انتهى رمضان

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
انتهى رمضان.. فلا تنقض عملك

كل شيء زائل، وكل شيء فانٍ إلا وجهه سبحانه؛ فالعمر والسنين والأيام كلها إلى زوال وانقضاء، رمضان ليس بدعًا من ذلك الزمان الذي ما إن يبدأ حتى يأتي أوان ختامه.

نعم، يَنقضي رمضان، ولكنَّ العبادة لا تنقضي؛ فالصيام عبادة دائمة على مدار العام، وستٌّ مِن شوال ما هي إلا تسلية لمن استشْعَر فراق رمضان، وقيام الليل أيضًا عبادة دائمة في كل يوم، فلكَ أن تتقرَّب إلى الله بها في رمضان وغير رمضان، والزكاة التي يقدِّمها المسلم في شهر رمضان الفَضيل هي نفسها الزكاة التي يتعجَّل بإخراجها يوم الفطر، وهي الزكاة في غيره من الشهور، وإطعام الصائمين في موائد الإفطار ما زال قائمًا في غير رمضان بإطعام المساكين والفقراء والمحتاجين، وكذا قراءة القرآن والذِّكْر والصلاة؛ فالعبادة هي العبادة، وربُّ رمضان هو ربُّ الشهور كلِّها.

لكن العجب من أولئك الطائعين في رمضان، والذين اجتهدوا في الصيام والقيام، وقراءة القرآن وإطعام الصائمين، وصلة الأرحام، وأداء الزكاة، ثم ما إن تَغيب شمس الليلة الأخيرة من رمضان حتى يُمسك بمِعوَل من فولاذ ليَهدِم به شموخ ما بناه، وصَرْحَه الذي شيَّده في شهر كامل، فيَترك الخير ويقصِّر في الصيام والصلاة، ويَهجُر القرآن، بل ويسقط في وحلِ المعصية وبقاع الرذيلة، وكأني بحاله كحال تلك المرأة التي خلَّد الله ذِكرَها في مُحكَم كتابه، وهو - سبحانه - يُعاتب بهذه الآيات عباده الصالحين أن يَسلُكوا سبيلها، أو يَقتدوا بفعلها؛ فقال - عز وجل -: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]، أيُعقل أن يبني الإنسان بناءً جميلًا ثم يَهدمه؟ أيُصدَّق أن يَنسج المرء ثوبًا ثم يُقطِّعه؟ كيف لنا أن نفهم فعل راشدٍ يؤسِّس بيته ثم يَنسِفه؟

إن الله - عز وجل - حذَّر من ذلك فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ [البقرة: 264]، وقال - سبحانه - أيضًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد: 33].

كان - عليه الصلاة السلام - إذا أقام عبادةً أثبتَها وداوَم عليها، وأنت - أيها الصائم - قدَّمتْ عبادةً في رمضان من صيام وقيام وقراءة قرآن وذكْر وصدَقة وزكاة، فداوِم على تلك العبادات بعد رمضان ولو بالقليل، وهكذا كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعلِّم أصحابه فيقول: ((قليل دائم خير مِن كثير مُنقطِع)).



اللهم أعنَّا على ذكرك وشُكرِك وحُسنِ عبادتك
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
نعم، يَنقضي رمضان، ولكنَّ العبادة لا تنقضي؛ فالصيام عبادة دائمة على مدار العام، وستٌّ مِن شوال ما هي إلا تسلية لمن استشْعَر فراق رمضان، وقيام الليل أيضًا عبادة دائمة في كل يوم، فلكَ أن تتقرَّب إلى الله بها في رمضان وغير رمضان، والزكاة التي يقدِّمها المسلم في شهر رمضان الفَضيل هي نفسها الزكاة التي يتعجَّل بإخراجها يوم الفطر، وهي الزكاة في غيره من الشهور، وإطعام الصائمين في موائد الإفطار ما زال قائمًا في غير رمضان بإطعام المساكين والفقراء والمحتاجين، وكذا قراءة القرآن والذِّكْر والصلاة؛ فالعبادة هي العبادة، وربُّ رمضان هو ربُّ الشهور كلِّها.



سلمت امي الحبيبة وسلمت يمينك

طرح طيب جدا وقيم


بارك ربي سبحانه فيك واجزل لك العطاء

وجزاك جل وعلا كل الخير واحسن اليك

لجديد اطروحاتك تميز باهر
 
أعلى