أمة الودود
مشرفة
- إنضم
- 6 أبريل 2011
- المشاركات
- 110
- النقاط
- 16
- الإقامة
- الجيزه
- احفظ من كتاب الله
- بعض من الاجزاء
- احب القراءة برواية
- حفص
- القارئ المفضل
- العجمى
- الجنس
- اخت
لاحظ عالم النفس الأمريكي ستينلي غريتسبان في أبحاثه على
الرضع الذين يعانون من إهمال الأبوين لسبب أو لآخر
أن هؤلاء الرضع يبدؤون منذ الشهور الأولى بالنظر إلى وجوه الأشخاص الذين يعتنون بهم، ويبدؤون بالإنصات إليهم
ومحاولة الإبتسام والتواصل معهم، ولكن عندما لا يجدون تجاوباً أو تفاعلاً من هؤلاء الأشخاص فإنهم وخلال أسابيع
قليلة يفقدون الإهتمام بمحيطهم، وتقل حركتهم حتى ان بعضهم يفقدون القدرة
على تحريك رؤوسهم. واستنتج ذلك العالم
أن تطور الطفل الجسدي والحسي والعاطفي يعتمد على الأسابيع والشهور الأولى
من حياته، فإذا وجد الطفل في هذه المرحلة
المبكرة من يهتم به ويتفاعل معه عاطفياً سيزداد اهتمامه
بالوسط المحيط به، وهذا الإهتمام سينمي قدراته
الحركية والسمعية والبصرية والعاطفية وحتى إمكانياته العقلية، كما سأشرح بعد قليل..
ما علاقة الحب بنمو الدماغ؟
عندما يسمع الطفل الباكي صوت أمه يهدأ، لأن صوتها يشعره بالراحة والأمان
وعندما تحمله بين ذراعيها يشعر بسعادة غامرة
وتزداد سعادته عندما تضمه إلى صدرها الدافئ، وتنظر إلى وجهه بعينين
يملؤهما الحب والإهتمام، وعندها سيبدأ الطفل بالتحديق
في وجه أمه ويجيل النظر في ملامحها متنقلاً من عينيها الواسعتين إلى
ابتسامتها المشرقة وفي أثناء ذلك يصغى إلى صوتها وهي تكمله
وتناغيه ويرد على ابتسامتها بابتسامة مقابلة وقد يرفع يده ويتلمس
عنقها ووجهها. إن هذا النظر والإصغاء والحركة يفعّل وينمي
في قشرة دماغ الطفل الكثير من الدارات العصبية. إن إحاطة الطفل
بجو من الحب والعطف والحنان يغري حواسه الناشئة
بالإنخراط في العالم المحيط به، وهكذا تنمو هذه الحواس وتتطور
يجب أن تدرك كل أم أن الأوقات التي يقضيها رضيعها
بين ذراعيها وهي تناجيه وتداعبه وتشعره بالأمن والراحة هي الأوقات
التي ينمو فيها دماغه وتتطور حواسه وإمكانياته.
لقد وجد الباحثون أن الرضع الذين يُتركون في المياتم دون وجود أمهات
أو آباء يقدمون لهم العطف والحب والحنان يتأخر
نموهم الجسدي والعقلي والعاطفي، ويصابون بالأمراض أكثر من أقرانهم ومع أن هؤلاء الأطفال تُعلّق فوق أسرتهم الكثير
من الألعاب المثيرة التي تصدر أصواتاً وألواناً مختلفة إلا أنهم لا يهتمون بذلك، لأن ما يريده الطفل
هو التفاعل العاطفي مع شخص يحبه ويقدم له العطف والحنان.
إن أكثر الأمور إثارة فيما يتعلق بحاجة الطفل إلى التفاعل العاطفي
منذ أسابيعه وشهوره الأولى هو أن الدراسات
الحديثة تشير إلى بطلان الإعتقاد القديم بأن الإرتكاسات المعرفية
والعاطفية تكون منفصلة بعضها عن بعضٍ عند الطف
فالعلماء يعتقدون اليوم أن الطفل عندما يتلقى المعلومات بواسطة حواسه فإنه يتفاعل معها عاطفياً
(كأن يشعر بالفرح عند سماع صوت أمه أو بالإنزعاج عند سماع صوت غريب)
ومعرفياً في نفس الوقت، ولعل التفاعل المعرفي هنا يحتاج إلى شيء من التوضيح.
عندما نتحدث عن القدرات المعرفية عند الإنسان فإننا نقصد
تلك القدرات المتعلقة بالذكاء كالقدرة على التحليل والإستنتاج وربط الأسباب
بالنتائج وغيرها. لقد كان العلماء يظنون سابقاً أن هذه القدرات تبدأ
بالتشكل والنمو عند الطفل بعد شهور من ولادته عندما يصبح قادراً على
استخدام يديه والتقاط الأشياء، لكنهم يعتقدون اليوم أنها تبدأ بالتشكل
والنمو قبل ذلك بكثير. لنأخذ مثلاً قدرة الطفل على ربط السبب بالنتيجة، كان الإعتقاد
السابق هو أن الطفل عندما يصبح قادراً على الإمساك بحبل
مربوط بجرس بحيث يرن الجرس عندما يشد الحبل يبدأ بربط السبب (شد الحبل)
بالنتيجة (صوت الجرس) وتبدأ دارات ربط الاسباب بالنتائج
بالتشكل في دماغه، لكن الإعتقاد السائد اليوم أن هذه الدارات تتشكل في وقت
أبكر منذ أن يصبح الطفل قادراً على الرؤية والإبتسام، فهو مثلاً
عندما يشعر بالسعادة بين ذراعي أمه ويبتسم لها (السبب) تقابله أمه بابتسامة
مماثلة (النتيجة) وعندما يتكرر هذا الأمر مرات ومرات تتشكل
في دماغه دارات ربط الأسباب بالنتائج التي ستساعده في المستقبل على التفكير
السليم وهذا يفسر ما تشير إليه بعض الدراسات من أن أبناء
الأمهات اللواتي يُصبن بنوبات متكررة من الإكتئاب تتأخر قدراتهم المعرفية عن أقرانهم
فالأم المكتئبة لا تعرف الإبتسام ومن ثمّ لن تستطيع أن تحقق ذلك التواصل والتفاعل مع طفلها.
إن مهارات الذكاء العاطفي تبدأ بالتشكل عند الطفل منذ هذه المرحلة بفضل
تفاعل الأم وتجاوبها معه. فالتفاؤل مثلاً تبدأ جذوره
بالتكون في نفس الطفل عندما يدرك أن العطاء في هذه الحياة يُقابل بالعطاء
فهو عندما يبتسم لأمه وترد عليه بابتسامة مماثلة
تصله الرسائل التالية: (عندما تعطي الحياة تعطيك) و (الحياة حلوة)
و(أنا إنسان محبوب) وعندما يتلقى الطفل هذه الرسائل
بشكل متكرر من خلال التفاعل العاطفي مع من يحيط به ينمو عنده الشعور
بالتفاؤل والإقبال على الحياة، ويحمل هذا الشعور
معه طوال حياته. أما عندما لا يجد الطفل من يبادله الحب والإهتمام
ويرد على ابتساماته ومحاولاته للتواصل والتفاعل مع الآخرين
ستصله الرسائل التالية: (الحياة لا تستحق العطاء لأنني أعطي ولا أجد عطاء مقابلاً) و(أنا شخص غير محبوب)
و(ليس هناك شيء جميل في هذه الحياة) وعندما يتلقى الطفل
هذه الرسائل بشكل متكرر من خلال فشله في التفاعل العاطفي
مع من يحيط به ينمو عنده الشعور بالتشاؤم والإحباط والإنسحاب من الحياة
وسيحمل هذا الشعور معه طوال حياته.
إن الطفل يحتاج إلى كثير من الحب والحنان والإهتمام في هذه المرحلة الحساسة
وبما أن هذه المشاعر لا يمكن تأمينها في بيت
يملؤه الشقاق والخصام نستطيع أن ندرك الآن أهمية تحقيق علاقة زوجية
قائمة على المودة والرحمة، ليس من أجل سعادة
الزوجين فقط وإنما لتأمين جو عاطفي يخرج أطفالاً أسوياء ساعة اللعب على الأرض
أريد أن أشير في نهاية هذا الموضوع إلى أمر لا ينتبه إليه معظم الآباء والأمهات
إذا إنهم في غمرة أشغالهم لا يقضون أوقاتاً كافية
في ملاعبة أطفالهم والتفاعل معهم فيحاولون التعويض عن ذلك بحشد ما يستطيعون من الألعاب والدمى في غرفة الطفل
ويبذلون جهدهم في اختيار الألعاب التي تنمي ذكاء الطفل وشخصيته
وكل ذلك جيد ومفيد، لكن أبحاث عالم النفس الأمريكي
غرينسبان أثبتت أن أكثر ما ينمي شخصية الطفل وقدراته الإجتماعية
والعاطفية والمعرفية هو اللعب معه مباشرة على الأرض
وهو ينصح الآباء والأمهات أن يخصصوا ساعة يومية لأطفالهم
يسميها (ساعة اللعب على الأرض) يقوم خلالها ألأب أوالأم
بالزحف على الأرض والركض خلف الطفل والتدحرج معه والإختباء منه
ويحاول في أثناء ذلك أن يتحدث إلى الطفل ويحاوره ويمارس معه كل أنواع التفاعل العاطفي. إن ساعة من هذا
التفاعل الحقيقي مع الطفل أفضل بكثير من ترك الطفل وحده ساعات وساعات أمام لعبة جامدة لتطوير الشخصية والذكاء!!
منقوووووول
الرضع الذين يعانون من إهمال الأبوين لسبب أو لآخر
أن هؤلاء الرضع يبدؤون منذ الشهور الأولى بالنظر إلى وجوه الأشخاص الذين يعتنون بهم، ويبدؤون بالإنصات إليهم
ومحاولة الإبتسام والتواصل معهم، ولكن عندما لا يجدون تجاوباً أو تفاعلاً من هؤلاء الأشخاص فإنهم وخلال أسابيع
قليلة يفقدون الإهتمام بمحيطهم، وتقل حركتهم حتى ان بعضهم يفقدون القدرة
على تحريك رؤوسهم. واستنتج ذلك العالم
أن تطور الطفل الجسدي والحسي والعاطفي يعتمد على الأسابيع والشهور الأولى
من حياته، فإذا وجد الطفل في هذه المرحلة
المبكرة من يهتم به ويتفاعل معه عاطفياً سيزداد اهتمامه
بالوسط المحيط به، وهذا الإهتمام سينمي قدراته
الحركية والسمعية والبصرية والعاطفية وحتى إمكانياته العقلية، كما سأشرح بعد قليل..
ما علاقة الحب بنمو الدماغ؟
عندما يسمع الطفل الباكي صوت أمه يهدأ، لأن صوتها يشعره بالراحة والأمان
وعندما تحمله بين ذراعيها يشعر بسعادة غامرة
وتزداد سعادته عندما تضمه إلى صدرها الدافئ، وتنظر إلى وجهه بعينين
يملؤهما الحب والإهتمام، وعندها سيبدأ الطفل بالتحديق
في وجه أمه ويجيل النظر في ملامحها متنقلاً من عينيها الواسعتين إلى
ابتسامتها المشرقة وفي أثناء ذلك يصغى إلى صوتها وهي تكمله
وتناغيه ويرد على ابتسامتها بابتسامة مقابلة وقد يرفع يده ويتلمس
عنقها ووجهها. إن هذا النظر والإصغاء والحركة يفعّل وينمي
في قشرة دماغ الطفل الكثير من الدارات العصبية. إن إحاطة الطفل
بجو من الحب والعطف والحنان يغري حواسه الناشئة
بالإنخراط في العالم المحيط به، وهكذا تنمو هذه الحواس وتتطور
يجب أن تدرك كل أم أن الأوقات التي يقضيها رضيعها
بين ذراعيها وهي تناجيه وتداعبه وتشعره بالأمن والراحة هي الأوقات
التي ينمو فيها دماغه وتتطور حواسه وإمكانياته.
لقد وجد الباحثون أن الرضع الذين يُتركون في المياتم دون وجود أمهات
أو آباء يقدمون لهم العطف والحب والحنان يتأخر
نموهم الجسدي والعقلي والعاطفي، ويصابون بالأمراض أكثر من أقرانهم ومع أن هؤلاء الأطفال تُعلّق فوق أسرتهم الكثير
من الألعاب المثيرة التي تصدر أصواتاً وألواناً مختلفة إلا أنهم لا يهتمون بذلك، لأن ما يريده الطفل
هو التفاعل العاطفي مع شخص يحبه ويقدم له العطف والحنان.
إن أكثر الأمور إثارة فيما يتعلق بحاجة الطفل إلى التفاعل العاطفي
منذ أسابيعه وشهوره الأولى هو أن الدراسات
الحديثة تشير إلى بطلان الإعتقاد القديم بأن الإرتكاسات المعرفية
والعاطفية تكون منفصلة بعضها عن بعضٍ عند الطف
فالعلماء يعتقدون اليوم أن الطفل عندما يتلقى المعلومات بواسطة حواسه فإنه يتفاعل معها عاطفياً
(كأن يشعر بالفرح عند سماع صوت أمه أو بالإنزعاج عند سماع صوت غريب)
ومعرفياً في نفس الوقت، ولعل التفاعل المعرفي هنا يحتاج إلى شيء من التوضيح.
عندما نتحدث عن القدرات المعرفية عند الإنسان فإننا نقصد
تلك القدرات المتعلقة بالذكاء كالقدرة على التحليل والإستنتاج وربط الأسباب
بالنتائج وغيرها. لقد كان العلماء يظنون سابقاً أن هذه القدرات تبدأ
بالتشكل والنمو عند الطفل بعد شهور من ولادته عندما يصبح قادراً على
استخدام يديه والتقاط الأشياء، لكنهم يعتقدون اليوم أنها تبدأ بالتشكل
والنمو قبل ذلك بكثير. لنأخذ مثلاً قدرة الطفل على ربط السبب بالنتيجة، كان الإعتقاد
السابق هو أن الطفل عندما يصبح قادراً على الإمساك بحبل
مربوط بجرس بحيث يرن الجرس عندما يشد الحبل يبدأ بربط السبب (شد الحبل)
بالنتيجة (صوت الجرس) وتبدأ دارات ربط الاسباب بالنتائج
بالتشكل في دماغه، لكن الإعتقاد السائد اليوم أن هذه الدارات تتشكل في وقت
أبكر منذ أن يصبح الطفل قادراً على الرؤية والإبتسام، فهو مثلاً
عندما يشعر بالسعادة بين ذراعي أمه ويبتسم لها (السبب) تقابله أمه بابتسامة
مماثلة (النتيجة) وعندما يتكرر هذا الأمر مرات ومرات تتشكل
في دماغه دارات ربط الأسباب بالنتائج التي ستساعده في المستقبل على التفكير
السليم وهذا يفسر ما تشير إليه بعض الدراسات من أن أبناء
الأمهات اللواتي يُصبن بنوبات متكررة من الإكتئاب تتأخر قدراتهم المعرفية عن أقرانهم
فالأم المكتئبة لا تعرف الإبتسام ومن ثمّ لن تستطيع أن تحقق ذلك التواصل والتفاعل مع طفلها.
إن مهارات الذكاء العاطفي تبدأ بالتشكل عند الطفل منذ هذه المرحلة بفضل
تفاعل الأم وتجاوبها معه. فالتفاؤل مثلاً تبدأ جذوره
بالتكون في نفس الطفل عندما يدرك أن العطاء في هذه الحياة يُقابل بالعطاء
فهو عندما يبتسم لأمه وترد عليه بابتسامة مماثلة
تصله الرسائل التالية: (عندما تعطي الحياة تعطيك) و (الحياة حلوة)
و(أنا إنسان محبوب) وعندما يتلقى الطفل هذه الرسائل
بشكل متكرر من خلال التفاعل العاطفي مع من يحيط به ينمو عنده الشعور
بالتفاؤل والإقبال على الحياة، ويحمل هذا الشعور
معه طوال حياته. أما عندما لا يجد الطفل من يبادله الحب والإهتمام
ويرد على ابتساماته ومحاولاته للتواصل والتفاعل مع الآخرين
ستصله الرسائل التالية: (الحياة لا تستحق العطاء لأنني أعطي ولا أجد عطاء مقابلاً) و(أنا شخص غير محبوب)
و(ليس هناك شيء جميل في هذه الحياة) وعندما يتلقى الطفل
هذه الرسائل بشكل متكرر من خلال فشله في التفاعل العاطفي
مع من يحيط به ينمو عنده الشعور بالتشاؤم والإحباط والإنسحاب من الحياة
وسيحمل هذا الشعور معه طوال حياته.
إن الطفل يحتاج إلى كثير من الحب والحنان والإهتمام في هذه المرحلة الحساسة
وبما أن هذه المشاعر لا يمكن تأمينها في بيت
يملؤه الشقاق والخصام نستطيع أن ندرك الآن أهمية تحقيق علاقة زوجية
قائمة على المودة والرحمة، ليس من أجل سعادة
الزوجين فقط وإنما لتأمين جو عاطفي يخرج أطفالاً أسوياء ساعة اللعب على الأرض
أريد أن أشير في نهاية هذا الموضوع إلى أمر لا ينتبه إليه معظم الآباء والأمهات
إذا إنهم في غمرة أشغالهم لا يقضون أوقاتاً كافية
في ملاعبة أطفالهم والتفاعل معهم فيحاولون التعويض عن ذلك بحشد ما يستطيعون من الألعاب والدمى في غرفة الطفل
ويبذلون جهدهم في اختيار الألعاب التي تنمي ذكاء الطفل وشخصيته
وكل ذلك جيد ومفيد، لكن أبحاث عالم النفس الأمريكي
غرينسبان أثبتت أن أكثر ما ينمي شخصية الطفل وقدراته الإجتماعية
والعاطفية والمعرفية هو اللعب معه مباشرة على الأرض
وهو ينصح الآباء والأمهات أن يخصصوا ساعة يومية لأطفالهم
يسميها (ساعة اللعب على الأرض) يقوم خلالها ألأب أوالأم
بالزحف على الأرض والركض خلف الطفل والتدحرج معه والإختباء منه
ويحاول في أثناء ذلك أن يتحدث إلى الطفل ويحاوره ويمارس معه كل أنواع التفاعل العاطفي. إن ساعة من هذا
التفاعل الحقيقي مع الطفل أفضل بكثير من ترك الطفل وحده ساعات وساعات أمام لعبة جامدة لتطوير الشخصية والذكاء!!
منقوووووول
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع