أبو منار عصام
مشرف
- إنضم
- 23 يونيو 2011
- المشاركات
- 2,069
- النقاط
- 38
- الإقامة
- مصر
- احفظ من كتاب الله
- القرآن كاملا
- احب القراءة برواية
- حفص
- القارئ المفضل
- الشيخ محمود خليل الحصري
- الجنس
- أخ
[FONT="]بيان ما يرضاه الله وما يكره[/FONT]ه {الجزء الأول}
[FONT="]عن أبي هريرة
قال : قال رسول الله
: [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]إن الله يرضي لكم ثلاثًا ، ويكره لكم ثلاثًا . يرضى لكم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله عليكم . ويكره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="] . رواه مسلم[/FONT]
[FONT="]المفردات[/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="]يرضى لكم = بمعنى أوجب عليكم أعمالا تستوجب رضاه إذا فعلتموها .[/FONT]
[FONT="]* أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا[/FONT][FONT="]= أي توحدوه توحيد الألوهية ، والربوبية ، وفي أسمائه وصفاته وكل ذلك يقتضي إخلاص الدين له .[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="]تعتصموا بحبل الله = تتمسكوا بدينه الذي هو الصلة بينه وبين عباده ، وذلك باتباع كتابه الكريم .[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="]ولا تفرقوا = ولا تختلفوا بمعنى ألا تكونوا فرقًا وأحزابًا وطوائف ومذاهب .[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="]أن تناصحوا من ولاه الله عليكم = أي تتقدمون بالنصيحة لكل حاكم ليستقيم في حكمه على شرع الله .[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="]قيل وقال = لأن ذلك من دواعي الكذب ، وعدم التثبت في القول ، والخوض في أعراض الناس . وذلك يؤدى إلى تنافر القلوب .[/FONT]
[FONT="]* كثرة السؤال = [/FONT][FONT="]منه السؤال المذموم كسؤال الدنيا لغير حاجة ، ومنه السؤال على وجه التعنت ، ومنه السؤال عن الأمور التي يخشى ضررها ، لقوله تعالى " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم " .[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="]إضاعة المال = إنفاقه في غير منفعة ، أو في غير المصارف الشرعية ، أو تعريضه للضياع والتلف .[/FONT]
[FONT="]المعنى[/FONT][FONT="] :[/FONT]
[FONT="]يخبرنا رسول الله
، في هذا الحديث الجامع عن ثلاثة أشياء أمر بها الله عز وجل ، فيها السعادة والخير والبركة ، وينهانا عن ثلاثة أشياء يكرهها الله تعالى ، ويحاسب عليها لما فيها من ضرر وإضرار .[/FONT]
[FONT="]فأما الأمور الثلاثة التي أمر الله بها . فهي :-[/FONT]
[FONT="][/FONT][FONT="]1- إخلاص العبادة لله وحده :[/FONT][FONT="] وذلك بعدم الإشراك به ، في الدعاء والإنابة ، والخشوع والخضوع ، والخوف والرجاء ، والتوكل ، وتقديم النذور . فكل ذلك من حق الله وحده ، ومن صرف شيئًا منها لغير الله ، لنبي كان أو ولي ، فقد أشرك بالله ، قال الله تعالى " مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ " . [/FONT]
[FONT="]وهذا هو الذي ذكره الله في سورة لقمان " إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " .[/FONT]
[FONT="]وسدًا لذريعة الشرك به ، حرم الله تعالى اتخاذ القبور مساجد ولو كانت للأنبياء والصالحين ، لأن ذلك يدفع الناس إلى التعلق بالمقبور في رجائهم ودعائهم وآمالهم ولذلك يقدمون لها النذور والقرابين ، طمعًا في مددهم ( وسرهم الباتع ) كما يزعمون مع أنهم لا يملكون حولا ولا طولا ، ولا نفعًا ولا ضرًا ، وهم أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون . والمصيبة الكبرى أن يفقد المسلمون إيمانهم بشد الرحال إليهم ، وإقامة الأعياد والموالد لهم ، زاعمين أن لهم بركات تمتد إلى إدرار اللبن في البهائم ، وزيادة المحاصيل ، ومحاربة الآفات ، وشفاء المرضى وغير ذلك من الأمور التي في مقدور الله وحده وهذا هو الضلال المبين . وإذا قدمت لأولئك نصحًا وإرشادًا ، أجابوا بأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . وما دروا أن ولى الله الذي لا يحزنه الله ولا يخيفه : هو الذي صح إيمانه ، وسلمت عقيدته ، وعملاً بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله : من عبادة صحيحة لا ابتداع فيها ولا اختراع كما يفعل الصوفية ، كما يتخلق بخلق القرآن : فهذا يتولاه حيًا وميتًا . لا يخذله ، بل يستجيب لدعائه إذا دعاه ، ويرضى عنه فلا خوف عليه ولا حزن [/FONT]
[FONT="]إذن ليست الولاية لأرباب القباب والأضرحة . بل هي لكل من آمن بالله حقًا وعمل صالحًا -
: " وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ " {الآية 197 - الأعراف} .[/FONT]
[FONT="]ثم إن الله تعالى وعد من قال لا إله إلا الله موقنًا بها بدخول الجنة . وهذا هو منتهى الإخلاص الذي يقتضي العلم بمعنى لا إله إلا الله ، والعمل بمقتضاها بتنفيذ ما أمر الله به ونهى .[/FONT]
[FONT="]والعبادة لا تكون مقبولة إلا إذا كانت خالصة لله وحده ، لا يريد فاعلها مديح الناس وثناءهم ، كما يفعل القراء في المساجد ، وكما يصدر من غيرهم ممن يراءون الناس بعملهم ، ويسمعون الناس ( بتشديد الميم ) والنبي
يقول : " من سمع : سمع الله به " أي يفضحه ولا يقبل عمله .[/FONT]
[FONT="]ذلك لأنه عز وجل خلق العباد جميعًا لعبادته ، وأنعم عليهم بنعم لا تعد ولا تحصى ، فضلا منه وكرمًا .
" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " أي لعبادته والعمل بما جاء به نبيهصلى الله عليه وسلم .[/FONT]
[FONT="][/FONT][FONT="]2- الاعتصام بحبل الله :[/FONT][FONT="] وهو دينه الذي ارتضاه لعباده ، فأمرهم سبحانه وتعالى أن يقوموا به ، متعاونين على البر والتقوى ، مجتمعين على الخير " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ، ولا يكذبه ولا يحقره " بل يكون محبًا له صادقًا ، وأخا له معاونًا .[/FONT]
[FONT="]والعبد لا يكون مؤمنًا حقًا ما لم يتمسك بكتاب الله عز وجل ، فيحل حلاله ، ويحرم حرامه ، ويتأدب بآدابه ، وإذا اتخذت الأمة كتاب الله رائدها ، وجعلت رسول الله
قائدها : كان في ذلك عزها ونصرها . ورفع الله ذكرها " وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " .[/FONT]
[FONT="]وقد قال علي بن أبي طالب
" كتاب الله تعالى فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل . من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، ونوره المبين ، وهو الصراط المستقيم " . [/FONT]
[FONT="]وبهذا الأصل والذي قبله يكمل الدين ، وتتم النعمة على المسلمين ، ويعزهم الله بذلك ، وينصرهم لقيامهم بجميع الوسائل التي أمرهم بها ، والتي يكفل لمن قام بها النصر والتمكين ، والفلاح والنجاح العاجل والآجل .[/FONT]
[FONT="]وقد جاء في الأحاديث سوء العاقبة لمن لم يعتصم بكتاب الله ، واستن بسنة غير سنة رسول الله
فقد قال
: "لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . قالوا : من يا رسول الله : اليهود والنصارى ؟ . قال فمن ؟ "[/FONT]
[FONT="]وبين النبي عليه الصلاة والسلام أن اليهود والنصارى افترقوا إلى اثنتين وسبعين فرقة وستختلف هذه الأمة إلى أكثر من ذلك : كلهم في النار إلا واحدة . قالوا يا رسول الله . فمن : قال : ما أنا عليه اليوم وأصحابي . وفي رواية : المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله . فالحذر كل الحذر من الخروج على سنة رسول اللهصلى الله عليه وسلم والتزام ما يشرع به المشايخ من عبادات وأذكار . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر فيقول " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفقنا الله تعالى للاعتصام بكتابه وسنة نبيه
.[/FONT]
[FONT="][/FONT][FONT="]3- مناصحة أولى الأمر :[/FONT][FONT="]وهم الحكام من أعلى منصب إلى أدناه ، وكل من تولى رئاسة في مرفق من مرافق الدولة كالمستشفيات والجامعات والمدارس والمصالح والشركات وما إلى ذلك حتى يصل النصح إلى رب البيت لمسئوليته عن أهله . فينبغي أن نخلص لهم النصح الذي فيه صلاحهم ، لأن النصيحة تقوم المعوج ، وتأتي بالخير لجميع المسلمين ، وإذا صلح أولياء الأمور والعلماء والوزراء وكل ذي رئاسة ، صلحت الأمة ، وإذا فسدوا فسدت الأمة .[/FONT]
[FONT="]ويجب على أولياء الأمور أن يفسحوا صدروهم للنصيحة ، ويتقبلوها بقبول حسن قال
: "الدين النصيحة . قيل لمن يا رسول الله . ؟ قال : لله ، ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ( الحكام ) وعامتهم " .[/FONT]
[FONT="]ويجب عليهم ألا يغضبوا ممن ينصحهم ، وليكن لهم في عمر بن الخطابرضي الله عنه ، أسوة حسنة فقد قال رجل لعمر يومًا : اتق الله يا أمير المؤمنين . فاستنكر ذلك رجل من الحاضرين وقال : أتقول ذلك لأمير المؤمنين ؟ فقال عمر : دعه فليقلها . نعم ما قال . لا خير فيكم إذا لم تقولوها . ولا خير فينا إذا لم نقبلها .[/FONT]
[FONT="]وليكن معلومًا أن الأداء المنفذة لشريعة الله : هم أولياء الأمور . فإذا أفسدوا تعطل العمل بالشريعة ، وسادت الفوضى بين الناس . ودب الانحلال الخلقي في كثير من الأوساط .[/FONT]
[FONT="]ولعل ما نشر في الصحف في الثامن من المحرم 1403 الموافق 25 / 10 / 1982 . من ضبط بيوت سرية تزاول جريمة الدعارة بها : يؤكد عدم الاستجابة لنصح الناصحين بالضرب على أيدي هؤلاء المفسدات .[/FONT]
[FONT="]وللأسف الشديد نرى من يدافع عن هؤلاء المجرمات بعض الكتاب أو المحامين الذي باءوا بأنفسهم عن الفضيلة . وكان ممثل النيابة خيرًا منهم ألف مرة إذ قال " إن جريمة الزنى أخطر من جريمة قلب نظام الحكم التي حرمتها الشريعة الإسلامية " .[/FONT]
[FONT="]فلو أخذ الحكام أنفسهم بكتاب الله لاستقامت الأمور " وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا " .[/FONT]
[FONT="]ولذا قال عثمان
: " إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " . وحين يفعل الحاكم ذلك : تقوى إرادته على الخير ، ويكون له أعوان مخلصون ، وتنعقد قلوب الرعية على محبته وطاعته .[/FONT]
[FONT="]وإذا استقام ولاة الأمور على أمر الله ، وجب على الرعية طاعتهم لقوله تعالى "أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ " والله ولى التوفيق [/FONT]
[FONT="]>>>> [/FONT][FONT="]يتبع والحديث موصول بإذن الله .[/FONT]
[FONT="]فضيلة الشيخ / محمد علي عبد الرحيم[/FONT]
* * * * * * * * *
* * * * * * * * *
[FONT="]عن أبي هريرة
[FONT="]المفردات[/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="]يرضى لكم = بمعنى أوجب عليكم أعمالا تستوجب رضاه إذا فعلتموها .[/FONT]
[FONT="]* أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا[/FONT][FONT="]= أي توحدوه توحيد الألوهية ، والربوبية ، وفي أسمائه وصفاته وكل ذلك يقتضي إخلاص الدين له .[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="]تعتصموا بحبل الله = تتمسكوا بدينه الذي هو الصلة بينه وبين عباده ، وذلك باتباع كتابه الكريم .[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="]ولا تفرقوا = ولا تختلفوا بمعنى ألا تكونوا فرقًا وأحزابًا وطوائف ومذاهب .[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="]أن تناصحوا من ولاه الله عليكم = أي تتقدمون بالنصيحة لكل حاكم ليستقيم في حكمه على شرع الله .[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="]قيل وقال = لأن ذلك من دواعي الكذب ، وعدم التثبت في القول ، والخوض في أعراض الناس . وذلك يؤدى إلى تنافر القلوب .[/FONT]
[FONT="]* كثرة السؤال = [/FONT][FONT="]منه السؤال المذموم كسؤال الدنيا لغير حاجة ، ومنه السؤال على وجه التعنت ، ومنه السؤال عن الأمور التي يخشى ضررها ، لقوله تعالى " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم " .[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="]إضاعة المال = إنفاقه في غير منفعة ، أو في غير المصارف الشرعية ، أو تعريضه للضياع والتلف .[/FONT]
[FONT="]المعنى[/FONT][FONT="] :[/FONT]
[FONT="]يخبرنا رسول الله
[FONT="]فأما الأمور الثلاثة التي أمر الله بها . فهي :-[/FONT]
[FONT="][/FONT][FONT="]1- إخلاص العبادة لله وحده :[/FONT][FONT="] وذلك بعدم الإشراك به ، في الدعاء والإنابة ، والخشوع والخضوع ، والخوف والرجاء ، والتوكل ، وتقديم النذور . فكل ذلك من حق الله وحده ، ومن صرف شيئًا منها لغير الله ، لنبي كان أو ولي ، فقد أشرك بالله ، قال الله تعالى " مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ " . [/FONT]
[FONT="]وهذا هو الذي ذكره الله في سورة لقمان " إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " .[/FONT]
[FONT="]وسدًا لذريعة الشرك به ، حرم الله تعالى اتخاذ القبور مساجد ولو كانت للأنبياء والصالحين ، لأن ذلك يدفع الناس إلى التعلق بالمقبور في رجائهم ودعائهم وآمالهم ولذلك يقدمون لها النذور والقرابين ، طمعًا في مددهم ( وسرهم الباتع ) كما يزعمون مع أنهم لا يملكون حولا ولا طولا ، ولا نفعًا ولا ضرًا ، وهم أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون . والمصيبة الكبرى أن يفقد المسلمون إيمانهم بشد الرحال إليهم ، وإقامة الأعياد والموالد لهم ، زاعمين أن لهم بركات تمتد إلى إدرار اللبن في البهائم ، وزيادة المحاصيل ، ومحاربة الآفات ، وشفاء المرضى وغير ذلك من الأمور التي في مقدور الله وحده وهذا هو الضلال المبين . وإذا قدمت لأولئك نصحًا وإرشادًا ، أجابوا بأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . وما دروا أن ولى الله الذي لا يحزنه الله ولا يخيفه : هو الذي صح إيمانه ، وسلمت عقيدته ، وعملاً بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله : من عبادة صحيحة لا ابتداع فيها ولا اختراع كما يفعل الصوفية ، كما يتخلق بخلق القرآن : فهذا يتولاه حيًا وميتًا . لا يخذله ، بل يستجيب لدعائه إذا دعاه ، ويرضى عنه فلا خوف عليه ولا حزن [/FONT]
[FONT="]إذن ليست الولاية لأرباب القباب والأضرحة . بل هي لكل من آمن بالله حقًا وعمل صالحًا -
[FONT="]ثم إن الله تعالى وعد من قال لا إله إلا الله موقنًا بها بدخول الجنة . وهذا هو منتهى الإخلاص الذي يقتضي العلم بمعنى لا إله إلا الله ، والعمل بمقتضاها بتنفيذ ما أمر الله به ونهى .[/FONT]
[FONT="]والعبادة لا تكون مقبولة إلا إذا كانت خالصة لله وحده ، لا يريد فاعلها مديح الناس وثناءهم ، كما يفعل القراء في المساجد ، وكما يصدر من غيرهم ممن يراءون الناس بعملهم ، ويسمعون الناس ( بتشديد الميم ) والنبي
[FONT="]ذلك لأنه عز وجل خلق العباد جميعًا لعبادته ، وأنعم عليهم بنعم لا تعد ولا تحصى ، فضلا منه وكرمًا .
[FONT="][/FONT][FONT="]2- الاعتصام بحبل الله :[/FONT][FONT="] وهو دينه الذي ارتضاه لعباده ، فأمرهم سبحانه وتعالى أن يقوموا به ، متعاونين على البر والتقوى ، مجتمعين على الخير " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ، ولا يكذبه ولا يحقره " بل يكون محبًا له صادقًا ، وأخا له معاونًا .[/FONT]
[FONT="]والعبد لا يكون مؤمنًا حقًا ما لم يتمسك بكتاب الله عز وجل ، فيحل حلاله ، ويحرم حرامه ، ويتأدب بآدابه ، وإذا اتخذت الأمة كتاب الله رائدها ، وجعلت رسول الله
[FONT="]وقد قال علي بن أبي طالب
[FONT="]وبهذا الأصل والذي قبله يكمل الدين ، وتتم النعمة على المسلمين ، ويعزهم الله بذلك ، وينصرهم لقيامهم بجميع الوسائل التي أمرهم بها ، والتي يكفل لمن قام بها النصر والتمكين ، والفلاح والنجاح العاجل والآجل .[/FONT]
[FONT="]وقد جاء في الأحاديث سوء العاقبة لمن لم يعتصم بكتاب الله ، واستن بسنة غير سنة رسول الله
[FONT="]وبين النبي عليه الصلاة والسلام أن اليهود والنصارى افترقوا إلى اثنتين وسبعين فرقة وستختلف هذه الأمة إلى أكثر من ذلك : كلهم في النار إلا واحدة . قالوا يا رسول الله . فمن : قال : ما أنا عليه اليوم وأصحابي . وفي رواية : المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله . فالحذر كل الحذر من الخروج على سنة رسول اللهصلى الله عليه وسلم والتزام ما يشرع به المشايخ من عبادات وأذكار . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر فيقول " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفقنا الله تعالى للاعتصام بكتابه وسنة نبيه
[FONT="][/FONT][FONT="]3- مناصحة أولى الأمر :[/FONT][FONT="]وهم الحكام من أعلى منصب إلى أدناه ، وكل من تولى رئاسة في مرفق من مرافق الدولة كالمستشفيات والجامعات والمدارس والمصالح والشركات وما إلى ذلك حتى يصل النصح إلى رب البيت لمسئوليته عن أهله . فينبغي أن نخلص لهم النصح الذي فيه صلاحهم ، لأن النصيحة تقوم المعوج ، وتأتي بالخير لجميع المسلمين ، وإذا صلح أولياء الأمور والعلماء والوزراء وكل ذي رئاسة ، صلحت الأمة ، وإذا فسدوا فسدت الأمة .[/FONT]
[FONT="]ويجب على أولياء الأمور أن يفسحوا صدروهم للنصيحة ، ويتقبلوها بقبول حسن قال
[FONT="]ويجب عليهم ألا يغضبوا ممن ينصحهم ، وليكن لهم في عمر بن الخطابرضي الله عنه ، أسوة حسنة فقد قال رجل لعمر يومًا : اتق الله يا أمير المؤمنين . فاستنكر ذلك رجل من الحاضرين وقال : أتقول ذلك لأمير المؤمنين ؟ فقال عمر : دعه فليقلها . نعم ما قال . لا خير فيكم إذا لم تقولوها . ولا خير فينا إذا لم نقبلها .[/FONT]
[FONT="]وليكن معلومًا أن الأداء المنفذة لشريعة الله : هم أولياء الأمور . فإذا أفسدوا تعطل العمل بالشريعة ، وسادت الفوضى بين الناس . ودب الانحلال الخلقي في كثير من الأوساط .[/FONT]
[FONT="]ولعل ما نشر في الصحف في الثامن من المحرم 1403 الموافق 25 / 10 / 1982 . من ضبط بيوت سرية تزاول جريمة الدعارة بها : يؤكد عدم الاستجابة لنصح الناصحين بالضرب على أيدي هؤلاء المفسدات .[/FONT]
[FONT="]وللأسف الشديد نرى من يدافع عن هؤلاء المجرمات بعض الكتاب أو المحامين الذي باءوا بأنفسهم عن الفضيلة . وكان ممثل النيابة خيرًا منهم ألف مرة إذ قال " إن جريمة الزنى أخطر من جريمة قلب نظام الحكم التي حرمتها الشريعة الإسلامية " .[/FONT]
[FONT="]فلو أخذ الحكام أنفسهم بكتاب الله لاستقامت الأمور " وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا " .[/FONT]
[FONT="]ولذا قال عثمان
[FONT="]وإذا استقام ولاة الأمور على أمر الله ، وجب على الرعية طاعتهم لقوله تعالى "أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ " والله ولى التوفيق [/FONT]
[FONT="]>>>> [/FONT][FONT="]يتبع والحديث موصول بإذن الله .[/FONT]
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع