الدرس الثالث للتربيه بالسيرة
الدرس الثالث
كيف تربي طفلك على الصلاة منذ نعومة أظفاره
وفيما يلي بعض الأسباب المعينة للطفل في هذه المرحلة على الالتزام بالصلاة :
1) يجب أن يرى الابن دائماً في الأب والأم يقظة الحس نحو الصلاة ، فمثلاً إذا أراد الابن أن يستأذن للنوم قبل العشاء ، فليسمع من الوالد ، وبدون تفكير أو تردد: "لم يبق على صلاة العشاء إلا قليلاً نصلي معا ثم تنام بإذن الله ؛ وإذا طلب الأولاد الخروج للنادي مثلاً ، أو زيارة أحد الأقارب ، وقد اقترب وقت المغرب ، فليسمعوا من الوالدين :"نصلي المغرب أولاً ثم نخرج" ؛ ومن وسائل إيقاظ الحس بالصلاة لدى الأولاد أن يسمعوا ارتباط المواعيد بالصلاة ، فمثلاً : "سنقابل فلاناً في صلاة العصر" ، و "سيحضر فلان لزيارتنا بعد صلاة المغرب " .
2) إن الإسلام يحث على الرياضة التي تحمي البدن وتقويه ، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف ، ولكن يجب ألا يأتي حب أو ممارسة الرياضة على حساب تأدية الصلاة في وقتها، فهذا أمر مرفوض.
3) إذا حدث ومرض الصغير ، فيجب أن نعوِّده على أداء الصلاة قدر استطاعته ، حتى ينشأ ويعلم ويتعود أنه لا عذر له في ترك الصلاة ، حتى لو كان مريضاً ، وإذا كنت في سفر فيجب تعليمه رخصة القصر والجمع ، ولفت نظره إلى نعمة الله تعالى في الرخصة، وأن الإسلام تشريع مملوء بالرحمة.
4) اغرس في طفلك الشجاعة في دعوة زملائه للصلاة ، وعدم الشعور بالحرج من إنهاء مكالمة تليفونية أو حديث مع شخص ، أو غير ذلك من أجل أن يلحق بالصلاة جماعة بالمسجد ، وأيضاً اغرس فيه ألا يسخر من زملائه الذين يهملون أداء الصلاة ، بل يدعوهم إلى هذا الخير ، ويحمد الله الذي هداه لهذا.
أما مسألة الضرب عند بلوغه العاشرة وهو لا يصلي، فإننا إذا قمنا بأداء دورنا كما ينبغي منذ مرحلة الطفولة المبكرة وبتعاون متكامل بين الوالدين ، أو القائمين برعاية الطفل، فإنهم لن يحتاجوا إلى ضربه في العاشرة، وإذ اضطروا إلى ذلك ، فليكن ضرباً غير مبرِّح ، وألا يكون في الأماكن غير المباحة كالوجه ؛ وألا نضربه أمام أحد ، وألا نضربه وقت الغضب...وبشكل عام ، فإن الضرب(كما أمر به الرسول الكريم في هذه المرحلة) غرضه الإصلاح والعلاج ؛ وليس العقاب والإهانة وخلق المشاكل ؛ وإذا رأى المربِّي أن الضرب سوف يخلق مشكلة ، أو سوف يؤدي إلى كره الصغير للصلاة ، فليتوقف عنه تماماً ، وليحاول معه بالبرنامج المتدرج الذي سيلي ذكره...
5) يجب أن نتدرج في تعليم الأولاد النوافل بعد ثباته على الفروض
4- تدريب الاطفال على حضور صلاة الجمعة
5- تدريبهم على قيام الليل
6- تعويدهم على صلاة الاستخارة
7- اصطحابهم لصلاة العيد
8- مشاركة الاطفال تحرى ليلة القدر
9- حضور الاطفال صلاة الجنازة
10- حضور الاطفال صلاة الاستسقاء وصلاتها
الاساس العبادى الثانى : الطفل والمسجد
1- اخذ الطفل الى المسجد
فى المرحلة ما بين 5:7
أما البنين ، فتشجيعهم على مصاحبة والديهم إلى المسجد ، يكون سبب سعادة لهم ؛ أولاً لاصطحاب والديهم ، وثانياً للخروج من المنزل كثيراً ، ويراعى البعد عن الأحذية ذات الأربطة التي تحتاج إلى وقت ومجهود وصبر من الصغير لربطها أو خلعها...
ويراعى في هذه المرحلة تعليم الطفل بعض أحكام الطهارة البسيطة مثل أهمية التحرز من النجاسة كالبول وغيره ، وكيفية الاستنجاء ، وآداب قضاء الحاجة ، وضرورة المحافظة على نظافة الجسم والملابس ، مع شرح علاقة الطهارة بالصلاة .
و يجب أيضاً تعليم الطفل الوضوء ، وتدريبه على ذلك عملياً ، كما كان الصحابة الكرام يفعلون مع أبنائهم
2- كيف يصف الاطفال مع الرجال فى صلاة الجماعة
3- ربط الطفل بالمسجد
، كيفية أن تبدأ مع طفلك منذ البداية حتى ينشأ وقلبه معلق في المساجد
منذ البداية يجب أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين- أو مَن يقوم برعاية الطفل- على سياسة واضحة ومحددة وثابتة ، حتى لا يحدث تشتت للطفل، وبالتالي ضياع كل الجهود المبذولة هباء ، فلا تكافئه الأم مثلاً على صلاته فيعود الأب بهدية أكبر مما أعطته أمه ، ويعطيها له دون أن يفعل شيئاً يستحق عليه المكافأة ، فذلك يجعل المكافأة التي أخذها على الصلاة صغيرة في عينيه أو بلا قيمة؛ أو أن تقوم الأم بمعاقبته على تقصيره ، فيأتي الأب ويسترضيه بشتى الوسائل خشية عليه.
وفي حالة مكافأته يجب أن تكون المكافأة سريعة حتى يشعر الطفل بأن هناك نتيجة لأفعاله، لأن الطفل ينسى بسرعة ، فإذا أدى الصلوات الخمس مثلاً في يوم ما ، تكون المكافأة بعد صلاة العشاء مباشرة.
توصيات للصلاة
ولشدة عناية الإسلام بذكر الله جعل الصلاة إلى الذي يتقرّب بها الإنسان إلى ربه مشتملة على أنواع كثيرة من ذكر الله وجعلها خمساً في اليوم والليلة، وطالب الزيادة على ذلك في الليل، وهو ما يطلق عليه اسم التهجد، لأن الليل تصفو فيه النفوس وتكون أقدر على المناجاة بروحية لا يعكر صفوها أي معكر، وهذا ما أمر به الله تعالى. أي طمأنينة تشعر بها عند قراءتك للآيات! وأي فيض من إحساس سام يغمر نفسك فينشلك من وهده هذه الحياة المادية إلى حياة أخرى تستشعر حلاوتها! انه القرآن، ذلك الكتاب الروحي الذي يمسح ما في نفسك من الهم والحزن.
-
إخلاصك في تعويد أولادك على الصلاة، وابتغاؤك وجه الله والدار الآخرة يفجر لديك الطاقات، ويجعلك كالجبل لا تنحني للرياح والتقلبات الجوية عند أولادك.
2- أيقظ عندهم اليقين بحضور ملك الموت في أي لحظة.
3- تعاون مع جيرانك، خذ أولادهم للمسجد أحياناً، ويأخذون أولادك للمسجد أحياناً، تعاهد أولادهم على الصلاة في المسجد أثناء غياب والدهم، ووصهم على أولادك أثناء غيابك، أو عندما يرونهم يلعبون في الشارع وقت الصلاة.
4- عندما تربي ولدك على قول الله تعالى:{ألم يعلم بأن الله يرى} فسيصلي عندما تغيب عنه. وهذا يعني أنك ستنمي عنده الرقابة الذاتية عن طريق تنمية عبادة الإخلاص لله وحده، حتى لا يصلي خوفاً منك بل حباً وتعظيماً ورغبة ورهبة لله. فلا تكن ممن يعود أولاده على مراقبته هو ويعتقد أنه يغرس المراقبة الإلهية في نفوسهم فتراهم لا يصلون إلا بحضرته وهذا مزلق خطير في التربية فاربطهم دائماً بالله وليس بك أنت.
5- لا تظهر اليأس من إصلاح ولدك أمامه فذلك يقويه على التمرد، كما أن اليأس من رحمة الله سوء ظن به سبحانه ينافي كمال التوحيد.
6- أيها الأب الغائب في(عمل..سفر..مريض في المستشفى..طلاق)تابع أولادك بالهاتف لتشعرهم بأهمية الأمر.
فبعض الآباء الموفقين عندما يسافر لعمل ونحوه يتصل بأولاده ويحادث كل واحد منهم مباشرة ويسأله عن الصلاة.
7- خوفهم من سوء الخاتمة، ورغبهم بحسن الخاتمة.
8- كن جاداً في أمرك لأولادك بالصلاة، ولا تتركهم ليصلوا أحياناً بل ألزمهم بها.
9- قدم أمور الآخرة على أمور الدنيا في جميع الأحوال والظروف ليتعود ولدك على أنه لا مجال للمنافسة بينهما. فأداء الصلاة في وقتها أهم من أداء الواجبات المدرسية. وإدراك ركعة أولى من إدراك لعبة كرة القدم، ومراعاة أوقات الصلاة أهم من مراعاة صديق أو مكالمة هاتفية أو برنامج في التلفاز.
10- ابتع لطفلك بعض كتب التلوين المتوفرة في المكتبات والتي توضح بالصور كيفية الوضوء والصلاة عملياً وتحتوي على بعض الأذكار.
11- الاحتضان، القبلة، التربيت على الكتف، المسح على الظهر، اتصالات عاطفية، يمنحها الوالدان لأولادهما تشجيعاً على الصلاة بعد تأديتهم لها، تغني عن آلاف الهدايا.
12-هل يتعبك ولدك عندما توقظه للصلاة؟
لا عليك... هناك حلول كثيرة جربها معه
* الملاطفة بالكلام.
* التربيت على ظهره ومسح رأسه.
* اذكر له خبراً ساراً حتى ينشط ويطير عنه النوم..مثل: ستذهب اليوم إلى... سيأتينا اليوم فلان، لقد نجحت في.. اتصل عليك..
* اتركه لينام ثم عد إليه بعد خمس دقائق أو ثلاث وهكذا إذا كان هناك متسع من الوقت.
* إطفاء جهاز التكييف.
* إضاءة الأنوار.
* رش رذاذ الماء على وجهه عند الحاجة.
* الدعاء:"قم شرح الله صدرك" ونحوه.
* رغب ورهب وذكر بالله كأن تقول له:"الصلاة نور لك في قبرك" "قم يا ولدي فلا يوجد إلا جنة أو نار"* اسحب الغطاء .. وقم بهز ولدك بلطف مع النداء عليه.
* احضر لأولادك ساعة منبهة تصدر صوت الأذان.
* لا تقل: استيقظ للمدرسة, بل قل: استيقظ لصلاة الفجر.
* داعب أولادك ولاعبهم عندما توقظهم للصلاة وأنت تردد الآيات المتعلقة بالصلاة أو الأحاديث أو بعض الأناشيد. هذه الطريقة ناجحة ومجربة بشرط أن تذكرهم بالآيات والأحاديث بخشوع واستشعار لمعناها (يعني تخرج من قلبك)..
عندما توقظ أولادك للصلاة تتبعهم حتى لا يناموا في مكان آخر.
* وضع مكافأة خاصة لمن يستيقظ أولاً.. ويصلي الأول.
* كافئ بكرم من يتابع إخوته ويوقظهم للصلاة.
مرحلة الامر بالصلاة من 7 : 10 سنين
في هذه المرحلة يلحظ بصورة عامة تغير سلوك الأبناء تجاه الصلاة ، وعدم التزامهم بها ، حتى وإن كانوا قد تعودوا عليها ، فيلحظ التكاسل والتهرب وإبداء التبرم ، إنها ببساطة طبيعة المرحلة الجديدة : مرحلة التمرد وصعوبة الانقياد ، والانصياع وهنا لابد من التعامل بحنكة وحكمة معهم ، فنبتعد عن السؤال المباشر : هل صليت العصر؟ لأنهم سوف يميلون إلى الكذب وادعاء الصلاة للهروب منها ، فيكون رد الفعل إما الصياح في وجهه لكذبه ، أو إغفال الأمر ، بالرغم من إدراك كذبه ، والأولََى من هذا وذاك هو التذكير بالصلاة في صيغة تنبيه لا سؤال ، مثل العصر يا شباب : مرة ، مرتين ثلاثة .
إن لم يصلِّ الطفل يقف الأب أو الأم بجواره-للإحراج -ويقول: " أنا في الانتظار لشيء ضروري لابد أن يحدث قبل فوات الأوان بطريقة حازمة ولكن غير قاسية بعيدة عن التهديد )
كما يجب تشجيعهم، ويكفي للبنات أن نقول :"هيا سوف أصلي تعالى معي"، فالبنات يملن إلى صلاة الجماعة ، لأنها أيسر مجهوداً وفيها تشجيع ، أما الذكور فيمكن تشجيعهم على الصلاة بالمسجد و هي بالنسبة للطفل فرصة للترويح بعد طول المذاكرة ، ولضمان نزوله يمكن ربط النزول بمهمة ثانية ، مثل شراء الخبز ، أو السؤال عن الجار ...إلخ.
وفي كلا الحالتين: الطفل أو الطفلة، يجب أن لا ننسى التشجيع والتعزيز والإشارة إلى أن التزامه بالصلاة من أفضل ما يعجبنا في شخصياتهم ، وأنها ميزة تطغى على باقي المشكلات والعيوب ، وفي هذه السن يمكن أن يتعلم الطفل أحكام الطهارة، وصفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعض الأدعية الخاصة بالصلاة .
وفي هذه المرحلة نبدأ بتعويده أداء الخمس صلوات كل يوم ، وإن فاتته إحداهن يقوم بقضائها ، وحين يلتزم بتأديتهن جميعاً على ميقاتها ، نبدأ بتعليمه الصلاة فور سماع الأذان وعدم تأخيرها ؛ وحين يتعود أداءها بعد الأذان مباشرة ، يجب تعليمه سنن الصلاة ونذكر له فضلها ، وأنه مخيَّر الصلاة هي عملية استرخاء والمصلي يجب أن يكون خلالها في حالة خشوع ويتقن الكلمات الذي يقولها أثناء الصلاة، فعندما يبدأ بسورة الفاتحة يجب إن يستشعر بكلماتها ويتلمسها جيدا.
استشعار العبادة
بين أن يصليها الآن ، أو حين يكبر
الاساس العبادى الثالث : الصوم
الاساس العبادى الرابع : الزكاة
الزكاة والصدقة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( بينا رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحّى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حَرّة، فإذا شَرجةٌ من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبّع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له : يا عبد الله، ما اسمك؟، قال: فلان ، للاسم الذي سمع في السحابة ، فقال له : يا عبد الله ، لم تسألني عن اسمي؟، فقال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه ، يقول: اسق حديقة فلان - لاسمك - ، فما تصنع فيها؟، قال: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثاً، وأرد فيها ثلثه ) رواه مسلم.
معاني المفردات
بينا رجل: بينما رجل
بفلاة: الأرض الواسعة أو الصحراء
في حرة: هي الأرض التي تكثر بها الحجارة السوداء
شرجة من تلك الشراج: قنوات الماء
بمسحاته: أداة من أدوات الزراعة وهي المجرفة
الانفاق وسيلة لانماء المال ولا يزال لطف الله بأوليائه وعباده المستبقين إلى الخيرات ، يصرف عنهم البلاء، ويوسّع عليهم الأرزاق، ويسوق إليهم الخيرات، ويحظون بتوفيق الله وبنعمته، ومن كان في كنف الإله ورعايته فأنّى له أن يضيع؟ .
وشاهد الصدق على ذلك، الحديث الذي بين أيدينا، والذي يُخبر عن مزارع صالح، برزت فيه صفات الكرم وجوانب السّخاء في وقتٍ عزّت فيه معاني الجود، ليقهر الطبيعة البشريّة القائمة على الشحِّ والإمساك ويتخطّاها في سموٍّ إيمانيّ رفيع.
كان هذا الرجل يسير في الصحراء، حيث يندر الماء ويقلّ الزرع، وبينما هو كذلك إذ سمع صوتاً يقول: " اسق حديقة فلان بن فلان ! "، فتعجّب الرّجل لما سمعه، فالأرض خالية من البشرّ، ثم أدرك أن الصوت صادرٌ من السحابة التي تعلوه، فازداد عجباً وإصراراً على استكشاف السبب.
وانطلق الرّجل خلف السحابة ليعرف مستقرّها، حتى وقفت فوق أرض تكثر عليها الحجارة السوداء، يُقال عنها: " الحرّة "، ثم نزل المطر بغزارة، وجرى الماء حتى انتهى إلى حديقة، وفيها فلاحٌ قائم، يوزّع الماء ويوجّهه.
اتّجه الرجل إلى الفلاح وسأله عن اسمه، فكان ذات الاسم الذي سمعه في السحابة، وكان من الطبيعي أن يستغرب صاحب الحديقة من السؤال فبادره قائلا: " يا عبد الله ، لم تسألني عن اسمي ؟ " ، فقصّ عليه الرّجل ما سمعه ورآه من شأن السحابة، ثم بيّن له عظيم شوقه لمعرفة سرّ التوفيق الإلهيّ والعناية الرّبانيّة التي حظي بها.
وتأتي الإجابة لتظهر الحقيقة وتكشف الغموض ، فالحال أن صاحب الحديقة كان ينظر إلى حصاد مزرعته فيقسمه ثلاثة أجزاء: جزء يتصدّق به على الفقراء والمساكين، وآخر يجعله قوتاً له ولعياله، وثالث يردّه إلى الأرض
.
وقفات مع القصّة
هذا القبس من مشكاة النبوة، يأتي مبيّناً
فضل الصدقة وقدرها عند الله سبحانه وتعالى،
كونها صورة من صور التكافل الإنسانيّ ودليلاً على يقظة الضمير ، والشعور بالواجب، والإحساس بالمسؤولية نحو الآخرين، ما يزيد من لُحمة المجتمع وتماسكه .
وإذا كان هذا الرّجل الصالح قد نال من خير تلك السحابة وبركاتها، فتلك عاجل بشراه في الدنيا، أما في الآخرة فما أعدّه الله له من ألوان الكرامة أعظم وأعظم.
ومن دلالات القصّة أن الإنفاق على المحتاجين وتفريج كرب المسلمين هي تجارة عظيمة مع الله سبحانه وتعالى لا يخسر صاحبها أبداً ، لتفضّل الكريم سبحانه وتعالى على عباده المنفقين بالبركة والنماء، والخُلف في المال، وجعل الإنفاق سبباً من أسباب الرزق، وشاهد ذلك قوله تعالى: { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } ( سبأ : 39 )، وقوله في الحديث القدسيّ: ( يا بن آدم أَنفق أُنفق عليك ) متفق عليه.
وفي القصّة أيضاً، الإشارة إلى قيمة العمل ومكانته عند المسلم، فالرّجل ما اعتزل الدنيا أو تركها وراء ظهره، ولكنّه جدّ واجتهد، وبذل الأسباب، وسعى وراء الرّزق، ثم تصدّق بماله، وهذا هو حال الأمّة العاملة، تبني وتشيد، وتجد وتسعى، حتى تنال مكانتها بين الأمم
الاساس العبادى الخامس : الحج
الاساس العبادى السادس : تعليم الطفل حسن الدعاء وسننه
الاساس العبادى السابع : تعليم الطفل ذكر الله
وذكر الله هو وسيلة فعالة للوصول إلى هذه الطمأنينة واليك البيان:
إن انشغال الفكر بالهموم المادية أو المعنوية،
وتشتت العقل تحت تأثير القلق على المستقبل وتجاه مختلف أحداث الحياة، كل هذه الوساوس والأفكار تعصف بالإنسان وتجعله عاجزاً عن القيام بواجباته.
وقد يخيل إلى البعض أن الاسترسال في الهم والقلق حالة نفسية لا علاقة لها بالبدن، ولكن التجارب العلمية أثبتت أن الإستغراق في الهم والتمادي في القلق حالات فيزيولوجية سرعان ما تضعف الجسم وتصيبه بشتى الأمراض.
ومصدر الهم والقلق هو استشعار الإنسان بضعفه أمام أحداث الحياة ولكن الإيمان القوي بالله الذي له التصرف في هذا الكون والإعتماد عليه يلقي في نفس الإنسان طمأنينة وقوة تتضاءل أمامهما هموم الحياة بحيث يراها شيئاً تافهاً.
وذكر الله هو أثر من آثار الإيمان بالله، وهو غذاء روحي يمد النفس الإنسانية بما تحتاجه من سكينة واطمئنان وهذا ما صرح به في القرآن.
وذكر الله هو مظهر لمعرفة الإنسان ربه والثناء عليه، ولهذا يصرح القرآن بأن ذكر الله وسيلة للتقرب منه سبحانه وتعالى، وان الذاكرين مجزيون بمحبته ورحمته.
وإذا بيّن القرآن فضائل ذكر الله نراه في موضع آخر يُعلن بأن الأعراض عنه يضل الإنسان ويؤدي إلى شقائه.
والمعنى: من يعرض عن ذكر الله أو هديه يسلّط الله عليه شيطاناً يلازمه ويغويه ويزين له فعل المعاصي.
وجاء في القرآن في التحذير من الأعراض عن ذكر الله.
وذكر الله له أثر كبير في تربية النفس،
فالذي يذكر ربه ويتصور عظمته يخشع قلبه ويلين، فلا يصدر عنه من الأفعال إلا كل خير، لأنه يعلم أن الله مطّلع عليه بينما الذين يعرضون عن تذكر خالقهم وينزلقون في غمرة هذه الحياة يكون ذلك داعياً لقسوة قلوبهم إلى ما ينتج عنها الشر، ولذلك حذّر الله من الوصول إلى هذه الحالة المقيتة
الاساس العبادى الثامن : تعليم الطفل النشيد الاسلامى