بيان ما يرضاه الله وما يكرهه {الجزء الثاني}

طباعة الموضوع
إنضم
23 يونيو 2011
المشاركات
2,069
النقاط
38
الإقامة
مصر
احفظ من كتاب الله
القرآن كاملا
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري
الجنس
أخ
[FONT=&quot]بيان ما يرضاه الله وما يكره[/FONT]ه {الجزء الثاني}
[FONT=&quot]فضيلة الشيخ / محمد علي عبد الرحيم[/FONT]
* * * * * * * * *
[FONT=&quot]عن أبي هريرة
article_ratheya.gif
قال : قال رسول الله
009.gif
: " إن الله ‏يرضى لكم ثلاثًا ، ويكره لكم ثلاثًا ، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا ، ‏وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله عليكم . ‏ويكره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال " . رواه مسلم ‏[/FONT]

[FONT=&quot]هذا الحديث ، في الجزء الماضي شرحنا الأمور الثلاثة الأولى التي يرضاها الله تعالى .[/FONT]
[FONT=&quot]وبعون الله تعالى نشرح في هذا الجزء ، الأمور الثلاثة التي يكرهها الله تعالى .‏[/FONT]
[FONT=&quot]وتأكيدا للفائدة نعيد معاني المفردات للحديث كله .‏[/FONT]
[FONT=&quot]المفردات :[/FONT]
[FONT=&quot]* يرضى لكم =[/FONT][FONT=&quot] بمعنى أوجب عليكم أعمالاً تستوجب رضاه إذا فعلتموها .‏[/FONT]
[FONT=&quot]* أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا =[/FONT][FONT=&quot] أي توحدوه في توحيد الألوهية ، والربوبية ، وفي ‏أسمائه وصفاته ، [/FONT]
[FONT=&quot] وكل ذلك يقتضي إخلاص الدين له .‏[/FONT]
[FONT=&quot]* تعتصموا بحبل الله =[/FONT][FONT=&quot] تمسكوا بدينه الذي هو الصلة بينه وبين عباده ، وذلك باتباع ‏كتابه الكريم .‏[/FONT]
[FONT=&quot]* ولا تفرقوا =[/FONT][FONT=&quot] ولا تختلفوا بمعنى لا تكونوا فرقًا وأحزابًا وطوائف ومذاهب .‏[/FONT]
[FONT=&quot]* تناصحوا من ولاه الله عليكم =[/FONT][FONT=&quot] أي تتقدمون بالنصيحة لكل حاكم ، ليستقيم في ‏حكمه على شرع الله .‏[/FONT]
[FONT=&quot]* قيل وقال =[/FONT][FONT=&quot] لأن ذلك من دواعي الكذب ، وعدم التثبت في القول ، والخوض في ‏أعراض الناس . وذلك[/FONT]
[FONT=&quot] يؤدي إلى تنافر القلوب .‏[/FONT]
[FONT=&quot]* كثرة السؤال =[/FONT][FONT=&quot] منه السؤال المذموم كسؤال الدنيا لغير حاجة ، ومنه السؤال على ‏وجه التعنت ، ومنه [/FONT]
[FONT=&quot] السؤال عن الأمور التي يخشى ضررها .
007.gif
: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾ [/FONT][FONT=&quot](101 : المائدة)[/FONT][FONT=&quot] .‏[/FONT]

[FONT=&quot]* إضاعة المال =[/FONT][FONT=&quot] إنفاقه في غير منفعة ، وفي غير المصارف الشرعية ، أو تعريضه ‏للضياع والتلف .‏[/FONT]
[FONT=&quot]المعنى ‏:[/FONT]
[FONT=&quot]ذكرنا في الجزء السابق من شرح الحديث ، أن الله تعالى أوجب علينا في هذا الحديث ‏الالتزام بأمور ثلاثة أولاها : - إخلاص الدين له وحده ، لا شريك له ، والعمل ‏بشريعته كاملة غير منقوصة ، فلا يؤخذ ببعض الكتاب ويرد البعض ، حتى لا يقع ‏المسلمون فيما وقع فيه اليهود : يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ، فكان ‏جزاؤهم أن سخط الله عليهم .‏[/FONT]
[FONT=&quot]ثانيها : -[/FONT][FONT=&quot] الاعتصام بحبل الله . وذلك بالاستمساك بالكتاب والسنة ، عقيدة وعملاً ‏وخلقًا .‏[/FONT]
[FONT=&quot]ثالثها : -[/FONT][FONT=&quot] ما أوجبه الله على المسلمين ، من مناصحة أولياء الأمور ، إذا غفلوا عن ‏حق الله ، وحق الخلق .‏[/FONT]
[FONT=&quot]فإذا استجابت الأمة لهذه الأمور الثلاثة ، أتم الله عليها نعمته ، وكمل دينها ، ‏وأعزهم الله ، ونصرهم جزاء نصرهم لدين الله ، وبذا يتم لهم الفلاح العاجل والآجل ‏‏.‏[/FONT]
[FONT=&quot]أما القسم الثاني من الحديث :-‏[/FONT]
[FONT=&quot]فقد ذكر ما يكرهه الله لعباده ، فيما ينافي الأمور التي يحبها . ‏[/FONT]
[FONT=&quot]ومما يكره :-‏[/FONT]
[FONT=&quot]أولاً : القيل والقال :-‏[/FONT]
[FONT=&quot]ويراد بهما الخوض في أخبار الناس . كما أن كثرة القيل والقال من دواعي الكذب ، ‏وعدم التثبت في القول ، والاشتغال بما يضر ولا ينفع ، ومن نتائج ذلك حدوث ‏الفتن ، وتنافر القلوب .‏[/FONT]
[FONT=&quot]ويدخل في منهج القيل والقال : - تأليف التمثيليات لاضحاك المستمعين . قال ‏تعالى :﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [/FONT][FONT=&quot](6 : لقمان)[/FONT][FONT=&quot] . ‏[/FONT]
[FONT=&quot]وقال
009.gif
: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يظن أن ‏تبلغ ما بلغت . فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة "رواه أحمد والترمذي ‏والنسائي وابن ماجه من حديث بلال بن الحارث .‏[/FONT]

[FONT=&quot]ثانيًا : كثرة السؤال :-‏[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا هو السؤال المذموم : كسؤال الدنيا في غير حاجة . وفي ذلك يقول صلى الله ‏عليه وسلم : " ليس المسكين الذي ترده التمرة أو التمرتان ، ولا اللقمة أو اللقمتان ‏إنما المسكين الذي يتعفف " - رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن ‏أبي هريرة .‏[/FONT]
[FONT=&quot]وفي ذلك يقول
009.gif
: "إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة :- رجل تحمل ‏‏(بتشديد الميم) حمالة . فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك . ورجل أصابته ‏جائحة ، اجتاحت ماله ، فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من عيش ، أو سدادًا ‏من عيش . ورجل أصابته فاقة ، حتى يقول ثلاثة من أهل الحجى من قومه ، لقد ‏أصابت فلانًا فاقة . فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من عيش " رواه مسلم من ‏حديث قبيصة
article_ratheya.gif
.‏[/FONT]

[FONT=&quot]* والحمالة بفتح الحاء =[/FONT][FONT=&quot] ما يتحمله الضامن أو الكفيل من الغرم . ‏[/FONT]
[FONT=&quot]* والجائجة =[/FONT][FONT=&quot] الآفة تصيب مال الإنسان كالحريق .‏[/FONT]
[FONT=&quot]* والقوام بكسر القاف وفتحها =[/FONT][FONT=&quot] هو ما يقوم به أمر الإنسان من مال ونحوه . ‏[/FONT]
[FONT=&quot]* والسداد =[/FONT][FONT=&quot] ما يسد حاجة المحتاج ويكفيه .‏[/FONT]
[FONT=&quot]* والفاقة =[/FONT][FONT=&quot] الفقر . ‏[/FONT]
[FONT=&quot]* والحجى بكسر الحاء =[/FONT][FONT=&quot] العقل .‏[/FONT]
[FONT=&quot]وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة
article_ratheya.gif
، أن رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم قال : "من سأل الناس تكثرًا ، فإنما يسأل جمرًا ، فليستقل أو ليستكثر " ‏وهذا تهديد شديد لمن يسأل دون حاجة .‏[/FONT]

[FONT=&quot]وفي حديث ابن عمر
article_ratheya.gif
ما أن النبي
009.gif
قال : " لا تزال ‏المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى ، وليس في وجهه مزعة لحم " متفق عليه . ‏[/FONT]

[FONT=&quot]* والمزعة بضم الميم واسكان الزاي[/FONT][FONT=&quot] القطعة - فليتنبه المتسولون ، والذين يسألون الناس ‏إلحافًا .‏[/FONT]
[FONT=&quot]‏ويدخل في المسألة : السؤال المذموم على وجه التعنت ، وعن الأمور التي يخشى ‏ضررها . فعن أبي هريرة
article_ratheya.gif
. قال : خطبنا رسول اللهصلى الله عليه ‏وسلم فقال : "أيها الناس إن الله قد كتب عليكم الحج فحجوا . فقال رجل : أكل ‏عام يا رسول الله ؟ . فسكت حتى قالها ثلاثًا . فقال
009.gif
: لو قلت ‏نعم لوجبت لو وجبت ما استطعتم . ثم قال : ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان ‏قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم . فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما ‏استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه
" رواه مسلم . ‏[/FONT]

[FONT=&quot]وأنزل الله الآية : ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾ [/FONT][FONT=&quot](101 : المائدة)[/FONT][FONT=&quot].‏[/FONT]
[FONT=&quot]أما السؤال عن العلوم النافعة على وجه الاسترشاد فهذا محمود ولا شك ، وكان ‏بعض الصحابة يسأل النبي
009.gif
:" أي الأعمال أفضل ؟ وآخر يسأل : ‏أي الإسلام خير ؟ ومنهم من يقول : قل لي قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك " .‏[/FONT]

[FONT=&quot]وفي حديث عمر بن الخطاب
article_ratheya.gif
: "أن جبريل جاء يومًا والنبي جالس مع ‏أصحابه فسأل جبريل عن الإسلام ، ثم سأل عن الإيمان ، ثم سأل عن الإحسان‏ ولما انصرف جبريل ، قال رسول الله
009.gif
:هذا جبريل أرسله الله ‏ليعلمكم أمر دينكم .. ‏إلخ الحديث " . ‏[/FONT]

[FONT=&quot]ثالثًا : أما إضاعة المال :-[/FONT]
[FONT=&quot]فإنفاقه في غير وجه شرعي ، أو ترك حفظه حتى يضيع أو ‏يكون عرضة للصوص أو الضياع .‏[/FONT]
[FONT=&quot]ومن إضاعة المال : إنفاقه فيما يضر البدن كشرب الدخان ، وتعاطى الخمور ، ‏والمخدرات . وهذه كلها سموم تؤذي البدن ، وتضر بالصحة ، والله تعالى يقول :﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [/FONT][FONT=&quot](195 : البقرة)[/FONT][FONT=&quot] ‏‏.‏[/FONT]
[FONT=&quot]كما أن الإسراف في المأكل والمشرب في غير حاجة ، أمر لا يحبه الله تعالى ، لأنه ‏يقول ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [/FONT][FONT=&quot](31 : الأعراف)[/FONT][FONT=&quot] .‏[/FONT]
[FONT=&quot]وكثير من أهل العلم تصدر منهم فتاوى مضللة بشأن شرب الدخان ، ويركن إليها ‏من لم يكن لديه أثارة من علم ، ويدمن على الدخان معتقدًا أن شربه مكروه وليس ‏بحرام ، كما سمع ممن لا يقفون عند نصوص الله .‏[/FONT]
[FONT=&quot]إذ قال الله تعالى : ﴿ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [/FONT][FONT=&quot](157 : الأعراف)[/FONT][FONT=&quot] ، ويقول : ﴿ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا "26" إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [/FONT][FONT=&quot](27 : الإسراء)[/FONT][FONT=&quot] . ويقول تعالى : ﴿ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّار ﴾ [/FONT][FONT=&quot](43 : غافر)[/FONT][FONT=&quot] .‏[/FONT]
[FONT=&quot]وما موقف أولئك الذين ينتسبون إلى العلم ، ويعظون الناس على المنابر ، ويؤمون ‏الناس في المساجد .. وهم على شرب الدخان دائمون ، وعلى قارعة الطرق أو ‏المجالس يقدمون السجائر مجاملة للناس . والحق إنهم لآثمون ، وليأتن يوم ‏القيامة يحملون أوزارهم وأوزارًا مع أوزارهم .‏[/FONT]
[FONT=&quot]إن بعض البلاد الغربية فطنت لأضرار شرب الدخان ، وأن شربه يعرض صاحبه ‏لمرض السرطان الخبيث . فبدأت تشن عليه حربًا شعواء بالدعاوة في وسائل الإعلام ‏ليكف الناس عن تناوله مهما كلفهم الأمر .‏[/FONT]
[FONT=&quot]وإنا لنعلم أن كثيرًا ممن كانوا يشربونه ، قد صح عزمهم وتدراكتهم عناية الله ، ‏واستمدوا منه العون والإعانة على تركه ، فأمدهم الله بعونه وتركوه ، وصحت ‏أبدانهم ، وتحرروا من العبودية التي حولتهم إلى أسرى لشرب الدخان .‏[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا هو النجاح في التوبة النصوح ، أقلعوا عن شربه ، ووفروا أموالهم ، وصحت ‏أبدانهم وعقولهم .‏[/FONT]
[FONT=&quot]نسأل الله تعالى أن يمنحنا الصدق في القول العمل ، وأن تكون أفعالنا فيما يحبه الله ‏ويرضاه . ‏[/FONT]
[FONT=&quot]وبالله التوفيق .‏[/FONT]
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى