الشيخ عاطف الفيومي
شيخ فاضل
- إنضم
- 4 يناير 2012
- المشاركات
- 587
- النقاط
- 18
- الإقامة
- الفيوم
- الموقع الالكتروني
- www.alfayyumy.com
- احفظ من كتاب الله
- كاملا بحمد الله
- احب القراءة برواية
- عاصم
- القارئ المفضل
- المنشاوي
- الجنس
- أخ
آداب من السنة النبوية .. الأكل باليمين
عن أبي مسلم، وقيل: أبي إياس سلمة بن عمرو بن الأكوع رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ: "أن رجلاً أكل عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بشماله فقال: كل بيمينك قال: لا أستطيع. قال: لا استطعت!ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
في هذا الحديث يتبين لنا كمال التشريع النبوي الذي ما ترك شيئاً إلا علمنا إياه حتى طريقة تناول الطعام والأكل منه وبيان كيفية ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم مشرع لأمته ، يعلمهم ويرشدهم ويهديهم إلى ما فيه الخير والسعادة لهم، فكان من شفقته وتعليمه كذلك أن علم هذا الرجل الذي رآه يأكل من طعام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم معلماً وموجهاً: كل بيمينك، قال ذلك لما رآه يأكل بالشمال ، لأن الأكل بالشمال من خصال عدوا الله ورسله وأوليائه إبليس الرجيم، وتبعه في ذلك جهلة العالمين من الكفار والمشركين والجهلة بآداب الشريعة.
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم إرشاد الرجل إلى أصله فطرته، وأن التيامن في كل شئ خير وبركة لصاحبه، فقال له كل بيمينك ، لكن الرجل ما استجاب للنبي صلى الله عليه وسلم، لما خالط نفسه وقلبه من الكبر والترفع على الأمر ، وأن أمثاله ليسوا في حاجة إلى موجه ومعلم يعلمهم ويرشدهم كيف يتجهون..؟ ولا كيف يأكلون ويشربون وكذلك كيف يلبسون...، وهذا كثير في الناس ، لا يحبون من يهديهم إلى الخير والسعادة ، ولا من يأخذ بأيديهم إلى الرشاد .
ذلك:أن الشيطان زين لهم أنهم فوق الأمر وأنهم أعز وأرفع من أن يوجهوا ويعلموا، وكذلك سولت لهم أنفسهم بجهلها بحقيقة هذا الدين وحقيقة متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الهدى والرشاد، فمثل هؤلاء لا يقلبون توجيهاً ولا أمراً ولا نهياً، ولهذا يكون أحياناً حجر عثرة في طريق الدعوة الإسلامية ومسيرتها، لأنهم لم يذوقوا طعم الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا حلاوة المتابعة له مع أن الله قال لنا:" وإن تطيعوه تهتدوا" ، لكن أصحاب النفوس المستعلية على الأمر والمناصحة لا يقبلون ولا يتابعون، وهذا لا ريب نوع من متابعة الشيطان في عناده وكبريائه يوم أن تعالى وترفع كبراً على أن يكون ممن سجدوا لأبي البشرية المكرم آدم عليه السلام.
وهؤلاء واقعون في الفتنة مستشرفون لها كما قال تعالى: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " ، ولهذا قال الرجل للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم :لا أستطيع، ما منعه من ذلك إلا الكبر والتعالى على أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فكان جزاء المخالفة معجلاً غير مؤجل: فما رفعها إلى فيه، لأنه وقع فيما حذر الله تعالى منه ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ، وفي هذا درس وعبرة لكل متكبر على ملازمة سنة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، حتى لا ينالهم عقاب من الله تعالى، وكان وعداً مفعولاً.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع