بيان ما يرضاه الله وما يكرهه {الجزء الأول}

طباعة الموضوع
إنضم
23 يونيو 2011
المشاركات
2,069
النقاط
38
الإقامة
مصر
احفظ من كتاب الله
القرآن كاملا
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري
الجنس
أخ
[FONT=&quot]بيان ما يرضاه الله وما يكره[/FONT]ه {الجزء الأول}
[FONT=&quot]فضيلة الشيخ / محمد علي عبد الرحيم[/FONT]
* * * * * * * * *

[FONT=&quot]عن أبي هريرة
article_ratheya.gif
قال : قال رسول الله
009.gif
: [/FONT]
[FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]إن الله يرضي ‏لكم ثلاثًا ، ويكره لكم ثلاثًا . يرضى لكم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا ، وأن ‏تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله عليكم . ‏ويكره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] .‏ رواه مسلم[/FONT]
[FONT=&quot]المفردات[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT][FONT=&quot]يرضى لكم = بمعنى أوجب عليكم أعمالا تستوجب رضاه إذا فعلتموها .‏[/FONT]
[FONT=&quot]* أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا[/FONT][FONT=&quot]= أي توحدوه توحيد الألوهية ، والربوبية ، ‏وفي أسمائه وصفاته وكل ذلك يقتضي إخلاص الدين له .‏[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT][FONT=&quot]تعتصموا بحبل الله = تتمسكوا بدينه الذي هو الصلة بينه وبين عباده ، وذلك ‏باتباع كتابه الكريم .‏[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT][FONT=&quot]ولا تفرقوا = ولا تختلفوا بمعنى ألا تكونوا فرقًا وأحزابًا وطوائف ومذاهب .‏[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT][FONT=&quot]أن تناصحوا من ولاه الله عليكم = أي تتقدمون بالنصيحة لكل حاكم ليستقيم في ‏حكمه على شرع الله .‏[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT][FONT=&quot]قيل وقال = لأن ذلك من دواعي الكذب ، وعدم التثبت في القول ، والخوض في ‏أعراض الناس . وذلك يؤدى إلى تنافر القلوب .‏[/FONT]
[FONT=&quot]* كثرة السؤال = [/FONT][FONT=&quot]منه السؤال المذموم كسؤال الدنيا لغير حاجة ، ومنه السؤال على ‏وجه التعنت ، ومنه السؤال عن الأمور التي يخشى ضررها ، لقوله تعالى " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم " .‏[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT][FONT=&quot]إضاعة المال = إنفاقه في غير منفعة ، أو في غير المصارف الشرعية ، أو تعريضه ‏للضياع والتلف .‏[/FONT]
[FONT=&quot]المعنى[/FONT][FONT=&quot] ‏:[/FONT]
[FONT=&quot]يخبرنا رسول الله
009.gif
، في هذا الحديث الجامع عن ثلاثة أشياء أمر ‏بها الله عز وجل ، فيها السعادة والخير والبركة ، وينهانا عن ثلاثة أشياء ‏يكرهها الله تعالى ، ويحاسب عليها لما فيها من ضرر وإضرار .‏[/FONT]

[FONT=&quot]فأما الأمور الثلاثة التي أمر الله بها . فهي :-‏[/FONT]

[FONT=&quot]‏[/FONT][FONT=&quot]1- إخلاص العبادة لله وحده :[/FONT][FONT=&quot] وذلك بعدم الإشراك به ، في الدعاء والإنابة ، ‏والخشوع والخضوع ، والخوف والرجاء ، والتوكل ، وتقديم النذور . فكل ذلك من ‏حق الله وحده ، ومن صرف شيئًا منها لغير الله ، لنبي كان أو ولي ، فقد أشرك بالله ‏‏، قال الله تعالى " مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ " . ‏[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا هو الذي ذكره الله في سورة لقمان " إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " .‏[/FONT]
[FONT=&quot]وسدًا لذريعة الشرك به ، حرم الله تعالى اتخاذ القبور مساجد ولو كانت للأنبياء ‏والصالحين ، لأن ذلك يدفع الناس إلى التعلق بالمقبور في رجائهم ودعائهم وآمالهم ‏ولذلك يقدمون لها النذور والقرابين ، طمعًا في مددهم ( وسرهم الباتع ) كما ‏يزعمون مع أنهم لا يملكون حولا ولا طولا ، ولا نفعًا ولا ضرًا ، وهم أموات غير ‏أحياء وما يشعرون أيان يبعثون . والمصيبة الكبرى أن يفقد المسلمون إيمانهم بشد ‏الرحال إليهم ، وإقامة الأعياد والموالد لهم ، زاعمين أن لهم بركات تمتد إلى إدرار اللبن في البهائم ، وزيادة المحاصيل ، ومحاربة الآفات ، وشفاء المرضى وغير ذلك ‏من الأمور التي في مقدور الله وحده وهذا هو الضلال المبين . وإذا قدمت لأولئك ‏نصحًا وإرشادًا ، أجابوا بأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . وما دروا أن ولى ‏الله الذي لا يحزنه الله ولا يخيفه : هو الذي صح إيمانه ، وسلمت عقيدته ، وعملاً ‏بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله : من عبادة صحيحة لا ابتداع فيها ولا اختراع كما يفعل الصوفية ‏‏، كما يتخلق بخلق القرآن : فهذا يتولاه حيًا وميتًا . لا يخذله ، بل يستجيب ‏لدعائه إذا دعاه ، ويرضى عنه فلا خوف عليه ولا حزن [/FONT]
[FONT=&quot]إذن ليست الولاية لأرباب القباب والأضرحة . بل هي لكل من آمن بالله حقًا وعمل ‏صالحًا -
007.gif
: " وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ " {الآية 197 - الأعراف} .‏[/FONT]

[FONT=&quot]ثم إن الله تعالى وعد من قال لا إله إلا الله موقنًا بها بدخول الجنة . وهذا هو منتهى ‏الإخلاص الذي يقتضي العلم بمعنى لا إله إلا الله ، والعمل بمقتضاها بتنفيذ ما أمر ‏الله به ونهى .‏[/FONT]
[FONT=&quot]والعبادة لا تكون مقبولة إلا إذا كانت خالصة لله وحده ، لا يريد فاعلها مديح ‏الناس وثناءهم ، كما يفعل القراء في المساجد ، وكما يصدر من غيرهم ممن يراءون ‏الناس بعملهم ، ويسمعون الناس ( بتشديد الميم ) والنبي
009.gif
يقول ‏‏: " من سمع : سمع الله به " أي يفضحه ولا يقبل عمله .‏[/FONT]

[FONT=&quot]ذلك لأنه عز وجل خلق العباد جميعًا لعبادته ، وأنعم عليهم بنعم لا تعد ولا ‏تحصى ، فضلا منه وكرمًا .
007.gif
" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " أي لعبادته والعمل بما جاء به نبيهصلى ‏الله عليه وسلم .‏[/FONT]

[FONT=&quot]‏[/FONT][FONT=&quot]2- الاعتصام بحبل الله :[/FONT][FONT=&quot] وهو دينه الذي ارتضاه لعباده ، فأمرهم سبحانه وتعالى ‏أن يقوموا به ، متعاونين على البر والتقوى ، مجتمعين على الخير " المسلم ‏أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ، ولا يكذبه ولا يحقره " بل يكون ‏محبًا له صادقًا ، وأخا له معاونًا .‏[/FONT]
[FONT=&quot]والعبد لا يكون مؤمنًا حقًا ما لم يتمسك بكتاب الله عز وجل ، فيحل حلاله ، ‏ويحرم حرامه ، ويتأدب بآدابه ، وإذا اتخذت الأمة كتاب الله رائدها ، وجعلت ‏رسول الله
009.gif
قائدها : كان في ذلك عزها ونصرها . ورفع الله ذكرها ‏‏" وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " .‏[/FONT]

[FONT=&quot]وقد قال علي بن أبي طالب
article_ratheya.gif
" كتاب الله تعالى فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ‏ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل . من تركه من جبار قصمه ‏الله ، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، ونوره المبين ، ‏وهو الصراط المستقيم " . ‏[/FONT]

[FONT=&quot]وبهذا الأصل والذي قبله يكمل الدين ، وتتم النعمة على المسلمين ، ويعزهم الله ‏بذلك ، وينصرهم لقيامهم بجميع الوسائل التي أمرهم بها ، والتي يكفل لمن قام بها ‏النصر والتمكين ، والفلاح والنجاح العاجل والآجل .‏[/FONT]
[FONT=&quot]وقد جاء في الأحاديث سوء العاقبة لمن لم يعتصم بكتاب الله ، واستن بسنة غير سنة ‏رسول الله
009.gif
فقد قال
009.gif
: "لتركبن سنن من كان ‏قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . قالوا : ‏من يا رسول الله : اليهود والنصارى ؟ . قال فمن ؟ "‏[/FONT]

[FONT=&quot]وبين النبي عليه الصلاة والسلام أن اليهود والنصارى افترقوا إلى اثنتين وسبعين ‏فرقة وستختلف هذه الأمة إلى أكثر من ذلك : كلهم في النار إلا واحدة . قالوا يا ‏رسول الله . فمن : قال : ما أنا عليه اليوم وأصحابي . وفي رواية : المتمسكون ‏بكتاب الله وسنة رسوله . فالحذر كل الحذر من الخروج على سنة رسول اللهصلى ‏الله عليه وسلم والتزام ما يشرع به المشايخ من عبادات وأذكار . ورسول الله صلى الله ‏عليه وسلم يحذر فيقول " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفقنا الله ‏تعالى للاعتصام بكتابه وسنة نبيه
009.gif
.‏[/FONT]

[FONT=&quot]‏[/FONT][FONT=&quot]3- مناصحة أولى الأمر :[/FONT][FONT=&quot]وهم الحكام من أعلى منصب إلى أدناه ، وكل ‏من تولى رئاسة في مرفق من مرافق الدولة كالمستشفيات والجامعات والمدارس ‏والمصالح والشركات وما إلى ذلك حتى يصل النصح إلى رب البيت لمسئوليته عن ‏أهله . فينبغي أن نخلص لهم النصح الذي فيه صلاحهم ، لأن النصيحة تقوم ‏المعوج ، وتأتي بالخير لجميع المسلمين ، وإذا صلح أولياء الأمور والعلماء ‏والوزراء وكل ذي رئاسة ، صلحت الأمة ، وإذا فسدوا فسدت الأمة .‏[/FONT]
[FONT=&quot]ويجب على أولياء الأمور أن يفسحوا صدروهم للنصيحة ، ويتقبلوها بقبول حسن ‏قال
009.gif
: "الدين النصيحة . قيل لمن يا رسول الله . ؟ قال : لله ، ‏ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ( الحكام ) وعامتهم " .‏[/FONT]

[FONT=&quot]ويجب عليهم ألا يغضبوا ممن ينصحهم ، وليكن لهم في عمر بن الخطابرضي الله ‏عنه ، أسوة حسنة فقد قال رجل لعمر يومًا : اتق الله يا أمير المؤمنين . فاستنكر ‏ذلك رجل من الحاضرين وقال : أتقول ذلك لأمير المؤمنين ؟ فقال عمر : دعه ‏فليقلها . نعم ما قال . لا خير فيكم إذا لم تقولوها . ولا خير فينا إذا لم نقبلها .‏[/FONT]
[FONT=&quot]وليكن معلومًا أن الأداء المنفذة لشريعة الله : هم أولياء الأمور . فإذا أفسدوا تعطل ‏العمل بالشريعة ، وسادت الفوضى بين الناس . ودب الانحلال الخلقي في كثير من ‏الأوساط .‏[/FONT]
[FONT=&quot]ولعل ما نشر في الصحف في الثامن من المحرم 1403 الموافق 25 / 10 / 1982 . من ‏ضبط بيوت سرية تزاول جريمة الدعارة بها : يؤكد عدم الاستجابة لنصح ‏الناصحين بالضرب على أيدي هؤلاء المفسدات .‏[/FONT]
[FONT=&quot]وللأسف الشديد نرى من يدافع عن هؤلاء المجرمات بعض الكتاب أو المحامين ‏الذي باءوا بأنفسهم عن الفضيلة . وكان ممثل النيابة خيرًا منهم ألف مرة إذ قال " ‏إن جريمة الزنى أخطر من جريمة قلب نظام الحكم التي حرمتها الشريعة ‏الإسلامية " .‏[/FONT]
[FONT=&quot]فلو أخذ الحكام أنفسهم بكتاب الله لاستقامت الأمور " وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا " .‏[/FONT]
[FONT=&quot]ولذا قال عثمان
article_ratheya.gif
: " إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " . وحين ‏يفعل الحاكم ذلك : تقوى إرادته على الخير ، ويكون له أعوان مخلصون ، وتنعقد ‏قلوب الرعية على محبته وطاعته .‏[/FONT]

[FONT=&quot]وإذا استقام ولاة الأمور على أمر الله ، وجب على الرعية طاعتهم لقوله تعالى "أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ " ‏والله ولى التوفيق ‏[/FONT]

[FONT=&quot]>>>> [/FONT][FONT=&quot]يتبع والحديث موصول بإذن الله .‏[/FONT]
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى