عادل المكي
شيخ فاضل
- إنضم
- 20 فبراير 2014
- المشاركات
- 86
- النقاط
- 6
- احفظ من كتاب الله
- القرآن الكريم كاملا
- القارئ المفضل
- محمد صديق المنشاوي
- الجنس
- field631
من القصص القرآني قصة نبي الله موسى عليه السلام مع العبد الصالح "الخضر " وقد فصلت القصة تفصيلا في القرآن الكريم كما ناقشتها السنة المطهرة
والقصة في وضوحها لا تحتاج إلى بيان بعد بيان القرآن لها ولو بقيت القصة دون أن يعترض طريقها بعض أصحاب الأهواء لسهل استقاء العقائد الصافية من معينها
لكن كيف وقد كثر قطاع الطريق
ونصبوا فخاخهم ليصطادوا من قلت حيلته واقتصرت على ما تحت قدميه نظرته
فراح بعضهم يدلل من خلال القصة على عظم الولاية حيث فاقت عنده منزلة النبوة والرسالة
بدليل امتثال موسى النبي طالبا يطلب العلم من مدرسة الخضر الولي
هذا إذا وافقوك على ولايته
فإن سلمت لهم بنبوته أعيوك باستسلامك لما طرحوه لك ابتداء بما لا حجة لك عليه
وهنا أنت بين أمرين
أما أن تقول هو نبي فتطالب بالدليل
وإما أن تقول هو ولي فيلزمونك بعلو منزلة الولي على الرسول
هذا عرض المشكلة وما أوجدت المشكلة إلا بهوى متى زال زالت معه
فالقصة القرآنية في سورة الكهف لم تعرض موسى على أنه نبي ولا الخضر على أنه ولي
وإنما عرضت هذه القصة في جو سورة تتحدث عن فئة تركوا فرشهم وظلالهم وأووا إلى كهف بعيد فرارا بدينهم إلى الله
فمؤمن في كهفه وكافر على كرسي مملكته
ثم حدثتنا عن رجلين أحدهما يملك جنتين فاغتر بجنتيه فألحد وصاحبه الذي لا يملك إلا التوحيد ظل متمسكا بعقيدته
هكذا قدر الله ينفذ في الخلائق بما يعجز العقل البشري عن فهم مراده
فجاءت قصة موسى والخضر لتبين هذا المعنى وتوضحه
فنبي الله موسى يمثل في القصة جانب التشريع
والخضر يبين جانب القضاء والقدر
فالتشريع عند موسى عليه السلام يقتضي ألا تخرق السفينة و ألا يقتل الغلام وألا يبنى الجدار إلا بأجرة
لكن القدر ينفذ فتخرق سفينتك أو يموت عزيز لديك فتعترض أو يأتيك رزق بلا كد ولا تعب فيصير بك إلى البطر والأشر
ولو فهمت معنى القصة لما صرت في الحالتين إلى الحالين
فلا عند التضيق يحق لك أن تقول ربي أهانن
ولا عند السعة يحق لك أن تقول ربي أكرمن
بل افهم في الحالين مراد القدر منك
فليست القصة مفادها بيان منزلة الخضر ولا تجويز خرق سفينة ولا قتل غلام ولا ..
وإنما يلمح من القصة القرآنية هنا أن القدر خير لك ولو فقهت مراد القدر لما سألت (( فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ))
لو فهمت معنى الابتلاء وقد نزل بك لما سألت " أخرقتها لتغرق أهلها "
لو فهمت معنى القدر لما سألت " أقتلت نفسا زكية بغير نفس "
لو فهمت معنى القدر في عطاء بعض الخلق لما اعترضت " لو شئت لاتخذت عليه أجرا "
ولسلمت كما سلم موسى عليه السلام ابتداء حين عزم على عدم السؤال " قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا "
مهما ظلت أسئلة حائرة في ذهنك " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا "
*****************
ففي الصحيح قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " يرحمُ اللهُ موسى . لوددتُ أنه كان صبر حتى يَقَصَّ علينا من أخبارِهما " .
*****************
وما صرحت به القصة قليل من كثير في تصرف القدر في الخلق
وفي الصحيح : قال " وجاء عصفورٌ حتى وقع على حرفِ السفينةِ . ثم نقَر في البحرِ . فقال له الخَضِرُ : ما نقص علمي وعلمُك من علمِ اللهِ إلا مثلَ ما نقص هذا العصفورُ من البحرِ " .
بقلم د / عادل المكي
والقصة في وضوحها لا تحتاج إلى بيان بعد بيان القرآن لها ولو بقيت القصة دون أن يعترض طريقها بعض أصحاب الأهواء لسهل استقاء العقائد الصافية من معينها
لكن كيف وقد كثر قطاع الطريق
ونصبوا فخاخهم ليصطادوا من قلت حيلته واقتصرت على ما تحت قدميه نظرته
فراح بعضهم يدلل من خلال القصة على عظم الولاية حيث فاقت عنده منزلة النبوة والرسالة
بدليل امتثال موسى النبي طالبا يطلب العلم من مدرسة الخضر الولي
هذا إذا وافقوك على ولايته
فإن سلمت لهم بنبوته أعيوك باستسلامك لما طرحوه لك ابتداء بما لا حجة لك عليه
وهنا أنت بين أمرين
أما أن تقول هو نبي فتطالب بالدليل
وإما أن تقول هو ولي فيلزمونك بعلو منزلة الولي على الرسول
هذا عرض المشكلة وما أوجدت المشكلة إلا بهوى متى زال زالت معه
فالقصة القرآنية في سورة الكهف لم تعرض موسى على أنه نبي ولا الخضر على أنه ولي
وإنما عرضت هذه القصة في جو سورة تتحدث عن فئة تركوا فرشهم وظلالهم وأووا إلى كهف بعيد فرارا بدينهم إلى الله
فمؤمن في كهفه وكافر على كرسي مملكته
ثم حدثتنا عن رجلين أحدهما يملك جنتين فاغتر بجنتيه فألحد وصاحبه الذي لا يملك إلا التوحيد ظل متمسكا بعقيدته
هكذا قدر الله ينفذ في الخلائق بما يعجز العقل البشري عن فهم مراده
فجاءت قصة موسى والخضر لتبين هذا المعنى وتوضحه
فنبي الله موسى يمثل في القصة جانب التشريع
والخضر يبين جانب القضاء والقدر
فالتشريع عند موسى عليه السلام يقتضي ألا تخرق السفينة و ألا يقتل الغلام وألا يبنى الجدار إلا بأجرة
لكن القدر ينفذ فتخرق سفينتك أو يموت عزيز لديك فتعترض أو يأتيك رزق بلا كد ولا تعب فيصير بك إلى البطر والأشر
ولو فهمت معنى القصة لما صرت في الحالتين إلى الحالين
فلا عند التضيق يحق لك أن تقول ربي أهانن
ولا عند السعة يحق لك أن تقول ربي أكرمن
بل افهم في الحالين مراد القدر منك
فليست القصة مفادها بيان منزلة الخضر ولا تجويز خرق سفينة ولا قتل غلام ولا ..
وإنما يلمح من القصة القرآنية هنا أن القدر خير لك ولو فقهت مراد القدر لما سألت (( فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ))
لو فهمت معنى الابتلاء وقد نزل بك لما سألت " أخرقتها لتغرق أهلها "
لو فهمت معنى القدر لما سألت " أقتلت نفسا زكية بغير نفس "
لو فهمت معنى القدر في عطاء بعض الخلق لما اعترضت " لو شئت لاتخذت عليه أجرا "
ولسلمت كما سلم موسى عليه السلام ابتداء حين عزم على عدم السؤال " قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا "
مهما ظلت أسئلة حائرة في ذهنك " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا "
*****************
ففي الصحيح قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " يرحمُ اللهُ موسى . لوددتُ أنه كان صبر حتى يَقَصَّ علينا من أخبارِهما " .
*****************
وما صرحت به القصة قليل من كثير في تصرف القدر في الخلق
وفي الصحيح : قال " وجاء عصفورٌ حتى وقع على حرفِ السفينةِ . ثم نقَر في البحرِ . فقال له الخَضِرُ : ما نقص علمي وعلمُك من علمِ اللهِ إلا مثلَ ما نقص هذا العصفورُ من البحرِ " .
بقلم د / عادل المكي
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع
