- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
أبو قِلابة. قصة عجيبة؛ حب لله. صبر وشكر. خشية لله في السرّ والعلن.
الحمدلله.
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه...
جاء في كتاب الثقات لابن حبان (5/ 2- 5) ([1]):
" أبو قِلابة عبد الله بن زيد([2]) الجرمي من عباد أهل البصرة وزهادهم يروى عن أنس بن مالك ومالك بن الحويرث روى عنه أيوب وخالد.
مات بالشام سنة أربع ومائة في ولاية يزيد بن عبد الملك.
حدثني بقصة موته محمد بن المنذر بن سعيد قال ثنا يعقوب بن إسحاق بن الجراح قال ثنا الفضل بن عيسى عن بقية بن الوليد قال: ثنا الأوزاعي, عن عبد الله بن محمد قال:
خرجت الى ساحل البحر مرابطاً, وكان رابطنا يومئذ عريش مصر, قال: فلما انتهيت إلى الساحل؛ فإذا أنا ببطيحه, وفى البطيحه خيمة فيها رجل؛ قد ذهب يداه, ورجلاه, وثقل سمعه, وبصره, وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه!
وهو يقول: "اللهم أوزعنى أن أحمدك حمداً أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ, وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلاً".
قال الأوزاعي: قال عبد الله قلت: والله لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنَّى له هذا الكلام! فهم أم علم أم إلهام ألهم؟
فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت: سمعتك وأنت تقول: اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها على وفضلتنى على كثير من خلقت تفضيلاً !
فأي نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها, وأي فضيله تفضل بها عليك تشكره عليها. ؟
قال: وما ترى ما صنع ربي, والله لو أرسل السماء علي ناراً فأحرقتنى وأمر الجبال فدمرتنى وأمر البحار فغرقتنى وأمر الأرض فبلعتنى ما ازددت لربى إلا شكراً؛ لما أنعم على من لساني هذا.
ولكن يا عبد الله؛ إذ أتيتني! لي إليك حاجة؟ قد تراني على أي حالة أنا. أنا لست أقدر لنفسى على ضرّ ولا نفع, ولقد كان معي بُني لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضيني, وإذا جعت أطعمني وإذا عطشت سقاني, ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام؟ فتحسّسه لي رحمك الله؟
فقلت: والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجرا ممن يمشي في حاجة مثلك.
فمضيت في طلب الغلام فما مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل, فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبع وأكل لحمه, فاسترجعت, وقلت: أنّي لي وجه رقيق! آتى به الرجل؟
فبينما أنا مقبل نحوه؛ إذ خطر على قلبي ذكر أيوب النبي صلى الله عليه و سلم, فلما أتيته سلّمت عليه, فردّ عليّ السلام. فقال: ألست بصاحبي؟ قلت: بلى. قال: ما فعلت في حاجتي؟
فقلت: أنت أكرم على الله أم أيوب النبي؟
قال بل أيوب النبي. قلت: هل علمت ما صنع به ربه! أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟
قال: بلى. قلت: فكيف وجده؟ قال: وجده صابراً شاكراً حامداً.
قلت: لم يرض منه ذلك؛ حتى أوحش من أقربائه وأحبائه؟ قال: نعم. قلت: فكيف وجده ربه؟ قال: وجده صابراً شاكراً حامداً. قلت: فلم يرض منه بذلك حتى صيّره عرضاً لمارّ الطريق.
هل علمت! قال: نعم. قلت: فكيف وجده ربه؟ قال: صابراً شاكراً حامداً أوجز رحمك الله. قلت: له إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل وقد افترسه سبع, فأكل لحمه؛ فأعظم الله لك الأجر, وألهمك الصبر.
فقال المبتلى: الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقا يعصيه فيعذبه بالنار, ثم استرجع, وشهق شهقة؛ فمات.
فقلت: انا لله وانا اليه راجعون, عظمت مصيبتي. رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع, وإن قعدت لم أقدر على ضرّ ولا نفع. فسجّيته بشملة كانت عليه, وقعدت عند رأسه باكياً. فبينما أنا قاعد؛ إذ تهجم على أربعة رجال! فقالوا: يا عبد الله ما حالك وما قصتك؟
فقصصت عليهم قصتي وقصته! فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه فعسى أن نعرفه؟ فكشفت عن وجهه؛ فانكبّ القوم عليه, يقبّلون عينيه مرّة ويديه أخرى, ويقولون: بأبي؛ عين طال ما غضّت عن محارم الله. وبأبي؛ وجسمه طال ما كنت ساجداً والناس نيام.
فقلت: من هذا يرحمكم الله؟
فقالوا: هذا أبو قلابه الجرمي صاحب ابن عباس؛ لقد كان شديد الحب لله, وللنبيّ صلى الله عليه وسلم فغسّلناه وكفناه بأثواب كانت معنا وصلينا عليه ودفناه.
فانصرف القوم وانصرفت إلى رباطى؛ فلما أن جنّ عليّ الليل, وضعت رأسي, فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة وعليه حلّتان من حلل الجنّة وهو يتلو الوحي: {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}.
فقلت: ألست بصاحبي؟ قال: بلى! قلت: أنَّى لك هذا؟ قال: إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء, والشكر عند الرخاء, مع خشية الله عز و جل في السر والعلانية" اهـ.
خاتمة ([3]):
قال الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ } [البقرة: 45]
وقال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]
وقال تعالى: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]
قيل: يعطون عطاء كثيراً أوسع من أن يحسب أو يحاط به!
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي مالك الأشعري: (( ... والصبر ضياء...)) أخرجه مسلم.
قال السيوطي رحمه الله: " وهذا حديث عظيم الفوائد جليل الأحكام, وهو أصل من أصول الإسلام, وفيه إشارة إلى أن الصابر لا يزال مستضيئاً بنور الهداية, مستمرّاً على الصواب, مع ما في ذلك من حصول الأجر والثواب.
وقلت [السيوطي]:
يجري القضاء وفيه الخير نافلة.... لمؤمن واثق بالله لا لاهي
إن جاءه فرح أو جاءه ترح.... في الحالتين يقول: الحمد لله".
([1]) ورواها ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه: برد الأكباد عند فقد الأولاد...
([2])وهو تابعي (ثقة فاضل) , وهو غير عبد الله بن زيد بن عاصم (الصحابي) راوي حديث صفة الوضوء وحديث صلاة الاستسقاء وغيرهما, كحديث (شكي إليه الرجل يجد الشيء في صلاته ...) – أخرجه مسلم- .
وليس هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه (الصحابي) الذي أُري الأذان....
([3]) ينظر: كتاب الجنة والنار وفقد الأولاد . (برد الأكباد عند فقد الأولاد) للسيوطي 85- 87.
منقول
الحمدلله.
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه...
جاء في كتاب الثقات لابن حبان (5/ 2- 5) ([1]):
" أبو قِلابة عبد الله بن زيد([2]) الجرمي من عباد أهل البصرة وزهادهم يروى عن أنس بن مالك ومالك بن الحويرث روى عنه أيوب وخالد.
مات بالشام سنة أربع ومائة في ولاية يزيد بن عبد الملك.
حدثني بقصة موته محمد بن المنذر بن سعيد قال ثنا يعقوب بن إسحاق بن الجراح قال ثنا الفضل بن عيسى عن بقية بن الوليد قال: ثنا الأوزاعي, عن عبد الله بن محمد قال:
خرجت الى ساحل البحر مرابطاً, وكان رابطنا يومئذ عريش مصر, قال: فلما انتهيت إلى الساحل؛ فإذا أنا ببطيحه, وفى البطيحه خيمة فيها رجل؛ قد ذهب يداه, ورجلاه, وثقل سمعه, وبصره, وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه!
وهو يقول: "اللهم أوزعنى أن أحمدك حمداً أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ, وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلاً".
قال الأوزاعي: قال عبد الله قلت: والله لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنَّى له هذا الكلام! فهم أم علم أم إلهام ألهم؟
فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت: سمعتك وأنت تقول: اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها على وفضلتنى على كثير من خلقت تفضيلاً !
فأي نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها, وأي فضيله تفضل بها عليك تشكره عليها. ؟
قال: وما ترى ما صنع ربي, والله لو أرسل السماء علي ناراً فأحرقتنى وأمر الجبال فدمرتنى وأمر البحار فغرقتنى وأمر الأرض فبلعتنى ما ازددت لربى إلا شكراً؛ لما أنعم على من لساني هذا.
ولكن يا عبد الله؛ إذ أتيتني! لي إليك حاجة؟ قد تراني على أي حالة أنا. أنا لست أقدر لنفسى على ضرّ ولا نفع, ولقد كان معي بُني لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضيني, وإذا جعت أطعمني وإذا عطشت سقاني, ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام؟ فتحسّسه لي رحمك الله؟
فقلت: والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجرا ممن يمشي في حاجة مثلك.
فمضيت في طلب الغلام فما مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل, فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبع وأكل لحمه, فاسترجعت, وقلت: أنّي لي وجه رقيق! آتى به الرجل؟
فبينما أنا مقبل نحوه؛ إذ خطر على قلبي ذكر أيوب النبي صلى الله عليه و سلم, فلما أتيته سلّمت عليه, فردّ عليّ السلام. فقال: ألست بصاحبي؟ قلت: بلى. قال: ما فعلت في حاجتي؟
فقلت: أنت أكرم على الله أم أيوب النبي؟
قال بل أيوب النبي. قلت: هل علمت ما صنع به ربه! أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟
قال: بلى. قلت: فكيف وجده؟ قال: وجده صابراً شاكراً حامداً.
قلت: لم يرض منه ذلك؛ حتى أوحش من أقربائه وأحبائه؟ قال: نعم. قلت: فكيف وجده ربه؟ قال: وجده صابراً شاكراً حامداً. قلت: فلم يرض منه بذلك حتى صيّره عرضاً لمارّ الطريق.
هل علمت! قال: نعم. قلت: فكيف وجده ربه؟ قال: صابراً شاكراً حامداً أوجز رحمك الله. قلت: له إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل وقد افترسه سبع, فأكل لحمه؛ فأعظم الله لك الأجر, وألهمك الصبر.
فقال المبتلى: الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقا يعصيه فيعذبه بالنار, ثم استرجع, وشهق شهقة؛ فمات.
فقلت: انا لله وانا اليه راجعون, عظمت مصيبتي. رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع, وإن قعدت لم أقدر على ضرّ ولا نفع. فسجّيته بشملة كانت عليه, وقعدت عند رأسه باكياً. فبينما أنا قاعد؛ إذ تهجم على أربعة رجال! فقالوا: يا عبد الله ما حالك وما قصتك؟
فقصصت عليهم قصتي وقصته! فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه فعسى أن نعرفه؟ فكشفت عن وجهه؛ فانكبّ القوم عليه, يقبّلون عينيه مرّة ويديه أخرى, ويقولون: بأبي؛ عين طال ما غضّت عن محارم الله. وبأبي؛ وجسمه طال ما كنت ساجداً والناس نيام.
فقلت: من هذا يرحمكم الله؟
فقالوا: هذا أبو قلابه الجرمي صاحب ابن عباس؛ لقد كان شديد الحب لله, وللنبيّ صلى الله عليه وسلم فغسّلناه وكفناه بأثواب كانت معنا وصلينا عليه ودفناه.
فانصرف القوم وانصرفت إلى رباطى؛ فلما أن جنّ عليّ الليل, وضعت رأسي, فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة وعليه حلّتان من حلل الجنّة وهو يتلو الوحي: {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}.
فقلت: ألست بصاحبي؟ قال: بلى! قلت: أنَّى لك هذا؟ قال: إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء, والشكر عند الرخاء, مع خشية الله عز و جل في السر والعلانية" اهـ.
خاتمة ([3]):
قال الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ } [البقرة: 45]
وقال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]
وقال تعالى: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]
قيل: يعطون عطاء كثيراً أوسع من أن يحسب أو يحاط به!
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي مالك الأشعري: (( ... والصبر ضياء...)) أخرجه مسلم.
قال السيوطي رحمه الله: " وهذا حديث عظيم الفوائد جليل الأحكام, وهو أصل من أصول الإسلام, وفيه إشارة إلى أن الصابر لا يزال مستضيئاً بنور الهداية, مستمرّاً على الصواب, مع ما في ذلك من حصول الأجر والثواب.
وقلت [السيوطي]:
يجري القضاء وفيه الخير نافلة.... لمؤمن واثق بالله لا لاهي
إن جاءه فرح أو جاءه ترح.... في الحالتين يقول: الحمد لله".
([1]) ورواها ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه: برد الأكباد عند فقد الأولاد...
([2])وهو تابعي (ثقة فاضل) , وهو غير عبد الله بن زيد بن عاصم (الصحابي) راوي حديث صفة الوضوء وحديث صلاة الاستسقاء وغيرهما, كحديث (شكي إليه الرجل يجد الشيء في صلاته ...) – أخرجه مسلم- .
وليس هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه (الصحابي) الذي أُري الأذان....
([3]) ينظر: كتاب الجنة والنار وفقد الأولاد . (برد الأكباد عند فقد الأولاد) للسيوطي 85- 87.
منقول
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع