- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
الحج... حكم وأسرار
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نتحدث في هذه الكلمة عن الأسرار والحكم والمصالح التي شرعت هذه العبادات لأجلها؛ وذلك لأن كثيرا قد ينتقدون بعض تلك الأحكام، ويعترضون على بعضها لماذا شرعت؟ وماذا يستفاد منها؟ وما أشبه ذلك.
وهذا واقع، ولكن الذي يقع منهم -والعياذ بالله- يغلب عليهم أنهم ليسوا مصدقين حق التصديق.
وهذا واقع، ولكن الذي يقع منهم -والعياذ بالله- يغلب عليهم أنهم ليسوا مصدقين حق التصديق.
أتذكَّر أن أحد الإخوة ذكر لي أن فلانا يعرفه أنه قال: إن من ضعف عقولنا أن نطوف بكوم أحجار، يريد بذلك: الكعبة المشرفة اعتبر ذلك من الضياع، ومن ضعف العقول، واعتبر أنه كوم أحجار؛ يعني مجموعة أحجار، وهذا لا شك أنه اعتراض على الله تعالى في شرعيته، واعتراض على الشرع الشريف، ولعل البعض منا قرأ رسالة للشيخ سليمان بن سحمان -رحمه الله تعالى- جوابا عن أسئلة أوردها بعض الزنادقة، رفعت إلى منشئ مجلة المنار بمصر الذي هو محمد رشيد رضا أسئلة فيها شك أو فيها اعتراض على بعض الأحكام التي تتعلق بالمناسك، فأجاب عنها صاحب المنار بجواب ظاهر ولم يظهر له قصدها.
ثم إن الشيخ سليمان اطلع على مقاصدهم، ورد عليهم برسالته التي طبعها .
وقد اعترضوا على الطواف مطلقا، واعترضوا على تقبيل الحجر الأسود واعترضوا على الصعود على الصفا والمروة والسعي بينهما، واعترضوا على الخروج من مكة إلى جبل الرحمة إلى عرفة واعترضوا على رمي الجمار؛ وكأنهم يدعون أن هذا كله ضياع، وأن أهل ذلك وأن الذين يفعلون هذه الأفعال قد خسروا وقد ضلوا، وقد أنفقوا أموالا في غير فائدة، وغير ذلك من اعتراضاتهم، وقد أجابهم -رحمه الله- بجواب واضح؛ يتبين به الكثير من الحكم والمصالح التي شرعت لأجلها هذه المشاعر.
وأحب أن أذكر الحكم والمصالح على وجه السؤال والجواب فأقول:
أولا: إذا قيل: لماذا شرع الحج مع ما فيه من التكلفة، ومع ما فيه من قطع المسافات؟
فإن البعض قد يأتون من مسافة سنة أو مسيرة نصف سنة، ويغيبون عن أهلهم عدة أشهر، وينفقون أموالا كثيرة، فلماذا شرع هذا؟ ألا يكفي أنهم يتعبدون في بلادهم؟ ألا يكفي أنهم ينفقون تلك النفقات في مصالح في بلادهم؟
فإن البعض قد يأتون من مسافة سنة أو مسيرة نصف سنة، ويغيبون عن أهلهم عدة أشهر، وينفقون أموالا كثيرة، فلماذا شرع هذا؟ ألا يكفي أنهم يتعبدون في بلادهم؟ ألا يكفي أنهم ينفقون تلك النفقات في مصالح في بلادهم؟
هذا سؤال يفرضه كثير من الذين يعترضون على الشريعة.
والجواب:
أن ربنا سبحانه حكيم فيما يقدره ويشرعه، وأننا نعتقد أنه ما أمر بأمر إلا وفيه مصلحة، ولا نهى عن شيء إلا وفيه مفسدة ومضرة، ولا شك أن من جملة الأوامر التي فيها مصلحة شرعية هذا الحج إلى بيت الله العتيق ؛ فإن فيه هذه العبادات البدنية وهذه العبادات المالية التي هي نفقات ينفقونها، ويرجون أن الله تعالى يتقبلها، وأنه يضاعف لهم الأجر عليها.
كذلك أيضا لا شك أن فيه عبادات لا تحصل في غير ذلك المكان من هذا الطواف والسعي والوقوف والرمي وما أشبهها؛ فلا تحصل هذه العبادات في أي بقعة من بقاع الأرض.
كذلك أيضا فيه مشاهدة آثار الأنبياء والصالحين والعلماء والأئمة؛ وأئمة الدين، ففي ذلك مصالح عظيمة هذا مجملها.
ولعلنا أن نفصلها فيما بعد، فنذكر الحكمة في الإحرام، والحكمة في محظورات الإحرام، والحكمة في الطواف، والحكمة في عدده، والحكمة في تقبيل الحجر أو استلامه، والحكمة في الصلاة خلف المقام، وكذلك في السعي وفي الوقوف وفي المبيت، وفي الرمي، وفي الحلق وفي النحر وما أشبه ذلك؛ ليعرف المسلم أن ربه سبحانه ما أمر بأمر إلا وله فيه حكمة وفيه مصلحة عظيمة، لا يعرفها إلا من تعقل وتأمل في آيات الله تعالى وفي مخلوقاته.
ولقد تكلم العلماء على المصالح وعلى الفوائد التي تحصل من العبادات مطلقا؛ فمنهم الفقهاء الذين كتبوا في الفقه، وكتبوا في الأحكام إذا أتوا على عبادة من العبادات بينوا الحكمة فيها، وإذا أتوا على محرم من المحرمات بينوا الحكمة في تحريمه، والآن نقول:
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع