الوقف الهبطي المعتمد في مصاحف المغرب العربي

طباعة الموضوع

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
في الوقف الهبطي ( المعتمد في طبعات المصاحف في المغرب العربي )
اعتمد الشيخ محمد ابو جمعة الهبطي علامة الوقف ( ص ) المستوحاة من كلمة ( صه ) بمعنى قف ، وقد صرح الإمام الهبطي بكل الكلمات التي يوقف عليها من كل سورة ، سواء كان الوقف تاما أم كافيا أم حسنا أم غير ذلك ، مع بيان الأثمان و الأرباع من كل حزب ، ثم أن أوقاف الشيخ الهبطي كلها مرضية موافقة جارية على قواعد فن القراءات و مما تقتضيه العربية و أصولها .
- و قد عاب بعض أئمة المشرق بعض وقوفات الشيخ ، وهي محصورة على أصابع اليد ، و التى نورد بعضها باختصار حسب المواضع ، مع تبيين حجية الشيخ في الوقف عليها ، مع الإشارة إلى أن سجال كبير وصل إلى حد التجريح بمقام الشيخ رحمه الله ووصفه بالجهل من بعض المنتسبين إلى القراءة ، نسأل الله لنا و لهم الهداية :
أولا : وقفه رحمه الله على قوله عز وجل : " فلما أضاءت ما حوله " : الحجة : يجوز الوقف عليه اعتمادا على جعل جملة " ذهب الله بنورهم " استئنافا أو بيانا ، وعليه فجواب ( لما ) محذوف يدل عليه المقام ، إن كان الأولى جواب لــ: ( لما ) لأنه لا يحوج إلى تقدير شيئ ، ومن المقرر أنه إذا استوى التقدير و عدمه ، فالأول هو المتبادر أيضا ، والتبادر من علامات الحقيقة .
ثانيـا : : وقفه رحمه الله على قوله عز وجل : " وهو الله " بالأنعام : فيجوز الوقف عليه أيضا من باب تعلق الجار بما بعده وهو أحد أوجه أربعة في إعراب الأية المذكورة كما ذكر جميعها الشيخ القاضي البيضاوي في تفسيره .
ثالثا : وقفه رحمه الله على قوله عز وجل : " قال فإنها محرمة عليهم " فيجوز من باب الإعتداد بأن الأرض المقدسة حرمت على بني إسرائيل تحريما مطلقا ، و يبقى وقوع التيهان من قوله عز وجل " أربعين سنة يتيهون في الأرض " مقيد بزمن ، حيث أجمع جل المفسرين أن تيهان بني إسرائيل في ربوع الأرض دام أربعين سنة لا يعرفون شمالا من جنوب ، إذ أن المعهود أن الوقف ثابت على رؤوس الآي و إن كان محلها كافيا أو حسنا .
- ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أنه وقف على الفواصل ما وقفنا على الحسن ولو كان رأس ءاية لوجود التعلق اللفظي مع التعلق المعنوي ، فهو إذا رخصة جليلة رخص فيها النبي صلى الله عليه و سلم للقارءين تيسيرا لهم على التلاوة و ترغيبا لهم في الترتيل و إحكام القراءة ، ففي الوقف على رؤوس الآي توسعة وراحة للتالي تغنيه عن وصل الآية الطويلة المتعلق بعضها ببعض و تغنيه عن أن يقف على الكلمة ثم يعيدها حتى يصل إلى الوقف التام أو الكافي فيقف عنده ، زيادة على بعض رؤوس الآي الوقف عليها من قبيل الكافي أو الحسن ، ومثال ذلك لا حصرا قوله عز وجل " و إنكم لتمرون عليهم مصبحين " فمصبحين رأس آية لكن المعنى عير تام لوجود الواو العطفية في بداية الآية الموالية " و باليل أفلا تعقلون " الاية
- و من امثلة ما وقف عليه الإمام الهبطي بعد رؤوس الآي قوله عز وجل " وقال موسى يفرعون إني رسول من رب العالمين حقيق " فالوقف على العالمين تام بمعنى إقرار موسى عليه السلام بما بعثه الله به من الرسالة ، ثم يبدأ بــ : " علي أن لا أقول " على مقرأ نافع بتشديد الياء من ( علي ) فاستئناف السياق كان من قبيل المهمة الموكلة لسيدنا موسى عليه السلام ، وكل هذا من باب سعة كتاب الله عز وجل ، والمواضع و الوقوفات كثيرة في هذا الشأن ليس هذا مقام ذكرها و التفصيل فيها ، ومهما يكن من أمر فالشيخ الهبطي بشر وقد يصيب و قد يخطئ فما أصاب به من الوقوفات و هو كثير جزاه الله عنا وعن أهل الله كل خير ، وما كان منه من استشكال في بعض المواضع التي تحفظ عنها بعض علمائنا من الأزهر الشريف نفعنا الله بعلمهم ، فهو من باب الإجتهاد الذي لاقاه سكان المغرب العربي بالقبول و الإستحسان ، إذ ليس في القرءان من وقف واجب و لا حرام .
و الله أعلم واحكم و هو يهدي السبيل
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى