ضبط :منظومة معيار اللآلئ في العروض والقوافي

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
إخواني في الله
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعدُ :
فإنَّ منظومةَ : معيار اللآلئ في العروض والقوافي لشيخي وأستاذي الدكتور حسن إسماعيل عبد الرازق ـ رحمَهُ اللهُ ، وأسكنه فسيحَ جناتِهِ ـ منظومةٌ شائقةٌ رائقةٌ ، سهْلةٌ طيِّعَةٌ ، وقد رفعَها أخِي في الله الشفيعي ، وكنتُ قد وعدْتُ إخواني بضبطِها وتصحيحِ ما وقعَ فيها من هناتٍ يسيرةٍ لا تُكدِّر صفْوَها ، إنْ هِي رُفِعَتْ لِي ، فلما وفى أخونا الشفيعي لم أجد بدًّا من الوفاءِ أنا الآخر ، لكنْ سوف أضعُها على حلقاتٍ ، وأرجو من الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يعينني على إكمالها مضبوطةً مصحَّحةً ، وهاهي الحلقة الأولى :
المقدمة :
بِاسْمِ الْإِلَهِ الْوَاحِدِ الْوَهَّابِ *** مَنْ عَلَّمَ الْإِنْسانَ بِالْكِتَابِ
قَالَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ وَهْوَ الْحَسَنُ *** أَرْشَدَهُ لِلْحَقِّ قَوْلٌ حَسَنُ
حَمْدًا لِمَنْ عَلَّمَنَا الْقُرْآنَا *** وَجَعَلَ الْفُصْحَى لَنَا لِسَانَا
مُصَلِّيًا عَلَى الْحَبِيبِ الْمُجْتَبَى *** مَنْ فِي الْبَيَانِ الْعَذْبِ فَاقَ الْعَرَبَا
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الْأَبْرَارِ *** مَنْ بَيَّنُوا السَّبِيلَ لِلْأَخْيَارِ
وَبَعْدُ فَالشِّعْرُ لَهُ مَكَانُ *** فِي ذِرْوَةِ الْفُصْحَى ارْتَقَى وَشَانُ
بَلْ إِنَّهُ دِيوَانُ فِكْرِ الْعَرَبِ *** يَضُمُّ صَفْوَ الْمَنْطِقِ الْمُهَذَّبِ
أَبَانَ عِلْمَ الْقَوْمِ وَالْعَادَاتِ *** وَقِيَمًا مَحْمُودَةَ الصِّفَاتِ
فَفَهْمُنَا الْقُرْآنَ وَهْوَ عَرَبِي *** كَمَا يَقُولُ الْحَقُّ فِيهِ لِلنَّبِي
يَحْتَاجُ مِنَّا فَهْمَ هَذَا الشِّعْرِ *** لِأَنَّهُ أُسْلُوبُهُمْ فِي الْفِكْرِ
وَلَنْ يَكُونَ فَهْمُهُ مَيْسُورَا *** مَا لَمْ نُجِدْ مِيزَانَهُ الْمَأْثُورَا
وَدُونَكَ الْمِعْيَارَ قَدْ تَجَلَّى *** بِحُلُلِ الْأَشْعَارِ قَدْ تَحَلَّى
بَلْ إِنَّهُ أَضْحَى بَيَانًا شَافِيَا *** يُوَضِّحُ الْعَرُوضَ وَالْقَوَافِيَا
فَزِنْ بِهِ لَآلِىءَ الْأَشْعَارِ *** مُغْتَنِمًا جَوَاهِرَ الْأَفْكَارِ
وَاطْلُبْ لِيَ السَّدَادَ وَالتَّوْفِيقَا *** فَإِنَّنِي أَبْتَدِئُ الطَّرِيقَا
هذا ، واللهُ أعلمُ ، والسلام
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
عِلْمُ الْعَرُوضِ
عِلْمٌ بِأَوْزَانٍ أَتَتْ لِلْعَرَبِ *** فِي الشِّعْرِ عِلْمٌ لِلْعَرُوضِ الْعَرَبِي
وَمَا يُرَى بِهَذِهِ الْأَوْزَانِ *** مِنْ سَالِمٍ أَوْ فَاسِدِ الْبُنْيَانِ
وَمِنْ زِحَافٍ عَارِضٍ وَمِنْ عِلَلْ *** لِكَيْ يَقِي صَاحِبَهُ مِنَ الزَّلَلْ
لَمَّا سَعَى الْخَلِيلُ لِلْعَرُوضِ *** أَيْ : مَكَّةٍ سَمَّاهُ بِالْعَرُوضِ
تَيَمُّنًا بِهَا وَمَنْ تَيَمَّنَا *** عَرَّفَهُ اللهُ الطَّرِيقَ الْأَيْمَنَا
وَهْوَ إِمَامُ عَصْرِهِ فِي النَّحْو *** أُسْتَاذُ سِيبَوَيْهِ شَيْخُ الْبَدْوِ
مَوْضُوعُهُ: الشِّعْرُ الْفَصِيحُ الْعَرَبِي *** مِنْ حَيْثُ وَزْنُهُ الصَّحِيحُ النَّسَبِ
فَاعْلَمْهُ تَعْلَمْ وَتَفُزْ بِالْأَجْرِ *** إِذْ تَعْرِفُ الشِّعْرَ وَغَيْرَ الشِّعْرِ
فَتَرْفَعُ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَا *** قَدْرًا وَتُخْزِي الْمُلْحِدَ الْخَبِيثَا
فالشِّعْرُ قَوْلٌ عَرَبِيُّ الْوَزْنِ *** قَصْدًا وَلَيْسَ الْحَوْضُ مِثْلَ الْمُزْنِ
فَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ شِعْرٌ جَاءَ *** وَمَنْ يَقُلْ بِهِِ فَقَدْ أَسَاءَ
أَمَّا مَجِيءُ بَعْضِهِ مَوْزُونَا *** فَهْوَ اتِّفَاقٌ أَعْجَزَ الْفُنُونَا
كَقَوْلِهِ وَهْوَ مَقَالٌ مُبْهِرُ *** ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا﴾
وَلَيْسَ فِي الْحَدِيثِ شِعْرٌ وَرَدَا *** إِلَّا مَقَالٌ لِلنَّبِيِّ رُدِّدَا
(هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ ؟ *** وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ ؟)
فَهْوَ وَإِنْ حَوَى صِفَاتِ الشِّعْرِ *** لَيْسَ بِهِ وَإِنْ سَمَا كَالدُّرِ
لِأَنَّهُ لَمْ يَقْصِدِ الشِّعْرَ بِهِِ *** وَإِنْ تَجَلَّى الْوَزْنُ لِلْمُنْتَبِهِ
أَمَّا الْقَوَافِي فَهْيَ عِلْمٌ يُوصَفُ *** أَوَاخِرُ الْأَبَيْاتِ فِيهِ تُعْرَفُ
وَاضِعُهُ فِيمَا أَتَى الْمُهَلْهِلُ *** لَكِنَّهُ قَوْلٌ ضَعِيفٌ مُهْمَلُ
يتبع ـ إن شاء الله ـ
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
مُقَدِّمَةٌ لِعِلْمِ الْعَرُوض
فَأَحْرُفُ التَّقْطِيعِ جَاءَتْ عَشَرَهْ *** فِي ( لَمَعَتْ سُيُوفُنَا ) مُنْتَشِرَهْ
وَقَابَلُوا التَّقْطِيعَ بِالتَّفْعِيلِ *** لَمَّا أَتَتْ مُهِمَّةُ التَّفْصِيلِ
وَنَظَرُوا إِذْ قَطَّعُوا لِلْحَرَكَهْ *** وَلِلسُّكُونِ بَعْدَ أَيِّ حَرَكَهْ
مُقَابِلِينَ سَاكِنًا بِسَاكِنِ *** وَالْمُتَحَرِّكُ مَثِيلُ السَّاكِنِ 1
وَلَمْ يُبَالُوا بِخُصُوصِ الْحَرَكَهْ *** وَلَا خُصُوصِ الْحَرْفِ فَهْيَ شَرِكَهْ
وَحَسَبُوا الْحَرْفَ الَّذِي قَدْ شُدِّدَا *** حَرْفَيْنِ وَالْأَوَّلُ سَاكِنٌ بَدَا
وَذَا بِعَكْسِ مَا أَتَى مُنَوَّنَا *** فَالْآخِرُ السَّاكِنُ فَاقْطِفِ الْجَنَى
( مُحَمَّدٌ ) قَدْ جَمَعَتْ بَيْنَهُمَا *** فَالْمِيمُ وَالدَّالُ أَبَانَا الْمُبْهَمَا
وَرَسَمُوا التَّنْوِينَ نُونًا سَاكِنَهْ *** وَقَابَلُوا بِسَاكِنٍ مَا وَازَنَهْ
كَذَلِكُمْ مُشَدَّدٌ قَدْ رَسَمُوا *** حَرْفَيْنِ وَالتَّقْطِيعُ فَيهِ حَكَمُ
فَاللَّفْظُ لَا الْخَطُّ أَسَاسُ الْحُكْمِ *** لِأَنَّهُ يَسْبِقُهُ فِي الرَّسْمِ
وَاللَّفْظُ طَبْعًا سَابِقُ الْكِتَابَهْ *** لِأَنَّهَا تَصْوِيرُهُ إِنَابَهْ
وَكُلُّ شَيْءٍ قَدْ أَتَى تَصْوِيرَا *** لَمْ يَحْظَ بِالْحُكْمِ وَلَوْ تَقْدِيرَا
فَمَا تَلَفَّظُوا بِهِ قَدْ رَسَمُوا *** وَلَاحَظُوهُ عِنْدَ وَزْنٍ حَكَمُوا
كَأَلِفِ (اللهِ) الَّتِي تَرَاهَا *** مِنْ قَبْلِ هَاءٍ وَاضِحًا سَنَاهَا
وَأَلِفِ (الرَّحْمَنِ) قَبْلَ النُّونِ *** كَذَلِكَ التَّنْوِينُ جَا بِنُونِ
أَمَّا الَّذِي قَدْ أَهْمَلُوا فَأَهْمَلُوا *** وَلَوْ رَأَيْتَ رَسْمَهُ يَكْتَمِلُ
كَأَلِفٍ قَدْ رُسِمَتْ فِي (قَالُوا) *** مِنْ بَعْدِ وَاوٍ أَضْمَرَتْ مَنْ قَالُوا 2
وَأَلِفَاتُ الْوَصْلِ خُذْ كَذَلِكْ *** فَكُلُّهَا مُهْمَلَةٌ هُنَالِكْ
لِذَا يُقَالُ دَائِمًا خَطَّانِ *** نَأَى الْقِيَاسُ عَنْهُمَا لِلرَّانِي
خَطٌّ بَدَا فِي الْمُصْحَفِ الْعُثْمَانِي *** وَخَطُّ تَقْطِيعِ الْعَرُوضِ الثَّانِي
فَسَاكِنٌ مَا قَدْ عَرَا عَنْ حَرَكَهْ *** وَغَيْرُهُ نَاطِقُهُ قَدْ حَرَّكَهْ
فَإِنْ تُسَكِّنْ بَعْدَ أَنْ تُحرِّكَا *** فَسَبَبٌ خَفَّ كَقَدْ مِنْ ( قَدْ بَكَى )
وَإِنْ تُحَرِّكْ مُتَوَالِيَيْنِ *** كَانَا ثَقِيلًا قَدْ بَدَا لِلْعَيْنِ
وَإِنْ تَجِئْ بَعْدَهُمَا بِالسَّاكِنِ *** فَالْوَتَدُ الْمَجْمُوعُ فِي الْمَيَامِنِ 3
فَإِنْ تُوَسِّطْهُ وَذِي فُرُوقُ *** ( كَقَامَ ) فَهْوَ الْوَتَدُ الْمَفْرُوقُ 4
وَاجْعَلْ ثَلَاثًا بَعْدَهَا مُسَكَّنُ *** فَاصِلَةً صُغْرَى وَأَنْتَ مُوقِنُ
وَإِنْ تَجِئْ بِأَرْبعٍَ فَسَاكِنْ *** فَاصِلَةً كُبْرَى وَأَنْت زَاكِنْ 5
وَهَذِهِ الْأَسْبَابُ وَالْأَوْتَادُ *** هِيَ التَّفَاعِيلُ الَّتِي تُرَادُ
مَا خَفَّ وَالْعَكْسُ كَذَا الْمَجْمُوعُ *** مَفْرَوقُ صُغْرَى ضِدُّها فُرُوعُ 6
فِي (لَمْ أَرَ عَلَى) وَ (ظَهْرِ جَبَلِ *** سَمَكَةً) يَجِيءُ خَيْرُ مَثَلِ 7
فَهَذِهِ الْأَسْبَابُ وَالْأَوْتَادُ *** هِيَ التَّفَاعِيلُ الَّتِي تُرَادُ
أُصُولُهَا مَا بُدِئَتْ بِالْوَتَدِ *** لِأَنَّهُ الْأَقْوَى بِهَا كَالسَّنَدِ
وَهْيَ (فَعُولُنْ) مِثْلُ (فَاعِِ لَاتُنْ) *** وَخُذْ (مَفَاعِيلُنْ) إِلَيْكَ لَكِنْ
مِنْ (عَلَتُنْ) بَعْدَ (مُفَا) تَجِىءُ *** رَابِعَةٌ كَأَنَّهَا النَّسِيءُ 8
فَتِلْكُمُ أَرْبَعَةٌ فِي الْعَدَدِ *** وَهْيَ الْأُصُولُ عِنْدَ كُلِّ مُبْتَدِي
فُرُوعُهَا مَا بُدِئَتْ بِالسَّبَبِ *** زِِحَافُهَا يَأْتِي لِأَوْهَى سَبَبِ
(مُسْتَفْعِلُنْ) وَ (فَاعِِلَاتُنْ) مِثْلُهَا *** وَ (مُتَفَاعِلُنْ) أَظَلَّ ظِلُّهَا
وَ (فَاعِلُنْ) وَ (مَفْعُولَاتُ) فِي الْحِجَا *** (مُسْتَفْعِ لُنْ) ذُو الْوَتَدِ الْمَفْرُوقِ جَا
مِنَ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ كَوَّنُوا *** بُحُورَهُمْ فَأَعْرَقُوا وَأَيْمَنُوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أي : يُقابلُ المتحركُ بمتحركٍ كما يقابلُ الساكنُ بساكنٍ
2ـ يعني الواوَ التي أضمرتِ القائلين ، والمقصود واوُ الجماعة ، فهذه الواو لا تنطق ، ومن ثمَّ لا يُعتدُّ بها في الوزن .
3 ـ الوتد تنطق بكسر التاء وفتحها وسكونها ، وقد تبدل التاء دالا ، وتدغم في الدال فتنطق : الودّ
4 ـ يعني الشيخ أنَّ السكون إذا توسطَ المتحركين فتفرقا فذلك هو الوتد المفروق كما في : قام
5ـ كلمة : فاصلة هنا تعرب مفعولا لفعل تقديره : اجعلها ، ويجوزُ إعرابُها خبرًا لمبتدأٍ محذوفٍ تقديرُه : فهي ، وأمَّا كلمة : زاكن فهي بمعنى : عالم وفاهم ، وما جاء في النسخةِ المطبوعةِ خطأٌ طباعيٌّ
6 ـ كلمةُ : مفروق مُنِعَتْ منَ الصرفِ للضَّرورةِ
7 ـ هذا البيتُ لا يستقيمُ وزنُه ـ كما هو معلومٌ ـ ولو قالَ ـ رحمه الله ـ :
وقولُ : ( لمْ أَرَ عَلَى ظَهْرِ جَبَلْ *** سَمَكَةً ) قَدْ جَاءَنَا خيرَ مَثلْ
لاستقام الوزنُ
8 ـ أيْ تجيءُ التفعيلة الرابعةُ من : علتن بعد مُفا أي مفاعلتن
يتبعُ ـ إن شاءَ اللهُ ـ
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الْبَابُ الْأَوَّلُ : فِي أَلْقَابِ الزِّحَافِ وَالْعِلَلِ
وَغَيَّرُوا ثَوَانِيَ الْأَسْبَابِ *** عِنْدَ الزِّحَافِ لِاخْتِصَاصِ الْبَابِ 1
بِلَا لُزُومٍ إِنْ أَتَى الزِّحَافُ *** وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَرَّهُ الْخِلَافُ
قَبْضُ الْعَرُوضِ فِي الطَّوِيلِ جَاءَ *** لَكِنَّهُ قَدْ لَزِمَ الْبِنَاءَ 2
لَكِنْ جَرَى فِي النَّظْمِ مَجْرَى الْعِلَّةِ *** وَسُمِّيَ الزِّحَافَ بِالْأَدِلَّةِ 3
لَا يَدْخُلُ الْأَوَّلَ بَلْ وَالثَّالِثَا *** وَسَادِسًا إِنْ كُنْتَ حَقًّا بَاحِثَا 4
هَذَا الزِّحَافُ مُفْرَدٌ وَمُزْدَوَجْ *** إِلَيْكُمُ مُفْرَدَهُ بِلَا حَرَجْ
خَبْنًا وَإِضْمَارًا فَوَقْصًا طَيَّا *** قَبْضًا وَعَصْبًا عَقْلًا اكْفُفْ غَيَّا
فَحَذْفُ ثَانِي الْجُزْءِ سَاكِنًا بَدَا *** خَبْنًا كَجَمْعِ الثَّوْبِ مِنْ بَلِّ النَّدَى
كَالْخَبْنِ فِي (مُسْتَفْعِلُنْ) تَصِيرُ *** ( مُتَفْعِلُنْ ) وَكَمْ أَتَى نَظِيرُ 5
إِسْكَانُهُ مُحَرَّكًا إِضْمَارُ *** إِذْ خَفِيَ الْحَرْفُ كَمَا أَشَارُوا
مُتَّخِذًا مِنْ (كَامِلٍ) مَدَارَا *** فِي (مُتَفَاعِلُنْ) فَحَسْبُ دَارَا
وَالْوَقْصُ أَيْضًا حَذْفُهُ مُحَرَّكَا *** إِذْ عُنُقُ الْكِلْمَةِ فِيهِ هَلَكَا
وَالطَّيُّ حَذْفُ رَابِعٍ لَهُ سَكَنْ *** كَمَا تَرَى (مُسْتَعِلُنْ) هُوَ السَّكَنْ
وَالْقَبْضُ حَذْفُ خَامِسٍ قَدْ سَكَنَا *** وَفِي (فَعُولُنْ) وَ (مَفَاعِيلُنْ) جَنَى
إِسْكَانُ خَامِسٍ لَدَيْكَ عَصْبُ *** إِلَى ( مُفَاعَلْتُنْ ) تَرَاهُ يَصْبُو
وَالْعَقْلُ أَيْضًا حَذْفُهُ مُحَرَّكَا *** وَاقْرَأْ مَعِي (مُفَاعَتُنْ) لِتُدْرِكَا
وَالْكَفُّ حَذْفُ سَابِعٍ قَدْ سَكَنَا *** فَفِي (مَفَاعِيلُ) عَنِ النُّونِ غِنَى
طَيٌّ مَعَ الْخَبْنِ اللَّطِيفِ خَبْلُ *** وَهْوَ مَعَ الْإِضْمَارِ فِيهِ خَزْلُ 6
وَالْكَفُّ مَعْ خَبْنٍ لَدَيْكَ شَكْلُ *** كَفٌّ وَعَصْبٌ نَقْصٌ الْمَحَلُّ
الْعِلَلُ
الْعِلَّةُ الَّتِي رَوَوْا وَالْتَزَمُوا *** تَغَيُّرٌ إِذَا عَرَا يُلْتَزَمُ
وُقُوعُهَا فِي الضَّرْبِ وَالْعَرُوضِ *** وَهَكَذَا يَلْحَظُهَا الْعَرُوضِي
وَعِلَلُ النَّقْصِ مَعَ الزِّيَادَهْ *** تُبْدِيهُمَا فِيمَا تَرَى الْإِفَادَهْ
فَعَقِبَ الْمَجْمُوعِ زِدْ خَفِيفَا *** يَجِئْكَ تَرْفِيلٌ بَدَا طَرِيفَا
كَقَوْلَةِ ابْنِ الْفَارِضِ الشَّرِيفِ *** فِي قَوْلِهِ الْمُنَزَّهِ الْعَفِيفِ
( غَيْرِي عَلَى السُّلْوَانِ قَادِرْ ) بَعْدَهَا *** ( سِوَايَ فِي الْعُشَّاقِ غَادِرْ ) فَازْدَهَى
وَعَقِبَ الْمَجْمُوعِ زِدْهُ سَاكِنَا *** تَجِدْهُ تَذْيِيلًا جَمِيلًا مَاكِنَا
وَسَاكِنًا فِي عَقِبِ الْخَفِيفِ *** تَجِدْهُ تَسْبِيغًا مِنَ الطَّرِيفِ
وَخَصَّصُوا الْمَجْزُوءَ بِالزِّيَادَهْ *** لِكَوْنِهَا كَعِوَضٍ مُرَادَهْ
وَسَمِّ حَذْفَكَ الْخَفِيفَ حَذْفَا *** وَهْوَ مَعَ الْعَصْبِ يَكُونُ قَطْفَا
فَفِي (مَفَاعِيلُنْ) تَرَى (مَفَاعِي) *** فَإِنَّهُ حَذْفُ يَدٍ صَنَاعِ
وَفِي عَرُوضِ وَافِرٍ (مُفَاعَلْ) *** فَإِنَّهُ بِالْقَطْفِ قَدْ تَفَاعَلْ
وَحَذْفُنَا لِسَاكِنِ الْمَجْمُوعِ *** تَسْكِينُ مَا قَبْلُ بِقَطْعٍ رُوعِي 7
وَهْوَ مَعَ الْحَذْفِ يَصِيرُ بَتْرَا *** لِشَطْرِهِ الْجُزْءَ الْمُفِيدَ شَطْرَا 8
وَحَذْفُنَا لِسَاكِنٍ بِالسَّبَبِ *** إِسْكَانُنَا مُحَرَّكًا قَصْرًا حُبِي
وَحَذْفُنَا لِلْوَتَدِ الْمَجْمُوعِ *** بِحَذَذٍ يُعْرَفُ لِلْجَمِيعِ
وَحَذْفُنَا لِلْوَتَدِ الْمَفْرُوقِ *** صَلْمٌ كَحَذْفِ (لَاتَ) فِي الْفُرُوقِ 9
إِسْكَانُنَا لِسَابِعِ الْمُحَرَّكِ *** وَقْفٌ وَلَكِنْ حَذْفُهُ كَسْفٌ ذُكِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ لم يبيِّنِ الشيخُ أنَّ الزحافَ يكونُ إٍِمَّا بحذفِ الحركةِ ، وإمَّا بحذفِ الحرفِ
وقد أشارَ إلى هذا بعضُهم بقولِه :
ثمَّ الزحافُ قد أتَى بالْحَذْفِ *** يا صاحِ في حرَكةٍ أو حرفِ
أوْ قلْ كَما قالَ أولو المتونِ *** يكونُ بالحذفِ وبالتَّسْكِينِ
2 ـ ومثلُ ذلك خبنُ عروضِ البسيطِ ؛ إذ يجري فيه مجرى العلةِ في اللزُومِ
3 ـ دليلُنا اخْتِصاصُها بالثاني *** منْ سببٍ قدْ جاءَ في البنيانِ
وأنَّها في الحشوِ أيضًا تدخلُ *** ثمَّ تزولُ عنه أو تنتقلُ
وليعلمْ إخواني أني آثرتُ في الضبطِ هنا سلَامةَ التفعيلةِ على القطعِ ، مادام ذلك لا يُؤدي إلى عيبٍ من عيوبِ القوافي ، أمَّا في مثل :
وَعِلَلُ النَّقْصِ مَعَ الزِّيَادَهْ *** تُبْدِيهُمَا فِيمَا تَرَى الْإِفَادَهْ
فالواجبُ القطعُ وإلا وقعْنا في الإقواءِ الَّذي هو اختلافُ المجرى بالجمع بين الضم والكسر
4 ـ لأنَّ هذه الحروفَ لا تكون ثوانيَ أسبابٍ ؛ فأمَّا الأوَّلُ فواضحٌ ، وأما الثالثُ فلِأنَّه إما أن يكونَ أولَ سبب أو أول وتد أو آخر وتد ، وأما السادس فلا يقعُ فيه الزحافُ ؛ لأنه إما أن يكونَ أوَّلَ سببٍ أو ثانيَ وتدٍ من الأوتاد
5 ـ في النسخة المطبوعة : متعلن وهو خطأٌ طباعيٌّ ، وأودُّ أن أشيرَ هنا إلى أنَّ أهلَ العروضِ ينقلون التفعيلةَ التي زُوحفتْ أو أُعلَّت إلى صيغةٍ أخرى ؛ ولهذا قيل :
وينبغي عليَّ أنْ أشيرَا *** هنا إلى ما يتبعُ التغييرا
فَبالزحافِ تنقلُ التفعيلهْ *** وعلَّةٍ لصيغةٍ جميلهْ
فإنْ طويْت مثلًا : مستفعلن *** فقل بها حينئذٍ : مفتعلن
وقسْ على هذا المثال والنمط *** مقتديًا متبعًا دونَ شططْ
لكنْ أصرَّ الشيخُ على الإبقاءِ على الصيغةِ الأصليةِ مع إحداث التغييرِ فيها تسهيلًا على المتعلمين .
6 ـ تكلَّم الشيخُ في هذا البيتِ والذي يليه عن الزحافِ المزدوج ، وهُو لا يُوجد إلا في الجُزْءِ السُّبَاعيِّ ؛ حيثُ يُوجَدُ سببانِ
7 ـ كلمةُ : تسكين هنا مرفوعةٌ عطفًا على : حذفنا مع إسقاطِ العاطفِ للضرورة ، والأصلُ : حذفُنا وتسكينُ ، وكذلك إسكاننا في قوله :
وَحَذْفُنَا لِسَاكِنٍ بِالسَّبَبِ *** إِسْكَانُنَا مُحَرَّكًا قَصْرًا حُبِي
8 ـ كلمةُ : شطرًا هنا مفعولٌ مطلقٌ ، والعاملُ فيه المصدرُ : لشطره
9 ـ أي كحذف : ( لات ) من التفعيلةِ ذاتِ الوتدِ المفروقِ
يُتبعُ ـ إن شاءَ اللهُ ـ
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
أَسْمَاءُ الْبُحُورِ وَأَعَارِيضِهَا وَأَضْرُبِهَا
وَهَذِهِ بُحُورُهُمْ مَجْمُوعَهْ *** كَمَا يَلِي فِي كَلِمٍ مَسْمُوعَهْ
جَمَعْتُهَا كَمَا رَوَوْا مُرَتَّبَهْ *** حَتَى تَنَالَ فِي الْقَبُولِ مَرْتَبَهْ
( طُولٌ مَدِيدٌ بَسْطُ وَفْرٍ كَامِلُ *** أَهْزِجْ وَأَرْجِزْ مُرْمِلًا يَا فَاضِلُ )
( أَسْرِعْ سَرَاحًا خَفَّ مِنْ مُضَارِعِ *** مُقْتَضَبٌ مُجْتَثُّ قُرْبٍ نَافِعِ ) 1
الطَّوِيلُ
وَبَدَءُوا الْبُحُورَ بِالطَّوِيلِ *** لِأَنَّهُ أَتَمُّهَا فِي الْقِيلِ
لَا الْجَزْءُ فِيهِ دَاخِلٌ وَلَا انْشَطَرْ *** وَلَا بِنَهْكٍ شَطَرُوهُ فِي الْأَثَرْ 2
وَهْوَ (فَعُولُنْ) وَ (مَفَاعِيلُنْ) يُرَى *** مُكَرَّرًا مُحَرَّرًا لِمَنْ يَرَى
عَرُوضُهُ وَاحِدَةٌ مَقْبُوضَهْ *** أَضْرُبُهَا ثَلَاثَةٌ مَفْرُوضَهْ
أَوَّلُهَا الصَّحِيحُ خَيْرُ نَوْعِ *** كَقَوْلِهِ (لَمْ أُعْطِكُمْ بِالطَّوْعِ)
وَالثَّانِ وَهْوَ مِثْلُهَا مَقْبُوضُ *** (يَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ تَرُوضُ) 3
وَالثَّالِثُ الْمَحْذُوفُ (كَأَقِيمُوا*** عَنَّا بَنِي النُّعْمَانِ تَسْتَقِيمُوا) 4
الْمَدِيدُ
وَفِي الْمَدِيدِ (فَاعِلَاتُنْ فَاعِلُنْ) *** قَدْ كَرَّرُوا وَهْوَ ثَقِيلٌ لَمْ يَهُنْ
لِذَلِكُمْ قَدْ قَلَّ الِاسْتِعْمَالُ *** لَهُ وَنَالَ وِرْدَهُ الْإِهْمَالُ
وَهْوَ وُجُوبًا قَدْ أَتَى مَجْزُوَّا *** وَقَدْ رَأَوْا تَمَامَهُ نُبُوَّا
لَهُ أَعَارِيضُ ثَلَاثَةٌ تُرَى *** وَسِتَّةٌ أَضْرُبُهُ لِمَنْ يَرَى5
صَحِيحَةٌ وَضَرْبُهَا جَا مِثْلَهَا *** (كَيَا لَبَكْرٍ أنْشِرُوا لِي فَحْلَهَا) 6
مَحْذُوفَةٌ أَضْرُبُهَا ثَلَاثَهْ *** إِلَيْكَ أُزْجِي هَذِهِ الثَّلَاثَهْ
الْأَوَّلُ الْمَقْصُورُ قَدْ وَزَنْتُهُ *** فِي ( لَا يَغُرَّنَّ امْرَأً) قَرَأْتُهُ
وَالثَّانِي كَعَرُوضِهِ مَحْذُوفُ *** فِي (إِعْلَمُوا أَنِّي لَكُمْ) مَعْرُوفُ 7
وَالثَّالِثُ الْأَبْتَرُ فَهْوَ وَاضِحُ *** فِي (إِنَّمَا الذَّلْفَاءُ) بَادٍ لَائِحُ
مَحْذُوفَةٌ مَخْبُونَةٌ ضَرْبَانِ *** ضَرْبٌ يَجِيءُ مِثْلَهَا سِيَّانِ
فِي (لِلْفَتَى عَقْلٌ بِهِ يَرُومُ) *** وَ(حَيْثُ تَهْدِي سَاقَهُ يَقُومُ)
وَالْآخَرُ الْأَبْتَرُ (رُبَّ نَارِ) *** قَدْ بَيَّنَتْهُ الْيَوْمَ كَالنَّهَارِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ أرادَ الشيخُ ـ رحمه اللهُ ـ أنْ يذكرَ في هذين البيتين أسماءَ البحورِ على ترتيبِ ما ذكره أهلُ العروض ، ولا يخفى أنَّ الوزن لم يمكِّنْه من ذكر أسماءِ البحور صريحةً ، فذكرها تلميحًا ، يذكرها معطوفةً مع إسقاطِ العاطفِ تارة ، وتارة يصرِّح بالعاطفِ ، وتارة يستخدم الإضافةَ ، وهي لا معنى لها هنا ، كما في : بَسْطُ وَفْرٍ ، وكما في : مُجْتَثُ قُرْبٍ ؛ لأنَّ غرضَهُ إنَّما انصرفَ إلى حصر البحورِ دون مراعاةٍ لمعنًى ، وهل يستقيمُ لقولِه : أرجزْ مرملا معنًى ؟
هذا ، وقد سبقَه إلى ذلك بعضُهم ، فقالَ من الطويل :
طويل مديد فالبسيطُ فوافرٌ *** فكاملُ أهزاجِ الأراجزِ أرملا
سريعٌ سراحٌ فالخفيفُ مضارعٌ *** فمقتضبٌ مجتثُ قربٍ لتفضلا
والملاحظُ أنَّ الرجلين لم يذْكرا المتدارك .
2 ـ ليس لقوله : ( شطروه ) بعد قولِه : ولا بنهكٍ معنًي ؛ حيثُ إنَّ النهك غيرُ الشطر ، وقد ذكر الشطر في قوله : ولا انشطر ، ولو قال رحمه الله :
لَا الْجَزْءُ فِيهِ دَاخِلٌ وَلَا انْشَطَرْ *** وَلَا بِنَهْكٍ قَدْ رَوَوْهُ فِي الْأَثَرْ
لكان أفضلَ ، واللهُ أعلم .
3 ـ رسمتُ كلمة ـ الثاني في قولِه :
وَالثَّانِ وَهْوَ مِثْلُهَا مَقْبُوضُ *** (يَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ تَرُوضُ)
بِحَذْفِ الْيَاءِ خَطًّا ، ولا تنطقُ لفْظًا ؛ لِسَبَبَيْنِ :
أـ لأنَّ الْوَزْنَ يَقْتَضِي ذلِكَ ،
ب ـ ثُمَّ إنَّ هَذا لُغَةٌ لِبعْضِ قبائلِ الْعَرَبِ ؛ حَيْثُ يَحْذِفُونَ مِنَ الْمَنقُوصِ الْمُفْرَدِ الْمُقْتَرِنِ بِأَلْ يَاءَه فِي حَالَتَيِ الرَّفْعِ وَالْجَرِّ ، وَبِلُغَتِهِمْ جَاءَ الْقُرْآنُ الْكَريمُ ، مِثْلُ كلمةِ : ( الْبَادِ ) فِي قولِهِ :
( الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ) أَيِ البَادِي ،
وَمِثلُ كلمةِ : ( بِالْوَادِ ) فِي قولِهِ :
( وَثَمُود الَّذينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ) أَيْ بِالْوَادِي
وَمثْلُ كَلِمَةِ : ( الْمُتَعَالِ ) فِي قوْلِهِ :
( الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ) أَيِ الْمُتَعَالِي
لِهذين السَّبَبَيْنِ ، رَسَمْتُ الْكَلِمَةَ بِحَذْفِ الْيَاءِ خَطًّا ، كَمَا تُنطَقُ بِحَذْفِهَا لفْظًا ، وَيُمْكنُ الْجَمْعُ بينَ السببينِ بِقَوْلِنَا : إنَّ الشَّيْخَ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ اخْتَارَ هَذِهِ اللُّغَةَ ؛ لِيَسْتَقِيمَ لَهُ الْوَزْنُ
4 ـ هذا البيت وزنه غيرُ مستقيمٍ ، ولو أنَّه ـ رحمه اللهُ ـ قال :
وَالثَّالِثُ الْمَخْذُوفُ فِي ( أَقِيمُوا*** عَنَّا بَنِي النُّعْمَانِ تَسْتَقِيمُوا)
لصلحَ الوزن ، واستقام .
5 ـ الوزن مستقيم مع منع كلمةِ : أعاريض من الصرفِ ؛ ولذلك لمْ أصرفْها كما يفعلُ بعضُهم ؛ لأن الصرفَ إنما يكونُ مع الضرورةِ
6ـ الفعل : أَنْشِرُوا أمرٌ من الفعلِ الرباعيِّ ، ويُخْطئُ من يضبطُه في الشاهدِ أمرًا من الثلاثيِّ : انشُروا ؛ إذْ يختلُّ به الوزنُ في الشاهد الشعري إلا إذا قطعَ همزةَ الوصلِ للضَّرورةِ .
7 ـ همزة : اعلموا همزةُ وصلٍ ، ولكن لما بُدِئَ بها الشاهدُ نُطِقتْ قطعًا ، والشَّيخُ إنما يشيرُ إلى الشاهدِ فقطعَ الهمزةَ ، ولكي يستقيمَ له الوزنُ ، ولو قالَ ـ رحمه اللهُ ـ :
وَفِي (اعْلَمُوا أَنِّي لَكُمْ) مَعْرُوفُ لجازَ ، لكنِ الأهمُّ هنا هو أنَّ الشطرَ الأوَّلَ وهو : ( وَالثَّانِي كَعَرُوضِهِ مَحْذُوفُ ) مكسورٌ ، ولو قالَ ـ رحمه اللهُ ـ :
( وَالثَّانِ كَالْعَرُوضِ ذِي مَحْذُوفُ ) لاستقامَ
يُتبعُ ـ إن شاءَ اللهُ ـ
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الْبَسِيطُ
وَالثَّالِثُ الْبَسِيطُ وَهْوَ بَحْرُ *** بِحَرَكَاتٍ بُسِطَتْ يَفْتَرُّ
لِذَلِكُمْ سُمِّيَ بِالْبَسِيطِ *** فَعِيلُهُ الْمَفْعُولُ لِلْمُحِيطِ 1
أَجْزَاؤُهُ (مُسْتَفْعِلُنْ وَفَاعِلُنْ) *** إِنْ كُرِّرَتْ يَظْهَرْ لَدَيْكَ وَيَبِنْ 2
لَهُ أَعَارِيضُ بَدَتْ ثَلَاثَهْ *** أَضْرُبُهُ ضِعْفٌ لِذِي الثَّلَاثَهْ
مَخْبُونَةٌ أَتَتْ لَهَا ضَرْبَانِ ***الْأَوَّلُ جَا مِثْلَهَا سِيَّانِ 3
( يَا حَارِ لَا ) مِثَالُهُ الْمَشْهُورُ *** حَيْثُ يَدُورُ خَبْنُهُ يَدُورُ 4
وَالْآخَرُ الْمَقْطُوعُ فِي (سُرْحُوبُ *** مَعْرُوقَةُ اللَّحْيَيْنِ) مَا يَنُوبُ 5
مَجْزُوءَةٌ وَقَدْ أَتَتْ صَحِيحَهْ *** أَضْرُبُهَا ثَلَاثَةٌ فَصِيحَهْ
الْأَوَّلُ الْمَجْزُوءُ وَالْمُذَالُ *** (إِنَّا ذَمَمْنَا) وَزْنُهُ مِثَالُ 6
وَالثَّانِ مِثْلُهَا أَتَى صَحِيحَا *** (مَاذَا وُقُوفِي) قَدْ أَتَى فَصِيحَا 7
وَالثَّالِثُ الْمَجْزُوءُ وَالْمَقْطُوعُ *** فِي قَوْلِهِ (سِيرُوا مَعًا) مَسْمُوعُ
مَجْزُوءَةٌ مَقْطُوعَةٌ وَضَرْبُهَا *** جَا مِثْلَهَا وَكُلُّ هَذَا دَأْبُهَا
(مَا هَيَّجَ الشَّوْقَ مِنَ الْأَطْلَالِ) *** كَشَاهِدٍ لَهُ وَكَالْمِثَالِ 8
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ يقْصِدُ الشيخُ أنَّ البسِيطَ : فعِيلٌ بمعْنَى مفعُولٍ ، كقتيلٍ بمعْنَى مقتول ؛ فالبسيطُ بمعْني المبسوط
2 ـ وَقالَ النَّاظمُ :
مُستفعِلُنْ وفَاعِلنْ جَاءَا مَعَا *** يُكَرَّرَانِ لِلْبَسِيطِ أَرْبَعَا
3 ـ لَا يَخْفَى أنَّ البيتَ بهذه الصورةِ غيْرُ موزُونٍ ، ولكيْ يكونَ موزونًا يجب أنْ ننقلُ حركةَ الهمزةِ في كلمةِ : الأول إلى اللَّامِ السَّاكنةِ قبلها ، ثُمَّ نُسقِطُ الهمزةَ ، ثمَّ ننطقُ الكلمَةَ بِلا همْزةِ وَصَلٍ ، بلْ نبدأُ باللَّام هَكذا : ( لُوَّلُ ) ؛ ثُمَّ نقولُ : جاءَ لَا : جَا ؛ وبِهَذا يستقيمُ الْوَزْنُ ؛ وعليهِ يجبُ أنْ يكونَ الضبطُ هكذا :
مَخْبُونَةٌ أَتَتْ لَهَا ضَرْبَانِ ***اْلَاْوَّلُ جَاءَ مِثْلَهَا سِيَّانِ
وقد وَضَعْتُ فوْقَ همْزةِ الْوَصْلِ وفوْق الْهَمْزَةِ بَعْدَ نقلِ حركتِها علامةَ السكونِ إشارةً إلى عَدَمِ النطقِ بهما ، ولوْ أنَّ الشيخَ ـ رحمَه اللهُ ـ قالَ :
مَخْبُونَةٌ أَتَتْ لَهَا ضَرْبَانِ ***فَأَوَّلٌ جَا مِثْلَهَا سِيَّانِ
لاستقامَ الوزْنُ أيْضًا
4 ـ يقْصِدُ الشَّيخُ أَنَّ الضَّربَ الأوَّلَ للعَرُوضِ المخبونةِ حَيْثُمَا دارَ وَقعَ مَخْبونًا ؛ فجملةُ : خبنُه يَدُورُ جزاءٌ ل : حيثُ يدورُ ، والذي يُؤخذُ عليهِ أنَّه جازَى بحيثُ دُونَ أنْ يلزمَها : مَا ، وأنَّهُ لم يقرنْ الجوابَ بالفاءِ وهو جملة اسمية ، لكن هذا أعني ترْكَ الفاءِ في الجوابِ حيثُ وجبتْ يَجوزُ ضَرُورَةً ، ويمكنُ أنْ نقولَ ـ وهو الأفضلُ ـ إنَّ ثمَّة تقديمًا وَتأخيرًا وقعَ في الكلامِ ضرورةً ، والأصلُ : خبنُه يدُورُ حيثُ يدورُ ، لَكِنْ كمَا قلْتُ : ألْجأتْهُ الضَّرُورَةُ إلَى فِعْلِ ما فَعَلَ
5 ـ وقعتْ كلمةُ : سُرحُوب في النُّسْخةِ الورقيَّةِ بالجيمِ لا الحاءِ ، وهو خَطأٌ طبَاعيٌّ
6 ـ قوله : إنَّا ذَمَمْنا إشَارةٌ إلى قولِ الشاعرِ :
إنَّا ذَمَمْنا على مَا خيَّلت *** سَعدُ بنُ زيدٍ وعمْرٌو مِنْ تَمِيمِ
وقد رُوِيَ الفِعلُ : ( ذمَمْنا ) بِالذَّال أيْ : عِبْنا وهجَوْنا ، وبالدَّال أي : أهلكْنا ، لكنِ الَّذي ينبَغِي الإشَارةُ إليه هُو أنَّ الفعلَ بوجْهيهِ ليسَ مبنيًّا للمفعولِ بلْ هو مبنِيٌّ للفاعلِ على الأظهرِ كمَا أشارَ إليهِ الدمنهوريُّ فِي حَاشيتِهِ الكبْرَى على متنِ الكافِي ، والمَعنى على ما يَقولُ : إننا عبْنا وهجَوْنا أو أهلكنا هاتينِ القبيلتينِ بسببِ مَا خيَّلتاهُ ولبَّسَتاهُ عَلينا مِنَ الْخَدِيعةِ ، واللهُ أعلمُ
7 ـ حذفْتُ ياءَ كلمةِ : الثانِي فِي قولِه :
وَالثَّانِ مِثْلُهَا أَتَى صَحِيحَا *** (مَاذَا وُقُوفِي) قَدْ أَتَى فَصِيحَا
وقدْ سبقَ أنْ أشَرْتُ إلى ذَلك .
8 ـ وإذا وقعَ الخبْنُ في هذا النوعِ فهذا الَّذي يُدعَى بالْمُخلَّع ، ولَمْ يُشِرْ إليهِ الشَّيخُ ، وقَدْ أَشرْتُ إليهِ بِقَولِي :
وَمنْهُ ما يَدْعُونه مُخلَّعَا *** إنْ حَلَّ خبْنُ في الَّذي قدْ قُطِعَا
فَهْوَ عَلَى هَذَا كَمَا تقُولُ *** مُسْتفْعِلُنْ وفاعلنْ فَعُولُ
والْخَبْنُ ذا لِحُسْنِه يُلْتزَمُ *** وَهُوَ مِنْ لُزُومِ مَا لَا يَلْزَمُ
ويُعْجِبُني هنا قولُ القائلِ مُنْتقِدًا العَرُوضَ وأهلَهُ مِنَ المخلَّعِ :
مُستفعلنْ فاعلنْ فَعُولُ *** مسَائلٌ كلُّهَا فُضُولُ
قدْ كَانَ شِعْرُ الْوَرَى صَحِيحًا *** مِنْ قَبْلِ أنْ يُخْلَقَ الْخَلِيلُ
يُتبَع ُ ـ إنْ شَاءَ اللهُ ـ
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الْوَافِرُ
وَالْوَافِرُ الْمَوْفُورُ فِي الْأَجْزَاءِ *** وَالْحَرَكَاتِ إِنْ بَدَا لِلرَّائِي 1
أَجْزَاؤُهُ فِي (عَلَتُنْ) بَعْدَ (مُفَا) *** فِي سِتِّ مَرَّاتٍ تَكُونُ مُنْصِفَا 2
عَرُوضُهُ الْأُولَى أَتَتْ مَقْطُوفَهْ *** وَمِثْلُهَا ضَرْبٌ فَخُذْ قُطُوفَهْ
مِنْ قَوْلِهِ (نَسُوقُهَا غِزَارُ) *** ( قُرُونُهَا الْعِصِيُّ ) إِذْ تُثَارُ 3
أُخْرَاهُمَا مَجْزُوءَةٌ صَحِيحَهْ *** مَثِيلُهَا ضَرْبٌ فَخُذْ فَصِيحَهْ
مِنْ قَوْلِهِ (حَبْلُكَ وَاهِنٌ خَلَقْ) *** إِنْ قُرِئَ الْبَيْتُ صَحِيحًا ائْتَلَقْ 4
وَضَرْبُهَا الثَّانِي أَتَى مَعْصُوبَا *** مِنْ بَعْدِ جَزْءٍ قَلَّلَ الْأُسْلُوبَا
كَقَوْلِهِ (أُعَاتِبُ الْأَلِيفَهْ *** فَتُغْضِبُ الْقَلْبَ وَذِي مُخِيفَهْ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ يقْصدُ الشَّيخُ بوفُورِ الأجزاءِ وفُورَ أوْتادِها ، وهذَا أحَدُ وجهين وَرَدَا في تعْلِيلِ تَسْميتِه بالْوَافِرِ ، والْوَجْهُ الآخَرُ وفُورُ حَرَكاتِه ؛ لأنَّه ليس في أجزاءِ البحورِ أكثرُ حركاتٍ من أجزائه ، وَ لْيعلمْ إخواني أنَّ كلَّ ما قيلَ في تعليلِ أسماءِ البحورِ غيرُ مسلَّم به ، وما يقالُ في بحرٍ قد ينطبقُ على آخرَ ، وكلُّ هذا لا قيمةَ لهُ ، ولا فائدةَ منه تُرْتَجَى ؛ ولهذا قلتُ :
وَقدْ تسمَّى وافرًا لوفرَةِ *** فِي الْحَرَكَات عنْدَه وَكثْرَةِ
وَقِيلَ غير ذا فلا ترَاعٍ *** إِذْ كلُّهُ مِنْ سقَطِ المتاعِ
2 ـ قِيلَ في وزْنه :
كرِّرْ مُفَاعَلْتُنْ بفتْحِ اللَّامِ *** ستًّا لِوَافِرِ الْبُحُورِ الطَّامِي
3 ـ المقتبِسُ من الراجزين إمَّا أن ينقلَ النصَّ المقتبسَ بلفظِهِ إذا طابقَ الوزنَ والقافية ، وإمَّا أنْ يشيرَ إليه كما قلتُ :
أسوقُها بالنصِّ إن تُوافِ *** تطابقُ الأوزانَ والقوافِي
وربَّما تُساقُ بالْإشارةِ *** إنْ ضاقَ نظمُنا عَنِ العبارةِ
والشيخُ ـ رحمه اللهُ ـ لم يخرجْ عن هذا ، فهو قدْ يشيرُ إلى الشاهدِ بذكرِ بعضِ كلماتِه ، وقد يشيرُ إليه بذكرِ معناه ، وقد يجمعُ بينهما ، وقد التزمتُ في الضبطِ أنْ أحكيَ الألفاظَ بضبطِهَا الأصليِّ في شواهدِها إذا أشارَ الشيخُ إلى الشاهد بذكرِ بعضِ كلماتِه ولم تتسقْ معنًى كما في : غزار فهي مرفوعة لأنَّها في الأصل نعتٌ لمرفوع ولا يجوزُ نصبها هنا على الحالية ؛ لأنَّه مخالفٌ لقصدِ الشَّاعر، وأمَّا في : قرونها العصي فقد رفعتُ القرونَ على الابتداء والعصي خبرها ، وإن كانتِ القرونُ في الأصلِ اسمًا لِكأنَّ ، وكذلك رفعتُ كلمة : ( حبلك ) في قوْلِ الشَّيخِ :
مِنْ قَوْلِهِ (حَبْلَكَ وَاهِنٌ خَلَقْ)
ـ رفعتُها ـ على الابتداء وإنْ كانتْ في الأصلِ اسْمًا لِأنَّ في قولِ الشَّاعر ؛ وذلك لاتِّساقِ المعاني
4 ـ قالَ في المصبَاح : خلُق الثَّوبُ بالضمِّ إذا بلي فهو خَلَق بفتحتين ، وجوَّز الشيخُ السجاعي في اللام الفتحَ والكسرَ ؛ ولهذا اخترْتُ فِي الضَّبْطِ فتحَ لام الكلمةِ لصحَّته أوَّلًا ، وحتَّى لا أُوقعَ الشَّيخَ فِي سنادِ التَّوْجِيهِ الَّذِي هو اختلَافُ حَرَكَةِ مَا قبْلَ الرَّوِيِّ الْمُقيَّدِ ، وإنْ كان السنَادُ جَائزًا لمثلِه ومثلِي ،
بقيَ أنْ أشيرَ إلَى ما هو الأهمُّ هُنا ، وهو أنِّي وَجَدْتُ هذا الْبيتَ فِي النُّسْخَةِ الورقيَّةِ والمرفوعةِ علَى الشبكةِ هَكَذا :
مِنْ قَوْلِهِ (حَبْلُكَ وَاهِنٌ خَلَقْ) *** إِنْ قُرِئَ الْبَيْتُ صَحِيحًا لا ائْتَلَقْ
بنفْي الْفِعْلِ : ائتلق ، ومعلومٌ أنَّ الشيخَ يريدُ أنْ يُثبتَ الائتلاقَ للشَّاهِدِ إن قُرِئَ الْبَيْتُ صَحِيحًا لَا أنْ ينفيَه ، فيكون وجودُ : لا خطأً لَا شَكَّ فيهِ ، ثُمَّ تسَاءلْتُ : وَلِمَ لَا يكُونُ الْفِعلُ : لائتلق بِدُخُولِ اللَّامِ عَلَى الْجَوَابِ ؟ لكِنْ قلتُ إِنَّ اللَّامَ إنَّمَا تدْخُلُ فِي جَوَابِ لوْ ، فلوْ قالَ الشَّيخُ :
مِنْ قَوْلِهِ (حَبْلُكَ وَاهِنٌ خَلَقْ) *** لَوْ قُرِئَ الْبَيْتُ صَحِيحًا لَائْتَلَقْ
لاستقامَ الأمرُ ،
قدْ يُقالُ ألا يُمْكنُ أنْ تكونَ اللَّامُ واقعةً في جَوابِ قَسَمٍ يُغْنِي عَنْ جَوَابِ الشَّرْطِ ؟ وَأقُولُ أيْنَ رَائِحَةُ الْقَسَمِ هُنَا ؟
ثمَّ رَجَعْتُ إلَى نفسي قائِلًا : ولمَاذا اللَّامُ ـ والوزْنُ مستقيمٌ بدونِها ـ ؟
خلاصةُ القولِ أنَّ البيتَ إمَّا أنْ يكونَ :
مِنْ قَوْلِهِ (حَبْلُكَ وَاهِنٌ خَلَقْ) *** إِنْ قُرِئَ الْبَيْتُ صَحِيحًا ائْتَلَقْ
وَإمَّا أنْ يكُونَ :
مِنْ قَوْلِهِ (حَبْلُكَ وَاهِنٌ خَلَقْ) *** لَوْ قُرِئَ الْبَيْتُ صَحِيحًا لَائْتَلَقْ
هذا ، واللهُ أعلمُ
وأخيرًا أودُّ أنْ أشيرَ إلى أنَّ العصبَ إذَا حَلَّ بِالْوَافرِ الْمَجْزُوءِ انقلَبَ أوْ صارَ كالْهَزَجِ الصَّحِيحِ ، وهُنا نبْحَثُ فِي القصيدةِ عنْ جزءٍ لم يعصب فإنْ وُجد فالقصيدةُ من الوافرِ ، وَإِذَا فقدْنا هَذا الْجُزْءَ فَالقصيدَةُ مِنَ الهَزَجِ بِاعْتبَارِ الأصلِ ، وقدْ أشَرْتُ إلَى هَذا بقوْلِي :
واعْلَمْ بِأَنَّ الْعَصْبَ فِي الْمجْزُوِّ *** يجْعلُه كالرَّجَزِ الْمَتلُوِّ
وَالْفَصْلُ إِنْ وَجَدْتَ جزءًا سَلِمَا *** مِنْ ذَلِكَ الْعَصْبِ فَوَافِرٌ نَمَا
وحَيْثُما فقَدْتَ مَا لمْ ينعَصِبْ *** فَهَزَجٌ بِحَسَبِ الْأَصْلِ يَجِبْ
يُتبعُ ـ إنْ شاءَ اللهُ ـ
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الْكَامِلُ
وَالْخَامِسُ الْكَامِلُ ذُو الْكَمَالِ *** فِي الْحَرَكَاتِ مَضْرِبُ الْأَمْثَالِ
فَـ ( مُتَفَاعِلُنْ ) إِذَا تُكَرَّرُ *** لِسِتِّ مَرَّاتٍ تَرَاهُ يَظْهَرُ
أُولَى الْأَعَارِيضِ لَهَا التَّمَامُ *** كَذَلِكَ الضَّرْبُ فَلَا يُضَامُ
بِعِلَّةٍ وَإِنْ أَتَى الزِّحَافُ *** فَلَا يُعَابُ فِيهِمَا اخْتِلَافُ 1
كَمَا رَوَوْا لِعَنْتَرٍ إِذْ قَالَا *** ( إِذَا صَحَوْتُ مَا أَحُوزُ مَالَا )
وَضَرْبُهَا الثَّانِي أَتَى مَقْطُوعَا *** ( إِذَا دَعَوْنَكَ ) أَتَى مَسْمُوعَا 2
وَثَالِثٌ لَهَا أَحَذُّ مُضْمَرُ *** فِي ( دَرَسَتْ وَقَدْ مَحَاهَا الْمَطَرُ ) 3
عَرُوضُهُ التَّالِيَّةُ الْحَذَّاءُ *** وَمِثْلُهَا ضَرْبٌ لَهُ رُوَاءُ 4
فِي ( دِمَنٌ عَفَتْ ) تَرَاهُ بَانَا *** وَمَنْ رَوَى أَشْعَارَهُمْ أَبَانَا
وَضَرْبُهَا الثَّانِي أَحَذُّ مُضْمَرُ *** فِي ( أَنْتَ أَشْجَعُ ) رُؤَاهُ تَظْهَرُ
ثَالِثَةٌ مَجْزُوءَةٌ صَحِيحَةُ *** أَضْرُبُهَا أَرْبَعَةٌ فَصِيحَةُ 5
أَوَّلُهَا الْمَجْزُوءُ وَالْمُرَفَّلُ *** فِي ( قَدْ سَبَقْتَهُمْ إِلَيَّ ) يَرْفُلُ
وَالثَّانِ مَجْزُوءٌ مُذَالٌ بَيْتُهُ *** فِي (جَدَثٌ يَكُونُ) قَدْ رَأَيْتُهُ
وَثَالِثٌ مِثْلُ الْعَرُوضِ جَاءَ *** ( إِذَا افْتَقَرْتَ لَا تَكُنْ بَكَّاءَ )
وَالرَّابِعُ الْمَجْزُوءُ وَالْمَقْطُوعُ *** (إِذَا هُمُ قَدْ ذَكَرُوا) مَسْمُوعُ 6
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ اعْلمْ أنَّ الْعَرُوضَ لَا تُوصَفُ بالتَّمامِ إلا بِاجْتِمَاعِ شَرْطينِ :
أ ـ أنْ تكُونَ في بيتٍ قد استوفى بحْرُهُ جميعَ أجزاءِ دائرَتِهِ ، فَلَا تَمَامَ لِعَرُوضٍ فِي مجْزوءٍ ولا مَشْطُورٍ ولا منْهُوكٍ
ب ـ ألَّا تتلبَّسَ بنقْصٍ لازمٍ ؛ وعليه فلا تمَامَ لعروضٍ دخلَها شَيءٌ مِنَ التَّغْييراتِ الْعلِّيَّة أو الزِّحافاتِ الَّتي تجْري مجْراهَا في اللُّزُوم كخبنِ عَرُوضِ البَسِيطِ ، وقبضِ عَروضِ الطَّويلِ
هذانِ همَا شرْطَا وَصْفِ العَرُوضِ بالتَّمامِ ، فإذا اخْتلَّ أَحَدُ هَذِينِ فلا تمَامَ ـ كمَا قلْتُ ـ بلْ تُوصَفُ بمَا تستحقُّهُ ، فإذا استوْفَى الْبَيْتُ أجْزَاءَهُ ، وكانتِ العَرُوضُ مقطُوعةً سُمِّيتْ مقطوعَةً ، وإذا كانَ البيتُ مَجْزُوءًا وَسلمَتِ العروضُ من الْعللِ والزِّحافات اللَّازمةِ سُمِّيتْ صَحِيحَةً
واعلمْ بِأنَّ الزِّحاف الَّذي لا يلْزَمُ لا يمْنعُ منْ وصفِ العَرُوضِ بالتَّمَامِ ، وما يُقالُ في تَمامِ العروض يُقالُ في الضَّربِ ، وهذا هو معْنَى قولِ الشَّيخ ـ رحمَه الله ـ :
فلا يُضامُ بِعِلَّةٍ أي لا يُصابُ بِعلَّةٍ وَإنْ دخَلَهُ زِِحَافٌ غَيرُ لَازمٍ ، وقوْلُهُ :
فَلَا يُعَابُ فِيهِمَا اخْتِلَافُ
أيْ يَجُوزُ أنْ يُوصَفَ العروضُ والضَّربُ بالتَّمام وإنْ اختلفَا بزحَافٍ غَيْرِ لَازمٍ ، فَيجُوزُ أن تكُونَ الْعَرُوضَ التَّامةُ فِي الكاملِ مُضْمَرَةً وكذلك الضربُ ، ويجوزُ أنْ يكونَ أحدُهما مضمرًا والآخرُ غيرَ مضمرٍ ، فلا يُعابُ ذلك الاختلافُ ، واللهُ أعلمُ .
2 ـ في النسخَةِ الورقيةِ والمرفوعةِ على الشبكةِ : وقعَ الفعلُ ( دعوتك ) بإسنادِه إلى التَّاءِ ، وهذا خطأٌ طباعيٌّ ؛ فالفعلُ مُسْندٌ إلى نُونِ النسوةِ
3 ـ لم أصْرفْ كلمةَ : أَحَذّ ؛ إذْ لا ضَرُورةَ لصرفِها ، والْوَزْنُ مستقيمٌ معَ تركِ التنوينِ
واعلمْ بأنَّ الفعلَ : ( دَرَسَ ) هُنا مبنيٌّ للفاعلِ لا للمفعولِ ـ كمَا في بعضِ الْكُتبِ ـ
4 ـ رُوَاء أَيْ مظْهر
5 ـ في قولِه :
ثَالِثَةٌ مَجْزُوءَةٌ صَحِيحَةُ *** أَضْرُبُهَا أَرْبَعَةٌ فَصِيحَةُ
آثرْتُ السَّلَامَةََ علَى الْقَطْعِ مَادامَ ذلكَ لا يُؤدِي إلَى اخْتِلَافِ المجْرى ، وإنْ جَازَ الْقَطْعُ ، وقدْ ذكرْتُ ذلكَ فِيمَا تقَدَّمَ
6 ـ الضميرُ : ( هم ) ينطقُ بضمِّ الميم وإشباعِها حتَّى يتولَّدَ منها الواو ؛ ولذلك يكتبه بعضُ الناس بالواو، وهذا جائزٌ ، وبَعضُهم يضَعُ بعدَ الْواوِ ألفًا ، وهذا خطأٌ ؛ فليستِ الْوَاوُ ضَميرًا
وأخيرًا أودُّ أن أشيرَ إلى أنَّه إذا أُضْمرَتْ أجزاءُ الكاملِ اشتبهَ بالرَّجزِ ذِي الأجْزاءِ الصَّحِيحَةِ ، والبيتُ المفردُ في هذه الحالةِ يُنسبُ إليهما ، والرَّجزُ فيهِ أقرَبُ ؛ لِأَنَّهُ الأصْلُ ، أمَّا إذا كانَ الْبيْتُ في قَصِيدَةٍ ، وَوَجدْنا فيها جُزْءًا غَيرَ مُضْمَرٍ فهُو أو هِيَ مِنَ الكاملِ ، وقد أشرْتُ إلى هذا بقولي :
وَبيْتُه إِنْ تُضْمَرِ الْأَجْزَاءُ بهْ *** بِالرَّجزِ الصَّحِيحِ قَطْعًا يَشْتَبِهْ
وََمِثلُ هَذَا فِي انْفِرَادٍ يُنْسَبُ *** لذينِ وَالرَّجزُ فِيهِ أقْرَبُ
وَانسبْه لِلْكَاملِ حَتْمًا لوْ تَرَى *** جُزْءًا مِنَ الأجْزَاءِ لَيْسَ مُضْمَرَا
يُتْبعُ ـ إنْ شاءَ اللهُ ـ
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
أستاذنا الكريم،

