- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
أدب طالب العلم مع مشايخه، ومعلميه للشيخ صالح آل الشيخ
الأدب العام لطالب العلم مهم كأهمية العلم؛ لأن من لم يدرك الأدب، ولم يكن متأدبا بآداب أهل العلم فيما يأتي وفيما يذر وفي منهجه، وفي طريقته؛ فإنه يفوته الانتفاع بالعلم كثيرا؛ لأن هناك صلة قوية متينة ما بين الأدب والعلم.
ونعني بالأدب الهدي، والسمت الذي يكون عليه، ولهذا كان من الأصول العامة التي ينبغي التواصي بها أن يكون طالب العلم ذا سمت حسن، وذا هدي ودل،
قال بعض الصحابة رضوان الله عليهم: ما كان أحد أشبه هديا وسمتا ودلّا برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن مسعود.
وقال بعض أصحاب ابن مسعود: ما كان أحد أشبه سمتا بابن مسعود من الربيع ابن خيثم.
فالأصل العام أن يكون طالب العلم حريصا على الهدي، وعلى السمت، وعلى العلم، وأن يكون متأدبا بآداب المشايخ، وكلما كان المرء أصحب للمشايخ، وأقل صحبة لأقرانه كلما كان أقرب إلى العلم؛ لأن هناك صلة وثيقة ما بين إدراك العلم، والمخالطة، فإذا خالط من هو أكبر منه من أهل العلم والمشايخ، فإنه يكون هديه، وفهمه، وفكره، يكون قريبا من هديهم، وعلمهم، وفكرهم، وسمتهم، ورؤيتهم للأشياء وكيف تعلموا، وكيف أخذوا.
آداب طالب العلم مع مع شيخه
أول الأدب مع المشايخ والمعلمين
أن يكون الطالب حسن الظن بشيخه في العلم الذي يتعلمه منه؛ وهذا يعني أنه ينتقي لنفسه من يحسن العلم الذي يعلمه، ومعلوم أن أهل العلم لا يدركون كل العلوم، فليس من شرط العالم، أو الشيخ الذي يعلم أن يكون متصدرا في كل فن، وفي كل علم، هذا قلّ من يؤتاه
ولكن المهم أنه إذا تكلم في علم من العلوم أجاده، يحسن تقرير العقيدة، يحسن تقرير الفقه، يحسن تقرير الحديث، ويحسن تقرير الأصول ... إلى آخر العلوم.
وهذا إذا تحريت، وأقبلت على العالم عالما بمنزلته في العلم الذي يعلمه؛ يعني: أن تأخذ ما يقول أخذ المستفيد، لا أخذ المعترض، وهذا كتقعيد عام ينفع في حسن التلقّي، وقبول العلم، واستقرار العلم في الصدر؛ لأن من المتعلمين من يحضر عند شيخ مثلا، وإذا تكلم الشيخ تجد المتعلم يورد الاعتراضات على هذا الشيخ وهو يتكلم، وهذا يفوته الاستفادة.
الثاني من الآداب
أن يكون طالب العلم متأدبا مع شيخه في لفظه، وفي جلسته، وفي فعله، وهذا أخذه أهل العلم من قصة جبريل مع المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث المشهور؛ وهو أن جبريل لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل جاء إليه متعلما، فأقبل على النبي صلى الله عليه وسلم، وثنى ركبتيه بين يديه، وأسند ركبتيه إلى ركبتيه، وجعل يديه على فخذيه، فهذا أدب الجلسة بين يدي المعلم.
وهذا الأدب يفيد فوائد منها:
أولا: أن يتعلم طالب العلم الصبر في التعلم
الثاني: أن يكون هذا داعيا لإقبال الشيخ على المتعلم بالإجابة؛ لأن للمشايخ رغبة فيمن يكون متأدبا في الكلام معهم؛ لأنه من سنن أهل العلم المتوارثة أن العلم إنما يكون في المتأدبين.
ابن عباس رضي الله عنهما أمسك بزمام ناقة زيد بن ثابت، فقالوا له: هذا وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا.
ولهذا أثر على المتعلم، وعلى العالم جميعا:
أما أثره على المتعلم؛ فهو أن يوطن نفسه على احترام العلم وأهله، وإذا احترم العالم الذي يكون أمامه فإنه سيحترم العلماء الأولين، وكم رأينا من ذوي فظاظة وغلظة على العلماء الحاضرين، فصاروا ذوي فظاظة وغلظة على العلماء السابقين.
كان رجلان أتيا إلى الأعمش، أحدهما صاحب حديث والآخر ليس بصاحب حديث، فأغلظ الأعمش -وكان فيه نوع حدة- على صاحب الحديث بكلام فيه غلظة، فلما انتهوا، قال الآخر لصاحب الحديث في حضرة الأعمش: لو قال لي ما قال لك لم أحضر إليه أبدا، فقال الأعمش: أوَ يكون أحمق كمثلك يترك خيري الدنيا والآخرة لغلظتي.
فطالب العلم إذا سأل يسأل متأدبا ينتقي أحسن العبارات، وإذا أراد المعلم أو الشيخ أن يعنف، أو عنف، فإن ذلك الطالب يحتمله، ولا يرد عليه مقالته.
الأدب الثالث
أن يكون طالب العلم متأدبا مع شيخه في السؤال
عمر رضي الله عنه كما في الصحيح أراد ابن عباس أن يسأله عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مكثت سنة أتحين الفرصة لأسأله، حتى إذا كان وقت قفولنا من الحج ذهب عمر إلى شجرة أراك ليقضي حاجة له فانتظرته، فلما فرغ سألته فقلت له: يا أمير المؤمنين، من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هما عائشة وحفصة، قال ابن عباس: يا أمير المؤمنين لقد كان هذا في نفسي سنة أريد أن اسأل عنه، فما سألت هيبة لك.
قال عمر له: لا تفعل، ما بدا لك فاسأل، وما كان عندي من علم أخبرتك به.
فانفتح الباب لأجل هذا الأدب وهذه الهيبة التي كانت عند ابن عباس لعمر رضي الله عنهم أجمعين.
هذا الأدب في المخاطبة، وفي السؤال، وتحري الوقت المناسب، هذا مهم جدا لطالب العلم مع شيخه:
لأنه ليس كل وقت يكون بال المعلم جيدا محبذا لإجابة السؤال؛ وهو بشر يعتريه ما يعتري البشر.
فالطالب يكون عاذرا لشيخه في كل ما يحصل منه من جهة السؤال، والجواب، وأن يكون ذا هيبة، وأن يتحرى الوقت المناسب للسؤال، فلا يسأله مثلا وهو متعب، ولا يسأله في وقت الانصراف؛ لأنه قد لا يستحضر الجواب من كل جهة، ومراد المتعلم من السؤال أن يستفيد من شيخه.
والشيخ إذا أحس بأن هذا الطالب يهابه، ويحترمه،... فإنه يختصه، ويخصه بأشياء قد لا يفيضها على الآخرين.
وهذا ظاهر بيّن في سيرة كثير من أهل العلم؛ فكم نقل ابن القيم رحمه الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية من مسائل لم ينقلها غيره، بل كان يختصه بكلمات وبفوائد، وبعلوم لم يجعلها أو لم يعطها غيره.
الأدب الرابع
أن يكون طالب العلم مع شيخه صبورا؛ يعني: الصبر في التعلم، والصبر على أخلاق شيخه، والصبر على انتزاع الفوائد منه.
الأدب الخامس
أن يعلم الطالب أن حضوره لمجلس الشيخ، إما في علم، أو في مجلس معتاد في بيته، أو يصحبه في رحلة، أو يمشي معه، ...
أن يكون طالب العلم مع الشيخ متحريا للاستعداد؛ يعني ألا يبتدئ الكلام دون استعداد منه لذلك.
فمن الناس مثلا من يظهر على باله سؤال وقت جلوسه فيلقيه، وهذا غير مناسب؛ لأنه قد لا تكون أنت مفكرا في السؤال من كل جهة، فيأخذ العالم أو الشيخ الانطباع عنك بأنك تستعجل في السؤال، فينبغي أن يكون طالب العلم مستعدا في مخالطته للعلماء وللمشايخ في أن يكون حذرا في الكلام، هائبا في ألا يسأل إلا بشيء يحسن السؤال عنه.
والأدب الذي ينبغي حفظه وتجده في الكتب
أن موالاة طالب العلم لشيخه أنها واجبة؛ ومعنى الموالاة أن ينصره، وأن يذب عنه، ونحو ذلك.
ولهذا جاء في كتب الآداب أو في بعضها أنه يُحرم الطالب من علم الشيخ إذا كان مغتابا له، ومعلوم أن العلماء أو طلبة العلم ليسوا بأنبياء، وإنما يستفاد منهم على ما فيهم، وكلما كان العالم أو الشيخ أكثر اتباعا، وأكثر استقامة، وأكثر مجاهدة، فهو أعلى لمقامه، لكن يؤخذ من العالم ما عنده، ولا يتبع في زلته، فلا يشنع عليه بأشياء يقولها مثلا، وتنشر عنه، ويترك الخير الكثير الذي يقوله، ولو تتبع الناس سقطات العلماء في الماضي من الأموات رحمهم الله تعالى، لوجدوا شيئا كثيرا، فما من عالم إلا وله زلة، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه.
فينبغي لطالب العلم أن يتحقق قول الله جل وعلا: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}
__________________________________________________
المصدر: شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ: درس (قوله: وأمرهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته، وكل شيء يجري بتقديره)
الأدب العام لطالب العلم مهم كأهمية العلم؛ لأن من لم يدرك الأدب، ولم يكن متأدبا بآداب أهل العلم فيما يأتي وفيما يذر وفي منهجه، وفي طريقته؛ فإنه يفوته الانتفاع بالعلم كثيرا؛ لأن هناك صلة قوية متينة ما بين الأدب والعلم.
ونعني بالأدب الهدي، والسمت الذي يكون عليه، ولهذا كان من الأصول العامة التي ينبغي التواصي بها أن يكون طالب العلم ذا سمت حسن، وذا هدي ودل،
قال بعض الصحابة رضوان الله عليهم: ما كان أحد أشبه هديا وسمتا ودلّا برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن مسعود.
وقال بعض أصحاب ابن مسعود: ما كان أحد أشبه سمتا بابن مسعود من الربيع ابن خيثم.
فالأصل العام أن يكون طالب العلم حريصا على الهدي، وعلى السمت، وعلى العلم، وأن يكون متأدبا بآداب المشايخ، وكلما كان المرء أصحب للمشايخ، وأقل صحبة لأقرانه كلما كان أقرب إلى العلم؛ لأن هناك صلة وثيقة ما بين إدراك العلم، والمخالطة، فإذا خالط من هو أكبر منه من أهل العلم والمشايخ، فإنه يكون هديه، وفهمه، وفكره، يكون قريبا من هديهم، وعلمهم، وفكرهم، وسمتهم، ورؤيتهم للأشياء وكيف تعلموا، وكيف أخذوا.
آداب طالب العلم مع مع شيخه
أول الأدب مع المشايخ والمعلمين
أن يكون الطالب حسن الظن بشيخه في العلم الذي يتعلمه منه؛ وهذا يعني أنه ينتقي لنفسه من يحسن العلم الذي يعلمه، ومعلوم أن أهل العلم لا يدركون كل العلوم، فليس من شرط العالم، أو الشيخ الذي يعلم أن يكون متصدرا في كل فن، وفي كل علم، هذا قلّ من يؤتاه
ولكن المهم أنه إذا تكلم في علم من العلوم أجاده، يحسن تقرير العقيدة، يحسن تقرير الفقه، يحسن تقرير الحديث، ويحسن تقرير الأصول ... إلى آخر العلوم.
وهذا إذا تحريت، وأقبلت على العالم عالما بمنزلته في العلم الذي يعلمه؛ يعني: أن تأخذ ما يقول أخذ المستفيد، لا أخذ المعترض، وهذا كتقعيد عام ينفع في حسن التلقّي، وقبول العلم، واستقرار العلم في الصدر؛ لأن من المتعلمين من يحضر عند شيخ مثلا، وإذا تكلم الشيخ تجد المتعلم يورد الاعتراضات على هذا الشيخ وهو يتكلم، وهذا يفوته الاستفادة.
الثاني من الآداب
أن يكون طالب العلم متأدبا مع شيخه في لفظه، وفي جلسته، وفي فعله، وهذا أخذه أهل العلم من قصة جبريل مع المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث المشهور؛ وهو أن جبريل لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل جاء إليه متعلما، فأقبل على النبي صلى الله عليه وسلم، وثنى ركبتيه بين يديه، وأسند ركبتيه إلى ركبتيه، وجعل يديه على فخذيه، فهذا أدب الجلسة بين يدي المعلم.
وهذا الأدب يفيد فوائد منها:
أولا: أن يتعلم طالب العلم الصبر في التعلم
الثاني: أن يكون هذا داعيا لإقبال الشيخ على المتعلم بالإجابة؛ لأن للمشايخ رغبة فيمن يكون متأدبا في الكلام معهم؛ لأنه من سنن أهل العلم المتوارثة أن العلم إنما يكون في المتأدبين.
ابن عباس رضي الله عنهما أمسك بزمام ناقة زيد بن ثابت، فقالوا له: هذا وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا.
ولهذا أثر على المتعلم، وعلى العالم جميعا:
أما أثره على المتعلم؛ فهو أن يوطن نفسه على احترام العلم وأهله، وإذا احترم العالم الذي يكون أمامه فإنه سيحترم العلماء الأولين، وكم رأينا من ذوي فظاظة وغلظة على العلماء الحاضرين، فصاروا ذوي فظاظة وغلظة على العلماء السابقين.
كان رجلان أتيا إلى الأعمش، أحدهما صاحب حديث والآخر ليس بصاحب حديث، فأغلظ الأعمش -وكان فيه نوع حدة- على صاحب الحديث بكلام فيه غلظة، فلما انتهوا، قال الآخر لصاحب الحديث في حضرة الأعمش: لو قال لي ما قال لك لم أحضر إليه أبدا، فقال الأعمش: أوَ يكون أحمق كمثلك يترك خيري الدنيا والآخرة لغلظتي.
فطالب العلم إذا سأل يسأل متأدبا ينتقي أحسن العبارات، وإذا أراد المعلم أو الشيخ أن يعنف، أو عنف، فإن ذلك الطالب يحتمله، ولا يرد عليه مقالته.
الأدب الثالث
أن يكون طالب العلم متأدبا مع شيخه في السؤال
عمر رضي الله عنه كما في الصحيح أراد ابن عباس أن يسأله عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مكثت سنة أتحين الفرصة لأسأله، حتى إذا كان وقت قفولنا من الحج ذهب عمر إلى شجرة أراك ليقضي حاجة له فانتظرته، فلما فرغ سألته فقلت له: يا أمير المؤمنين، من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هما عائشة وحفصة، قال ابن عباس: يا أمير المؤمنين لقد كان هذا في نفسي سنة أريد أن اسأل عنه، فما سألت هيبة لك.
قال عمر له: لا تفعل، ما بدا لك فاسأل، وما كان عندي من علم أخبرتك به.
فانفتح الباب لأجل هذا الأدب وهذه الهيبة التي كانت عند ابن عباس لعمر رضي الله عنهم أجمعين.
هذا الأدب في المخاطبة، وفي السؤال، وتحري الوقت المناسب، هذا مهم جدا لطالب العلم مع شيخه:
لأنه ليس كل وقت يكون بال المعلم جيدا محبذا لإجابة السؤال؛ وهو بشر يعتريه ما يعتري البشر.
فالطالب يكون عاذرا لشيخه في كل ما يحصل منه من جهة السؤال، والجواب، وأن يكون ذا هيبة، وأن يتحرى الوقت المناسب للسؤال، فلا يسأله مثلا وهو متعب، ولا يسأله في وقت الانصراف؛ لأنه قد لا يستحضر الجواب من كل جهة، ومراد المتعلم من السؤال أن يستفيد من شيخه.
والشيخ إذا أحس بأن هذا الطالب يهابه، ويحترمه،... فإنه يختصه، ويخصه بأشياء قد لا يفيضها على الآخرين.
وهذا ظاهر بيّن في سيرة كثير من أهل العلم؛ فكم نقل ابن القيم رحمه الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية من مسائل لم ينقلها غيره، بل كان يختصه بكلمات وبفوائد، وبعلوم لم يجعلها أو لم يعطها غيره.
الأدب الرابع
أن يكون طالب العلم مع شيخه صبورا؛ يعني: الصبر في التعلم، والصبر على أخلاق شيخه، والصبر على انتزاع الفوائد منه.
الأدب الخامس
أن يعلم الطالب أن حضوره لمجلس الشيخ، إما في علم، أو في مجلس معتاد في بيته، أو يصحبه في رحلة، أو يمشي معه، ...
أن يكون طالب العلم مع الشيخ متحريا للاستعداد؛ يعني ألا يبتدئ الكلام دون استعداد منه لذلك.
فمن الناس مثلا من يظهر على باله سؤال وقت جلوسه فيلقيه، وهذا غير مناسب؛ لأنه قد لا تكون أنت مفكرا في السؤال من كل جهة، فيأخذ العالم أو الشيخ الانطباع عنك بأنك تستعجل في السؤال، فينبغي أن يكون طالب العلم مستعدا في مخالطته للعلماء وللمشايخ في أن يكون حذرا في الكلام، هائبا في ألا يسأل إلا بشيء يحسن السؤال عنه.
والأدب الذي ينبغي حفظه وتجده في الكتب
أن موالاة طالب العلم لشيخه أنها واجبة؛ ومعنى الموالاة أن ينصره، وأن يذب عنه، ونحو ذلك.
ولهذا جاء في كتب الآداب أو في بعضها أنه يُحرم الطالب من علم الشيخ إذا كان مغتابا له، ومعلوم أن العلماء أو طلبة العلم ليسوا بأنبياء، وإنما يستفاد منهم على ما فيهم، وكلما كان العالم أو الشيخ أكثر اتباعا، وأكثر استقامة، وأكثر مجاهدة، فهو أعلى لمقامه، لكن يؤخذ من العالم ما عنده، ولا يتبع في زلته، فلا يشنع عليه بأشياء يقولها مثلا، وتنشر عنه، ويترك الخير الكثير الذي يقوله، ولو تتبع الناس سقطات العلماء في الماضي من الأموات رحمهم الله تعالى، لوجدوا شيئا كثيرا، فما من عالم إلا وله زلة، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه.
فينبغي لطالب العلم أن يتحقق قول الله جل وعلا: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}
__________________________________________________
المصدر: شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ: درس (قوله: وأمرهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته، وكل شيء يجري بتقديره)
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع