بنت المستكفي أميرة عربية وشاعرة من بيت الخلافة الأموية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
بنت المستكفي أميرة عربية وشاعرة من بيت الخلافة الأموية


بقلم : د . حســـــن عبدالحميد الدرّاوي


ولادة بنت المستكفي أميرة عربية وشاعرة من بيت الخلافة الأموية في الأندلس هي
arrow_02.gif
ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد



الرحمن الأموي
arrow_01.gif
.



شاعرة أندلسية، من بيت الخلافة، كانت تخالط الشعراء وتجالسهم، اشتهرت بأخبارها مع الوزيرين ابن زيدون وابن عبدوس، وكانا

يهويانها، وهي تود الأول وتكره الثاني، حتى وقع بينهما ما وقع وكتب ابن زيدون رسالته التهكمية المعروفة إلى ابن عبدوس.


وفي شعر ولادة رقة وعذوبة إلا ما كانت تهجو به. توفيت بقرطبة.


وقد كان لبنت المُســـــتكفي الريادة في شــــــــعر الغزل

ولأن الكلمات خرجت من قلب صادق اكتوى بنار الهوى، واصطلى بلهيب الجوى ، فمدحها الناقدون وأثنوا عليها ثناءً لا مزيدَ عليه ..........

شاعرها هو ابن زيدون الذي تيتم بالأديبة الشاعرة ( ولادة المستكفي ) التي كان حبها للأدب والشعر كبيرًا ، الأمر الذي دفعها لعقد مجلس لها ، يجتمع فيه الشعراء وأهل الأدب ، وكانت لما تملكه من جمال باهر بغية الكثير من الشعراء الذي يدلفون إلى مجلسها ليمتعوا أنضارهم بها وليتغزلوا بجمالها ودلالها ، وكانت هي بنفس الوقت تشعر كل واحد منهم بانجذابها إليه ، ومحبتها له ، فظلت تلعب بمشاعرهم - حبًا للشعر - حتى يقولوه ، وكان مما قالته طمعًا في استثارتهم :

أمكِّنُ عاشقي من صحنِ خدي
وأعطي قبلتي منْ يشتهيها

وبقيت على هذه الحال مدة من الزمن إلى أن رآها الشاعر ابن زيدون فهام بها ، وعشقها حتى الجنون ، ولم تكن هي بأقل منه عشقًا له ، إلا أنها فارقته ليس كرهًَا له ؛ وإنما لإعجابها بتلك القصائد الغزلية التي شدا بها ابن زيدون ، فأرادت أن تبتعد عنه - مع شوقها إليه - حتى يتعذب بفراقها ويتوجد عليها ؛ لينطق بأعذب الشعر وأجمل القصيد ، فكانت تقول لن أحرم محبي الشعر من شعر ابن زيدون بقربي إليه فكان ما أرادت ، وقال ابن زيدون هذه الأبيات :


أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا،
ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا
حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ
حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا،
أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا
بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا،
وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا،
فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ،
هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ
رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ
بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ،
وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا
شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا،
يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ
سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا،
ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً
قِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما
كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا،
أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً
مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ
مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا
إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا
من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً
مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ
مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ
مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَةً،
تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ،
بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ،
زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً
وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا
وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها،
مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ،
في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً،
وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ
فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها
والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا،
والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ
في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا،
حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ
عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً
مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ
شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ
سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ،
لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً
فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا
سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً
فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا
ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ،
بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً،
فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ
بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ
صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفين


.........................................


تحيتي لكم جميعاً
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

الموحدة

عضو مميز
إنضم
5 يناير 2012
المشاركات
806
النقاط
18
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
ما تيسر منه
احب القراءة برواية
برواية ورش عن نافع
القارئ المفضل
الشيخ ياسر الدوسري/عمر القزابري/مشاري العفاسي/المنشاوي
الجنس
أخت
ولادة بنت المستكفي كانت من أروع الشعراء والأدباء في شعرها حيث كانت لها مكانة مميزة في الشعر موضوع رااقني جداا سلمت يمينك شيخنا الفاضل
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
بوركت شيخنا الفاضل

كتب ربي سبحانه اجرك ونفع بك

وجزاك جل وعلا كل الخير واحسن اليك
 
إنضم
4 يناير 2012
المشاركات
587
النقاط
18
الإقامة
الفيوم
الموقع الالكتروني
www.alfayyumy.com
احفظ من كتاب الله
كاملا بحمد الله
احب القراءة برواية
عاصم
القارئ المفضل
المنشاوي
الجنس
أخ
شاعرها هو ابن زيدون الذي تيتم بالأديبة الشاعرة ( ولادة المستكفي ) التي كان حبها للأدب والشعر كبيرًا ، الأمر الذي دفعها لعقد مجلس لها ، يجتمع فيه الشعراء وأهل الأدب ، وكانت لما تملكه من جمال باهر بغية الكثير من الشعراء الذي يدلفون إلى مجلسها ليمتعوا أنضارهم بها وليتغزلوا بجمالها ودلالها ، وكانت هي بنفس الوقت تشعر كل واحد منهم بانجذابها إليه ، ومحبتها له ، فظلت تلعب بمشاعرهم - حبًا للشعر - حتى يقولوه ، وكان مما قالته طمعًا في استثارتهم :

أمكِّنُ عاشقي من صحنِ خدي

وأعطي قبلتي منْ يشتهيها

جزاكم الله خيرا الجزاء وباااارك فيكم شيخنا الفاضل

على روائعك ولا ننسى أن ابن زيدون هو الشاعر النحرير صاحب الديوان الكبير
 
أعلى