أي حفظ لا تكرار فيه فالغالب أنه ينسى ،
وما بقي معنا إلا ما كررناه ، وكم ضاعت أعمارنا في الحفظ السريع ، ولو أننا حفظنا قليلاً ثم كررناه لصرنا اليوم شيئاً آخر !!
الشناقطة بهروا الناس بقوة الاستحضار والضبط ؟ بعضهم يكرر : 300 مرة ، و 500 مرة
التكرار هو نهج السلف:
سأل أحد تلاميذ الحافظ أبي مسعود الدمشقي فقالوا له :كيف يُستعان على حفظ هذه الأحاديث بأسانيدها ؟ فقال لهم : أيكم يرجع في حفظ حديث واحد خمسمائة مرة ؟ فقالوا له : ومن يطيق ذلك؟ فقال لهم : لهذا لا تحفظون .
مهما حاولت أن تأتي بوسيلة أو سبيل للحفظ لا يمكن أن تأتي بأعظم ولا أحسن ولا أفضل، ولا أشد أثراً ولا أعظم مردوداً من التكرار، فالتكرار هو الحفظ، وهو الوسيلة الحقيقية للحفظ..
وهكذا كان العلماء يقرءون المرات الكثيرة، يعيدون مراراً وتكراراً حتى يحفظوا، كان الحسن بن أبي بكر النيسابوري يقول: لا يحصل الحفظ لي حتى يُعاد خمسين مرة.
لابد من الإعادة، لا تفكر -يا طالب العلم- بأن تأتي بوسيلة أخرى غير التكرار والإعادة ،
قد تختلف وسائل الإعادة والتكرار، لكن يبقى الأصل هو الإعادة والتكرار، ولما سُئل البخاري رحمه الله تعالى عن سبب حفظه، قال كلاماً معناه: لم أجد أنفع من مداومة النظر، فلابد من تكرير الكلام مراراً وتكراراً، هذا هو سبب الحفظ.
وكلما كان التكرار أكثر ثبتت قاعدة الحفظ، فلا يحتاج إلى أوقات أخرى لاسترجاعه عند النسيان،
لابد من الإعادة والمراجعة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعاهدوا القرآن فإنه أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقلها) أي: الإبل التي تحاول دائماً التفلت. ولذلك تعاهدوا القرآن: أي كرر وراجع ، ثم كرر وراجع ، ثم كرر وراجع ، دائماً، هذا هو الحفظ. وكان بعضهم لا يخرج كل غداة حتى ينظر في كتبه، ويتعاهد المحفوظ دائماً،
التكرار ثم التكرار ثم التكرار ...
عدة سور حفظتها بدون تكرار .. أي خلال ربع ساعة أو نصف ساعة .. وأُنسيتها ..
بينما التي ظللت أرددها عشرات المرات نسخت في الذاكرة بإذن الله .
كما قيل في الأمثال الدارجة " التكرار يعلم الشطار "
جربت طريقة التكرار مع طلاب أعمارهم ثماني سنوات
حيث يتم تكرار الحفظ الجديد لمدة نصف ساعة
ثم مراجعة المحفوظ السابق في نصف ساعة أخرى
فأبهرتنا النتيجة حيث أتقن جميع الطلاب جزءا كاملا خلال ثلاثة أشهر
فأتمنى من طلاب العلم الاهتمام بهذه الطريقة لأنفسهم ولتعليم غيرهم.
أسأل الله العظيم أن يجعلنا من أهل القرآن وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع