الخبيئة الصالحة .. منجاة !!

طباعة الموضوع
إنضم
23 يونيو 2011
المشاركات
2,069
النقاط
38
الإقامة
مصر
احفظ من كتاب الله
القرآن كاملا
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري
الجنس
أخ


Basmala.png

والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الخبيئة الصالحة .. منجاة !!


نصحنا النبي -
009.gif
- بالخبيئة الصالحة؛ فقال:

"مَنِ استطاعَ منكم أنْ يكونَ لَهُ خَبْءٌ مِنْ عمَلٍ صالِحٍ فلْيَفْعَلْ"

الراوي: الزبير بن العوام و عبدالله بن عمر-
المُحدث:الألباني – "صحيح الجامع" - رقم: 6018 - حكم المُحدث: صحيح


ليجعل كل منا له خبيئه من عمل صالح لم يطلع عليه بشر!
والخبيئة من العمل هي أن يجعل المرء بينه وبين الله طاعة لا يطلع عليها أحد حتى اهله
الى ان يلاقي ربه ويجدها في صحيفته فيسر بها بإذن الله تعالى ،،

وقد حث العلماء والصالحون على عمل الخير في الخفاء،

فعن الزبير بن العوام
article_ratheya.gif
قال:
"اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ".

والخبيئة من العمل الصالح ،،هو العمل الصالح المختبئ يعني المختفي،
والزبير
article_ratheya.gif
هنا ينبهنا إلى أمر نغفل عنه ،،
وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة؛
فكما ان لكل إنسان عمل سيئ يفعله في السر،

فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السر أيضا لعل الله سبحانه أن يغفر له الآخر،

ومن تلك الاعمال صلاة الليل :

عن أبي هريرة
article_ratheya.gif
أن رسول الله "
009.gif
" قال:
(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول:
من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له).

رواه البخاري ومالك ومسلم والترمذي وغيرهم.

ـ عن بلال
article_ratheya.gif
قال: قال رسول الله "
009.gif
":
(عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ،
وقربة إلى الله تعالى ، ومنهاة عن الإثم ، وتكفير للسيئات ، ومطردة للداء عن الجسد).
أخرجه الترمذي.

يقول أحد السلف رحمه الله عنهم أن الواحد منهم كان يجعل بينه وبين ربه طاعة
لا يطلع أحد عليها مهما كلفه من جهد :

- عن محمد بن إسحاق :

كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم ،
فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل.

وعن ابن عائشة قال : سمعت أهل المدينة يقولون :
ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.!!

قال ابن أبي عون: صام داوود بن أبي هند
أربعين سنة لا يعلم به أهله ،،

كان يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطريق ،، قال ابن الجوزي :
فيظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت ويظن أهله أنه قد أكل في السوق.

و كان أحد التابعين رحمه الله يقوم الليل كله فيخفي ذلك ،
فإذا كان الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.

ان أعمال السر الصالحة لا يثبت عليها إلا الصادقون و لا يستطيعها المنافقون أبدًا،،
وهي أشد أعمال المرء على الشيطان، فهي زينة الخلوات بين العبد وبين ربه،،
إنها عبادة في السر وطاعة في الخفاء، حيث لا يعلم بها أحد، غير الله سبحانه،

نسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا كلها صالحة وان يتقبلها منا خالصة لوجهه الكريم ،،

وقد كان السلف الصالح يحملون هّم قبول العمل أكثر من العمل نفسه ،
قال عز وجل :

{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } (المؤمنون)

قال علي بن أبي طالب (
article_ratheya.gif
) :

" كونوا لقبول العمل أشد أهتماماً من العمل ،
ألم تسمعوا قول الله عز وجل :

{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} . (المائدة:27) "

وهذه هي صفة من أوصاف المؤمنين أي يعطون العطاء من زكاةٍ وصدقة ،،

ويتقربون بأنواع القربات من أفعال الخير والبر وهم يخافون أن لا تقبل منهم أعمالهم،


وقد قيل الكثير عن علامات قبول العمل ومنها:

1) الحسنه بعد الحسنه ، وإذا رضى الله عن العبد وفقه إلى عمل الطاعة وترك المعصية.

2) انشراح الصدر للعبادة ، والفرح بتقديم الخير ،

حيث أن المؤمن هو الذي تسره حسنته وتسوءه سيئته .

3) التوبة من الذنوب الماضية من أعظم العلامات الدالة على رضى الله تعالى .

4) الخوف من عدم قبول الأعمال

إن الله تعالى إذا قبل من المرء الطاعة يسَّر له أخرى وأبعده عن معاصيه،

يقول تعالى جل شأنه في سورة الليل:

{فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى(5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7)} (الليل)

وكما أن للطاعة ثمراتها، فإن للمعصية عواقبها،

فمن عصى الله ورسوله فقد معونة الله، وأضله الشيطان عن الطريق القويم نسأل الله العافية

قال عز وجل :

{وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى(8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى(9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)}. (الليل)


- اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة واجعلها لوجهك خالصة ولا تجعل لاحد فيها شيئا

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (البقرة:201).

{رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (آل عمران:8).

{رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً

كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ

وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
(البقرة:286).

اللهم اشرح صدري ويسر امري وارزقني من حيث لا احتسب

وجميع المسلمين

يارب العالمين - اهــ.
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى