- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
فضل العلم الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم تفضل على الأنبيا بنعم ومنن كبيرة, فمن هذه المنن أن الله -عز وجل- تفضل عليهم بأن جعلهم من أهل العلم, قال -عز وجل- عن يعقوب -عليه السلام- {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} [يوسف: 68], وأيضًا يقول -سبحانه وتعالى- عن يوسف {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 6], وقال عن داوود وسليمان -عليهما السلام- {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ} [النمل: 15].
الآيات في القرآن الكريم التي تتحدث عن العلم وفضله كثيرة, يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18], هذه الآية الكريمة في سورة آل عمران دلَّت على فضل العلماء من وجهين:
الوجه الأول: أن الله -عز وجل- قَرَن شهادة العلماء في الأرض بشهادته -عز وجل- بنفسه وشهادة ملائكته, ولا شك أن هذا الاقتران يدل على فضلهم ومكانتهم ومنزلتهم.
الأمر الثاني: أن الله -عز وجل- استشهدهم على أعظم مشهود, وهو توحيد الله -سبحانه وتعالى-, فقال: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ} [آل عمران: 18], فقال العلماء: فهذا دليل على فضل العلم وفضل أهله ومنزلتهم ومكانتهم.
وقد استنبط الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في "مفتاح دار السعادة" وفي "مدارج السالكين" عشرة أوجه من هذه الآية كلها تدل على فضل العلم ومنزلة أهله ومكانتهم.
الآية الثاني: يقول الله -عز وجل- في سورة البقرة {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 31], فضل الله -عز وجل- آدم وميزه على الملائكة, ولما سُئِلوا عن سبب هذا التمييز, أو سألوا عن سبب هذا التمييز؛ كانت الاجابة: أن الله -عز وجل- علَّم آدم الأسماء كلها, فقال العلمه -رحمهم الله: "وهذا يدل على شرف العلماء ومكانتهم لأن الله -عز وجل- ميَّز أبو الأنبياء آدم -عليه السلام- على الملائكة, ميَّزه بالعلم وشرفه به".
أيضًا من الآيات التي تدل على فضل العلم, وأرعوا أسماعكم لهذه الآية لأنه آيتين في سورتين يُبنى بعضهما على الآخر.
يقول الله -عز وجل- في سورة البينة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة8,7].
إذن في بداية الآية قال: {أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}, ثم قال: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}.
وقال -سبحانه وتعالى- في سورة فاطر {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28], يقول الإمام القرافي -رحمه الله- في كتابه "الزخيرة", والإمام القرافي من كبار علماء المالكية -رحمه الله تعالى-
يقول: "تقول أن مَن خشي الله فهو خير البرية كما في سورة البينة, من خشي الله فهو خير البرية, وكل من خشي الله فهو عالم, فينتج عن هاتين المقدمتين النتيجة وهو: أن خير البرية هم العلماء". إذن هذا أيضًا دليل من الأدلة التي يسوقها العلماء -رحمهم الله تعالى- في بيان فضل العلم ومنزلة أهله.
دلت كذلك أحاديث كثيرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- على فضل العلم, سنقتصر منها على ثلاثة أحاديث:
الحديث الأول: رواه الإمام البخاري ومسلم, أن النبي -صلى الله عليه وسلم-.., الرواي معاوية -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن يُرد الله به خيرا يفقه في الدين» هذا الحديث عن معاوية في صحيح البخاري ومسلم.
خذ هذا الحديث وقارن بينه وبين قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل», يقول العلماء: "ولو كان هناك دعوة أفضل من أن يدعو له النبي -صلى الله عليه وسلم- لدعا له بها, ولكن لأن العلم هو أفضل ما يُدعى به فقد دعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفقهه في الدين ويعلمه التأويل", وكان ما دعا به النبي -عليه الصلاة والسلام-, فأصبح ابن عباس حبر الأمة وبحرها وحبرها -رضي الله عنه وأرضاه-
قال ابن حجر -رحمه الله في فتح الباري: "ويؤخذ من هذا الحديث: أن علامة إرادة الله -عز وجل- بعبده الخير أن يكون من طلبة العلم, فإذا رأيت طالب العلم يرتاد المساجد لطلب العلم على أيدي العلمء, ويرتاد منازلهم ومجالسهم فهذه علامة على أن الله -عز وجل- أراد به خيرًا".
هل يؤخذ من هذا مفهوم المخالفة؟ يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» مفهوم المخالفة ماذا؟ أن من لم يُرد الله به خيرًا لا يفقهه في الدين, وقد ورد في بعض الروايات: «من لم يرد الله به خيرا لم يبالي به», لكن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- ضعَّف هذه الزيادة لكن المعنى صحيح, فعلامة إرادة الله -عز وجل- بعبده الخير أن يسلك طريق العلماء, وأن يسير على هديهم, وأن يأخذ بطريقتهم -رحمهم الله تعالى-
الحديث الآخر: وهو حديث رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن أبي الدرداء -رضي الله عنه وأرضاه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة, وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع, وإن اغلعالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء, وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب, وإن العلماء ورثة الأنبياء, وإن الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا, وإنما ورَّثوا العلم, فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
طيب.. هذا الحديث الصحيح دلَّ على فضل العلم من خمسة أوجه:
أول هذه الأوجه: أن طلب العلم طريق من الطرق الموصلة إلى الجنة, لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ماذا قال في بداية الحديث؟ «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة».
الوجه الآخر: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- «وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع», ما معنى «تضع أجنحتها»؟ ما معناها؟
طيب.. هذا أحد الأوجه, يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-, وهناك في كتاب..., وهذا من الكتب التي أنصحكم بها وأنصح إخواننا بها كذلك من الكتب الجميلة التي تحدث فيها -رحمه الله تعالى- عن فضل العلم ومنزلته وعن الخير العظيم الذي يجده طالب العلم في حياته كتاب "مفتاح دار السعادة" تحدَّث -رحمه الله- عن العلم وفضله بكلام عظيم يُكتَبُ بماء العيون -رحمه الله تعالى رحمة واسعة-
قال -رحمه الله: "وهذا الحديث يدل على أن هناك تناسب وتوافق بين العلماء وبين الملائكة, فإن الملائكة -يقول رحمه الله- فإن الملائكة من أنصح خلق الله لبني آدم, ولذلك كان جبريل -عليه السلام- هو الملك الموكل بالوحي, قال: وكذلك العلماء, فإنهم من أنصح الناس لخلق الله"
قال: «وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًى بما يصنع». قال العلماء: معنى «تضع أجنحتها» أنها تمر -وكما ورد في بعض الأحاديث «أن لله ملائكة يطوفون, فإذا بلغوا مجالس الذكر أنصتوا وقالوا لإخوانهم: هلموا إلى حاجتكم»- فهذا دليل على فضل حِلَق الذكر وأن الملائكة تحفها, وكما في الحديث الآخر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة -وماذا؟- وحفتهم الملائكة, وغشيتهم الرحمة, وذكرهم الله فيمن عنده», فهذا أيضًا يدل على فضل أهل العلم ومكانتهم.
بعض العلماء ذكر معنًى آخر لوضع الملائكة أجنحتها, قال: أنها تخفض أجنحتها توقيرًا للعالم.
ومنهم من قال: أنها ترفعها بالدعاء للعالم, وسيأتي أيضًا بيان هذا الأمر. هذه بعض المعاني التي ذكرها العلماء في هذا الحديث.
الإمام الماوردي -رحمه الله- في كتاب "أدب الدنيا والدين ساق نقولات عديدة, وكذلك الإمام ابن جماعة -رحمه الله تعالى- في كتابه "تذكرة السامع والمتكلم".
الأمر الثالث قال: «وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء», ما المقصود بـ «من في السماوات» الملائكة, لأن الله -عز وجل- قال: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: 7], قال العلماء: وهذا دليل على فضل أهل العلم, لأنه إذا كان ينافس في دعاء الرجل الصالح أو مَن يُظنُّ صلاحه -كما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أويس بن عامر, وذهب إليه عمر من أجل أن يستغفر, أن يطلب أن الله يغفر ذنوبه- قال: فكيف بدعاء واستغفار الملائكة الكرام الكاتبين الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون؟!
طيب.. ما سبب استغفار -كما قال- «حتى الحيتان في جوف الماء», وفي رواية: «حتى النملة في جحرها», لماذا يستغفرون لأهل العلم؟ مَن يعرف؟
يقول ابن جماعة -رحمه الله- في "تذكرة السامع والمتكلم": لأن العلماء هم الذين يبينون ما يحلُّ منها وما يشرع, ويبينون الرفق بها والإحسان إليها؛ فلذلك تستغفر لهم هذه الحيوانات البهيمة -كما ورد في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-
قال, وهو الوجه الرابع الذي دلَّ عليه هذا الحديث, قال: «وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب». ابن القيم -رحمه الله- يقول: وهذا دليل على فضل العلم, لأن الله شبه العلم بالنور, وبالتالي فإن الجهل يكون ماذا؟ يكون ظلام, وهذا دليل على فضل العلم.
طيب.. سؤال: أيهما أشد ضوءًا الشمس أم القمر؟ الشمس. لماذا لم يشبه النبي -صلى الله عليه وسلم- العلماء بالشمس وعدل إلى تشبيههم بالقمر؟ تفضل..
{لأن القمر له وقت التمام, وقت النقصان؛ فيكون فيه مجال للتفريق بين.., يعني ليلة التمام القمر, وليلة الهلال أو كذا, فيكون فيه فرق بين الجاهل والعالم}.
الشيخ:
نعم.. يقول العلماء: وذلك لسببين, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شبه العلماء بالقمر ولم يشبههم بالشمس لأمرين:
الأمر الأول: أن القمر يكون على حالات, فيكون بدرًا, ويكون هلالًا, ويكون محاقًا, فكذلك العلماء في ترتيبهم في العلم, فإن منهم من كالبدر في تمامه وفي سعة علمه, ومنهم من هو كالهلال في قلة علمه, ومنهم من هو ادنى من ذلك, ومنهم من هو بين ذلك. فهذا السبب الأول.
السبب الثاني: وهو مهم, أن نور القمر مسنمد من الشمس, فكذلك نور العالم لا يضيئ إلا إذا استمد نوره من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-, ولهذا شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- العلماء بهذا المثال العظيم.
الرابع أو الخامس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «وإن العلماء ورثة الأنبياء», وهذا دليل واضح على فضل أهل العلم, لأن الإنسان يرثه مَن؟ أقرب الناس إليه, وأقرب الناس إلى الأنبياء هم العلماء, ولذلك هم ورثتهم.
يقول -صلى الله عليه وسلم- «وإن العلماء ورثة الأنبياء, وإن الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا؛ وإنما ورَّثوا العلم».
دخل أعرابي على مجلس ابن مسعود -رضي الله عنه- فرأى فيه طلبة العلم, فقال: علامَ اجتمع هؤلاء؟ قال ابن مسعود -رضي الله عنه: اجتمعوا على ميراث محمد -صلى الله عليه وسلم-
الآيات في القرآن الكريم التي تتحدث عن العلم وفضله كثيرة, يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18], هذه الآية الكريمة في سورة آل عمران دلَّت على فضل العلماء من وجهين:
الوجه الأول: أن الله -عز وجل- قَرَن شهادة العلماء في الأرض بشهادته -عز وجل- بنفسه وشهادة ملائكته, ولا شك أن هذا الاقتران يدل على فضلهم ومكانتهم ومنزلتهم.
الأمر الثاني: أن الله -عز وجل- استشهدهم على أعظم مشهود, وهو توحيد الله -سبحانه وتعالى-, فقال: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ} [آل عمران: 18], فقال العلماء: فهذا دليل على فضل العلم وفضل أهله ومنزلتهم ومكانتهم.
وقد استنبط الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في "مفتاح دار السعادة" وفي "مدارج السالكين" عشرة أوجه من هذه الآية كلها تدل على فضل العلم ومنزلة أهله ومكانتهم.
الآية الثاني: يقول الله -عز وجل- في سورة البقرة {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 31], فضل الله -عز وجل- آدم وميزه على الملائكة, ولما سُئِلوا عن سبب هذا التمييز, أو سألوا عن سبب هذا التمييز؛ كانت الاجابة: أن الله -عز وجل- علَّم آدم الأسماء كلها, فقال العلمه -رحمهم الله: "وهذا يدل على شرف العلماء ومكانتهم لأن الله -عز وجل- ميَّز أبو الأنبياء آدم -عليه السلام- على الملائكة, ميَّزه بالعلم وشرفه به".
أيضًا من الآيات التي تدل على فضل العلم, وأرعوا أسماعكم لهذه الآية لأنه آيتين في سورتين يُبنى بعضهما على الآخر.
يقول الله -عز وجل- في سورة البينة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة8,7].
إذن في بداية الآية قال: {أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}, ثم قال: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}.
وقال -سبحانه وتعالى- في سورة فاطر {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28], يقول الإمام القرافي -رحمه الله- في كتابه "الزخيرة", والإمام القرافي من كبار علماء المالكية -رحمه الله تعالى-
يقول: "تقول أن مَن خشي الله فهو خير البرية كما في سورة البينة, من خشي الله فهو خير البرية, وكل من خشي الله فهو عالم, فينتج عن هاتين المقدمتين النتيجة وهو: أن خير البرية هم العلماء". إذن هذا أيضًا دليل من الأدلة التي يسوقها العلماء -رحمهم الله تعالى- في بيان فضل العلم ومنزلة أهله.
دلت كذلك أحاديث كثيرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- على فضل العلم, سنقتصر منها على ثلاثة أحاديث:
الحديث الأول: رواه الإمام البخاري ومسلم, أن النبي -صلى الله عليه وسلم-.., الرواي معاوية -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن يُرد الله به خيرا يفقه في الدين» هذا الحديث عن معاوية في صحيح البخاري ومسلم.
خذ هذا الحديث وقارن بينه وبين قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل», يقول العلماء: "ولو كان هناك دعوة أفضل من أن يدعو له النبي -صلى الله عليه وسلم- لدعا له بها, ولكن لأن العلم هو أفضل ما يُدعى به فقد دعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفقهه في الدين ويعلمه التأويل", وكان ما دعا به النبي -عليه الصلاة والسلام-, فأصبح ابن عباس حبر الأمة وبحرها وحبرها -رضي الله عنه وأرضاه-
قال ابن حجر -رحمه الله في فتح الباري: "ويؤخذ من هذا الحديث: أن علامة إرادة الله -عز وجل- بعبده الخير أن يكون من طلبة العلم, فإذا رأيت طالب العلم يرتاد المساجد لطلب العلم على أيدي العلمء, ويرتاد منازلهم ومجالسهم فهذه علامة على أن الله -عز وجل- أراد به خيرًا".
هل يؤخذ من هذا مفهوم المخالفة؟ يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» مفهوم المخالفة ماذا؟ أن من لم يُرد الله به خيرًا لا يفقهه في الدين, وقد ورد في بعض الروايات: «من لم يرد الله به خيرا لم يبالي به», لكن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- ضعَّف هذه الزيادة لكن المعنى صحيح, فعلامة إرادة الله -عز وجل- بعبده الخير أن يسلك طريق العلماء, وأن يسير على هديهم, وأن يأخذ بطريقتهم -رحمهم الله تعالى-
الحديث الآخر: وهو حديث رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن أبي الدرداء -رضي الله عنه وأرضاه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة, وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع, وإن اغلعالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء, وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب, وإن العلماء ورثة الأنبياء, وإن الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا, وإنما ورَّثوا العلم, فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
طيب.. هذا الحديث الصحيح دلَّ على فضل العلم من خمسة أوجه:
أول هذه الأوجه: أن طلب العلم طريق من الطرق الموصلة إلى الجنة, لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ماذا قال في بداية الحديث؟ «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة».
الوجه الآخر: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- «وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع», ما معنى «تضع أجنحتها»؟ ما معناها؟
طيب.. هذا أحد الأوجه, يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-, وهناك في كتاب..., وهذا من الكتب التي أنصحكم بها وأنصح إخواننا بها كذلك من الكتب الجميلة التي تحدث فيها -رحمه الله تعالى- عن فضل العلم ومنزلته وعن الخير العظيم الذي يجده طالب العلم في حياته كتاب "مفتاح دار السعادة" تحدَّث -رحمه الله- عن العلم وفضله بكلام عظيم يُكتَبُ بماء العيون -رحمه الله تعالى رحمة واسعة-
قال -رحمه الله: "وهذا الحديث يدل على أن هناك تناسب وتوافق بين العلماء وبين الملائكة, فإن الملائكة -يقول رحمه الله- فإن الملائكة من أنصح خلق الله لبني آدم, ولذلك كان جبريل -عليه السلام- هو الملك الموكل بالوحي, قال: وكذلك العلماء, فإنهم من أنصح الناس لخلق الله"
قال: «وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًى بما يصنع». قال العلماء: معنى «تضع أجنحتها» أنها تمر -وكما ورد في بعض الأحاديث «أن لله ملائكة يطوفون, فإذا بلغوا مجالس الذكر أنصتوا وقالوا لإخوانهم: هلموا إلى حاجتكم»- فهذا دليل على فضل حِلَق الذكر وأن الملائكة تحفها, وكما في الحديث الآخر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة -وماذا؟- وحفتهم الملائكة, وغشيتهم الرحمة, وذكرهم الله فيمن عنده», فهذا أيضًا يدل على فضل أهل العلم ومكانتهم.
بعض العلماء ذكر معنًى آخر لوضع الملائكة أجنحتها, قال: أنها تخفض أجنحتها توقيرًا للعالم.
ومنهم من قال: أنها ترفعها بالدعاء للعالم, وسيأتي أيضًا بيان هذا الأمر. هذه بعض المعاني التي ذكرها العلماء في هذا الحديث.
الإمام الماوردي -رحمه الله- في كتاب "أدب الدنيا والدين ساق نقولات عديدة, وكذلك الإمام ابن جماعة -رحمه الله تعالى- في كتابه "تذكرة السامع والمتكلم".
الأمر الثالث قال: «وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء», ما المقصود بـ «من في السماوات» الملائكة, لأن الله -عز وجل- قال: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: 7], قال العلماء: وهذا دليل على فضل أهل العلم, لأنه إذا كان ينافس في دعاء الرجل الصالح أو مَن يُظنُّ صلاحه -كما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أويس بن عامر, وذهب إليه عمر من أجل أن يستغفر, أن يطلب أن الله يغفر ذنوبه- قال: فكيف بدعاء واستغفار الملائكة الكرام الكاتبين الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون؟!
طيب.. ما سبب استغفار -كما قال- «حتى الحيتان في جوف الماء», وفي رواية: «حتى النملة في جحرها», لماذا يستغفرون لأهل العلم؟ مَن يعرف؟
يقول ابن جماعة -رحمه الله- في "تذكرة السامع والمتكلم": لأن العلماء هم الذين يبينون ما يحلُّ منها وما يشرع, ويبينون الرفق بها والإحسان إليها؛ فلذلك تستغفر لهم هذه الحيوانات البهيمة -كما ورد في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-
قال, وهو الوجه الرابع الذي دلَّ عليه هذا الحديث, قال: «وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب». ابن القيم -رحمه الله- يقول: وهذا دليل على فضل العلم, لأن الله شبه العلم بالنور, وبالتالي فإن الجهل يكون ماذا؟ يكون ظلام, وهذا دليل على فضل العلم.
طيب.. سؤال: أيهما أشد ضوءًا الشمس أم القمر؟ الشمس. لماذا لم يشبه النبي -صلى الله عليه وسلم- العلماء بالشمس وعدل إلى تشبيههم بالقمر؟ تفضل..
{لأن القمر له وقت التمام, وقت النقصان؛ فيكون فيه مجال للتفريق بين.., يعني ليلة التمام القمر, وليلة الهلال أو كذا, فيكون فيه فرق بين الجاهل والعالم}.
الشيخ:
نعم.. يقول العلماء: وذلك لسببين, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شبه العلماء بالقمر ولم يشبههم بالشمس لأمرين:
الأمر الأول: أن القمر يكون على حالات, فيكون بدرًا, ويكون هلالًا, ويكون محاقًا, فكذلك العلماء في ترتيبهم في العلم, فإن منهم من كالبدر في تمامه وفي سعة علمه, ومنهم من هو كالهلال في قلة علمه, ومنهم من هو ادنى من ذلك, ومنهم من هو بين ذلك. فهذا السبب الأول.
السبب الثاني: وهو مهم, أن نور القمر مسنمد من الشمس, فكذلك نور العالم لا يضيئ إلا إذا استمد نوره من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-, ولهذا شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- العلماء بهذا المثال العظيم.
الرابع أو الخامس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «وإن العلماء ورثة الأنبياء», وهذا دليل واضح على فضل أهل العلم, لأن الإنسان يرثه مَن؟ أقرب الناس إليه, وأقرب الناس إلى الأنبياء هم العلماء, ولذلك هم ورثتهم.
يقول -صلى الله عليه وسلم- «وإن العلماء ورثة الأنبياء, وإن الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا؛ وإنما ورَّثوا العلم».
دخل أعرابي على مجلس ابن مسعود -رضي الله عنه- فرأى فيه طلبة العلم, فقال: علامَ اجتمع هؤلاء؟ قال ابن مسعود -رضي الله عنه: اجتمعوا على ميراث محمد -صلى الله عليه وسلم-
العلم ميراث النبي كما أتى *** في النص والعلماء هم ورّاثه
فهذا أيضًا دليل على فضل أهل العلم ومكانتهم ومنزلتهم.
الحديث الثالث الذي يدل على فضل العلم: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية, أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له».
يقول ابن جماعة في تذكرة السامع والمتكلم, يقول: وأنت إذا تأملت إلى هذه الأشياء الثلاث وجدته في معلم الناس الخير.
أولًا: قال: «علم ينتفع به» وهذا واضح, فالعلم الذي يعلمه للناس.
قال: وأما الصدقة الجارية, فأعظم الصدقة التي يتركها الإنسان هي العلم الذي يبقى في هذه الأمة, العلماء.., كم بيننا وبين شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ؟ وبيننا وبين الإمام الشافعي؟ والإمام أبي حنفية ومالك وابن القيم وابن كثير وغيرهم من العلمء, ولا زالت علومهم حية بيننا.
والدليل أيضا على أن الصدقة في هذا الحديث يدخل فيها العلم: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذاك الرجل الذي دخل متأخرًا في الصلاة, ماذا قال النبي لصحابته؟ ماذا؟ «من يتصدق على هذا» فالإنسان بعلمه يتصدق على الآخرين بما أتاه الله -سبحانه وتعالى-
قال: «أو ولد صالح يدعو له», ولا أعظم من أن يكون الذين يدعون لك هم أهل العلم, شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- لم يتزوج, وكذلك الإمام النووي, وبالتالي لم يُرزقوا بالأبناء, لكن لهم من الطلاب ومن الأتباع الذين يدعون لهم ليلًا ونهارًا -رحمهم الله تعالى رحمة واسعة- ما يجعل الإنسان بالفعل ينظر إلى فضل العلم ومكانة أهله, فهم إن وُسِّدوا في التراب لكنهم أحياء بعلومهم وبتلاميذهم وبما تركوه من إرث عظيم, وهو ميراث النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي هذه العلوم العظيمة.
المسألة الثالثة التي نتحدث عنها, المسألة الأولى: فضل العلم في القرآن.
الحديث الثالث الذي يدل على فضل العلم: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية, أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له».
يقول ابن جماعة في تذكرة السامع والمتكلم, يقول: وأنت إذا تأملت إلى هذه الأشياء الثلاث وجدته في معلم الناس الخير.
أولًا: قال: «علم ينتفع به» وهذا واضح, فالعلم الذي يعلمه للناس.
قال: وأما الصدقة الجارية, فأعظم الصدقة التي يتركها الإنسان هي العلم الذي يبقى في هذه الأمة, العلماء.., كم بيننا وبين شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ؟ وبيننا وبين الإمام الشافعي؟ والإمام أبي حنفية ومالك وابن القيم وابن كثير وغيرهم من العلمء, ولا زالت علومهم حية بيننا.
والدليل أيضا على أن الصدقة في هذا الحديث يدخل فيها العلم: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذاك الرجل الذي دخل متأخرًا في الصلاة, ماذا قال النبي لصحابته؟ ماذا؟ «من يتصدق على هذا» فالإنسان بعلمه يتصدق على الآخرين بما أتاه الله -سبحانه وتعالى-
قال: «أو ولد صالح يدعو له», ولا أعظم من أن يكون الذين يدعون لك هم أهل العلم, شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- لم يتزوج, وكذلك الإمام النووي, وبالتالي لم يُرزقوا بالأبناء, لكن لهم من الطلاب ومن الأتباع الذين يدعون لهم ليلًا ونهارًا -رحمهم الله تعالى رحمة واسعة- ما يجعل الإنسان بالفعل ينظر إلى فضل العلم ومكانة أهله, فهم إن وُسِّدوا في التراب لكنهم أحياء بعلومهم وبتلاميذهم وبما تركوه من إرث عظيم, وهو ميراث النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي هذه العلوم العظيمة.
المسألة الثالثة التي نتحدث عنها, المسألة الأولى: فضل العلم في القرآن.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع