- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
الحديث الثالث والعشرون
جوامع الخير
قال المؤلف – رحمه الله - : (عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- : ( الطَّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو : تملأ – ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها )[ رواه مسلم].)
الحديث أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه ، وما أخرجه مسلم الأمة تلقته بالقبول .
قال عليه الصلاة والسلام : (الطُهور شطر الإيمان) الطهور : يأتي بضم الطاء ويأتي بفتح الطاء ، فإذا نطق بالضم ضم الطاء فالمراد فعل الطهارة .
وإذا كان بفتح الطاء الطهور يكون بمادة الطهارة ، والمادة هنا هي الماء أو التيمم عند تعذر استعمال أو عدم وجوده .
إذن الطهور بضم الطاء هو فعل الطهارة ، أما الطهور بفتح الطاء فالمراد حينئذٍ مادة الطهارة وهي الماء أو التراب إذا تعذر استعمال الماء أو عدم وجوده .
(الطهور شطر الإيمان ) :الشطر هو النصف ، والإيمان هو التصديق ، والمراد به الإيمان في الاصطلاح الشرعي وهو التصديق بالقلب والتحدث باللسان ، أو القول باللسان ، والعمل بالجوارح والأركان ، الذي يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان .
جوامع الخير
قال المؤلف – رحمه الله - : (عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- : ( الطَّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو : تملأ – ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها )[ رواه مسلم].)
الحديث أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه ، وما أخرجه مسلم الأمة تلقته بالقبول .
قال عليه الصلاة والسلام : (الطُهور شطر الإيمان) الطهور : يأتي بضم الطاء ويأتي بفتح الطاء ، فإذا نطق بالضم ضم الطاء فالمراد فعل الطهارة .
وإذا كان بفتح الطاء الطهور يكون بمادة الطهارة ، والمادة هنا هي الماء أو التيمم عند تعذر استعمال أو عدم وجوده .
إذن الطهور بضم الطاء هو فعل الطهارة ، أما الطهور بفتح الطاء فالمراد حينئذٍ مادة الطهارة وهي الماء أو التراب إذا تعذر استعمال الماء أو عدم وجوده .
(الطهور شطر الإيمان ) :الشطر هو النصف ، والإيمان هو التصديق ، والمراد به الإيمان في الاصطلاح الشرعي وهو التصديق بالقلب والتحدث باللسان ، أو القول باللسان ، والعمل بالجوارح والأركان ، الذي يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان .
(الطهور شطر الإيمان ) هنا فسر الطهور بأحد تفسيرين كما فسر الإيمان بأحد تفسيرين ، فإذا كان الإيمان المقصود به التوحيد ، والإيمان المعروف فالطهور هنا هو ترك الشرك .
فإذا قيل : ترك الشرك . معنى هذا : نصف الإيمان ترك الشرك ، والنصف الباقي هو فعل الإيمان بمعني التصديق والقول والعمل ، ويفسر الإيمان هنا بالصلاة كما جاء في قوله تعالي ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) [البقرة: من الآية143]يعني صلاتكم ، وهذا عند الحكم بالتوجه إلي الكعبة المشرفة بعد أن كان الناس يتوجهون إلي بيت المقدس .
ففسر الإيمان هنا بالصلاة ، فيكون الطهور هو الوضوء ، أو الطهارة من الحدث ، سواء بالوضوء ، أو بالغسل ، سواء كان من الحدث الأصغر ، أو من الحدث الأكبر ، فالطهور هنا بمعني : الوضوء أو الغسل رفع الحدث وبالوضوء أو الغسل وهو الأقرب ، أي أن التفسير الثاني هو الأقرب .
(الطهور شطر الإيمان ) الطهور هنا رفع الحدث وإزالة النجاسة .
والمراد بالإيمان هنا : الصلاة فأصبح الوضوء نصف الإيمان لأن الصلاة لا تصح بدون طهارة سواء كان وضوء أو غسل .
التفسير الثاني الأصح
لأنه ورد رواية بدل قوله الطهور شطر الإيمان ورد (إسباغ الوضوء شطر الإيمان ) فدلت هذه الرواية الثانية على أن المقصود بالطهور هنا الطهارة : رفع الحدث وإزالة النجاسة .
رفع الحدث بالوضوء أو بالتيمم أو بالغسل والتيمم يكون عند تعذر استعمال الماء أو عدم وجوده وإزالة النجاسة من البدن أو الثوب .
قال ( والحمد لله ) هو الثناء على الله سبحانه وتعالي وله الثناء الحسن كله سبحانه وتعالي .
(الطهور شطر الإيمان ) الطهور هنا رفع الحدث وإزالة النجاسة .
والمراد بالإيمان هنا : الصلاة فأصبح الوضوء نصف الإيمان لأن الصلاة لا تصح بدون طهارة سواء كان وضوء أو غسل .
التفسير الثاني الأصح
لأنه ورد رواية بدل قوله الطهور شطر الإيمان ورد (إسباغ الوضوء شطر الإيمان ) فدلت هذه الرواية الثانية على أن المقصود بالطهور هنا الطهارة : رفع الحدث وإزالة النجاسة .
رفع الحدث بالوضوء أو بالتيمم أو بالغسل والتيمم يكون عند تعذر استعمال الماء أو عدم وجوده وإزالة النجاسة من البدن أو الثوب .
قال ( والحمد لله ) هو الثناء على الله سبحانه وتعالي وله الثناء الحسن كله سبحانه وتعالي .
(تملأ الميزان ): الميزان هو المقصود ميزان الأعمال يوم القيامة والميزان يثبت كما جاء وأن له كفتين كفة لأعمال الخير وكفة لأعمال الشر ( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[الأعراف: من الآية8] .
(فالحمد لله تملئ الميزان ، وسبحان الله تملأن أو تملئان ما بين السماء والأرض ): سبحان الله تنزيه الله عن النقائص والعيوب ، فلذلك دائما تجد أن يقرن الحمد لله بسبحان الله فسبحان الله تنزه الله سبحانه وتعالي عن النقائص والعيوب والحمد لله تثني على الله سبحانه وتعالي ، تملأ أو تملئان ما بين السماء والأرض من الحسنات .
(والصلاة نور): الصلاة المعروفة أصلها في اللغة الدعاء والمقصود بها هنا الصلاة المعروفة فرائضها ونفلها ، نور في الدنيا وفي الآخرة .
(والصدقة برهان) الصدقة المفروضة والصدقة النافلة المستحبة ، برهان دليل على الإيمان .
(والصبر ضياء ) الصبر هو الحبس والمقصود بالصبر في الاصطلاح الشرعي حبس النفس عن التشكي .
وينقسم إلي ثلاثة أقسام صبر على الطاعات :
1-الصبر على الطاعات هو أعلاها وأجلها وأفضلها لأنه يتطلب فعل ليس أمراً تركيا فقط ، فالصلاة مثلا من الطاعات ، الصيام من الطاعات ، قراءة القرآن من الطاعات ، هذه أمور وعبادات تحتاج إلي صبر ، الذي يريد أن يستيقظ لصلاة الفجر في الصيف وهو ما نام إلا ثلاث ساعات أو أربع ساعات لابد أن يجاهد نفسه ، هذه المجاهدة تحتاج إلي صبر لكي يستيقظ .
وكذا بقية الصلوات ، الصيام من طلوع الفجر الثاني إلي غروب الشمس لا يأكل ، لا يشرب ، لا يستمتع بملذاته وشهواته يحتاج إلي صبر .
2- الصبر عن المعاصي : أيضاً درجة ثانية ؛ لأنها كف مجرد كف عن أشياء معينة .
3-الصبر على أقدار الله المؤلمة : هذه الدرجة الثالثة وكان في الدرجة الثالثة لأن لا حيلة للإنسان فيها بينما الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي فيه حيلة للإنسان فيه حركة من الإنسان لكن الصبر على أقدار الله المؤلمة هذا قدر الله نزل .
فلذلك رتبت من حيث الأفضلية هذا الترتيب الصبر على الطاعات الصبر عن المعاصي الصبر على أقدار الله المؤلمة والصبر بأنواعه الثلاثة ضياء .
(والقرآن حجة لك أو عليك ) فمن عمل به وقام بحقه فهو حجة له يوم القيامة ويكون شفيعا لصاحبه ويقوده إلي الجنة أو حجة عليه إذا لم يعمل به وإنما قرأه بطرف لسانه فهو حجة عليه .. برهان عليك يوم القيامة فيزجك على قفاك في النار يوم القيامة والعياذ بالله .
ثم قال : (كل الناس يغدوا ) يغدوا يذهب والأصل في الغدو الذهاب أول النهار أي كل الناس يعمل لكن هل هذا العمل في الطاعة والعبادة أو العمل في الضد .
قال فبائع نفسه فمعتقها ) يغدوا بائع نفسه لله سبحانه وتعالي وذلك بعمل الطاعات وترك المعاصي فمعتقها مخلصها من النار .
(أو موبقها) يعني مهلكها إذا لم يعمل بطاعة الله وترك لنفسه الحبل على الغارب حين إذن أوبقها أي أهلكها .
الحديث عظيم :
يفتح الأمل للإنسان وهو في حركته الدؤبة في هذه الحياة أعمال يقصد منها الناس جلب الرزق إليهم ، والرزق حسنة دنيوية ليستمتع بدنياه وليعيش .
الله سبحانه وتعالي جعل هذا الرزق في الدنيا مثلاً مصغر للرزق في الآخرة ، وكأنه قال : هذه أبواب متعددة إما من أهل الذكر فتشتغل بالذكر ، وهناك مجال عظيم في الصلاة تشتغل في الصلاة ، اذا كنت من أهل الصدقة من أهل المال تشتغل في المال ، من أهل الصيام كذلك ، من أهل القرآن ، كذلك .
الناس عاملون ، وأبواب الخير كأبواب الرزق ، أبواب الرزق في الآخرة كأبواب الرزق في الدنيا ..وكل بقدره وباستطاعته وبما منح الله سبحانه وتعالي .
هذه أمثلة لأبواب الخير المتعددة لرزق الله في الآخرة لذلك عقب في الأخير و قال كل الناس يغدو فبائع نفسه ) فمخلصها (معتقها ) من النار أو (موبقها) .
هذا الحديث يجسد لنا أن أبواب العمل كثيرة فالأمل كبير أن يكون الإنسان من أهل هذه الأبواب .
ولذلك جاءت عظمة هذا الحديث القصير من فتح هذه الأبواب المتعددة .
(الطهور شطر الإيمان )
الإسلام دين الطهارة ودين الطهارة الحسية والمعنوية الحسية بإزالة النجاسات والأقذار والأوساخ البدنية على الثوب أو اللباس .
والطهارة من الطهارة الحسية رفع الحدث سواء كان الحدث أكبر كالجنابة أو الحيض أو النفاس ، أو الحدث الأصغر كالحدث بنقض الوضوء ، فالطهارة من الحدث الأصغر بالوضوء الشرعي ، والطهارة من الحدث الأكبر بالغسل الشرعي.
(والصلاة نور): الصلاة المعروفة أصلها في اللغة الدعاء والمقصود بها هنا الصلاة المعروفة فرائضها ونفلها ، نور في الدنيا وفي الآخرة .
(والصدقة برهان) الصدقة المفروضة والصدقة النافلة المستحبة ، برهان دليل على الإيمان .
(والصبر ضياء ) الصبر هو الحبس والمقصود بالصبر في الاصطلاح الشرعي حبس النفس عن التشكي .
وينقسم إلي ثلاثة أقسام صبر على الطاعات :
1-الصبر على الطاعات هو أعلاها وأجلها وأفضلها لأنه يتطلب فعل ليس أمراً تركيا فقط ، فالصلاة مثلا من الطاعات ، الصيام من الطاعات ، قراءة القرآن من الطاعات ، هذه أمور وعبادات تحتاج إلي صبر ، الذي يريد أن يستيقظ لصلاة الفجر في الصيف وهو ما نام إلا ثلاث ساعات أو أربع ساعات لابد أن يجاهد نفسه ، هذه المجاهدة تحتاج إلي صبر لكي يستيقظ .
وكذا بقية الصلوات ، الصيام من طلوع الفجر الثاني إلي غروب الشمس لا يأكل ، لا يشرب ، لا يستمتع بملذاته وشهواته يحتاج إلي صبر .
2- الصبر عن المعاصي : أيضاً درجة ثانية ؛ لأنها كف مجرد كف عن أشياء معينة .
3-الصبر على أقدار الله المؤلمة : هذه الدرجة الثالثة وكان في الدرجة الثالثة لأن لا حيلة للإنسان فيها بينما الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي فيه حيلة للإنسان فيه حركة من الإنسان لكن الصبر على أقدار الله المؤلمة هذا قدر الله نزل .
فلذلك رتبت من حيث الأفضلية هذا الترتيب الصبر على الطاعات الصبر عن المعاصي الصبر على أقدار الله المؤلمة والصبر بأنواعه الثلاثة ضياء .
(والقرآن حجة لك أو عليك ) فمن عمل به وقام بحقه فهو حجة له يوم القيامة ويكون شفيعا لصاحبه ويقوده إلي الجنة أو حجة عليه إذا لم يعمل به وإنما قرأه بطرف لسانه فهو حجة عليه .. برهان عليك يوم القيامة فيزجك على قفاك في النار يوم القيامة والعياذ بالله .
ثم قال : (كل الناس يغدوا ) يغدوا يذهب والأصل في الغدو الذهاب أول النهار أي كل الناس يعمل لكن هل هذا العمل في الطاعة والعبادة أو العمل في الضد .
قال فبائع نفسه فمعتقها ) يغدوا بائع نفسه لله سبحانه وتعالي وذلك بعمل الطاعات وترك المعاصي فمعتقها مخلصها من النار .
(أو موبقها) يعني مهلكها إذا لم يعمل بطاعة الله وترك لنفسه الحبل على الغارب حين إذن أوبقها أي أهلكها .
الحديث عظيم :
يفتح الأمل للإنسان وهو في حركته الدؤبة في هذه الحياة أعمال يقصد منها الناس جلب الرزق إليهم ، والرزق حسنة دنيوية ليستمتع بدنياه وليعيش .
الله سبحانه وتعالي جعل هذا الرزق في الدنيا مثلاً مصغر للرزق في الآخرة ، وكأنه قال : هذه أبواب متعددة إما من أهل الذكر فتشتغل بالذكر ، وهناك مجال عظيم في الصلاة تشتغل في الصلاة ، اذا كنت من أهل الصدقة من أهل المال تشتغل في المال ، من أهل الصيام كذلك ، من أهل القرآن ، كذلك .
الناس عاملون ، وأبواب الخير كأبواب الرزق ، أبواب الرزق في الآخرة كأبواب الرزق في الدنيا ..وكل بقدره وباستطاعته وبما منح الله سبحانه وتعالي .
هذه أمثلة لأبواب الخير المتعددة لرزق الله في الآخرة لذلك عقب في الأخير و قال كل الناس يغدو فبائع نفسه ) فمخلصها (معتقها ) من النار أو (موبقها) .
هذا الحديث يجسد لنا أن أبواب العمل كثيرة فالأمل كبير أن يكون الإنسان من أهل هذه الأبواب .
ولذلك جاءت عظمة هذا الحديث القصير من فتح هذه الأبواب المتعددة .
(الطهور شطر الإيمان )
الإسلام دين الطهارة ودين الطهارة الحسية والمعنوية الحسية بإزالة النجاسات والأقذار والأوساخ البدنية على الثوب أو اللباس .
والطهارة من الطهارة الحسية رفع الحدث سواء كان الحدث أكبر كالجنابة أو الحيض أو النفاس ، أو الحدث الأصغر كالحدث بنقض الوضوء ، فالطهارة من الحدث الأصغر بالوضوء الشرعي ، والطهارة من الحدث الأكبر بالغسل الشرعي.
هذه الطهارة سواء بغسلها أو بوضوئها لها فضل عظيم عند الله سبحانه وتعالي فجعلها نصف الإيمان سواء قلنا : أن الإيمان بالصلاة أو أن الإيمان المعروف ، فيدل على أهمية هذه الطهارة الحسية والله سبحانه وتعالي قال (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)[البقرة: من الآية222] وهذه غاية من الغايات التي يسعى لها الإنسان أن يسعى إلي أن يحبه الله جل وعلا .
والرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيصلي ركعتين يقبل الله سبحانه وتعالي بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة ) وهذا دليل على أهمية هذه الطهارة العظيمة .
إذن هذه الطهارة الحسية بمعني طهارة القلب من أمراضه التي تعتريه كالحسد والبغض والكره للآخرين ، والرياء والسمعة والعجب والغرور والكبر .
كل هذه أمراض ونحوها تعكر بياض القلب ، وتسوده ، فتؤثر على طهارته ، فكما يسعى هذا الدين لطهارة الجسد ورفع الحدث منه وإزالة النجاسة منه، فكذلك يسعى إلي تطهيره من الداخل برفع هذه الأمراض وإزالتها .
إذن هذه الطهارة الحسية بمعني طهارة القلب من أمراضه التي تعتريه كالحسد والبغض والكره للآخرين ، والرياء والسمعة والعجب والغرور والكبر .
كل هذه أمراض ونحوها تعكر بياض القلب ، وتسوده ، فتؤثر على طهارته ، فكما يسعى هذا الدين لطهارة الجسد ورفع الحدث منه وإزالة النجاسة منه، فكذلك يسعى إلي تطهيره من الداخل برفع هذه الأمراض وإزالتها .
ولذلك قرن الله سبحانه تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)[البقرة: من الآية222] والتوبة تغسل الأوساخ والنجاسات التي تعلق بالقلب ، والطهارة الحسية تغسل الظاهر .
الأمر الثاني باب الذكر :
( الحمد لله تملئ الميزان وسبحان الله تملأن أو تملأ ما بين السماء والأرض)
هذا فضل من أعظم الفضل للذكر شيء سهل ويكون له هذا الأجر العظيم الكبير والفضل الجزيل لأنه متصل بالله – عز وجل –
الله يحب الصلاة من عبده فلذلك كان لهذا الذكر الأثر العظيم سواء كان في الله – سبحانه وتعالى – لعبده الذاكر أو كان في ثقل ميزانه بالحسنات .
فإذا كانت لا إله إلا الله إذا وضعت في الميزان طاشت الصحف ، وهي كلمة "لا إله إلا الله " لأنها مرتبطة بتوحيد الله – عز وجل – وكذلك بقية الأذكار.
ومن هنا يأتي الفضل الثالث ، حتى في الدنيا ، أن هذا الذكر يطرد الأعداء ) وأقواهم وأشدهم ، وأعظمهم الشيطان ، فيطمئن القلب .
واعظم باب يوصد ضد الشياطين ، الحصن الحصين ، هو الذكر ، ذكر الله – سبحانه وتعالى – ولذلك قال الله سبحانه وتعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28] ، لماذا ؟
لأن الشيطان يهرب ، فإذا هرب الشيطان اطمئن القلب لله – عز وجل وسكن ، ولذلك من أعظم الامتنان على العبد أن يكون صدره منشرحاً ، مطمئنً .
لذلك امتن الله – سبحانه وتعالى على عبده ورسول صلى الله عليه وسلم بانشراح الصدر (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) [الشرح:1]
من أراد حسنة الدنيا وحسنة الآخرة والراحة والطمأنينة والهدوء والسكينة فليذكر الله – عز وجل – فسينال خيري الدنيا والآخرة .
من خير الدنيا : الأرزاق ، والذكر من أعظم أبواب الرزق ، يقول الله – سبحانه وتعالى حكاية عن نوح (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارايُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَار وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ)
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومت أخر يقول : ( استغفروا ربكم ، والله إني لاستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة) وهو رسول الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأفضل الخلق وهو الشافع المشفع في المحشر ، وأول من يدخل الجنة ، وله حوض من شرب منه لا يظمأ بعضه أبدا ، في عرصات يوم القيامة ، وفي الجنة ، وله المنزلة العالية والرفيعة ، ومع ذلك يقول : ( استغفروا بكم ، والله إني لاستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة) وورد ( في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة )
( وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَار)[نوح: من الآية12] أتى الرزق من جميع جوانبه
في جميع المجالاتلايوجد عذر حتى الذي لا يستطيع الكلام يذكر الله بقلبه فيشمله هذا الذكر .
قال بعد ذلك : ( الصلاة نور) الصلاة نوع من الذكر وما شرعت إلا لذكر الله فلذلك كان من فوائد الذكر أنه نور في القلب ونور في الوجه ، قال سبحانه وتعالى (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)[طـه: من الآية14] فالصلاة كلها ذكر لأن الذكر كما يكون بالسان يكون بالقلب والعمل فالصلاة نور في القلب لأنها تطهر القلب ونور في الوجه.
والمقصود بالصلاة :الصلاة الحقيقية وكلما زاد منها العبد بما شرع الله – عز وجل – كانت له نوراً في الدنيا ونوراً في الآخرة ونورا في القلب ونورا في الوجه .
قال بعد ذلك ( والصبر ضياء ، والصدقة برهان) لأن المال محبب للنفس و، الأصل أنه شحيح بماله لأنه تعب عليه وبذل واجتهد فإذا أنفق من هذا المال كأنه ينزعه نزعاً من نفسه وبعض الناس قد يضحي بشيء من جسده ولا يضحي بشيء من ماله هذا يدل على حب التملك للمال .
فإذا أخرج الإنسان من ماله بطوع نفسه وباختياره ، كان ذلك برهان ودليل على إيمانه بالله عز وجل ، ومن ثم تكفيه الآثار الأخرى للصدقة .
ولذلك مثل الله الصدقة بالسنبلة ، هذه الحبة تكون سبع سنابل وفي كل سنبلة مائة حبة ، والله يضاعف لمن يشاء .
(والصبر ضياء) الصبر بأنواعه الثلاثة التي ذكرناها ضياء للإنسان لأنه بالصبر يطيع العبد ربه بالصبر يكف عن المعاصي بالصبر يرضى بأقدار الله عز وجل بالصبر ينال مبتغاه .
فإذا أخرج الإنسان من ماله بطوع نفسه وباختياره ، كان ذلك برهان ودليل على إيمانه بالله عز وجل ، ومن ثم تكفيه الآثار الأخرى للصدقة .
ولذلك مثل الله الصدقة بالسنبلة ، هذه الحبة تكون سبع سنابل وفي كل سنبلة مائة حبة ، والله يضاعف لمن يشاء .
(والصبر ضياء) الصبر بأنواعه الثلاثة التي ذكرناها ضياء للإنسان لأنه بالصبر يطيع العبد ربه بالصبر يكف عن المعاصي بالصبر يرضى بأقدار الله عز وجل بالصبر ينال مبتغاه .
ولذلك جاء الصبر في القرآن في أكثر من تسعين موضعاً والنهاية (يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)[الزمر: من الآية10] ، والقائل هو الله سبحانه وتعالى بغير حساب الله سبحانه وتعالى يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب من الله سبحانه وتعالى .
(القرآن حجة لك أو عليك) إذا عملت بهذا القرآن كان حجة لك يوم القيامة فهو يقودك ويكون لك قائداً خيراً يوم القيامة ، ( ويقال لصاحب القرآن : ارق وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها ) كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أيضاً صاحب القرآن ليس حسنته لنفسه فقط ، وأول من ينال حسنة قاريء القرآن والداه (يوضع عليهما تاج الوقار يوم القيامة ) هذا على عظمة القرآن .
أما إذا أدبرت عنه فسيكون حجة عليك ، وسيجزك في قفاك يوم القيامة إلى النار والعياذ بالله ، بل قد يوقعك في الدنيا والعياذ بالله.
(كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقه) فاشتري نفسك وخلصها من النار أو توقعك في النار والعياذ بالله ، اشتري نفسك بهذه الأعمال الصالحة .
إذن الهدف الخلوص من النار ودخول الجنة ، اسعى لهذا الهدف بأحد الأعمال الآتية ، أو بجميع هذه الأعمال أو بعضها وكلما زاد العمل فهو خير لك أضعاف مضاعفة عند الله سبحانه وتعالى .
أيضاً صاحب القرآن ليس حسنته لنفسه فقط ، وأول من ينال حسنة قاريء القرآن والداه (يوضع عليهما تاج الوقار يوم القيامة ) هذا على عظمة القرآن .
أما إذا أدبرت عنه فسيكون حجة عليك ، وسيجزك في قفاك يوم القيامة إلى النار والعياذ بالله ، بل قد يوقعك في الدنيا والعياذ بالله.
(كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقه) فاشتري نفسك وخلصها من النار أو توقعك في النار والعياذ بالله ، اشتري نفسك بهذه الأعمال الصالحة .
إذن الهدف الخلوص من النار ودخول الجنة ، اسعى لهذا الهدف بأحد الأعمال الآتية ، أو بجميع هذه الأعمال أو بعضها وكلما زاد العمل فهو خير لك أضعاف مضاعفة عند الله سبحانه وتعالى .
( الـحديث الرابع والعشرون )
فضل الله عز وجل
عن أبي ذر الغِفارِي -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلي الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه –عز وجل- أنه قال : ( يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي، وجعـلته بيـنكم محرما، فلا تـَظَـالـمـوا. يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم. يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أَكْسُكُم. يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضُري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ). [رواه مسلم]. )
الحديث أخرجه الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله ، وما أخرجه مسلم الأمة تلقته بالقبول .
هذا الحديث يعجز اللسان عن إيفاءه حقه ، والإمام أحمد يقول : لا أعرف لأهل الشام – لأن إسناده كله من الشام – أشرف من هذا الحديث لعظمة هذا الحديث ، وما حوى من المعاني الكبيرة الجليلة ، و مهما تحدث اللسان ، وكتب القلم لا يوفي هذا الحديث حقه لأنه يتعلق بالمولى عز وجل ، ويرسم الطريق الواضح البين لعلاقة الإنسان بربه سبحانه وتعالى ، فيعرف الإنسان قدر به جل وعلا .
الأمر الأول : فيه بيان عظمة الله –سبحانه وتعالى – كما بين الله – سبحانه وتعالى بهذا النداء اللطيف ( يا عبادي ) فنسب العباد إليه جل وعلا الله سبحانه وتعالى يقول (يا عبادي) نسب العباد إليه جل وعلا ، هذا النداء اللطيف بين لنا من خلال هذا النداء عظمته جل وعلا .
إذن هو الهادي سبحانه وتعالى ، هو الرزاق جل وعلا ، هو الذي يطعم الناس ، ويطعم الخلق ، هو الذي يكسوهم ، هو الذي يغفر ذنوبهم إذا أخطئوا ، مع كل هذا لا يضره أن الإنسان لا يطيعه ، أو أن الإنسان يطيعه ، لا يضره أن الإنسان يعصيه ، ولا ينفعه أن الإنسان يطيعه ، فالحاجة إذن ليست لله عز وجل ، فالحاجة للإنسان ، ومع هذا هو الهادي وهو الرزاق جل وعلا ، وهو الغفار سبحانه وتعالى ، وهو الذي لا ينقص من مله شيء ولا يزيد من ملكه شيء ، ومع ذلك عدل جل وعلا لأنه يوم القيامة لا نحسبكم إلا على أعمالكم ، لم تحاسبوا إلا على أعمالكم .
فإذن فيه بيان عظمة المولى جل وعلا ، وإذا تمثل الإنسان عظمة الله في هذه الحياة سهل عليه كل شيء ، وهان عليه كل شيء ، وارتفعت نفسه على أعالي الأمور فلا تنظر على سفاسفها ، والأمور الدنيئة فيها فتعلق بالمولى جل وعلا .
يطلب الهداية من الله ، ليس من أحد ، يطلب الرزق من الله ليس من أحد ، يطلب الإطعام والكسوة من الله سبحانه وتعالى ليس من أحد ، أخطأ يطلب المغفرة من الله جل وعلا ليس من أحد ، إذن ارتبط بالله سبحانه وتعالى فهمته عالية جداً .
الأمر الثاني : هذا فيه تسلية للفقراء ، للمساكين ، لعامة الناس ، للمرضى ، للمستضعفين ، للمقهورين ، للمظلومين ، لنهم يلجئوا إلى الله سبحانه وتعالى .
من هو المطعم ؟ من هو الذي يكسوا الناس ؟ من هو الرزاق ؟ من هو الذي يشفي الناس ؟ من الذي يغفر الذنب ؟ الله سبحانه وتعالى .
فلا يتعلق الإنسان بغيره جل وعلا ، إنما على سبيل الأسباب يفعل .
الأمر الثالث : الله سبحانه وتعالى افتتح (حرمت الظلم على نفسي) ومن عدالته جل وعلا في النهاية ختم الحديث بحسب أعمالكم (فلا تظلمو) .
عن أبي ذر الغِفارِي -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلي الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه –عز وجل- أنه قال : ( يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي، وجعـلته بيـنكم محرما، فلا تـَظَـالـمـوا. يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم. يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أَكْسُكُم. يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضُري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ). [رواه مسلم]. )
الحديث أخرجه الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله ، وما أخرجه مسلم الأمة تلقته بالقبول .
هذا الحديث يعجز اللسان عن إيفاءه حقه ، والإمام أحمد يقول : لا أعرف لأهل الشام – لأن إسناده كله من الشام – أشرف من هذا الحديث لعظمة هذا الحديث ، وما حوى من المعاني الكبيرة الجليلة ، و مهما تحدث اللسان ، وكتب القلم لا يوفي هذا الحديث حقه لأنه يتعلق بالمولى عز وجل ، ويرسم الطريق الواضح البين لعلاقة الإنسان بربه سبحانه وتعالى ، فيعرف الإنسان قدر به جل وعلا .
الأمر الأول : فيه بيان عظمة الله –سبحانه وتعالى – كما بين الله – سبحانه وتعالى بهذا النداء اللطيف ( يا عبادي ) فنسب العباد إليه جل وعلا الله سبحانه وتعالى يقول (يا عبادي) نسب العباد إليه جل وعلا ، هذا النداء اللطيف بين لنا من خلال هذا النداء عظمته جل وعلا .
إذن هو الهادي سبحانه وتعالى ، هو الرزاق جل وعلا ، هو الذي يطعم الناس ، ويطعم الخلق ، هو الذي يكسوهم ، هو الذي يغفر ذنوبهم إذا أخطئوا ، مع كل هذا لا يضره أن الإنسان لا يطيعه ، أو أن الإنسان يطيعه ، لا يضره أن الإنسان يعصيه ، ولا ينفعه أن الإنسان يطيعه ، فالحاجة إذن ليست لله عز وجل ، فالحاجة للإنسان ، ومع هذا هو الهادي وهو الرزاق جل وعلا ، وهو الغفار سبحانه وتعالى ، وهو الذي لا ينقص من مله شيء ولا يزيد من ملكه شيء ، ومع ذلك عدل جل وعلا لأنه يوم القيامة لا نحسبكم إلا على أعمالكم ، لم تحاسبوا إلا على أعمالكم .
فإذن فيه بيان عظمة المولى جل وعلا ، وإذا تمثل الإنسان عظمة الله في هذه الحياة سهل عليه كل شيء ، وهان عليه كل شيء ، وارتفعت نفسه على أعالي الأمور فلا تنظر على سفاسفها ، والأمور الدنيئة فيها فتعلق بالمولى جل وعلا .
يطلب الهداية من الله ، ليس من أحد ، يطلب الرزق من الله ليس من أحد ، يطلب الإطعام والكسوة من الله سبحانه وتعالى ليس من أحد ، أخطأ يطلب المغفرة من الله جل وعلا ليس من أحد ، إذن ارتبط بالله سبحانه وتعالى فهمته عالية جداً .
الأمر الثاني : هذا فيه تسلية للفقراء ، للمساكين ، لعامة الناس ، للمرضى ، للمستضعفين ، للمقهورين ، للمظلومين ، لنهم يلجئوا إلى الله سبحانه وتعالى .
من هو المطعم ؟ من هو الذي يكسوا الناس ؟ من هو الرزاق ؟ من هو الذي يشفي الناس ؟ من الذي يغفر الذنب ؟ الله سبحانه وتعالى .
فلا يتعلق الإنسان بغيره جل وعلا ، إنما على سبيل الأسباب يفعل .
الأمر الثالث : الله سبحانه وتعالى افتتح (حرمت الظلم على نفسي) ومن عدالته جل وعلا في النهاية ختم الحديث بحسب أعمالكم (فلا تظلمو) .
إذن حرمت الظلم على نفسي فالله عدل ، فلا يظلم الناس مثقال ذرة ، ولذلك جاء في قوله سبحانه وتعالى ]إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئ[ [يونس:44] .
فالله سبحانه وتعالى لا يظلم ، ولذلك جعل عاقبة الظلم وخيمة ، فالظلم ظلمات يوم القيامة ، والظلمة ضد النور ، إذا ارتكب الإنسان هذا الظلم فكانه سار في طريق مظلم ولذلك إذا أخذ الظالم أخذه الله جل وعلا أخذ عزيز مقتدر .
ولشدة هذا الظلم يقول الله لمعاذ عندما أرسلة لمهمة الدعوة إلى الله نهاه عن الظلم ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) ، ولذلك جاء في الحديث الآخر ( دعوة المظلوم مستجابة ولو كان فاجرا ) ففجوره على نفسه لكن كونه مظلوماً دعوته مستجابة (فلا تظالموا) .
هنا تحريم الظلم ، والظلم يكون على النفس ، يكون على الأسرة ، يكون على الآخرين :
ولشدة هذا الظلم يقول الله لمعاذ عندما أرسلة لمهمة الدعوة إلى الله نهاه عن الظلم ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) ، ولذلك جاء في الحديث الآخر ( دعوة المظلوم مستجابة ولو كان فاجرا ) ففجوره على نفسه لكن كونه مظلوماً دعوته مستجابة (فلا تظالموا) .
هنا تحريم الظلم ، والظلم يكون على النفس ، يكون على الأسرة ، يكون على الآخرين :
يكون على النفس بالخلل في توحيد الله ، ولذلك لما أوصى لقمان ابنه قال ( يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)[لقمان: من الآية13] .
كل معصية ظلم ، وأعظم الظلم الشرك بالله .
وظلم الأسرة ، ولا يكون بقلة الأكل والشرب والقسوة فقط ، هذا نوع من الظلم إذا كان قادرا ، لكن الظلم الأعظم هو تركهم وعدم تربيتهم على ما يوصلهم إلى الجنة ويبعدهم عن النار .
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) .
والظلم يكون للناس عموماً بالاعتداء عليهم ، على أجسادهم على أموالهم ، على أعراضهم ، بتحميلهم ما لا يطيقون ، ظلم الناس يعضهم لبعض .
الناس بحاجة إلى الله –سبحانه وتعالى – فقراء دائماً ، فلذلك قال الله سبحانه وتعالى (فاستهدوني أهدكم ، واستطعموني أطعمكم ، واستغفروني أغفر لكم ) اطلبوا الكساء أكسكم فإذن الإنسان بحاجة دائمة إلى الله – سبحانه وتعالى - ، فهذا ينفي الغرور ، ينفي الكبر ، ينفي عن النفس أنها استغنت عن الله سبحانه وتعالى ، بينما العباد فقراء إلى الله – سبحانه وتعالى - ، فما دام العبد فقير إلى الله فليلجا إلى الله دائماً وأبداً ، ولذلك جاء في الدعاء ( رب لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) طرفة عين لا تحصى في الزمن ، ومع ذلك لو وكل إلى نفسه طرفة عين وكل إلى ضعف وخور وهلاك .
مما يفيده الحديث أيضاً : أن الإنسان جبل على الخطأ ، والتقصير لأن هذا طبيعة البشر ، يخطئون ، يذنبون ، يقصرون ، وهذا فيه تسلية للبشر الذين يخطئون ويقصرون ، ليس العيب في ذلك ، العيب في أمرين : إما في تقصد الخطأ ، وإما في الاستمرار فيه على الخطأ هذا هو العيب .
ولذلك جاء في الحديث ( كل بني آدم خطاء ، وخير الخطاءين التوابون ) فلذلك يجب على العبد أن يسرع إلى التوبة ,إلى تصحيح الخطأ الذي وقع فيه ، فيطلب المغفرة من الله – سبحانه وتعالى - .
أيضاً مما يفيده هذا الحديث : أن الله غني عن العالمين ، لا تنفعه طاعة المطيع ولا تضره معصية العاصين المستفيد العبد نفسه أنت لا تقدم لله ، لتعطي الله سبحانه وتعالى عن ذلك ، إنما أنت تنفع نفسك ، لذلك الإنسان يتكبر على على الله عندما
يشح بماله ، هذا مال الله ، يشح به ! أنت ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبسن فأبليت ، إنما هي أرصدة في البنوك ونحوها ولا تستمتع بها ، إلا ما أكلت في الدنيا واستمتعت به ، وإلا ما ادخرته لك في الآخرة عند الله – سبحانه وتعالى - .
فإذن ما دام أن الطاعة لا تنفع الله سبحانه وتعالى ، والمعصية لا تضره ، إذن تنفعك أنت وتضرك أنت ، فطع الله جل وعلا واستمر في طاعتك لله وأسأل الثبات على ذلك كذلك اجتنب معصية الله جل وعلا .
هذا يدل على عظمة الملك والقدرة لله سبحانه وتعالى ، فالله واسع الملك ، إذا كان لا تضره معصية العاصي ولا تنفعة طاعة المطيع ؛ إذن اطلب العفو من الله في جميع أمورك ، ارتبط بالله – سبحانه وتعالى – في جميع حالاتك ، فلا تحيد يميناً أو يساراً .
وظلم الأسرة ، ولا يكون بقلة الأكل والشرب والقسوة فقط ، هذا نوع من الظلم إذا كان قادرا ، لكن الظلم الأعظم هو تركهم وعدم تربيتهم على ما يوصلهم إلى الجنة ويبعدهم عن النار .
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) .
والظلم يكون للناس عموماً بالاعتداء عليهم ، على أجسادهم على أموالهم ، على أعراضهم ، بتحميلهم ما لا يطيقون ، ظلم الناس يعضهم لبعض .
الناس بحاجة إلى الله –سبحانه وتعالى – فقراء دائماً ، فلذلك قال الله سبحانه وتعالى (فاستهدوني أهدكم ، واستطعموني أطعمكم ، واستغفروني أغفر لكم ) اطلبوا الكساء أكسكم فإذن الإنسان بحاجة دائمة إلى الله – سبحانه وتعالى - ، فهذا ينفي الغرور ، ينفي الكبر ، ينفي عن النفس أنها استغنت عن الله سبحانه وتعالى ، بينما العباد فقراء إلى الله – سبحانه وتعالى - ، فما دام العبد فقير إلى الله فليلجا إلى الله دائماً وأبداً ، ولذلك جاء في الدعاء ( رب لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) طرفة عين لا تحصى في الزمن ، ومع ذلك لو وكل إلى نفسه طرفة عين وكل إلى ضعف وخور وهلاك .
مما يفيده الحديث أيضاً : أن الإنسان جبل على الخطأ ، والتقصير لأن هذا طبيعة البشر ، يخطئون ، يذنبون ، يقصرون ، وهذا فيه تسلية للبشر الذين يخطئون ويقصرون ، ليس العيب في ذلك ، العيب في أمرين : إما في تقصد الخطأ ، وإما في الاستمرار فيه على الخطأ هذا هو العيب .
ولذلك جاء في الحديث ( كل بني آدم خطاء ، وخير الخطاءين التوابون ) فلذلك يجب على العبد أن يسرع إلى التوبة ,إلى تصحيح الخطأ الذي وقع فيه ، فيطلب المغفرة من الله – سبحانه وتعالى - .
أيضاً مما يفيده هذا الحديث : أن الله غني عن العالمين ، لا تنفعه طاعة المطيع ولا تضره معصية العاصين المستفيد العبد نفسه أنت لا تقدم لله ، لتعطي الله سبحانه وتعالى عن ذلك ، إنما أنت تنفع نفسك ، لذلك الإنسان يتكبر على على الله عندما
يشح بماله ، هذا مال الله ، يشح به ! أنت ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبسن فأبليت ، إنما هي أرصدة في البنوك ونحوها ولا تستمتع بها ، إلا ما أكلت في الدنيا واستمتعت به ، وإلا ما ادخرته لك في الآخرة عند الله – سبحانه وتعالى - .
فإذن ما دام أن الطاعة لا تنفع الله سبحانه وتعالى ، والمعصية لا تضره ، إذن تنفعك أنت وتضرك أنت ، فطع الله جل وعلا واستمر في طاعتك لله وأسأل الثبات على ذلك كذلك اجتنب معصية الله جل وعلا .
هذا يدل على عظمة الملك والقدرة لله سبحانه وتعالى ، فالله واسع الملك ، إذا كان لا تضره معصية العاصي ولا تنفعة طاعة المطيع ؛ إذن اطلب العفو من الله في جميع أمورك ، ارتبط بالله – سبحانه وتعالى – في جميع حالاتك ، فلا تحيد يميناً أو يساراً .
مما يفيده الحديث أيضاً : أن الإنسان مسؤول عن نفسه ، وسيحاسب على ذلك ، حساب عدل ،(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) [الزلزلة:7] ، ذرة ، اصغر شيء في الكون ، (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) [الزلزلة:8] ، ولذلك جاءت عدد من الآيات في بيان هذا المعنى العظيم ، أنك مجازى على أعمالك ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، فاحرص على الخير واجتنب الشر ، واعلم أن كل شيء محاسب عليه ، والله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى ، يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء .
إذا كان يعلم السر وأخفى ، الإنسان لا يستحيي من نفسه عندما يعصي المولى جل وعلا ، عندما يرتكب أمراً من الأمور .
هؤلاء الذين يعصون الله جهاراً نهاراً ، ولا يعصونه بالمعاصي الصغيرة بل بالمعاصي الكبيرة ويتباهون بذلك وانقلبت عند كثيرٍ منهم الإنسان يفاخر أحيانً بسيئته ، يفاخر بعمله السيء لأنه يقلد فلاناً أو يقلد المستمع الفلاني ، أو لأنه حاد لله ورسوله بهذا العمل ، فما بالك غداً عند الله سبحانه وتعالى ، وما بين هؤلاء الذين يعملون المعاصي تلو المعاصي ، من غيبة ونميمة وكذب ، وبهتان وزور ، وأكل أموال الناس بالباطل ن أو الذين يعلنون الحرب على الله عز وجل .
فعلى الإنسان أن يحاسب نفسه في هذه الدنيا قبل أن يحاسب ، وإلا هو ماشي في القطار وسيتوقف قطاره في يوم من الأيام ، ويقال : فلان مات ، فحمل على ظهره ، إن خيرا فخير ، إن شرا فشر .
هذا الحديث من الأحاديث القدسية لأن النبي صلى الله عليه وسلم رواه عن ربه عز وجل ، والأحاديث القدسية هي وحي من الله عز وجل لكنها بألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم وتفترق عن القرآن ، أن القرآن متعبد بألفاظه ، والحديث القدسي غير متعبد بألفاظه ، القرآن هو الذي يتلى في الصلاة ، ويعتبر الحديث القدسي ليس كذلك .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع