الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
الركن العام
الحذر يا فتاة الإسلام من كذبة إبريل ( نيسان)
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="تسابيح ساجدة" data-source="post: 56597" data-attributes="member: 47"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">الحذر يا فتاة الإسلام من كذبة إبريل ( نيسان)</span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p><p></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: darkorchid">الدكتورة شميسة خلوي</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">بسم الله والحمد لله حمدًا كثيراً يليق بجلال وجهه وعظيم سُلطانه، والصَّلاة والسَّلام على نبي الهُدى، من بعَثه ربّه ليتمِّم من الأخلاقِ مَكَارمها ومحاسنها، وليكُون للعالمين نِبراسا وهاديا وإماما.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">أيا أخيّة: </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">إنَّ حُسن الخُلق أساسُ تزكيةِ النُّفوسِ ونقاء السَّريرة وهو زينةُ المؤمنين وحِلية الصَّالحينَ، وخيرُ قرين على تعاقُب الأزمان والأحيان. </span></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ *** فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ.[1]</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">وإنَّ مِنْ عَظيمِ الصِّفاتِ التي أمرَ اللهُ تعالى بها وحثَّنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الاتِّصاف بها الصِّدقُ، فقال تعالى وهو أصدقُ القائلين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">فهل يتنافى هذا الخُلُق الطيّب مع ما انتشر بين عامّة النَّاس من كذبة أبريل (نيسان)؟ </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: magenta">أقول يا حبيبة:</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: royalblue">أيْ نعم، يتنافى معه، أيْ نعم يُناقضه، وهل نقيضُ الصِّدق غير الكذب؟ </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: royalblue">فهل علمتِ ما الصِّدق وما جزاءُ من يصدق في حديثه؟ وهل علمتِ ما الكذب وما جزاءُ الكاذب؟</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">إن الأوَّل يهدي إلى الجنة والثاني إلى النار، إن الصِّدق مفتاحُ البر والكذبُ مفتاح الإثم والفُجور، يقول عليه الصَّلاة والسَّلام: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا»[2].</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">إيّاكِ والكذب يا أختي، لعمري إنه من قبائح الذُّنوب وفواحش العُيوب، فما بالُك يا أخيّتي تستسهلين الأمور؟ ألا إنَّ الصِّدق طُمَأنينة وَإِنَّ الكذب ريبة.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">أما علمتِ أن الكذب في الحديث من خِصال المنافقين؟</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» [3]، وبئس هذا الوصف لمن اتَّصف به!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">قد يكون ردّك: كذبة واحدة، لن تضّر!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">إن اعتقدتِ يا أختاه أنها بيضة الديك فستُثنِّيها قاصدة أو غير قاصدة، فللشيطان خُطوات ومداخل، والذَّنب يجر إلى الذَّنبِ، والمُنكر يشفع بالمنكر، فالكذبة الواحدة إن اعتقدتِ مُرورها بسَلام، فتتبعينها بأخرى، ورُبَّ كذبة جالبة لقلّة ثقة، بل رُبَّ كلمة لا تُلقي لها بالا فتعودُ عليكِ بالوبال.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">كُوني ممن يُوثَقُ بخبرهم، كُوني ممن لا يُقدَحون في صِدقهم ولا يُتَّهَمون في ما يقولون، في هذا اليوم وفي سائر الأيَّام.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">ولله در زياد بن أبيه حين قال في خطبته البتراء: «إنَّ كِذْبَةَ المِنبر بلقاءُ مَشْهُورةٌ، فإذا تعلَّقتم عليَّ بكِذبةٍ فقد حلّت لكم معصيتي، وإذا سمعتموها مِنّي فاغتمزُوها فيَّ واعلموا أنَّ عندي أمثالَها»[4]، لقد أدرك جيِّدا ما يجرُّه الكذب على صاحبه، ومِقدار ما يحط من مكانة الرَّجل عند قومه ورعِيَّته، فمن وَقع في الكذب مرّة هَان عليه فعلُه مرّات.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">بل كل من له نخوة وعِزَّة نجدُه يمقتُ الكذب ولا يُداريه، فهذا أبو سفيان قبل إسْلامه حينَ كان مُعاديًا لنبيِّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أوَّل الأمر، قد ارتحلَ إلى الشام مُتاجرا رُفقة ركب من قُريش، فلما سمع بهم هِرَقْل ملك الروم دعاهُمْ فِي مجلسه وحوله عُظماء الرُّوم، وَدعا بترجمانه وسأل أبا سفيان عن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: «فَوَاللَّهِ لَوْلاَ الحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ»[5]، لقد خَشي أن تُؤثر عليه كذبة، فما بالُ المسلمين يسعوْن إلى الكذب سَعْيا؟ وقد نهاهم دينهم عنه؟ </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">فلا يزالُ بِسَاطُ الرّيبة والشكِّ مطْويّاً بينكِ وبين من تتعاملين معهم، مادام نهجك الحقّ وطبعكِ صِدق المقال يا أخيّة.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">قد يكون ردّك: لستُ سوى مازحة، أنتِ من تُضخِّمين المسألة وتهوّلينها وتُعطينها أكثر من حجمها!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">لو كان هذا ردُّك لذكَّرتُ نفسي وذكَّرتُك بقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنِّي لَأَمْزَحُ، وَلَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا»[6]، أليس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُدوتي وقُدوتُك؟ ألَسْنا مأمُورين بطاعته؟ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">تعالي -يرحمك الله- لنقرأ سويّا هذا الحديث الذي قال فيه الرَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ»[7].</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">أفلا ترغبين ببيتٍ في وسط الجِنان رسول الله زعيمه؟! يا الله ما أروعها من نعمة!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">لا يَعترِضُني شكٌّ في رغبتك بل وشوقك لجنَّة عرضُها السَّماوات والأرض-جعلني الله وإيَّاكِ من سُكانها- فاتركي عنكِ إذن الكذبة مازحة، وليكن ديدنكِ الصِّدق في حديثك، في جدّك وهزلك.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">عن عبد الله بن عامر، أنه قال: «دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا، فَقَالَتْ: هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ؟» قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ»[8]، إن كان الحذر من الكذب مطلوبٌ مع الصبيان أثناء مُلاعبهم، خوفا من أن يُكتب على صاحبه كذبة، فكيف مع الكبار؟ وكيف لو كان متعمّدا مع سبق إصرار من الفاعل؟</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">أيا أخيَّة، ما أقبح خبرا لم يُعِرهُ الصِّدق نُورَه! وما أحسن كلاما تنزّهتْ صاحبته فيه عن الباطل، تتلقفه الأسماع من غير شكٍّ ولا ريبة!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">قد يكون ردّك: مجرَّد رغبة في إضحاك أخواتي أو زميلاتي أو أفراد أسرتي.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">يقول عليه الصلاة والسلام: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ»[9] كرّر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَيْلٌ لَهُ) إيذاناً بشِدّة هلاك المحدِّث الذي كذب بُغية إضحاك القوم.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">هل ترضين أخيّتي بدور الضحيّة ؟ وهل ترضين أن تتّخذك صُويحباتك هُزُؤاً؟</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">لعلّك تعلمين أختي في الله أنه لا يحلُّ للمسلم أن يهجُر أخاه فوق ثلاث، فهل تعلمين أيضا أنه لا يحلُّ له أن يروّعه؟ وإلا كيف نسمي الهلع والخوف والجزع الذي يُصيب مَن يقع في مصْيدة يوم كذبة أبريل؟! </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">فكل الفخاخ مُتاحة وكلُّ الوسائل مُباحة، بل حبّذا تفنّن في إبداع الحيّل واختلاق الكذبة!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">وليتها تكون مدبّرة بطريقة ذكيَّة محكمة النَّسج، ويا ليتَ الخبر يُصاغ ويُلفَّق بكثير من الحرْص والإحكام حتى تُخدع الضحيّة، ويُرى المكذوب عليه وقد وقع في الفخّ مع درجة الامتياز للكاذب! </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">وكيف لا يكون حاذقا ماهرا بهِمَّة قصِيَّة المرمى، لعلَّه تذكَّر الإتقان والإحسان، ولعلَّه يظفر بكلمة مدح وإطراء واستحسان: أَحْسنَ الرَّجل فيما صنع!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">إنه لا يعدو أن يكون نسّاج كذب، صوَّاغ باطل، سَرَّاجا مَرَّاجا للأحاديث.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">واعجبا لمن يروِّع الآمن ويستغفله لمجرّد الترفيه والضَّحك والترويح عن النفس؟! ويؤكد: إنها رخصة! </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">كفانا يا أخواتي في الله بحديث نبيّنا واعظا، قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا»[10].</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">ومن باب الترويع أن يأخذ أحدنا متاع آخر والحُجة المزاح والمداعبة، ناسيا ما قد يحدثه هذا التصرف -الذي نحسبه عاديا من غفلتنا- من تشتيت للذهن، وجدّ وجُهد في البحث عن الضالّة، يقُولُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لَاعِبًا، وَلَا جَادًّا»[11].</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">فكيف لو كان ترويعكِ لأخواتكِ بأمر جلل، كأن تقولي: فلانة أو فلان مات، أو حصل مع زوجكِ كذا أو رأيتُ زوجك مع فلانة، أو تعرضت عائلتكِ لحادث سيارة، أو أي فكرة مستطيرة الشَّرر، تُلبس ضحيّتكِ الرُّعب وتسلبها الأمان، وكم سمعتُ وسمعتِ من أخبار بدأت بمزحة أبريل وانقلبت جحيما، وعاد الكاذب ليقول: لم تكن سوى كذبة أبريل! لكن متى؟ حين لا ينفع عضُّ البنان ولا يُغني النَّدم!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">وما أدراكِ؟ قد لا تتجاوز عنكِ من روَّعتها مازحة، وقد لا تصفح عنكِ، فتتكوَّن العداوة وتجد الضغينة مكانا لها في القلوب، وتحلّ الشَّحناء مكان الوفاق.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">تخيّلي لو كنتِ أنتِ من نُسجت حبال الخديعة حولها؟ هل كنت ترضين؟</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">ربّما تضربين عن إِساءة أخيّتك صفحاً جميلا، وتغضين عن كذبتها الطَّرف، وربما تفقدين الثقة بكلامها، وربما يُقطع حبل الوِصال الأخويّ بينكما فلم كلُّ هذا؟</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">لله در عبد الله بن مسعود -رحمه الله- حين ارْتَقَى الصَّفَا فأخذَ بلسانه فقال: «يَا لِسَانُ، قُلْ خَيْرًا تَغْنَمْ، وَاسْكُتْ عَنْ شَرٍّ تَسْلَمْ، مِنْ قَبْلِ أَنْ تَنْدَم»[12].</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">فقُولي خيرا، وأعْرضي عن كذبة أبريل تسلمي، فلا شيء يعدلُ السّلامة، وهنا يصدُق قول الشّاعر:</span></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">الصدقُ أَفْضَلُ شيء أَنْتَ فاعِلُه *** لا شيءَ كالصِّدق لا فخرٌ ولا حَسَبُ [13].</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">والكذب في ما ذكرتُه لكِ، وذكّرتُ به نفسي وإيّاك، منعدمٌ نفعه، وبالٌ على المخاطِب والمخاطَب، محرّم شرعا، مع الإشارة أن من الكذب ما هو مُباحٌ لضرورة أو حاجة مع انعدام الطُّرق الأخرى التّي تفي بنفس الغرض، كالذي يُرجى به الإصلاح بين النّاس، أو في الحرب إرهابا لأعداء الله محقّقا مصلحة للمسلمين، أو حديث الزوجين تطييبا للخاطر وزَرْعا للألفَة والمحبّة بينهُما، وإلا فالأصل كما ذكرتُ والكَذِبُ حرامٌ في أبريل وفي غَيرِه، فأين تحقيقُ هذه المصالح الشَّرعية من كذبة أبريل تلك؟ </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">واعلمي أيا حبيبة أن ديننا دين يُسر، وكلُّه خير، ولا مانع من المزاح الخفيف، بل الترويح عن القلوب مطلوب مرغوب لأجل طرد الملل، أو لتَطييب المجالس بضوابط -لا مجال لبسطِها كلِّها- أهمها ألا يكون المزاح إلا صِدقا، وأن لا يكون من باب الترويع والتخويف.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">يبقى أن ألقى منكِ ردّا كثيرا ما يطرق سمعي، فيُحدث في القلب ألما يعتصره: مجرّد تقليد!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">بالمقابل لا أفتأ أردّد كلام خير البشر، وهو يخاطب أُمَّته عليه صلوات من ربي وسلام، قائلا: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى قَالَ: «فَمَنْ»[14]،إنّ التشبُّه بالكفرة منهيٌّ عنه في ديننا بل الواجب مُخالفتهم لا محاكاتهم وتقليدهم، فهل عَمِيتْ عليكِ وُجُوه الرُّشْد يا حفيدة خديجة وعائشة؟</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»[15]، ألا بُعدا لتشبُّه يجعلكِ من هؤلاء القوم! </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">نعم، إيّاك أعني يا فتاة الإسلام، إنَّ كذبة أبريل/نيسان، تقليد غربي محض، يُطلق عليه بالفرنسية: (poisson d'avril) وبالإنجليزية: (April Fool's Day) ، لم أقف عند قول فصل بخصوص تاريخها، لوجود آراء مختلفة حول نشأة هذا التصرّف الغريب في المجتمعات الغربية، فيُقال أنها استحدثت بفرنسا حوالي سنة 1582م، مع احتفالات حلول فصل الربيع, ثم انتشر هذا التقليد لبقية أوروبا على شاكلة بريطانيا واسكتلندا في القرن 18 للميلاد، إلى أن أصبح يتَّصف بالدوْلية.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">وأما الترجمة الحرفية لهذا الموروث الغربي من الفرنسية فهي: (<span style="color: blue">سمكة أبريل</span>)، دلالة على انتقال الشمس فيه من برج الحُوت -الذي ينتهي يوم 20 مارس/آذار- إلى برج الحمل- الذي يبدأ يوم 21 مارس/آذار-، وقد يكون دلالة على اصطياد المغفَّلين مثلما تُصطاد السّمكة! وقيل أيضا أن هذا الاحتفال من بقايا طُقوس وثنية[16].</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">وفي كلِّ الأحوال فهو تقليدٌ أوروبي يقوم على إشاعة الأكاذيب بين النَّاس في اليوم الأوَّل من أبريل، ويكون فيه من يُصدِّق هذه الأكاذيب ضحيَّة كذبة أبريل، فهم بين كاذب وكذبة وضحيَّة أحمق مُغفَّل في عُرفهم، يصيِّرونه أحدوثة الآخرين!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">أنتِ لست طوع أمر الغرب يا أخيّة، لا تكوني سهلة الانقياد لعاداتهم، فلا أحد يُرغمك على الكذب، ولا أحد يجبرك عليه، فلم تفعلينه طوْعا؟ </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">فالكذب محرّم، ولا يجوز ولو مزاحا، كما لا يجوز ولو مرَّة واحدة، وتقليد الكُفار منهيُّ عنه فتأملي ....! </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">وأخيرا:</span> <span style="color: navy">ما أحوجنا إلى حُسن الخُلق فيما بيننا! فإنه أرْجى منفعَة، وأتمُّ عائدة. </span></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">فَإِذا رُزِقت خَليقَةً مَحمودَةً *** فَقَدِ اِصطَفاك مُقَسِّمُ الأَرزاقِ[17].</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">واهًا لمن اصطفاها مقسّم الأرزاق ... !!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">أوصيكِ ونفسي بتقوى الله وطاعته في السِرِّ والعلن، ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، ونسأله جلَّ وعلا أن يُجنبنا منكرات الأخلاق والفواحِشَ ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا من الصادقين في إيماننا وجميع أقوالنا وأفعالنا.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">-------------------</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[1] البيت الشعري لأحمد شوقي.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[2] صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 4/2013.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[3] صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة ط1، 1422هـ، 1/16 صحيح مسلم، 1/78.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[4] الجاحظ ، البيان والتبيين، دار ومكتبة الهلال، بيروت، 1423 هـ، 2/41.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[5] البخاري، 1/8.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[6] الطبراني، المعجم الكبير، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط2، 12/391، والحديث صحّحه الشيخ الألباني</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[7] سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، 4/253، الحديث حسّنه الألباني.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[8] سنن أبي داود، 4/298، الحديث حسّنه الشيخ الألباني. </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[9] سنن أبي داود، 4/297، الحديث حسّنه الشيخ الألباني.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[10] سنن أبي داود، 4/301، الحديث صحّحه الشيخ الألباني.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[11] سنن أبي داود، 4/301، الحديث حسّنه الشيخ الألباني. </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[12] الطبراني، المعجم الكبير، 10/197.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[13] البيت الشعري للشاعر مسكين الدّارمي. </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[14] صحيح البخاري، 4/169.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[15] سنن أبي داود، 4/44، الحديث صحّحه وحسّنه الشيخ الألباني.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[16] ينظر: الدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي، كذبة إبريل نيسان (أصلها التاريخي وحُكمها الشرعي).</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">-Théodore De Jolimont, Monologie du mois d'avril (et de ses poissons).</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">- موقع (april-fools).</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">[17] البيت الشعري للشاعر حافظ إبراهيم.</span></span></span></p><p> </p></blockquote><p></p>
[QUOTE="تسابيح ساجدة, post: 56597, member: 47"] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#0000ff]الحذر يا فتاة الإسلام من كذبة إبريل ( نيسان)[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT] [/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=darkorchid]الدكتورة شميسة خلوي[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]بسم الله والحمد لله حمدًا كثيراً يليق بجلال وجهه وعظيم سُلطانه، والصَّلاة والسَّلام على نبي الهُدى، من بعَثه ربّه ليتمِّم من الأخلاقِ مَكَارمها ومحاسنها، وليكُون للعالمين نِبراسا وهاديا وإماما.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]أيا أخيّة: [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]إنَّ حُسن الخُلق أساسُ تزكيةِ النُّفوسِ ونقاء السَّريرة وهو زينةُ المؤمنين وحِلية الصَّالحينَ، وخيرُ قرين على تعاقُب الأزمان والأحيان. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ *** فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ.[1][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]وإنَّ مِنْ عَظيمِ الصِّفاتِ التي أمرَ اللهُ تعالى بها وحثَّنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الاتِّصاف بها الصِّدقُ، فقال تعالى وهو أصدقُ القائلين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]فهل يتنافى هذا الخُلُق الطيّب مع ما انتشر بين عامّة النَّاس من كذبة أبريل (نيسان)؟ [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000080][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000080][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=magenta]أقول يا حبيبة:[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000080][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=royalblue]أيْ نعم، يتنافى معه، أيْ نعم يُناقضه، وهل نقيضُ الصِّدق غير الكذب؟ [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=royalblue]فهل علمتِ ما الصِّدق وما جزاءُ من يصدق في حديثه؟ وهل علمتِ ما الكذب وما جزاءُ الكاذب؟[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]إن الأوَّل يهدي إلى الجنة والثاني إلى النار، إن الصِّدق مفتاحُ البر والكذبُ مفتاح الإثم والفُجور، يقول عليه الصَّلاة والسَّلام: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا»[2].[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]إيّاكِ والكذب يا أختي، لعمري إنه من قبائح الذُّنوب وفواحش العُيوب، فما بالُك يا أخيّتي تستسهلين الأمور؟ ألا إنَّ الصِّدق طُمَأنينة وَإِنَّ الكذب ريبة.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000]أما علمتِ أن الكذب في الحديث من خِصال المنافقين؟[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» [3]، وبئس هذا الوصف لمن اتَّصف به![/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]قد يكون ردّك: كذبة واحدة، لن تضّر![/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]إن اعتقدتِ يا أختاه أنها بيضة الديك فستُثنِّيها قاصدة أو غير قاصدة، فللشيطان خُطوات ومداخل، والذَّنب يجر إلى الذَّنبِ، والمُنكر يشفع بالمنكر، فالكذبة الواحدة إن اعتقدتِ مُرورها بسَلام، فتتبعينها بأخرى، ورُبَّ كذبة جالبة لقلّة ثقة، بل رُبَّ كلمة لا تُلقي لها بالا فتعودُ عليكِ بالوبال.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]كُوني ممن يُوثَقُ بخبرهم، كُوني ممن لا يُقدَحون في صِدقهم ولا يُتَّهَمون في ما يقولون، في هذا اليوم وفي سائر الأيَّام.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]ولله در زياد بن أبيه حين قال في خطبته البتراء: «إنَّ كِذْبَةَ المِنبر بلقاءُ مَشْهُورةٌ، فإذا تعلَّقتم عليَّ بكِذبةٍ فقد حلّت لكم معصيتي، وإذا سمعتموها مِنّي فاغتمزُوها فيَّ واعلموا أنَّ عندي أمثالَها»[4]، لقد أدرك جيِّدا ما يجرُّه الكذب على صاحبه، ومِقدار ما يحط من مكانة الرَّجل عند قومه ورعِيَّته، فمن وَقع في الكذب مرّة هَان عليه فعلُه مرّات.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]بل كل من له نخوة وعِزَّة نجدُه يمقتُ الكذب ولا يُداريه، فهذا أبو سفيان قبل إسْلامه حينَ كان مُعاديًا لنبيِّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أوَّل الأمر، قد ارتحلَ إلى الشام مُتاجرا رُفقة ركب من قُريش، فلما سمع بهم هِرَقْل ملك الروم دعاهُمْ فِي مجلسه وحوله عُظماء الرُّوم، وَدعا بترجمانه وسأل أبا سفيان عن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: «فَوَاللَّهِ لَوْلاَ الحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ»[5]، لقد خَشي أن تُؤثر عليه كذبة، فما بالُ المسلمين يسعوْن إلى الكذب سَعْيا؟ وقد نهاهم دينهم عنه؟ [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]فلا يزالُ بِسَاطُ الرّيبة والشكِّ مطْويّاً بينكِ وبين من تتعاملين معهم، مادام نهجك الحقّ وطبعكِ صِدق المقال يا أخيّة.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]قد يكون ردّك: لستُ سوى مازحة، أنتِ من تُضخِّمين المسألة وتهوّلينها وتُعطينها أكثر من حجمها![/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]لو كان هذا ردُّك لذكَّرتُ نفسي وذكَّرتُك بقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنِّي لَأَمْزَحُ، وَلَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا»[6]، أليس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُدوتي وقُدوتُك؟ ألَسْنا مأمُورين بطاعته؟ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]تعالي -يرحمك الله- لنقرأ سويّا هذا الحديث الذي قال فيه الرَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ»[7].[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]أفلا ترغبين ببيتٍ في وسط الجِنان رسول الله زعيمه؟! يا الله ما أروعها من نعمة![/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]لا يَعترِضُني شكٌّ في رغبتك بل وشوقك لجنَّة عرضُها السَّماوات والأرض-جعلني الله وإيَّاكِ من سُكانها- فاتركي عنكِ إذن الكذبة مازحة، وليكن ديدنكِ الصِّدق في حديثك، في جدّك وهزلك.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]عن عبد الله بن عامر، أنه قال: «دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا، فَقَالَتْ: هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ؟» قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ»[8]، إن كان الحذر من الكذب مطلوبٌ مع الصبيان أثناء مُلاعبهم، خوفا من أن يُكتب على صاحبه كذبة، فكيف مع الكبار؟ وكيف لو كان متعمّدا مع سبق إصرار من الفاعل؟[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]أيا أخيَّة، ما أقبح خبرا لم يُعِرهُ الصِّدق نُورَه! وما أحسن كلاما تنزّهتْ صاحبته فيه عن الباطل، تتلقفه الأسماع من غير شكٍّ ولا ريبة![/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]قد يكون ردّك: مجرَّد رغبة في إضحاك أخواتي أو زميلاتي أو أفراد أسرتي.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]يقول عليه الصلاة والسلام: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ»[9] كرّر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَيْلٌ لَهُ) إيذاناً بشِدّة هلاك المحدِّث الذي كذب بُغية إضحاك القوم.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000080][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000080][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000]هل ترضين أخيّتي بدور الضحيّة ؟ وهل ترضين أن تتّخذك صُويحباتك هُزُؤاً؟[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]لعلّك تعلمين أختي في الله أنه لا يحلُّ للمسلم أن يهجُر أخاه فوق ثلاث، فهل تعلمين أيضا أنه لا يحلُّ له أن يروّعه؟ وإلا كيف نسمي الهلع والخوف والجزع الذي يُصيب مَن يقع في مصْيدة يوم كذبة أبريل؟! [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]فكل الفخاخ مُتاحة وكلُّ الوسائل مُباحة، بل حبّذا تفنّن في إبداع الحيّل واختلاق الكذبة![/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]وليتها تكون مدبّرة بطريقة ذكيَّة محكمة النَّسج، ويا ليتَ الخبر يُصاغ ويُلفَّق بكثير من الحرْص والإحكام حتى تُخدع الضحيّة، ويُرى المكذوب عليه وقد وقع في الفخّ مع درجة الامتياز للكاذب! [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]وكيف لا يكون حاذقا ماهرا بهِمَّة قصِيَّة المرمى، لعلَّه تذكَّر الإتقان والإحسان، ولعلَّه يظفر بكلمة مدح وإطراء واستحسان: أَحْسنَ الرَّجل فيما صنع![/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]إنه لا يعدو أن يكون نسّاج كذب، صوَّاغ باطل، سَرَّاجا مَرَّاجا للأحاديث.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]واعجبا لمن يروِّع الآمن ويستغفله لمجرّد الترفيه والضَّحك والترويح عن النفس؟! ويؤكد: إنها رخصة! [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]كفانا يا أخواتي في الله بحديث نبيّنا واعظا، قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا»[10].[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]ومن باب الترويع أن يأخذ أحدنا متاع آخر والحُجة المزاح والمداعبة، ناسيا ما قد يحدثه هذا التصرف -الذي نحسبه عاديا من غفلتنا- من تشتيت للذهن، وجدّ وجُهد في البحث عن الضالّة، يقُولُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لَاعِبًا، وَلَا جَادًّا»[11].[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]فكيف لو كان ترويعكِ لأخواتكِ بأمر جلل، كأن تقولي: فلانة أو فلان مات، أو حصل مع زوجكِ كذا أو رأيتُ زوجك مع فلانة، أو تعرضت عائلتكِ لحادث سيارة، أو أي فكرة مستطيرة الشَّرر، تُلبس ضحيّتكِ الرُّعب وتسلبها الأمان، وكم سمعتُ وسمعتِ من أخبار بدأت بمزحة أبريل وانقلبت جحيما، وعاد الكاذب ليقول: لم تكن سوى كذبة أبريل! لكن متى؟ حين لا ينفع عضُّ البنان ولا يُغني النَّدم![/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]وما أدراكِ؟ قد لا تتجاوز عنكِ من روَّعتها مازحة، وقد لا تصفح عنكِ، فتتكوَّن العداوة وتجد الضغينة مكانا لها في القلوب، وتحلّ الشَّحناء مكان الوفاق.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000080][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000080][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000]تخيّلي لو كنتِ أنتِ من نُسجت حبال الخديعة حولها؟ هل كنت ترضين؟[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]ربّما تضربين عن إِساءة أخيّتك صفحاً جميلا، وتغضين عن كذبتها الطَّرف، وربما تفقدين الثقة بكلامها، وربما يُقطع حبل الوِصال الأخويّ بينكما فلم كلُّ هذا؟[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]لله در عبد الله بن مسعود -رحمه الله- حين ارْتَقَى الصَّفَا فأخذَ بلسانه فقال: «يَا لِسَانُ، قُلْ خَيْرًا تَغْنَمْ، وَاسْكُتْ عَنْ شَرٍّ تَسْلَمْ، مِنْ قَبْلِ أَنْ تَنْدَم»[12].[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]فقُولي خيرا، وأعْرضي عن كذبة أبريل تسلمي، فلا شيء يعدلُ السّلامة، وهنا يصدُق قول الشّاعر:[/COLOR][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]الصدقُ أَفْضَلُ شيء أَنْتَ فاعِلُه *** لا شيءَ كالصِّدق لا فخرٌ ولا حَسَبُ [13].[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]والكذب في ما ذكرتُه لكِ، وذكّرتُ به نفسي وإيّاك، منعدمٌ نفعه، وبالٌ على المخاطِب والمخاطَب، محرّم شرعا، مع الإشارة أن من الكذب ما هو مُباحٌ لضرورة أو حاجة مع انعدام الطُّرق الأخرى التّي تفي بنفس الغرض، كالذي يُرجى به الإصلاح بين النّاس، أو في الحرب إرهابا لأعداء الله محقّقا مصلحة للمسلمين، أو حديث الزوجين تطييبا للخاطر وزَرْعا للألفَة والمحبّة بينهُما، وإلا فالأصل كما ذكرتُ والكَذِبُ حرامٌ في أبريل وفي غَيرِه، فأين تحقيقُ هذه المصالح الشَّرعية من كذبة أبريل تلك؟ [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]واعلمي أيا حبيبة أن ديننا دين يُسر، وكلُّه خير، ولا مانع من المزاح الخفيف، بل الترويح عن القلوب مطلوب مرغوب لأجل طرد الملل، أو لتَطييب المجالس بضوابط -لا مجال لبسطِها كلِّها- أهمها ألا يكون المزاح إلا صِدقا، وأن لا يكون من باب الترويع والتخويف.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]يبقى أن ألقى منكِ ردّا كثيرا ما يطرق سمعي، فيُحدث في القلب ألما يعتصره: مجرّد تقليد![/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]بالمقابل لا أفتأ أردّد كلام خير البشر، وهو يخاطب أُمَّته عليه صلوات من ربي وسلام، قائلا: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى قَالَ: «فَمَنْ»[14]،إنّ التشبُّه بالكفرة منهيٌّ عنه في ديننا بل الواجب مُخالفتهم لا محاكاتهم وتقليدهم، فهل عَمِيتْ عليكِ وُجُوه الرُّشْد يا حفيدة خديجة وعائشة؟[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»[15]، ألا بُعدا لتشبُّه يجعلكِ من هؤلاء القوم! [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]نعم، إيّاك أعني يا فتاة الإسلام، إنَّ كذبة أبريل/نيسان، تقليد غربي محض، يُطلق عليه بالفرنسية: (poisson d'avril) وبالإنجليزية: (April Fool's Day) ، لم أقف عند قول فصل بخصوص تاريخها، لوجود آراء مختلفة حول نشأة هذا التصرّف الغريب في المجتمعات الغربية، فيُقال أنها استحدثت بفرنسا حوالي سنة 1582م، مع احتفالات حلول فصل الربيع, ثم انتشر هذا التقليد لبقية أوروبا على شاكلة بريطانيا واسكتلندا في القرن 18 للميلاد، إلى أن أصبح يتَّصف بالدوْلية.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]وأما الترجمة الحرفية لهذا الموروث الغربي من الفرنسية فهي: ([COLOR=blue]سمكة أبريل[/COLOR])، دلالة على انتقال الشمس فيه من برج الحُوت -الذي ينتهي يوم 20 مارس/آذار- إلى برج الحمل- الذي يبدأ يوم 21 مارس/آذار-، وقد يكون دلالة على اصطياد المغفَّلين مثلما تُصطاد السّمكة! وقيل أيضا أن هذا الاحتفال من بقايا طُقوس وثنية[16].[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]وفي كلِّ الأحوال فهو تقليدٌ أوروبي يقوم على إشاعة الأكاذيب بين النَّاس في اليوم الأوَّل من أبريل، ويكون فيه من يُصدِّق هذه الأكاذيب ضحيَّة كذبة أبريل، فهم بين كاذب وكذبة وضحيَّة أحمق مُغفَّل في عُرفهم، يصيِّرونه أحدوثة الآخرين![/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]أنتِ لست طوع أمر الغرب يا أخيّة، لا تكوني سهلة الانقياد لعاداتهم، فلا أحد يُرغمك على الكذب، ولا أحد يجبرك عليه، فلم تفعلينه طوْعا؟ [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]فالكذب محرّم، ولا يجوز ولو مزاحا، كما لا يجوز ولو مرَّة واحدة، وتقليد الكُفار منهيُّ عنه فتأملي ....! [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000080][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000080][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000]وأخيرا:[/COLOR] [COLOR=navy]ما أحوجنا إلى حُسن الخُلق فيما بيننا! فإنه أرْجى منفعَة، وأتمُّ عائدة. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]فَإِذا رُزِقت خَليقَةً مَحمودَةً *** فَقَدِ اِصطَفاك مُقَسِّمُ الأَرزاقِ[17].[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]واهًا لمن اصطفاها مقسّم الأرزاق ... !![/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]أوصيكِ ونفسي بتقوى الله وطاعته في السِرِّ والعلن، ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، ونسأله جلَّ وعلا أن يُجنبنا منكرات الأخلاق والفواحِشَ ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا من الصادقين في إيماننا وجميع أقوالنا وأفعالنا.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000]-------------------[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][1] البيت الشعري لأحمد شوقي.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][2] صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 4/2013.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][3] صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة ط1، 1422هـ، 1/16 صحيح مسلم، 1/78.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][4] الجاحظ ، البيان والتبيين، دار ومكتبة الهلال، بيروت، 1423 هـ، 2/41.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][5] البخاري، 1/8.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][6] الطبراني، المعجم الكبير، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط2، 12/391، والحديث صحّحه الشيخ الألباني[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][7] سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، 4/253، الحديث حسّنه الألباني.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][8] سنن أبي داود، 4/298، الحديث حسّنه الشيخ الألباني. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][9] سنن أبي داود، 4/297، الحديث حسّنه الشيخ الألباني.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][10] سنن أبي داود، 4/301، الحديث صحّحه الشيخ الألباني.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][11] سنن أبي داود، 4/301، الحديث حسّنه الشيخ الألباني. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][12] الطبراني، المعجم الكبير، 10/197.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][13] البيت الشعري للشاعر مسكين الدّارمي. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][14] صحيح البخاري، 4/169.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][15] سنن أبي داود، 4/44، الحديث صحّحه وحسّنه الشيخ الألباني.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][16] ينظر: الدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي، كذبة إبريل نيسان (أصلها التاريخي وحُكمها الشرعي).[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]-Théodore De Jolimont, Monologie du mois d'avril (et de ses poissons).[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy]- موقع (april-fools).[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy][17] البيت الشعري للشاعر حافظ إبراهيم.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
الركن العام
الحذر يا فتاة الإسلام من كذبة إبريل ( نيسان)