بن مصدق
مشرفة
- إنضم
- 21 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 220
- النقاط
- 16
- الإقامة
- تونس
- احفظ من كتاب الله
- وحيث الفتى يرتاع في ظلماته من القبر يلقاه سنا متهللا
- احب القراءة برواية
- ورش الأصبهاني
- القارئ المفضل
- المنشاوي - عنتر مسلم
- الجنس
- أخ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحج ركن ركين من أركان هذا الدين ولهذا فرضه الله عز وجل في كتابه العزيز فقال : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) {آل عمران: 97} ، وقال صلى الله عليه وسلم " بني الإسلام على خمس وذكر منها : وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً " .ولقد تأخر فرض الحج عن سائر الفرائض فلما حج رسول الله وأصحابه نزل عليه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} فلا يكمل دين المسلم إلا بحج بيت الله الحرام إن كان مستطيعاً.
ولا يزال الناس يحجون منذ عرف الناس البيت وإلى أن يشاء الله تعالى ، قال صلى الله عليه وسلم "ليحجن هذا البيت، وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج". {صحيح الجامع 5361}.
فإذا قبض الله أرواح المؤمنين في آخر الزمان ولم يبق على الأرض إلا شرار الخلق توقف الحج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت". {صحيح الجامع 7419}.
ولهذا وجب على كل مستطيع أن يتعجل الحج، وأن يحرص على أن يكون حجه صحيحاً مبروراً ، والصحيح ما كان لله ، يبتغي به الحاج وجه الله و كان على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : خذوا عني مناسككم " .
والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". {متفق عليه }
وهو يعدل الجهاد في سبيل الله فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: "لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور". {البخاري كتاب الحج حديث رقم 1423}. وعند النسائي :" جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة الحج والعمرة " ( ك مناسك الحج باب فضل الحج حديث 2579 ) .
وهو من أفضل القربات فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله". قيل: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". قيل: "ثم ماذا؟" قال: "حج مبرور". ( متفق عليه )
وروى أحمد بسند صحيح( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله وحده ثم الجهاد ثم حجة بَرة تفضل سائر الأعمال ما بين مطلع الشمس إلى مغربها) حم15831 وصححه الألباني في صحيح الترغيب1103.
وهو سبب لغفران الذنوب فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجح كيوم ولدته أمه". {البخاري 1424}.
وقال صلى الله عليه وسلم " الحجاج والعمار وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم". {ابن ماجه ح2883 ، النسائي 2578 – 3020 } وقال : "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد". {حم 162 عن عمر }.
وروى أحمد بسند ضعيف عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومُرْهُ أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته فإنه مغفور له "( حـ 5116 ) ويشهد لمعناه ما رواه مسلم في قصة أويس القرني مع رجل من قبيلته حين قال له : استغفر لي فقال له : أنت حديث عهد بنسك .
الحاج الذي لم يحج:
إذا كان هذا فضل الحج الذي لا ينكر فهل ينال هذا الأجر كل من لبس ملابس الإحرام وسافر إلى بيت الله الحرام ووقف بعرفه وبات بمنى ومزدلفة ووقف عند المشعر الحرام وفعل ما يفعله الناس وأفاض من حيث أفاض الناس أم أن هناك من الحجيج من يصلح أن يقال لهم حجوا فإنكم لم تحجوا ) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمسئ في صلاته: ( صل فإنك لم تصل) متفق عليه.
فمن حج بمال حرام وحرص على أكل أموال الناس بالباطل ولم يترك ذنباً إلا وفعله ومن شغل لسانه بالغيبة والنميمة وأكل لحوم المؤمنين فهل ينفعه حجه ! أمن هو ممن قال الله فيه{ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نزقه من عذاب أليم}
وإذا كان الحاج يحرم عليه حال إحرامه الرفث فإذا وقع في الرفث بجماع زوجته فسد حجه باتفاق أهل العلم ، وأمر أن يتم نسكه مع فساده وأن يقضي حجه في عام قابل مع أن جماع الزوجة أصله حلال فكيف بمن أسرف على نفسه في الموبقات حال الحج وقبله وبعده فهل ينفع هذا حجه.
إن الحج من الأعمال الظاهرة التي لا يملك العبد أن يخفيها عن الناس ومثل هذه الأعمال التي تكثر فيها المباهاة ويقل فيها الإخلاص ويفشوا فيها الرياء والسمعة ويصاحبها العجب يكون الإخلاص فيها عزيزاً ولا يبلغه إلا من جاهد نفسه في طاعة الله حتى إن نبينا صلى الله عليه وسلم لما ركب ناقته وأهل بالحج سأل ربه عز وجل أن يجعل حجه خالصاً لوجهه الكريم فقال( اللهم حجه لا رياء فيها ولا سمعه).
ولا يصح الحج إلا بتمام متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في الشروط والأركان حيث قال ( وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف ) وقال (خذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا) )
فما هو البر؟ وكيف يكون الحج مبروراً؟
ورد البر في النصوص الشرعية بإطلاقين:
أولها: فعل الطاعات كلها من الإيمان بالله واليوم الآخر، وإعطاء المال للفقراء والمساكين ، وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة والوفاء بالعهود، والصبر على البلاء كما في قول الله تعالى{ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ{177}}
والحاج يحتاج إلى هذه الأمور كلها فإنه لا يصح حجه بدون الإيمان ، ولا يكمل حجه ويكون مبروراً بدون اقام الصلاة واتاء الزكاة، فإن أركان الإسلام بعضها مرتبط ببعض ، ولا يكمل بر الحج بدون الوفاء بالعهود التي يلتزم بها الحاج مثل تأشيرة الدخول وتأشيرة الحج وعدم التضييق على الحجيج في الطرقات ونحو ذلك.وكذلك يحتاج الحاج إلى الصبر على ما يصيبه من المشاق في سفر الحج فلا يخرجه ذلك عن حسن الصحبة والعشرة لرفقائه.
ثانيها:حسن الخلق ، وقد ورد هذا مرفوعاً في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن البر فقال( البر حسن الخلق) ولا شك أن حسن الخلق من تمام الإيمان وكماله ومن أفضل العمل الصالح الذي يفضي إلى الجنة فأكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً.
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن بر الحج فقال ( إطعام الطعام وطيب الكلام وإفشاء السلام) وكان بن عمر يقول (إن البر شئ هين وجه طليق وكلام لين) وبالجملة فإنه يشمل معاملة الناس بخلق حسن وهذا يحتاج إليه الناس في الحج كثيرا حتى قال بعضهم (إنما سمي السفر سفراً لأنه يسفر عن أخلاق الرجال) .
فهذا هو الحج المبرور الذي جعل الله ثوابه الجنة
فيامن سافرت إلى بلد الله الحرام وتلبست بأعمال الحج ولبست ملابس الإحرام
سل نفسك هل حججت حقا؟
وهل ترجوا أن يكون حجك مبروراً؟
أم تكتفي بأن يكون حجك ظاهرا أمام الناس؟
الصنف الآخر من الناس من عجز عن الحج فلم يسافر إلى بيت الله الحرام ولم يتلبس بأعمال الحج ومع ذلك فقد نال ثواب الحج كاملاً وربما حصل على أعلى وأعظم من ثواب الحج وهؤلاء هم الذين يلحقون من سبقهم ويسبقون غيرهم ولم يدركهم أحد بعدهم إنهم هم الموفقون حقا
روى البخاري في صحيحة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنْ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ قَالَ أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا فَقَالَ بَعْضُنَا نُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ تَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ)
البخاري كتاب الآذان رقم 798 باب الذكر بعد الصلاة.
لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الفقراء من أصحابه أنهم بهذا الذكر اليسير يحرزون الدرجات العلا والأجر الكبير كما قال صلى الله عليه وسلم ( ألا أونبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال:ذكر الله). رواه الترمذي وابن ماجه بسند صحيح.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع