفضل أو كتاب مفضل.
• لا تستخدموا إرسال طفلكم إلى النوم وسيلة للتهديد، إذ يجب أن يكون موعد النوم وقتا آمنا محببا، وقتا للحب وليس وقتا للعقوبة، ويجب أن يكون من أهدافكم تعليم أطفالكم أن موعد النوم موعد ممتع، فإذا كان الشعور عند موعد النوم جيدا سيتمكن الطفل من النوم بسهولة.
• لا تعطوا طفلكم الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على كافيين مثل الكاكاو والشاي والمشروبات الغازية والشوكولاته الخ، إذ شرب الكافيين حتى خلال النهار قد يؤدي إلى تعطل دورة نوم الطفل.
• لا تسمحوا لطفلكم أن يشاهد التلفاز أكثر من ساعة أو ساعتين خلال اليوم، ولا تدعوهم يشاهدونه عند موعد النوم، إذ وجد أن مشاهدة التلفاز في وقت النوم يؤدي إلى قلة النوم.
• إذا وجد تلفاز في غرفة نوم طفلكم فمن الضروري إزالته، إذ أظهرت الدراسات أن مشاهدة التلفاز تسبب مشاكل في النوم وخصوصا إذا كان جهاز التلفاز في غرفة نوم الطفل، كما أن تواجد أجهزة أخرى مثل الحاسوب وألعاب الفيديو والإنترنت في غرف الأطفال قد تؤدي إلى صعوبة في النوم.
وأخيرا، فمن الضروري لنا كآباء وأولياء أمور أن نعطي أطفالنا الشعور بالأمان والالتزام، وذلك بأن تناقشوا مع أطفالكم التغييرات التي ستحدث قبل بدء المدرسة والتحدث عن الأمور الواجب الإعداد لها للسنة الدراسية القادمة والأمور الواجب اتباعها لجعل روتين المدرسة أسهل، ودعوهم يخططون معكم للحياة المدرسية.
وكونوا مثلهم الأعلى بممارسة السلوكيات الصحيحة في النوم والاستيقاظ باكرا، ويمكن مشاركة أطفالكم ذلك قبل فترة من بدء المدرسة والالتزام بها طوال الدوام المدرسي، مما يعطيهم شعورا بالراحة ويوفر لهم ذلك بيئة منزلية منظمة، إذ يشعر الأطفال دائما في هذا العمر أن أمرا ما سيفوتهم إذا خلدوا للنوم وغيرهم مستيقظ لذا يقاومون النوم مع أنهم نعسى، فلا تدعوهم يشعرون بذلك وعلموهم أن النوم مفيد لجسمهم وعقلهم، كما أنه من الضروري أن تكونوا كآباء ثابتين على الروتين الذي قررتم اتباعه طوال العام، وعليكم أن تكونوا هادئين ولكن حازمين إذا أظهر الطفل بعض المقاومة لهذا التغيير.
ويمكنكم أن تضيفوا روح الدعابة لأنها تساعد كثيرا في عملية تنظيم الروتين، إذ عندما تكون نبرة صوتكم هادئة ومحببة يعلم عندها الطفل أنكم جادون ويمنحهم ذلك الشعور بالأمان.
على الرغم من أن العودة إلى المدرسة أمر مقلق لبعض الآباء والأطفال إلا أنه يجب تحويله إلى أمر محبب طال انتظاره، وليكن وقت الإعداد للمدرسة وقتا ممتعا ومناسبة عائلية تزيد من ترابط العائلة وحبها.
حان موعد الدراسة وانتهى وقت الصيف واللعب..، فأهلا بتنظيم الوقت والدراسة والجد، إن العودة إلى الدوام المدرسي أمر مزعج للآباء والأبناء على حد سواء، ويواجه الآباء خلال الأيام تحديات كثيرة حول إعادة تنظيم أفكار أطفالهم للدوام على جدول منظم خلال الفترة الدراسية، ومن أصعب هذه الأمور محاولة تنظيم وقت نوم الأطفال في وقت مبكر دون الحاجة إلى الخضوع للمناوشات والتعارك والصراخ والبكاء... فبالنسبة لكل أب وأم هذا الأمر متعب للغاية ولا بد أنكم واجهتموه كأولياء أمور.
إن أول الأمور الواجب القيام بها للتأكد من أن طفلكم مستعد للعام الدراسي الجديد هو التأكد من أن طفلكم مستعد نفسيا وبدنيا لاستقبال هذا العام الدراسي بحماس وحب، ولذلك ننصحكم بالبدء بالإعداد للعام الدراسي الجديد قبل أسبوع أو أسبوعين من بدء المدرسة، بشراء الأدوات المدرسية كالدفاتر والكتب ولوازم المدرسة، والأهم من ذلك البدء بتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، إذ كل طفل بحاجة إلى ما يكفيه من الراحة والنوم ليتمكن من مجاراة الأنشطة المدرسية والتفاعل خلال الحصص، وتقديم أفضل ما عنده.
فكل طفل يكون بحاجة إلى عدد ساعات معينة من النوم حسب عمره وطبيعة جسمه، وإذا لم يحصل على ما يكفيه من النوم فقد يصبح محروما من النوم، ونعاس الطفل في الصباح الباكر لا يعني بالضرورة أنه كسول بل يعني أنه محروم من النوم، وبدلا من أن يكون نشيطا منتبها للحصص يشعر بالنعاس ولا يستطيع التركيز ولا حتى رفع رأسه.
وإليكم تاليا عدد الساعات المطلوبة لكل فئة عمرية:
المرحلة التمهيدية (ما قبل المدرسة)
من الضروري أن ينام الأطفال الذين يذهبون إلى الحضانة والروضة من 10 – 12 ساعة كل ليلة، ولكن لا داعي لأن يكون المسؤول صارما بخصوص زمن هذه الساعات بالتحديد، إذ الطفل الذي يكون في الخامسة من عمره ويرتاح في الليل لا يكون بحاجة إلى قيلولة خلال النهار، وبدلا من القيلولة من الممكن استبدال ذلك بوقت من الهدوء، وذلك بالاسترخاء أو التمدد للراحة.
وقد يعاني الأطفال الصغار في الخامسة من الكوابيس ويواجهون المشاكل في النوم في بعض الليالي، ولتجنب ذلك يمكنكم وضع مجموعة من الأغراض بجانب سرير الطفل يمكنه اللجوء إليها عندما يخاف مثل مشعل كهربائي أو كتاب.
المرحلة الابتدائية (أطفال المدارس وما قبل سن المراهقة)
يحتاج الأطفال الذين يبلغون من العمر 6-9 أعوام 10 ساعات من النوم ليليا، وتظهر صعوبات النوم في هذا العمر بسبب حاجة الطفل لوقت خاص مع والديه بعيدا عن باقي أخوته، لذا خصصوا وقتا محددا له قبل وقت النوم واستفيدوا من هذا الوقت للتحدث سويا ومنحه الثقة مما يساعد على تهيئة الطفل إلى النوم.
أما الأطفال من 10-12 عاما فهم بحاجة إلى أكثر قليلا من 9 ساعات من النوم ليليا، ويعود الأمر لكم أنتم الآباء، لتحددوا الوقت بالضبط الذي يحتاجه طفلكم لأخذ ما يكفيه من الراحة ومتى يجب أن يكون في سريره.
واعلموا أن قلة النوم عند الأطفال قد تؤدي إلى سلوكيات غير مرغوبة كالتوتر أو الإزعاج.
المرحلة الإعدادية (المراهقون)
يحتاج المراهقون من 8-9.5 ساعات من النوم كل ليلة، ولكن كثيرًا منهم لا يحصلون عليها، وفي المرحلة التي يبلغون فيها يكونون فعليا بحاجة إلى المزيد من النوم، ولكن بسبب أنشطة المراهقين الكثيرة في المدرسة وبعد الدوام، فقد يحرمون من النوم (أي لا يحصلون على ما يكفيهم من الراحة والنوم المطلوب).
وما يحدث هو أن الحرمان من النوم يتراكم عند المراهق مع مرور الوقت، وتصبح كل ساعة نوم أقل في كل ليلة وكأنها ليلة كاملة من عدم النوم في نهاية الأسبوع، وقد يؤدي الحرمان من النوم إلى ما يلي:
• قلة اليقظة والانتباه.
• ضعف الذاكرة قصيرة المدى.
• أداء غير متناسق.
• استجابة متأخرة.
وهذه السلوكيات تؤدي إلى المزاج السيئ، ومشاكل في المدرسة، واستخدام المنبهات.
ويواجه المراهقون هذه الأنماط المختلفة من النوم لأن جسمهم يرغب بالبقاء مستيقظا لوقت متأخر والاستيقاظ في وقت متأخر كذلك، لذا نرى معظم المراهقين خلال أيام عطلة الأسبوع يحاولون النوم بقدر الإمكان لتعويض ما فقدوه من راحة، وعدم انتظام وقت النوم يؤدي إلى تفاقم مشكلة الذهاب إلى النوم في الوقت المحدد خلال أيام الأسبوع، إذ يصبح أصعب.
لذا، فإنه من المثالي أن يخلد المراهق إلى النوم في الوقت المحدد في كل ليلة ويستيقظ في الوقت نفسه يوميا حتى في عطل الأسبوع، مما يسمح لهم الحصول على 8-9 ساعات من النوم المتواصل يوميا.
وإذا لاحظتم فإن أطفال المدارس والمراهقين يحتاجون ما بين 9-12 ساعة كل ليلة ليتفادوا الوصول إلى حالة الحرمان من النوم وليكونوا أكثر إنتاجية في المدرسة، وعليكم كآباء تحديد عدد الساعات التي يحتاجها طفلكم، ويمكنكم معرفة ما إذا كان طفلكم يأخذ ما يكفيه من النوم مما يلي:
• إذا كان ينام خلال 15-30 دقيقة.
• إذا كان يستيقظ بسهولة في الوقت المطلوب ولا يحتاج إلى من يتردد عليه لإيقاظه.
• إذا كان نشيطا طوال اليوم، ولا يحتاج قيلولة خلال اليوم، وتأكدوا من معلمي طفلكم فيما إذا كان متيقظا ومنتبها ونشيطا خلال الدوام المدرسي.
وبمعنى آخر إذا كان طفلكم قادرا على الخلود إلى النوم بسرعة، والاستيقاظ بسرعة وهو غير تعب خلال اليوم فعندها يتبين لكم أنه يحصل على ما يكفيه من النوم.
ولكن السؤال الذي لربما يراود أذهانكم: كيف يمكننا تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ بعد العطلة الصيفية؟
وكما ذكرنا في الأعلى، فإنه يفضل البدء بتنظيم مواعيد النوم قبل بدء الدوام المدرسي بأسبوع أو أسبوعين، وذلك لإعداد الطفل للنظام وتعويده عليه، بحيث تجعلون طفلكم يخلد للنوم قبل 15-30 دقيقة كل ليلة، إذ يساعد ذلك الجسم على تنظيم الساعة البيولوجية والتعود على المواعيد والجدول الجديد، واستمروا في ذلك حتى تصلوا الساعة المطلوب النوم فيها، كما يجب إيقاظ طفلكم باكرا وفي الوقت المطلوب، وبالتالي يتم تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، هذا ويجب الالتزام بهذه الأوقات طوال السنة وحتى في أيام العطل لكي يصبح جسم طفلكم معتادا على هذا النظام والروتين.
ومن أجل تجنب الصراخ والبكاء والعناء عند تذكير طفلكم بموعد النوم، حاولوا أن تجعلوا وقت الخلود إلى النوم وقتا ممتعا، إذ يجب أن يكون هذا الوقت وقتا للتفاعل مع طفلكم بطريقة تجعله يشعر بالأمان والحب على أن يكون بحزم في الوقت ذاته، فيمكنكم مثلا قضاء وقت مميز وخاص مع طفلكم بوضعه في السرير وتغطيته ثم قراءة قصة (غير مخيفة) أو غناء أغنية أو القول له تصبح على خير، بحيث لا يزيد هذا الوقت المخصص عن 15-30 دقيقة قبل النوم، مع العلم أن ذلك يعتمد على عمره، ولا يفضل القيام بالأنشطة المثيرة كلعب لعبة فيها ركض أو قفز، أو اللعب على الحاسوب، أو مشاهدة التلفاز، أو ممارسة التمارين الرياضية، وبعد نهاية هذا الوقت كونوا حازمين وذلك بإطفاء الأنوار وأشعروهم أنه وقتا للنوم.
ومن الضروري الالتزام بروتين منظم من حيث أوقات الاستيقاظ وأوقات الوجبات وأوقات القيلولة وأوقات اللعب، فكل ذلك يشعر طفلكم بالأمان والراحة ويساعد على الخلود إلى النوم دون معاناة، إذ يحب الأطفال معرفة ما الذي يجب عليهم أن يفعلوه.
وإليكم بعض النصائح الواجب القيام بها وبعض الأمور الواجب تجنبها:
• لمعرفة الوقت الصحيح لموعد نوم طفلكم راقبوه في المساء لملاحظة الوقت الذي يبدأ بالتعب فيه وتقل حركته، وهذا هو الوقت المناسب لموعد النوم، لذا اعتمدوا ذلك الوقت وأعدوا طفلكم للنوم قبله، لأنه إذا انتظرتم بعد ذلك الوقت ستعود الطاقة لطفلكم مرة أخرى وعندها سيصبح من الصعب التعامل معه وسيواجه الطفل صعوبة أكبر في النوم.
• قوموا بروتين بسيط قبل موعد النوم، ويجب أن تتم هذه الأنشطة بشكل أساسي في غرفة نوم طفلكم بدون أن تأخذ وقتا طويلا، وقد تشمل بعض الأنشطة الهادئة البسيطة مثل تناول وجبة خفيفة، والاستحمام، و"تصبح على خير" لأهل المنزل، وقص قصة أو غناء أغنية، وكما قلنا سابقا تعتمد هذه الأنشطة على عمر الطفل.
• بعض الأطفال يحبون سماع صوت دائم في غرفهم كصوت مروحة على سبيل المثال، فهذا النوع من الأصوات يعيق سماع الأصوات الأخرى وهو يشبه الصوت الذي كان يسمعه الأطفال في رحم أمهم فيشعرهم بالراحة، لذا يمكنكم توفير شيء كهذا وهناك بعض الأجهزة الخاصة لذلك وتدعى "White noise".
• تأكدوا من قيام طفلكم بعدد من الأنشطة المتنوعة والمختلفة والممتعة خلال اليوم بما فيها ممارسة الرياضة.
• استفيدوا من الضوء: أبقوا الأنوار خافتة في المساء وذلك عند اقتراب موعد النوم، وفي الصباح عندما يحين موعد الاستيقاظ أدخلوا الضوء إلى غرفة الطفل، إذ يساعد الضوء إعطاء الدماغ إشارات تدل على أنه الوقت الصحيح للاستيقاظ أو النوم.
• لا تملؤوا سرير طفلكم بالألعاب، بل يفضل إبقاء السرير مكانا للنوم فقط لا مكانا للعب، إذ وجود الكثير من الألعاب على السرير يلهي الطفل، ويمكن وضع شيء أو اثنين مثل اللعبة المفضلة أو الغطاء المفضل أو كتاب مفضل.
• لا تستخدموا إرسال طفلكم إلى النوم وسيلة للتهديد، إذ يجب أن يكون موعد النوم وقتا آمنا محببا، وقتا للحب وليس وقتا للعقوبة، ويجب أن يكون من أهدافكم تعليم أطفالكم أن موعد النوم موعد ممتع، فإذا كان الشعور عند موعد النوم جيدا سيتمكن الطفل من النوم بسهولة.
• لا تعطوا طفلكم الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على كافيين مثل الكاكاو والشاي والمشروبات الغازية والشوكولاته الخ، إذ شرب الكافيين حتى خلال النهار قد يؤدي إلى تعطل دورة نوم الطفل.
• لا تسمحوا لطفلكم أن يشاهد التلفاز أكثر من ساعة أو ساعتين خلال اليوم، ولا تدعوهم يشاهدونه عند موعد النوم، إذ وجد أن مشاهدة التلفاز في وقت النوم يؤدي إلى قلة النوم.
• إذا وجد تلفاز في غرفة نوم طفلكم فمن الضروري إزالته، إذ أظهرت الدراسات أن مشاهدة التلفاز تسبب مشاكل في النوم وخصوصا إذا كان جهاز التلفاز في غرفة نوم الطفل، كما أن تواجد أجهزة أخرى مثل الحاسوب وألعاب الفيديو والإنترنت في غرف الأطفال قد تؤدي إلى صعوبة في النوم.
وأخيرا، فمن الضروري لنا كآباء وأولياء أمور أن نعطي أطفالنا الشعور بالأمان والالتزام، وذلك بأن تناقشوا مع أطفالكم التغييرات التي ستحدث قبل بدء المدرسة والتحدث عن الأمور الواجب الإعداد لها للسنة الدراسية القادمة والأمور الواجب اتباعها لجعل روتين المدرسة أسهل، ودعوهم يخططون معكم للحياة المدرسية.
وكونوا مثلهم الأعلى بممارسة السلوكيات الصحيحة في النوم والاستيقاظ باكرا، ويمكن مشاركة أطفالكم ذلك قبل فترة من بدء المدرسة والالتزام بها طوال الدوام المدرسي، مما يعطيهم شعورا بالراحة ويوفر لهم ذلك بيئة منزلية منظمة، إذ يشعر الأطفال دائما في هذا العمر أن أمرا ما سيفوتهم إذا خلدوا للنوم وغيرهم مستيقظ لذا يقاومون النوم مع أنهم نعسى، فلا تدعوهم يشعرون بذلك وعلموهم أن النوم مفيد لجسمهم وعقلهم، كما أنه من الضروري أن تكونوا كآباء ثابتين على الروتين الذي قررتم اتباعه طوال العام، وعليكم أن تكونوا هادئين ولكن حازمين إذا أظهر الطفل بعض المقاومة لهذا التغيير.
ويمكنكم أن تضيفوا روح الدعابة لأنها تساعد كثيرا في عملية تنظيم الروتين، إذ عندما تكون نبرة صوتكم هادئة ومحببة يعلم عندها الطفل أنكم جادون ويمنحهم ذلك الشعور بالأمان.
على الرغم من أن العودة إلى المدرسة أمر مقلق لبعض الآباء والأطفال إلا أنه يجب تحويله إلى أمر محبب طال انتظاره، وليكن وقت الإعداد للمدرسة وقتا ممتعا ومناسبة عائلية تزيد من ترابط العائلة وحبها.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع