الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
الركن العام
اعلمي أنكِ على حق ولو كنتِ وحدك ...
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="تسابيح ساجدة" data-source="post: 61905" data-attributes="member: 47"><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"><strong><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff"><strong>اعلمي أنكِ على حق ولو كنتِ وحدك ...</strong></span></span></strong></span></p><p><span style="color: #000000"></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"> </p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: darkorchid">أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px">إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">أما بعد:</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px">فعن ابن عمر قال: خطَبنا عمر بالجابية فقال: يا أيها الناس، إنى قمتُ فيكم كمقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فينا، فقال: ((أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يَفشو الكذب حتى يَحلف الرجل ولا يُستحلف، ويشهد الشاهد ولا يُستشهَد، ألا لا يَخلوَنَّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة، وإياكم والفُرْقةَ؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو مِن الاثنين أبعد، مَن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، مَن سرَّته حسنته وساءته سيئته، فذلك المؤمن))</span><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn1" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[1]</span></span></a><span style="font-size: 18px">.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="color: #3366ff"><span style="font-size: 18px"><strong>فقاطعَتْني مُتسائلة</strong>: لحظة من فضلك، أليس عنوان الموضوع "إنكِ على حقٍّ ولو كنتِ وحدك"؟</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px">فلما افتتحتِ كلامك بالحديث عن الجماعة، أظنُّك التبس عليكِ الأمر وبدأت في التحدث عن موضوع آخر.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #800000"><strong>نظرت إليها مبتسمة وقلت</strong>: </span>بل صبرًا عليَّ يا أختاه، لم أخطئ ولم يَلتبس علي الأمر، والعنوان والحديث مترابطان، فاسمَحي لي أن أكمل كتابة مقالتي حتى لا تتشتَّت القارئات، وستتَّضح لكِ الصورة بعد قليل - إن شاء الله.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #800000"><strong>وعدتُ لإكمال مقالتي</strong>:</span> كثيرًا ما نمرُّ بمواقفَ تكاد تَفتننا في ديننا لكوَننا مؤمنين برأي مخالف لكثيرين ممن حولنا، ليس هذا فقط؛ بل نجد الضغوط تُحيط بِنا مِن كل صوب؛ رغبةً منهم في إقناعنا بأن الحق معهم والباطل معنا، وكيف لا يكون الحق معهم وهم الجماعة؟</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #008080"><strong><span style="color: darkorchid">تقول إحدى الأخوات:</span> </strong></span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px">تزوجتُ وأنا طالبة عِلم ورغبت في الاستمرار في طلب العلم، لكنَّني بعد الزواج وجدتُ الكثير مِن المُعوِّقات، بالأخص مِن حماتي؛ بسبب مقارنتها المستمرة بيني وبين زوجات أبنائها؛ فهنَّ منتقبات، يذهبْن للمساجد، لكنَّ التزامهنَّ مُتخبِّط جدًّا؛ فلا مانع لديهنَّ مِن مشاهدة المسلسلات، ولا مانع مِن مكياج بسيط مع النقاب، وكذلك لا مانع مِن التوسع الشديد في المباحات، ولا مانع من الاحتفال بأعياد الميلاد مع أخلاق طيبة ونفْس بشوش، حتى استساغ الأهل هذا النوع من الالتزام، وصاروا يرونه الأنسب، ومع شدة ضغوطهم وتعليقاتهم بدأ قلبي يُفتن وبشدة، حتى بدأت أتساءل: مَن الذي على صواب، أنا أم هم؟</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #008080"><strong><span style="color: red">وتقول أخرى</span></strong>:</span> انتشر في مجتماعاتنا النسائية أن للمرأة كامل الحق في زَوجِها ووقته وماله، وانتشر الأمر بين أواسط الملتزمات، حتى صار هذا هو الأصل بينهنَّ، ولو قمت ونصحتهن وذكرتهن بالأدلة الشرعية بأن لكل فرد مِن الأهل حقًّا على الزوج، وبأن للزوج ذمَّته المالية الخاصة به، لوجدت هجومًا شديدًا مِن أُخيَّات واتهامات بأني إنسانة غير سوية حتى بدأت أفتن وأتساءل، هل أنا على حق أم هنَّ؟</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red"><strong>وتقول أخرى</strong>:</span> كنتُ أنتظر الزوج الصالح الذي يُعينني على طلب العلم، لكن كمثل غيري من الفتيات، بدأ يطرق بابي الكثير ممن هم في بداية الالتزام، وبدأت الضغوط تزداد عليَّ بأنني سآثم إذا رفضتهم؛ فهم ذوو خلق عالٍ، ويسعون للالتزام مثلي، ويجب عليَّ أن آخذ بيده ليلتزم هو الآخر، ونسوا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين اشترط وقال: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخلقه))</span><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn2" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[2]</span></span></a><span style="font-size: 18px">، وليس مَن تتوقَّعون أن ترضوا بدينه وخلقه في المستقبل، ومع كثرة الضغوط بدأت أتساءل: هل أنا على حق أم هم؟</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px">وغيره الكثير من المواقف التي قد تمر بنا على المستوى الفردي، بل وفي المجتمع ككل أيضًا.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><strong>فاستوقفتني سائلة</strong>: إذًا ما هو قولك في تلك المواقف؟ فهذا فعلاً شيء مُحيِّر، خصوصًا أن مَن يعترضون هم ممّن يَنتسبون للالتزام، يعني صار في الأمر فِتنة شديدة، وأصبحْنا نتشتَّت كثيرًا، خصوصًا إذا مررْنا بأي من تلك المواقف، ونجد أنفسنا وحيدين بينهم، وكثيرًا ما نتساءل: <span style="color: #3366ff">أيُعقَل أن يكونوا جميعهم على باطل وأكون على حق؟!</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #3366ff">أليسوا هم الجماعة التي حثَّنا الشرع على اتِّباعها؟!</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red"><strong>فأجبتُها</strong>:</span> لا يا أختاه، ليسوا هؤلاء هم الجماعة؛ فالجماعة المذكورة في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشروطة، دعينا نتذكَّر الحديث أولاً قبل أن نشرَح معنى الجماعة؛ عن ابن عمر قال: خطَبنا عمر بالجابية فقال: يا أيها الناس، إني قمتُ فيكم كمقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا، فقال: ((أوصيكم بأصحابي، ثمَّ الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يَحلف الرجل ولا يُستحلَف، ويَشهد الشاهد ولا يُستشهَد، ألا لا يَخلونَّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة، وإياكم والفُرْقة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو مِن الاثنَين أبعد، مَن أراد بحبوحة الجنة فليَلزم الجماعة، مَن سرَّته حسنته وساءته سيئته، فذلك المؤمن))</span><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn3" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[3]</span></span></a><span style="font-size: 18px">.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px">لقد اتَّفق العلماء على أن مفهوم الجماعة هو أن يلتزم المسلم بمنهج النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنهج الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم - وبالتالي فالمراد بلزوم الجماعة هو لزوم الحق واتباعُه، وإن كان المُتمسِّك به قليلاً والمُخالِف له كثيرًا؛ لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا عِبرة بكثرة أهل البِدع بعدهم، فالمعيار هنا هو المنهج؛ مَن اتَّبع المنهج فهو على الجماعة، ومَن خالف المنهج يكون شاذًّا عن هذه الجماعة مهما بلَغ عددُهم.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><strong>فسألتني</strong>: وما الدَّلالة على أن الحق قد يكون مع القِلة؟ معلوم دائمًا أن الحق يكون مع الغالبية!</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red"><strong>فأجبتُها</strong>:</span> دعيني أَلفِت نظرك أولاً أننا هنا نتكلم عن الأمور الشرعية وليس الدنيوية، قاعدة: "إن الحق مع الأغلبية" تَنطبق على الأمور الدنيوية فقط، وليس شرطًا أن تكون نفس القاعدة في الأمور الشرعية؛ يقول عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: "الجماعة ما وافَق الحق ولو كنتَ وحدك"</span><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn4" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[4]</span></span></a><span style="font-size: 18px">، ويقول الحسن البصري - رحمه الله -: "سُنَّتكُم، والذى لا إله إلا هو بينهما - بين الغالي والجافي - فاصبروا عليها - رحمكم الله - فإن أهل السنَّة كانوا أقلَّ الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي، الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف فى إترافهم، ولا مع أهل البدع فى بدعهم، وصبروا على سنَّتهم حتى لقوا ربهم، فكذلكم - إن شاء الله - فكونوا"</span><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn5" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[5]</span></span></a><span style="font-size: 18px">، ويقول الفُضيل بن عِياض - رحمه الله -: اتَّبع طرُق الهدى، ولا يضرك قِلَّة السالِكين، وإياك وطرُق الضلالة، ولا تغترَّ بكثرة الهالِكين"</span><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn6" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[6]</span></span></a><span style="font-size: 18px">، وبالتالي فالكثرة والقِلة ليست مِعيارًا على الحكم على الجماعة بأنها على صواب أو على باطل.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="color: #3366ff"><span style="font-size: 18px"><strong>فسألتني</strong>: هذا فيما يخصُّ أقوال السلف، لكن ماذا عن الكتاب والسنَّة، هل ذكر فيهما شيء عن الأقلية والأغلبية؟ وأيهما على حق؟</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #008080"><strong>فأجبتها</strong>:</span> نعم؛ هناك الكثير مِن <span style="color: red">النصوص الشرعية</span> التي تتحدَّث عن الأقلية والأغلبية؛ ففي القرآن، عند ذكْر الأغلبية، فإنها - في الغالب - تكون للذمِّ؛ كقوله - تعالى -: ﴿ <span style="color: green">وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ</span> ﴾ [الأنعام: 116]، وأيضًا قوله - تعالى -: ﴿ <span style="color: green">وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ </span>﴾ [يوسف: 103]، وقال: ﴿ <span style="color: green">فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا</span> ﴾ [الإسراء: 89]، وقال: ﴿ <span style="color: green">لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ</span> ﴾ [الزخرف: 78]، وقال: ﴿<span style="color: green">إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ</span> ﴾ [الشعراء: 8]، وقال: ﴿ <span style="color: green">وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ</span> ﴾ [يوسف: 106]، وغيرها مِن الآيات.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px">وكذلك جاء ذكْر الأقلية بالمدح في مواضع كثيرة من كتاب الله - عز وجل - قال - تعالى -: ﴿ <span style="color: green">إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ </span>﴾ [ص: 24]، وقال عن قوم نوح: ﴿ <span style="color: green">وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ</span> ﴾ [هود: 40]، وقال أيضًا: ﴿ <span style="color: green">فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ</span> ﴾ [البقرة: 246]، وقال: ﴿ <span style="color: green">وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا</span> ﴾ [النساء: 83].</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #800000"><span style="color: red">أما في السنَّة،</span> </span>فعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((عُرضَت عليَّ الأمم فرأيتُ النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلين، والنبي وليس معه أحد...))</span><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn7" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[7]</span></span></a><span style="font-size: 18px">، وأيضًا حديث الفِرقة الناجية عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - أنه قال: ألا إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فينا فقال: ((ألا إنَّ مَن قبلكم مِن أهل الكتاب افترقوا على ثِنتَين وسبعين مِلة، وإن هذه المِلة ستَفترِق على ثلاث وسبعين؛ ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة))</span><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn8" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[8]</span></span></a><span style="font-size: 18px">، كل هذه أدلة وغيرها متوفِّرة في كتاب الله وسنَّة نبيه، وكذلك هناك أقوالٌ لأهل العلم، ومنها أبيات</span><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn9" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[9]</span></span></a><span style="font-size: 18px"> لابن القيم - رحمه الله -:</span></p><p></span></p><p><span style="color: #000000"><span style="color: black"><span style="font-family: 'Traditional Arabic'"><strong><p style="text-align: right"> </p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">يا سِلعة الرَّحمَن لستِ رَخيصةً <img src="http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif" alt="" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></span></span></p><p></strong></span></span><p style="text-align: center"></p><p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"><strong><span style="font-family: 'Traditional Arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">بل أنتِ غالية على الكسْلان <img src="http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif" alt="" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></span></span></span></strong></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p><p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"><strong><span style="font-family: 'Traditional Arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">يا سِلعة الرَّحمَن ليس يَنالُها <img src="http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif" alt="" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></span></span></span></strong></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p><p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"><strong><span style="font-family: 'Traditional Arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">في الألف إلا واحد لا اثْنان <img src="http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif" alt="" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></span></span></span></strong></p> <p style="text-align: right"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px">لذلك أُوصي نفسي، وأوصيكِ، وأوصي كلَّ مَن يقرأ كلماتي بالتمسُّك بالحقِّ وشرع الله، حتى لو كنتِ وحدَك على الطريق، <span style="color: blue">وكلما مررتِ بموقف فاعرضيه على شرع الله أولاً، فإن وافَق الشرعَ، فتمسَّكي به وعَضِّي عليه بالنواجذ مهما كَثُر المُعارضون حولك، وإن خالف الشرع فاتركيه واضربي به عُرْض الحائط</span>، وتذكَّري حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - حين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((<span style="color: blue">يأتي على الناس زمانٌ الصابر فيه على دينه كالقابض على الجمر</span>)).</span><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn10" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[10]</span></span></a><span style="font-size: 18px">.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px">والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">اللهم إني أَستغفِرك مما تبتُ إليك منه ثم عدتُ إليه، </span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">وأَستغفِرك مما جعلتُه لك على نفسي ثم لم أفِ لك به،</span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue"> وأستغفرك مما زعمتُ أني أردتُ به وجهك فخالط قلبي منه ما قد علمتَ</span></span></p> <p style="text-align: right"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red"><strong>المراجع:</strong></span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 18px">شرح مادة "مقدِّمة في العقيدة والمذاهب المعاصرة"؛ للشيخ فوزي عثمان، بجامعة المعرفة العالمية.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref1" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[1]</span></span></a><span style="font-size: 18px"> رواه الترمذي.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref2" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[2]</span></span></a><span style="font-size: 18px"> رواه الترمذي والبيهقي.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref3" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[3]</span></span></a><span style="font-size: 18px"> رواه الترمذي.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref4" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[4]</span></span></a><span style="font-size: 18px"> تاريخ دمشق؛ لابن عساكر.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref5" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[5]</span></span></a><span style="font-size: 18px"> رواه الدارمي.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref6" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[6]</span></span></a><span style="font-size: 18px"> ذكره الشاطبي في الاعتصام.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref7" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[7]</span></span></a><span style="font-size: 18px"> مسند أحمد.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref8" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[8]</span></span></a><span style="font-size: 18px"> سنن أبي داوود.</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref9" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[9]</span></span></a><span style="font-size: 18px"> القصيدة النونية لابن القيم</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><a href="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref10" target="_blank"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #08731f">[10]</span></span></a><span style="font-size: 18px"> رواه الترمذي</span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p><p></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="تسابيح ساجدة, post: 61905, member: 47"] [CENTER][COLOR=#000000][B][SIZE=5][COLOR=#0000ff][B]اعلمي أنكِ على حق ولو كنتِ وحدك ...[/B][/COLOR][/SIZE][/B][/COLOR][COLOR=#000000][/COLOR][/CENTER][COLOR=#000000] [RIGHT][SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=darkorchid]أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][/SIZE] [SIZE=5]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=red]أما بعد:[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5]فعن ابن عمر قال: خطَبنا عمر بالجابية فقال: يا أيها الناس، إنى قمتُ فيكم كمقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فينا، فقال: ((أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يَفشو الكذب حتى يَحلف الرجل ولا يُستحلف، ويشهد الشاهد ولا يُستشهَد، ألا لا يَخلوَنَّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة، وإياكم والفُرْقةَ؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو مِن الاثنين أبعد، مَن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، مَن سرَّته حسنته وساءته سيئته، فذلك المؤمن))[/SIZE][URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn1"][SIZE=5][COLOR=#08731f][1][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5].[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [COLOR=#3366ff][SIZE=5][B]فقاطعَتْني مُتسائلة[/B]: لحظة من فضلك، أليس عنوان الموضوع "إنكِ على حقٍّ ولو كنتِ وحدك"؟[/SIZE][/COLOR] [SIZE=5]فلما افتتحتِ كلامك بالحديث عن الجماعة، أظنُّك التبس عليكِ الأمر وبدأت في التحدث عن موضوع آخر.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=#800000][B]نظرت إليها مبتسمة وقلت[/B]: [/COLOR]بل صبرًا عليَّ يا أختاه، لم أخطئ ولم يَلتبس علي الأمر، والعنوان والحديث مترابطان، فاسمَحي لي أن أكمل كتابة مقالتي حتى لا تتشتَّت القارئات، وستتَّضح لكِ الصورة بعد قليل - إن شاء الله.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=#800000][B]وعدتُ لإكمال مقالتي[/B]:[/COLOR] كثيرًا ما نمرُّ بمواقفَ تكاد تَفتننا في ديننا لكوَننا مؤمنين برأي مخالف لكثيرين ممن حولنا، ليس هذا فقط؛ بل نجد الضغوط تُحيط بِنا مِن كل صوب؛ رغبةً منهم في إقناعنا بأن الحق معهم والباطل معنا، وكيف لا يكون الحق معهم وهم الجماعة؟[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=#008080][B][COLOR=darkorchid]تقول إحدى الأخوات:[/COLOR] [/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5]تزوجتُ وأنا طالبة عِلم ورغبت في الاستمرار في طلب العلم، لكنَّني بعد الزواج وجدتُ الكثير مِن المُعوِّقات، بالأخص مِن حماتي؛ بسبب مقارنتها المستمرة بيني وبين زوجات أبنائها؛ فهنَّ منتقبات، يذهبْن للمساجد، لكنَّ التزامهنَّ مُتخبِّط جدًّا؛ فلا مانع لديهنَّ مِن مشاهدة المسلسلات، ولا مانع مِن مكياج بسيط مع النقاب، وكذلك لا مانع مِن التوسع الشديد في المباحات، ولا مانع من الاحتفال بأعياد الميلاد مع أخلاق طيبة ونفْس بشوش، حتى استساغ الأهل هذا النوع من الالتزام، وصاروا يرونه الأنسب، ومع شدة ضغوطهم وتعليقاتهم بدأ قلبي يُفتن وبشدة، حتى بدأت أتساءل: مَن الذي على صواب، أنا أم هم؟[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=#008080][B][COLOR=red]وتقول أخرى[/COLOR][/B]:[/COLOR] انتشر في مجتماعاتنا النسائية أن للمرأة كامل الحق في زَوجِها ووقته وماله، وانتشر الأمر بين أواسط الملتزمات، حتى صار هذا هو الأصل بينهنَّ، ولو قمت ونصحتهن وذكرتهن بالأدلة الشرعية بأن لكل فرد مِن الأهل حقًّا على الزوج، وبأن للزوج ذمَّته المالية الخاصة به، لوجدت هجومًا شديدًا مِن أُخيَّات واتهامات بأني إنسانة غير سوية حتى بدأت أفتن وأتساءل، هل أنا على حق أم هنَّ؟[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=red][B]وتقول أخرى[/B]:[/COLOR] كنتُ أنتظر الزوج الصالح الذي يُعينني على طلب العلم، لكن كمثل غيري من الفتيات، بدأ يطرق بابي الكثير ممن هم في بداية الالتزام، وبدأت الضغوط تزداد عليَّ بأنني سآثم إذا رفضتهم؛ فهم ذوو خلق عالٍ، ويسعون للالتزام مثلي، ويجب عليَّ أن آخذ بيده ليلتزم هو الآخر، ونسوا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين اشترط وقال: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخلقه))[/SIZE][URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn2"][SIZE=5][COLOR=#08731f][2][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5]، وليس مَن تتوقَّعون أن ترضوا بدينه وخلقه في المستقبل، ومع كثرة الضغوط بدأت أتساءل: هل أنا على حق أم هم؟[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5]وغيره الكثير من المواقف التي قد تمر بنا على المستوى الفردي، بل وفي المجتمع ككل أيضًا.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][B]فاستوقفتني سائلة[/B]: إذًا ما هو قولك في تلك المواقف؟ فهذا فعلاً شيء مُحيِّر، خصوصًا أن مَن يعترضون هم ممّن يَنتسبون للالتزام، يعني صار في الأمر فِتنة شديدة، وأصبحْنا نتشتَّت كثيرًا، خصوصًا إذا مررْنا بأي من تلك المواقف، ونجد أنفسنا وحيدين بينهم، وكثيرًا ما نتساءل: [COLOR=#3366ff]أيُعقَل أن يكونوا جميعهم على باطل وأكون على حق؟![/COLOR][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=#3366ff]أليسوا هم الجماعة التي حثَّنا الشرع على اتِّباعها؟![/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=red][B]فأجبتُها[/B]:[/COLOR] لا يا أختاه، ليسوا هؤلاء هم الجماعة؛ فالجماعة المذكورة في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشروطة، دعينا نتذكَّر الحديث أولاً قبل أن نشرَح معنى الجماعة؛ عن ابن عمر قال: خطَبنا عمر بالجابية فقال: يا أيها الناس، إني قمتُ فيكم كمقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا، فقال: ((أوصيكم بأصحابي، ثمَّ الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يَحلف الرجل ولا يُستحلَف، ويَشهد الشاهد ولا يُستشهَد، ألا لا يَخلونَّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة، وإياكم والفُرْقة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو مِن الاثنَين أبعد، مَن أراد بحبوحة الجنة فليَلزم الجماعة، مَن سرَّته حسنته وساءته سيئته، فذلك المؤمن))[/SIZE][URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn3"][SIZE=5][COLOR=#08731f][3][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5].[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5]لقد اتَّفق العلماء على أن مفهوم الجماعة هو أن يلتزم المسلم بمنهج النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنهج الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم - وبالتالي فالمراد بلزوم الجماعة هو لزوم الحق واتباعُه، وإن كان المُتمسِّك به قليلاً والمُخالِف له كثيرًا؛ لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا عِبرة بكثرة أهل البِدع بعدهم، فالمعيار هنا هو المنهج؛ مَن اتَّبع المنهج فهو على الجماعة، ومَن خالف المنهج يكون شاذًّا عن هذه الجماعة مهما بلَغ عددُهم.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][B]فسألتني[/B]: وما الدَّلالة على أن الحق قد يكون مع القِلة؟ معلوم دائمًا أن الحق يكون مع الغالبية![/SIZE] [SIZE=5][COLOR=red][B]فأجبتُها[/B]:[/COLOR] دعيني أَلفِت نظرك أولاً أننا هنا نتكلم عن الأمور الشرعية وليس الدنيوية، قاعدة: "إن الحق مع الأغلبية" تَنطبق على الأمور الدنيوية فقط، وليس شرطًا أن تكون نفس القاعدة في الأمور الشرعية؛ يقول عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: "الجماعة ما وافَق الحق ولو كنتَ وحدك"[/SIZE][URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn4"][SIZE=5][COLOR=#08731f][4][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5]، ويقول الحسن البصري - رحمه الله -: "سُنَّتكُم، والذى لا إله إلا هو بينهما - بين الغالي والجافي - فاصبروا عليها - رحمكم الله - فإن أهل السنَّة كانوا أقلَّ الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي، الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف فى إترافهم، ولا مع أهل البدع فى بدعهم، وصبروا على سنَّتهم حتى لقوا ربهم، فكذلكم - إن شاء الله - فكونوا"[/SIZE][URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn5"][SIZE=5][COLOR=#08731f][5][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5]، ويقول الفُضيل بن عِياض - رحمه الله -: اتَّبع طرُق الهدى، ولا يضرك قِلَّة السالِكين، وإياك وطرُق الضلالة، ولا تغترَّ بكثرة الهالِكين"[/SIZE][URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn6"][SIZE=5][COLOR=#08731f][6][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5]، وبالتالي فالكثرة والقِلة ليست مِعيارًا على الحكم على الجماعة بأنها على صواب أو على باطل.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [COLOR=#3366ff][SIZE=5][B]فسألتني[/B]: هذا فيما يخصُّ أقوال السلف، لكن ماذا عن الكتاب والسنَّة، هل ذكر فيهما شيء عن الأقلية والأغلبية؟ وأيهما على حق؟[/SIZE][/COLOR] [SIZE=5][COLOR=#008080][B]فأجبتها[/B]:[/COLOR] نعم؛ هناك الكثير مِن [COLOR=red]النصوص الشرعية[/COLOR] التي تتحدَّث عن الأقلية والأغلبية؛ ففي القرآن، عند ذكْر الأغلبية، فإنها - في الغالب - تكون للذمِّ؛ كقوله - تعالى -: ﴿ [COLOR=green]وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ[/COLOR] ﴾ [الأنعام: 116]، وأيضًا قوله - تعالى -: ﴿ [COLOR=green]وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [/COLOR]﴾ [يوسف: 103]، وقال: ﴿ [COLOR=green]فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا[/COLOR] ﴾ [الإسراء: 89]، وقال: ﴿ [COLOR=green]لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ[/COLOR] ﴾ [الزخرف: 78]، وقال: ﴿[COLOR=green]إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ[/COLOR] ﴾ [الشعراء: 8]، وقال: ﴿ [COLOR=green]وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ[/COLOR] ﴾ [يوسف: 106]، وغيرها مِن الآيات.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5]وكذلك جاء ذكْر الأقلية بالمدح في مواضع كثيرة من كتاب الله - عز وجل - قال - تعالى -: ﴿ [COLOR=green]إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ [/COLOR]﴾ [ص: 24]، وقال عن قوم نوح: ﴿ [COLOR=green]وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ[/COLOR] ﴾ [هود: 40]، وقال أيضًا: ﴿ [COLOR=green]فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ[/COLOR] ﴾ [البقرة: 246]، وقال: ﴿ [COLOR=green]وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا[/COLOR] ﴾ [النساء: 83].[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=#800000][COLOR=red]أما في السنَّة،[/COLOR] [/COLOR]فعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((عُرضَت عليَّ الأمم فرأيتُ النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلين، والنبي وليس معه أحد...))[/SIZE][URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn7"][SIZE=5][COLOR=#08731f][7][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5]، وأيضًا حديث الفِرقة الناجية عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - أنه قال: ألا إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فينا فقال: ((ألا إنَّ مَن قبلكم مِن أهل الكتاب افترقوا على ثِنتَين وسبعين مِلة، وإن هذه المِلة ستَفترِق على ثلاث وسبعين؛ ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة))[/SIZE][URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn8"][SIZE=5][COLOR=#08731f][8][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5]، كل هذه أدلة وغيرها متوفِّرة في كتاب الله وسنَّة نبيه، وكذلك هناك أقوالٌ لأهل العلم، ومنها أبيات[/SIZE][URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn9"][SIZE=5][COLOR=#08731f][9][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5] لابن القيم - رحمه الله -:[/SIZE][/RIGHT] [SIZE=5][/SIZE][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][B][RIGHT][SIZE=5][/SIZE] [/RIGHT] [CENTER][SIZE=5][COLOR=blue]يا سِلعة الرَّحمَن لستِ رَخيصةً [IMG]http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/CENTER] [/B][/FONT][/COLOR][CENTER][SIZE=5][COLOR=blue][/COLOR][/SIZE][/CENTER] [SIZE=5][COLOR=blue][/COLOR][/SIZE][CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]بل أنتِ غالية على الكسْلان [IMG]http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [SIZE=5][COLOR=blue][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=blue] [/COLOR][/SIZE][/CENTER] [SIZE=5][COLOR=blue][/COLOR][/SIZE][CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]يا سِلعة الرَّحمَن ليس يَنالُها [IMG]http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [SIZE=5][COLOR=blue][/COLOR][/SIZE][/CENTER] [SIZE=5][COLOR=blue][/COLOR][/SIZE][CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]في الألف إلا واحد لا اثْنان [IMG]http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER] [RIGHT][SIZE=5][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5]لذلك أُوصي نفسي، وأوصيكِ، وأوصي كلَّ مَن يقرأ كلماتي بالتمسُّك بالحقِّ وشرع الله، حتى لو كنتِ وحدَك على الطريق، [COLOR=blue]وكلما مررتِ بموقف فاعرضيه على شرع الله أولاً، فإن وافَق الشرعَ، فتمسَّكي به وعَضِّي عليه بالنواجذ مهما كَثُر المُعارضون حولك، وإن خالف الشرع فاتركيه واضربي به عُرْض الحائط[/COLOR]، وتذكَّري حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - حين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (([COLOR=blue]يأتي على الناس زمانٌ الصابر فيه على دينه كالقابض على الجمر[/COLOR])).[/SIZE][URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_edn10"][SIZE=5][COLOR=#08731f][10][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5].[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=#800000][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=#800000][/COLOR][/SIZE] [/RIGHT] [CENTER][SIZE=5][COLOR=blue]اللهم إني أَستغفِرك مما تبتُ إليك منه ثم عدتُ إليه، [/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=blue]وأَستغفِرك مما جعلتُه لك على نفسي ثم لم أفِ لك به،[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=blue] وأستغفرك مما زعمتُ أني أردتُ به وجهك فخالط قلبي منه ما قد علمتَ[/COLOR][/SIZE][/CENTER] [RIGHT][SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=#008080][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=#008080][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=red][B]المراجع:[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5]شرح مادة "مقدِّمة في العقيدة والمذاهب المعاصرة"؛ للشيخ فوزي عثمان، بجامعة المعرفة العالمية.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref1"][SIZE=5][COLOR=#08731f][1][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5] رواه الترمذي.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref2"][SIZE=5][COLOR=#08731f][2][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5] رواه الترمذي والبيهقي.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref3"][SIZE=5][COLOR=#08731f][3][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5] رواه الترمذي.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref4"][SIZE=5][COLOR=#08731f][4][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5] تاريخ دمشق؛ لابن عساكر.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref5"][SIZE=5][COLOR=#08731f][5][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5] رواه الدارمي.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref6"][SIZE=5][COLOR=#08731f][6][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5] ذكره الشاطبي في الاعتصام.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref7"][SIZE=5][COLOR=#08731f][7][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5] مسند أحمد.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref8"][SIZE=5][COLOR=#08731f][8][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5] سنن أبي داوود.[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref9"][SIZE=5][COLOR=#08731f][9][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5] القصيدة النونية لابن القيم[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [URL="http://www.alukah.net/Social/0/49961/#_ednref10"][SIZE=5][COLOR=#08731f][10][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5] رواه الترمذي[/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE][/RIGHT] [/COLOR] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
الركن العام
اعلمي أنكِ على حق ولو كنتِ وحدك ...