وَقَابَلُوا التَّقْطِيعَ بِالتَّفْعِيلِ *** لَمَّا أَتَتْ مُهِمَّةُ التَّفْصِيلِ
أليس الصواب: (مَهَمَّة) بفتح الميم ؟
وَأَلِفَاتُ الْوَصْلِ خُذْ كَذَلِكْ *** فَكُلُّهَا مُهْمَلَةٌ هُنَالِكْ
أليس الأولى: (وألفاتِ) بالجر ؟
وينبغي عليَّ أنْ أشيرَا *** هنا إلى ما يتبعُ التغييرا
المشهور تعدي (ينبغي) باللام، ومنه قوله تعالى: {وما ينبغي لهم}
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
أخي في الله المجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فأما عن قولك ـ بارك الله فيك ـ :
وَقَابَلُوا التَّقْطِيعَ بِالتَّفْعِيلِ *** لَمَّا أَتَتْ مُهِمَّةُ التَّفْصِيلِ
أليس الصواب: (مَهَمَّة) بفتح الميم ؟
فأقول : لقد كنتُ وضعتُ ما تقولُ ـ يا أخي ـ أمامَ عيني وأنا أضبط الكلمة ، لكن وجدتُ أن كلمة : مهمة في سياقها بعد الفعل : أتى تعني أمر التفصيل أو وظيفته ، وكنت قد قرأت في معجم الصواب اللغوي ما يصحِّحُ هذا الضبطَ بناءً على توصيات المجمع اللغوي بالقاهرة
يقول صاحب الكتاب ـ وهو لغوي كبيرٌ كما تعلم ـ :
4904 - مُهِمَّة
الجذر: هـ م م
مثال: سافر في مُهِمَّة رسمية
الرأي: مرفوضة
السبب: للخطأ في ضبط الكلمة.
المعنى: قضية أو أمر يقتضي عناية وجهدًا خاصًّا
الصواب والرتبة: -سافر في مُهِمَّة رسمية [فصيحة]-سافَرَ في مَهَمَّة رسمية [فصيحة]
التعليق: ذهب مجمع اللغة المصري إلى أنَّ الاستعمالَ المرفوضَ هو الأنسبُ للسياق المذكورِ من استعمالِ كلمة «مَهَمَّة» المصدر الميمي المصوغ من الثلاثي «هَمَّ» بمعنى: نَوَى وأراد وعَزَم على. ورأى أن «مُهِمَّة» تحمل معنى الإقلاق الذي يُراد به الحركة والتحرك، ويكون المراد: القضية، أو الأمر الذي يقتضي عناية وجهدًا خاصًّا؛ ومن ثمَّ فكلا الاستعمالين مساو في الفصاحة للآخر.
وجاء في معجم اللغة العربية :
5462 - هـ م م
مُهِمَّة [مفرد]: ج مُهِمّات ومَهَامُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل أهمَّ.
2 - ما يقوم به المندوب من عمل أو سعي "قام السفير بمُهِمَّة خارجيّة".
3 - وظيفة، توكيل أو صلاحيّة تعطى لشخص ما من أجل القيام بأمر محدّد "تمّ تكليفه بمُهِمَّة المدير".
4 - رسالة وهدف "مُهِمَّة المعلِّم شريفة" ـ المُهِمَّات: التَّجهيزات- المُهِمّات من الأمور: الشَّدائد المُحرقة.
لهذا السبب آثرت ضبط الكلمة هكذا : مُهِمَّة
هذا والله أعلم والسلام
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
أخي في الله المجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فأما قولك ـ جزاك الله خيرا ـ :
وينبغي عليَّ أنْ أشيرَا *** هنا إلى ما يتبعُ التغييرا
المشهور تعدي (ينبغي) باللام، ومنه قوله تعالى: { وما ينبغي لهم )
فأقول : أنت تعلم ـ يا أخي ـ أن هذا النظم نظمتُه صغيرًا وأنا طالبٌ ، وتعلمُ كذلك أنَّ للنظم قيودًا وأنَّ فيه ضروراتٍ ، ومع ذلك لا أعدم من يصحِّحُ قولي ، يقول الدكتور أحمد مختار في معجم الصواب اللغوي :
5552 - يَنْبَغِي على
الجذر: ب غ ي
مثال: يَنْبَغِي عليك ألاّ تفعل ذلك
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنّ الفعل «ينبغي» لا يتعدّى بـ «على».
الصواب والرتبة: -يَنْبَغِي لك ألا تفعل ذلك [فصيحة]-يَنْبَغِي عليك ألا تفعل ذلك [صحيحة]
التعليق: الفعل «ينبغي» بمعنى يَحْسُن، ويُسْتَحَبّ، يعدّى بـ «اللام» كما في المعاجم، ومنه قوله تعالى: {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ} الفرقان/18، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك؛ ومن ثَمَّ يمكن تصحيح تعديته بـ «على» على تضمينه معنى «يجب»، وقد جاء في المنجد: «كما ينبغي: كما يجب».
هذا ، واللهُ أعلم ، والسلام
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
أخي في الله المجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعدُ :
فأما قولك ـ جزاك الله خيرا ـ :
وَأَلِفَاتُ الْوَصْلِ خُذْ كَذَلِكْ *** فَكُلُّهَا مُهْمَلَةٌ هُنَالِكْ
أليس الأولى: (وألفاتِ) بالنصب ؟
فأقول بلى ، الأولى نصبُ الكلمة على أنها مفعولٌ به مقدَّمٌ للفعلِ : خذ ، لكن ذهلتُ عن هذا الأوْلَى لسببين :
1 ـ العجلة لانشغالي بأمورٍ تخصُّ عملي ، ولستُ ـ يا أخي ـ متفرغا للتَّصحيح ،
لكن ألزمت نفسي أن تفيَ بالعهدِ الذي قطعتُه عليها في المشاركة رقم 73 هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...=124391&page=2
2 ـ وجدْتُ الكلمةَ مضبوطةً هكذا في النسخةِ الَّتي رفعها أخونا في الله الشفيعي فلمْ ألتفتْ إلى غيْرهِ ، وهذا السَّببُ أيضًا هو الذي أوقعني في ضبطِ كلمةِ ـ حُلَل هكذا : حُلُل ؛ حيثُ وجدتُ أخانا قد ضبطَها هكذا فلمْ أقفْ عندَها ، أو لم أنتبهْ إلى ما فيها منْ خطأٍ
وهو أيضًا الذي جعلني أخالفُ ما أصرِّحُ به دائمًا من إيثارِ السَّلَامةِ على القَطعِ في مثلِ :
وَأَلِفَاتُ الْوَصْلِ خُذْ كَذَلِكْ *** فَكُلُّهَا مُهْمَلَةٌ هُنَالِكْ
إذ المختارُ عندي أنْ يُضبط العروض والضربُ هكذا :
وَأَلِفَاتُ الْوَصْلِ خُذْ كَذَلِكَا *** فَكُلُّهَا مُهْمَلَةٌ هُنَالِكَا
وقد ذكرْتُ السَّببَ أكثرَ من مرَّةٍ
ومع ذلك ـ يا أخي ـ أسألك : هل هنا ما يمنعُ من رفعِ الكلمةِ ؟
ألا يجوز رفعها على الابتداء ويكون الخبر: كذلك ، وتكون جملة : خذْ معترضةً ، أو يكون الخبر : خذها كذلك مع حذف الضمير للضرورةِ
هذا ، واللهُ أعلمُ ، والسلام
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الْهَزَجُ
وَسَادِسُ الْبُحُورِ جَاءَ الْهَزَجُ *** وَطَالَمَا الْعُرْبُ بِهِ قَدْ هَزَجُوا
جَاءَتْ (مَفَاعِيلُنْ) لَهُ مُكَرَّرَهْ *** فِي سِتِّ مَرَّاتٍ فَأَبْدَتْ ثَمَرَهْ 1
وَجَزْؤُهُ عِنْدَهُمُ وُجُوبَا *** وَشَذَّ مَا تَمَّ فَلَا تَئُوبَا 2
عَرُوضُهُ وَاحِدَةٌ صَحِيحَةُ *** لَكِنَّهَا مَرْوِيَّةٌ فَصِيحَةُ 3
وَمِثْلُهَا ضَرْبٌ أَتَى الْإِفْصَاحُ *** ( مِنْ آلِ لَيْلَى السَّهْبُ فَالْأَمْلَاحُ )
وَقَدْ أَتَى ضَرْبٌ لَهَا مَحْذُوفُ *** حَوْلَ ( وَمَا ظَهْرِي لِبَاغٍ ) طُوفُوا 4
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ قلتُ في وزنِهِ وَعِلَّةِ تسْمِيَتِهِ :
كَرِّرْ مفاعيلن بِلَفْظِها يَجِي *** مِنْ سِتَّةِ الْأَجْزَاءِ بحْرُ الْهَزَجِ
وَقدْ تغَنََّيْنَا بِهِ لِوقْعِ *** لَهُ جَميلٍ طيِّبٍ فِي السَّمْعِ
وَمِنْ هُنا قد لقَّبُوه بالْهَزَجْ *** حَيْثُ تغنَّى مِنْ مَعَانِي قَدْ هَزَجْ
2 ـ كلمةُ : عندَهم تنطقُ هُنا بإشْباعِ الميمِ ، واعلمْ أنَّ الفعلَ : تئُوب مبنيٌّ على الفتحِ ؛ لاتِّصالِهِ بنُونِ التَّوكِيدِ الْخَفيفةِ ، والأصلُ لا تئوبَنْ ، لكنْ للوقف عليها ووقوعِها بعد فتحٍ أُبْدِلَتْ ألفًا ، يقُولُ ابنُ مالكٍ :
وَأَبْدِلَنْهَا بَعْدَ فتْحٍ ألفَا *** وَقفًا كَمَا تقُولُ فِي قِفَنْ قِفَا
ولكن ما الْمَعْنى ؟
المعنى عندي : مَا ذكَرْتُه لكَ هُو الْحُكْمُ فلا ترْجِعْ عنه ، وتحْكُم بِمَجيئِهِ تامًّا ، فإنَّهُ لا يَأتِي إلَّا مَجزوءًا ، وما أتَي منه تَامًّا كقولِهِ :
ترفَّقْ أيُّها الحَادِي بعُشَّاقِ *** نشَاوَى قَدْ تعَاطَوْا كَأْسَ عُشَّاقِ
فهو شاذٌّ ، واللهُ أعلمُ بِمُرادِ شيْخِنا ـ رحمَه اللهُ ـ
3 ـ رُبَّما لأنَّه الأصلُ فضَّلتُ السَّلامةَ على القَطْعِ كمَا تقدّم مكرَّرًا
4جاءَ في النُّسْخةِ الورقيَّةِ والمرفوعةِ على الشَّبكةِ : وقد أتَى ضرْب له ، والصَّوابُ لها ؛ حَيْثُ إنَّ الضميرَ يعودُ علَى الْعَرُوضِ ، وهيَ مؤنثةٌ ، فعروضُ الهَزجِ صَحِيحةٌ لهَا ضربانِ : الأوَّلُ مثلُها والآخرُ محْذوفٌ
يتبعُ ـ إن شاءَ اللهُ ـ
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الرَّجَزُ
وَسَابِعُ الْبُحُورِ جَاءَ الرَّجَزُ *** كَنَاقَةٍ رَجْزَاءَ فِيهِ عَوَزُ 1
أََجْزَاؤُهُ (مُسْتَفْعِلُنْ) مُكَرَّرَهْ *** فِي سِتِّ مَرَّاتٍ رَوَاهَا الْبَرَرَهْ
لَهُ أَعَارِيضُ تَجَلَّتْ أَرْبَعَهْ *** أَضْرُبُهُ فِي خَمْسَةٍ مُجَمَّعَهْ
أُولَى الْأَعَارِيضِ التَّمَامُ نَالَهَا *** وَمِثْلُهَا ضَرْبٌ بَدَا حِيَالَهَا 2
كَقَوْلِهِ وَنَفْسُهُ مُنْهَارَةُ *** ( دَارٌ لِسَلْمَى إِذْ سُلَيْمَى جَارَةُ )
وَثَمَّ ضَرْبٌ قَدْ أَتَى مَقْطُوعَا *** مِثَالُهُ إِلَيْكَهُ مَسْمُوعَا 3
( الْقَلْبُ مِنْهَا مُسْتَرِيحٌ سَالِمُ ) *** بِشَطْرِهِ الْآخَرِ أَنْتَ عَالِمُ
مَجْزُوءَةٌ صَحِيحَةٌ كَالضَّرْبِ *** ( قَدْ هَاجَ قَلْبِي مَنْزِلٌ ) فِي الدَّرْبِ
ثَالِثَةٌ مَشْطُورَةٌ فَالْقَوْلُ جَا *** ( مَا هَاجَ أَحْزَانًا وَشَجْوًا قَدْ شَجَا ) 4
رَابِعَةٌ مَنْهُوكَةٌ كَذَا سُمِعْ *** كَقَوْلِهِ (يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ ) 5
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ليَعلمْ إخواني أنِّي وَجدْتُ في نُسْخَتِي الورقيَّةِ خَطًّا فوْقَ جُمْلَةِ : ( فيهِ عوزُ ) ، وكُتب فوقََهُ : فيها رَجَزُـ وأنا لَا أدْرِي أو لَا أتذكَّرُ : هلْ تمَّ التَّصْحِيحُ بمعْرفةِ الشَّيخِ ـ رحمه اللهُ ـ ؛ فقد كُنتُ أقرأُ عليهِ أحْيانًا أمْ أنَّه تمَّ بمعْرِفتِي ؛ إِذْ لمْ يَرُق لِي قولُهُ ؟
وأقولُ : لمْ يرُقْ لي قولُه ؛ لأنَّنِي لا أدْري مَا العَوَزُ الَّذي فِي الرَّجزِ ، إنَّ الْعَوَزَ بمعْنَى : الحَاجَةِ والضيقِ ، فهلْ قالَ الشَّيخُ إنَّ الرَّجزَ فيه عَوَزٌ لقلَّةِ حروفِهِ وقِصرِ أبْيَاتِه كمَا قيلَ ؟
أَمَّا قولُ :( كناقةٍ رجْزاءَ فيها رَجَزُ ) أيْ فيها داءُ الرَّجَزِ ، وهو ارْتِعادٌ يُصِيب الناقةَ في قوائِمِها عِنْد الْقيام ، فَلَا تستقل إِذا نهَضَتْ من مَبْرَكِها إلَّا بعدَ نهضتين أَو ثَلَاثٍ ، فَسُمِّيَ بَحْرُ الرَّجز رَجَزًا لاضْطِرَابٍ فيه كَهذَا الاضْطِرَابِ فِي النَّاقَةِ الرَّجْزَاء ، لكِنْ ما وَجْهُ الِاضْطِرَابِ في الرَّجَزِ ؟
قلْتُ :
وَكرِّرَنْ مُسْتفْعِلُنْ ستًّا تَرَى *** رَجَزَهُمْ بَيْنَ البُحُورِ قَدْ جَرَى
والْخَبْنُ جَائزٌ بِه وَالطَّيُّ *** حَلَّ بِهِ وخَبْلُهُ مَرْوِيُّ
وَمِنْ هُنا أُصِيبَ باضْطِرَابِ *** لِكَثْرةِ التَّغْيِيرِ فِي الْأسْبَابِ
فَسُمِّيَ الرجزَ حَيْثُ يعْنِي *** هَذَا لديْهم اضْطِرَابَ الْوَزْنِ
وقِيلَ بَلْ لِكثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِ *** مَعْ كَثْرةِ التَّغِييرِ فِي أحْوَالِهِ
حَيْثُ أتَى مُتمَّمًا وَاسْتَوْفى *** أَجْزَاءَهُ طُرًّا بِنَقْصٍ يُلفَى
وَوَرَدَ الْمَجْزُوءُ والْمَشْطُورُ *** مِنْهُ وَمَنْهُوكٌ بِهِ مَأثُورُ
قد يُقال أليسَ في البيتِ إذا كانَ :
وَسَابِعُ الْبُحُورِ جَاءَ الرَّجَزُ *** كَنَاقَةٍ رَجْزَاءَ فِيهَا رَجَزُ
إيطَاءٌ ؟
أقولُ : نعَمْ ، ليسَ فيه إِيطَاءٌ ؛ لاخْتلافِ الْمَعْنى أَوَّلًا ، ولِأنَّ الْعَرُوضَ مَعْرِفةٌ والضَّرب نكِرَةٌ ثَانيًا
2 ـ حيالَها بالنَّصبِ علَى الظَّرفيَّةِ ، والْحِيالُ : قُبالَةُ الشَّيْء يُقَال: هَذَا حِيالَ كَلمتِك : أَي مُقابلةَ كلمتِك ، يُنصَبُ على الظَّرف، وَلَو رُفع على الْمُبْتَدَأ والخبرِ لَجاز، وَلَكِن كَذَا رَوَاهُ ابنُ الأعرابيّ عَن العَرب، قَالَه ابنُ سِيدَه. ويُقال : قَعَدَ حِيالَهُ ، وبحيالِه : أَي بإزائِهِ
والمقصودُ هنا أنَّ الضربَ يبدو مثلَها تامًّا
3 ـ أيْ أنَّ هُناكَ للعَرُوضِ التَّامَّةِ ضَربًا آخرَ مقطُوعًا ، واعلمْ أنَّ بيتَ هذا النوعِ لا يُسمَّى تامًّا بلْ يُسَمَّى وَافيًا
4 ـ ليعلمْ إخْوانِي أنَّ للعَربِ كَمَا قالَ ابن بري تَصَرُّفًا واتِّسَاعًا في الرَّجَز ؛ لكثْرَتِهِ فِي كَلَامِهمْ وسُهُولَتِه وعُذُوبَتِهِ ، ومنْ ذلكَ التَّوسُّعِ أنَّهم استخْدَمُوا المشْطورَ مُزْدوجًا ، وقطعُوا عروضَهُ وضرْبَهُ ، ولمْ يَردِ الْقَطْعُ عَنِ الأوائلِ في المشْطورِ ، كمَا أنَّ المولدين استخْدمُوا التَّذْييلَ فِي مَشْطورِ الرَّجزِ المُزْدَوجِ كَثيرًا اعتِمَادًا على كثْرةِ توسُّع العرَبِ فيهِ ؛ وعليهِ فالمشْطورُ الْمُزْدَوجُ يأتِي عَرُوضُه وضرْبُهُ صَحِيحَينِ أوْ مقْطُوعَينِ أوْ مُذيَّلينِ ، ولهَذا قلتُ :
وشطَرُوا الرَّجَزَ حَتَّى أَضْحَى *** ثَلَاثَةََ الْأَجْزَاءِ وَهْوَ صَحَّا
واسْتعْمَلُوا الْمَشْطُورَ بازْدِوَاجِ *** فَجَازَ قطْعُهِ بِلَا إِحْرَاجِ
وَالمُحْدثُون ذيَّلُوا الْمشْطُورَا *** وَلَمْ يَرِدْ عَنْ غَيْرِهِمْ مَأثُورَا
5 ـ في هَذا البيْتِ سنادُ التوجِيهِ ، وهُو جَائزٌ للمولدين
يُتْبَعُ ـ إن شاءَ اللهُ ـ
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي
فأما عن قولك ـ بارك الله فيك ـ :
وَقَابَلُوا التَّقْطِيعَ بِالتَّفْعِيلِ *** لَمَّا أَتَتْ مُهِمَّةُ التَّفْصِيلِ
أليس الصواب: (مَهَمَّة) بفتح الميم ؟
فأقول : لقد كنتُ وضعتُ ما تقولُ ـ يا أخي ـ أمامَ عيني وأنا أضبط الكلمة ، لكن وجدتُ أن كلمة : مهمة في سياقها بعد الفعل : أتى تعني أمر التفصيل أو وظيفته ، وكنت قد قرأت في معجم الصواب اللغوي ما يصحِّحُ هذا الضبطَ بناءً على توصيات المجمع اللغوي بالقاهرة
يقول صاحب الكتاب ـ وهو لغوي كبيرٌ كما تعلم ـ :
4904 - مُهِمَّة
الجذر: هـ م م
مثال: سافر في مُهِمَّة رسمية
الرأي: مرفوضة
السبب: للخطأ في ضبط الكلمة.
المعنى: قضية أو أمر يقتضي عناية وجهدًا خاصًّا
الصواب والرتبة: -سافر في مُهِمَّة رسمية [فصيحة]-سافَرَ في مَهَمَّة رسمية [فصيحة]
التعليق: ذهب مجمع اللغة المصري إلى أنَّ الاستعمالَ المرفوضَ هو الأنسبُ للسياق المذكورِ من استعمالِ كلمة «مَهَمَّة» المصدر الميمي المصوغ من الثلاثي «هَمَّ» بمعنى: نَوَى وأراد وعَزَم على. ورأى أن «مُهِمَّة» تحمل معنى الإقلاق الذي يُراد به الحركة والتحرك، ويكون المراد: القضية، أو الأمر الذي يقتضي عناية وجهدًا خاصًّا؛ ومن ثمَّ فكلا الاستعمالين مساو في الفصاحة للآخر.
وجاء في معجم اللغة العربية :
5462 - هـ م م
مُهِمَّة [مفرد]: ج مُهِمّات ومَهَامُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل أهمَّ.
2 - ما يقوم به المندوب من عمل أو سعي "قام السفير بمُهِمَّة خارجيّة".
3 - وظيفة، توكيل أو صلاحيّة تعطى لشخص ما من أجل القيام بأمر محدّد "تمّ تكليفه بمُهِمَّة المدير".
4 - رسالة وهدف "مُهِمَّة المعلِّم شريفة" ـ المُهِمَّات: التَّجهيزات- المُهِمّات من الأمور: الشَّدائد المُحرقة.
لهذا السبب آثرت ضبط الكلمة هكذا : مُهِمَّة
هذا والله أعلم والسلام

وأنا أيضًا يا أستاذنا الحبيبَ، قد اطلعتُ على بعضٍ مما كتب في تصحيحِ ذلك، ومأخذ التصحيح-كما ذكر العدناني-أن يكون ذلك من باب حذف الموصوف وإقامة الصفة مُقامَهُ، فالتقدير في نحو (سافر فلانٌ في مُهمةٍ) = (سافر في قضيةٍ مُهمة).

قال عثمان بن جني في الخصائص: (وقد حُذف الموصوف وأقيمت الصفة مُقامه وأكثر ذلك في الشعر . وإنما كانت كثرته فيه دون النثر من حيث كان القياس يكاد يحظره . وذلك أن الصفة في الكلام على ضربين : إما ( للتخليص والتخصيص ) وإما (للمدح والثناء) . وكلاهما من مقامات الإسهاب والإطناب لا من مظان الإيجاز والاختصار . وإذا كان كذلك لم يلق الحذف به ولا تخفيف اللفظ منه . هذا مع ما ينضاف إلى ذلك من الإلباس وضد البيان . ألا ترى أنك إذا قلت : مررت بطويل لم يستبن من ظاهر هذا اللفظ أن الممرور به إنسان دون رمح أو ثوب أو نحو ذلك . وإذا كان كذلك كان حذف الموصوف إنما هو متى قام الدليل عليه أو شهدت الحال به . وكلما استبهم الموصوفُ كان حذفه غير لائق بالحديث ...)

قلتُ: يمكن أن يكون من هذا الباب ما ذكروه في قولهم: (سافر في مهمة)، وأما نحو (مهمة المعلم) و(مهمة التفصيل)، فلا يظهر أنه من هذا الباب.
والله أعلم.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي
فأما قولك ـ جزاك الله خيرا ـ :
وينبغي عليَّ أنْ أشيرَا *** هنا إلى ما يتبعُ التغييرا
المشهور تعدي (ينبغي) باللام، ومنه قوله تعالى: { وما ينبغي لهم )
فأقول : أنت تعلم ـ يا أخي ـ أن هذا النظم نظمتُه صغيرًا وأنا طالبٌ ، وتعلمُ كذلك أنَّ للنظم قيودًا وأنَّ فيه ضروراتٍ ، ومع ذلك لا أعدم من يصحِّحُ قولي ، يقول الدكتور أحمد مختار في معجم الصواب اللغوي :
5552 - يَنْبَغِي على
الجذر: ب غ ي
مثال: يَنْبَغِي عليك ألاّ تفعل ذلك
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنّ الفعل «ينبغي» لا يتعدّى بـ «على».
الصواب والرتبة: -يَنْبَغِي لك ألا تفعل ذلك [فصيحة]-يَنْبَغِي عليك ألا تفعل ذلك [صحيحة]
التعليق: الفعل «ينبغي» بمعنى يَحْسُن، ويُسْتَحَبّ، يعدّى بـ «اللام» كما في المعاجم، ومنه قوله تعالى: {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ} الفرقان/18، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك؛ ومن ثَمَّ يمكن تصحيح تعديته بـ «على» على تضمينه معنى «يجب»، وقد جاء في المنجد: «كما ينبغي: كما يجب».
هذا ، واللهُ أعلم ، والسلام

هذه فائدة من أخينا الحبيب أبي مالك العوضي-حفظه الله-:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
التضمين ليس قياسيا بإجماع النحويين.
نص على ذلك ابن السيد البطليوسي في كتاب الاقتضاب.

وكثير من المعاصرين يجوز التضمين قياسا تبعا لبعض المجامع، والله المستعان.

..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي

ومع ذلك ـ يا أخي ـ أسألك : هل هنا ما يمنعُ من رفعِ الكلمةِ ؟
ألا يجوز رفعها على الابتداء ويكون الخبر: كذلك ، وتكون جملة : خذْ معترضةً ، أو يكون الخبر : خذها كذلك مع حذف الضمير للضرورةِ

بلى يجوز، لكن الأولى النصب كما تفضلتم.
بارك الله فيكم، وجزاكم عنا خيرًا.

====

وهذا من سبق القلم

3 ـ لَا يَخْفَى أنَّ البيتَ بهذه الصورةِ غيْرُ موزُونٍ ، ولكيْ يكونَ موزونًا يجب أنْ ننقلُ

وَمنْهُ ما يَدْعُونه مُخلَّعَا *** إنْ حَلَّ خبْنُ في الَّذي قدْ قُطِعَاُ

وَقِيلَ غير ذا فلا ترَاعٍ *** إِذْ كلُّهُ مِنْ سقَطِ المتاعِ
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
أخي في الله أبا بكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعدُ :
فما ذكرتَه ـ جزاك الله خيرًا ـ منْ سبْقِ القلم حقًّا ، والصَّوابُ كما تعلمون :
ـ لَا يَخْفَى أنَّ البيتَ بهذه الصورةِ غيْرُ موزُونٍ ، ولكيْ يكونَ موزونًا يجبُ أنْ ننقلَ
ـ وَمنْهُ ما يَدْعُونه مُخلَّعَا *** إنْ حَلَّ خبْنٌ في الَّذي قدْ قُطِعَاُ
ـ وَقِيلَ غير ذا فلا ترَاعِ *** إِذْ كلُّهُ مِنْ سقَطِ المتاعِ
وأحمدُ اللهَ أنَّ الأخطاءَ وقعتْ في كَلامِي ، وأنِّي وجدْتُ منْ يُنبِّهُني لها ويصحِّحُها لي، فجزاكَ اللهُ خيرًا ، وجعلَك عيني الَّتي أبصرُ بها ، والسَّلام
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الرَّمَلُ
وَثَامِنُ الْبُحُورِ جَاءَ الرَّمَلُ *** لِأَنَّهُمْ فِي نُطْقِهِ قَدْ رَمَلُوا 1
بِـ (فَاعِلَاتُنْ) سِتَّ مَرَّاتٍ جَرَى *** فَصَارَ سَهْلًا هَيِّنًا كَمَا تَرَى
عَرُوضُهُ الْأُولَى أَتَتْ مَحْذُوفَهْ *** أَضْرُبُهَا ثَلَاثَةٌ مَعْرُوفَهْ 2
فَالْأَوَّلُ التَّمَامُ فِيهِ جَاءَ *** فِي ( مِثْلَ سَحْقِ الْبُرْدِ ) قَدْ أَضَاءَ
وَالثَّانِ مَقْصُورٌ مُبَيَّنٌ لَكَا *** فِي ( أَبْلِغِ النُّعْمَانَ عَنِّي مَأْلُكَا ) 3
وَالثَّالِثُ الْمَثِيلُ إِذْ وَجَدْتُهَا *** فِي ( قَالَتِ الْخَنْسَاءُ لَمَّا جِئْتُهَا )
أُخْرَاهُمَا مَجْزُوءَةٌ صَحِيحَةُ *** أَضْرُبُهَا ثَلَاثَةٌ فَصِيحَةُ
الْأَوَّلُ الْمَجْزُوءُ وَالْمُسَبَّغُ *** فِي ( يَا خَلِيلَيَّ ارْبَعَا ) مُبَلَّغُ 4
وَالثَّانِ مِثْلُهَا وَبَيْتُهُ يُرَى *** فِي ( مُقْفِرَاتٌ دَارِسَاتٌ ) ظَهَرَا
وَالثَّالِثُ الْمَجْزُوءُ وَالْمَحْذُوفُ *** فِي ( مَا لِمَا قَرَّتْ بِهِ ) مَعْرُوفُ 5
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الرَّملُ يُطْلقُ لغةً على الإسْرَاعِ فِي المَشْيِ ، ومنْهُ الرَّمَلُ الْمعْهودُ في الطَّوافِ ، والنَّاطِقُ بأبْياتِ هذَا البحرِ يجِدُ نفْسَهُ يُسْرعُ في النُّطْقِ به ؛ بسببِ تتابُعِ : ( فاعلاتن ) فيهِ ؛ ولهذا سُمِّي رَمَلًا ، وقدْ أشَرْتُ إلَى هذا بقولِي بعْدَ ذكرِ تفعيلاتِهِ :
وقدْ تتابَعَتْ بتلكَ الصُّورهْ *** كَمَا رَوَوْا أَجْزَاؤُه الْمَذْكُورَهْ
وَسهُلَ النُّطْقُ بِهِ لَمَّا جَرَى *** وَأَسْرعُوا فِي نُطْقِهِ كَمَا تَرَى
فَلَقَّبُوه رَمَلًا إِجْماعَا *** إِذْ كَانَ يَعْنِي الرَّمَلُ الْإسْرَاعَا
2 ـ وجَبَ قطْعُ الْعَرُوضِ والضَّرْبِ هُنا حتَّى لا يَكُونَ فِي البيتِ إصْرَافٌ ، وهُو اخْتِلافُ المجْرى بالجَمْعِ بينَ الفتحِ وغيرِهِ
3 ـ وقعَ في النُّسْخَةِ الْوَرَقِيَّةِ والْمَرْفُوعَةِ عَلَى الشَّبَكَةِ : مالكا ، وهذَا خَطأٌ ، والصَّوابُ : مَأْلُكا بفتحِ الميمِ ، وسكونِ الهمزةِ ، وضمِّ اللَّامِ أيْ : رسَالة ، والأصلُ مألكة ، لكِنْ حُذفَتِ التاءُ ، قالَ ابنُ جني فِي قولِ كُثيِّرِ عَزَّةَ :
لَعَمْرِي لَئِنْ أُمُّ الْحَكِيمِ تَرَحَّلَتْ ... وَأَخْلَتْ بِخَيْمَاتِ الْعُذَيْبِ ظِلَالَهَا
أَرَادَ العُذَيْبَةَ فَحذَفَ التَّاء كَمَا قَالَ:
أبْلِغِ النُّعْمانَ عنِّي مَأْلُكا
وبهذا الضَّبطِ يخْلُو الْبَيْتُ منْ سنادِ التَّأسِيسِ
4 ـ الْخِطَابُ في قولِهِ : يا خليلَيَّ ارْبَعَا لِواحدٍ لكِنْ جاءَ بخطَابِ المثنَّى ، وهذا مَطْرُوقٌ فِي الشِّعرِ ، واربعا أمرٌ منْ ربَع يربَع أيْ : قِفا وانتظِرا ، وبهذا يتبيَّنُ خطأُ ما وقع في النسخةِ المرفوعةِ ؛ إذ جاءَ فيها :
في (ياخليلي أربعاً) مبلَّغُ
5 ـ ما الأولى نافيةٌ ، وما المجرورةُ باللَّامِ اسمٌ موصولٌ ، وَالجارُّ وَالمَجْرور متعلِّقانِ بمَحْذوفٍ خبَر مقدَّم ، والْمُبتدأُ : ثَمَن ، وهذا يتَّضحُ بإيرادِ الشَّاهدِ كامِلًا ، وهَذا هُو
مَا لِمَا قَرَّتِ بِهِ الْعَيْ ( م ) نَانِ مِنْ هَذَا ثَمَنْ
يُتْبَعُ ـ إنْ شاءَ اللهُ ـ
منقوووووووووووووووووووول
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
بوركت شيخنا الفاضل
كتب الباري سبحانه اجرك ونفع بك جل وعلا
وجزاك جل جلاله كل الخير
ورفع قدرك جل شأنه في الدارين
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
امين واياكم جزاكم الله خيرا واحسن اليكم
 
أعلى