- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
فضل مسجد قباء وزيارته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
"لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وصل إلى قرية قباء في بني عمرو بن عوف قبل أن يصل إلى المدينة في شهر ربيع الأول؛ على كلثوم بن الهدم، وكان له مربد، فأخذه منه، وأسس مسجد قباء؛ وهو أول مسجد أسس على التقوى"[1].
ويعتبر هذا المسجد من أبرز المساجد في الإسلام لعدة خصائص تميَّز بها عن غيره ومن جملتها:
- أنه أول مسجد بُني في الإسلام.
- أن فيه وفي أهله نزلت الآية {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}(سورة التوبة:108)وهذه الآية تشهد لهذا المسجد العظيم بالعظمة والخير والبركات، فهو المسجد الذي أسس على التقوى، وإن كان قد رُوي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه فقلت: يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفاً من حصاء فضرب به الأرض، ثم قال : ((هو مسجدكم هذا)) لمسجد المدينة" رواه مسلم (1398)، وفي رواية: "تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال الآخر: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هو مسجدي هذا)) [2]، وفي رواية أخرى قال: ((وفي ذاك خير كثير)) [3]؛ غير أنه قد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزلت هذه الآية في أهل قباء {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} قال: كانوا يستنجون بالماء، فنزلت هذه الآية فيهم)) [4]، وليس بين الحديثين تعارض، فالمسجدان: المسجد النبوي ومسجد قباء كلاهما أسس على التقوى من أول يوم، "فمسجد قباء أسس من أول يوم نزل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم تلك القرية، وكذلك مسجد المدينة أسس من أول يوم وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكلاهما أسس من أول يوم" [5].
- أنه قد ثبت عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أن الصلاة في مسجد قباء كعمرة إلى بيت الله الحرام فعن أسيد بن ظهير الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلاة في مسجد قباء كعمرة)) [6]، وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة))[7].
- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي إلى قباء تارة راكباً، وتارة ماشياً؛ فيصلي فيه ركعتين، وكان يفعل ذلك كل يوم سبت فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قباء راكباً وماشياً، زاد ابن نمير فيصلي فيه ركعتين)) رواه البخاري (1194)، ومسلم (1399)، وعند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان يأتي مسجد قباء كل سبت ماشياً وراكباً، وكان عبد الله رضي الله عنه يفعله) رواه البخاري (1193).
- وقد جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم ما يدل على اهتمامهم بالصلاة فيه، والحث عليها فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: ((لَأَنْ أصلي في مسجد قباء أحب إلي من أن أصلي في بيت المقدس)) [8]، وسُئِل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم الذهاب إلى مسجد قباء كل يوم سبت مشياً على الأقدام، أو راكباً أحياناً، هل يشرع هذا أم لا؟ فأجاب: "الذهاب إلى مسجد قباء في المدينة كل يوم سبت من السنَّة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله، وهذا من حكمته؛ لأن الله تعالى قال له: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِِ} (التوبة:108)، والمسجدان: النبوي والقبائي كلاهما أسس على التقوى من أول يوم، مسجد قباء من أول يوم نزل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قباء، ومسجد المدينة من أول يوم وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكلاهما أسس من أول يوم، لكن لا شك أن المسجد النبوي أفضل، لهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يجعل يوم الجمعة للمسجد النبوي، ويوم السبت لمسجد قباء، فإذا تيسر لك أن تزور قباء كل يوم سبت راكباً أو راجلاً بحسب ما تيسر لك، وتخرج من بيتك متطهراً، وتصلي فيه ما شاء الله؛ فهو خير" [9].
وبناء على هذا فمن أكرمه الحق جل وعلا من المسلمين بزيارة المسجد النبوي، وشرَّفه بالسلام من قرب على نبيه صلى الله عليه وسلم، وحلَّ بالمدينة الفاضلة يتمتع ببركاتها، وينعم بالجوار فيها؛ فلا يحرمن نفسه من زيارة هذا المسجد الفاضل للحصول على الأجر الموعود على زيارته، والصلاة فيه بقوله صلى الله عليه وسلم: ((كان له كأجر عمرة)) في الحديث الآنف الذكر.
أما أن يأتيه استقلالاً، ويشدَّ لزيارته من بلده رحالاً فليس بالأمر المشروع، بل هو من الممنوع بحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى)) رواه البخاري (1189)، ومسلم (1397)، ولم يكن مسجد قباء من بينها، فليسعنا ما شرع. قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "وإذا زار المسلم مسجد النبي صلى الله عليه وسلم دخل في ذلك على سبيل التبعية زيارة قبره صلى الله عليه وسلم، وقبر صاحبيه, وقبور الشهداء، وأهل البقيع, وزيارة مسجد قباء من دون شد الرحل, فلا يسافر لأجل الزيارة، ولكن إذا كان في المدينة شُرع له زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر صاحبيه, وزيارة البقيع والشهداء، ومسجد قباء, أما شد الرحال من بعيد لأجل الزيارة فقط فهذا لا يجوز على الصحيح من قولي العلماء ..."[10] .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
"لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وصل إلى قرية قباء في بني عمرو بن عوف قبل أن يصل إلى المدينة في شهر ربيع الأول؛ على كلثوم بن الهدم، وكان له مربد، فأخذه منه، وأسس مسجد قباء؛ وهو أول مسجد أسس على التقوى"[1].
ويعتبر هذا المسجد من أبرز المساجد في الإسلام لعدة خصائص تميَّز بها عن غيره ومن جملتها:
- أنه أول مسجد بُني في الإسلام.
- أن فيه وفي أهله نزلت الآية {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}(سورة التوبة:108)وهذه الآية تشهد لهذا المسجد العظيم بالعظمة والخير والبركات، فهو المسجد الذي أسس على التقوى، وإن كان قد رُوي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه فقلت: يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفاً من حصاء فضرب به الأرض، ثم قال : ((هو مسجدكم هذا)) لمسجد المدينة" رواه مسلم (1398)، وفي رواية: "تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال الآخر: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هو مسجدي هذا)) [2]، وفي رواية أخرى قال: ((وفي ذاك خير كثير)) [3]؛ غير أنه قد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزلت هذه الآية في أهل قباء {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} قال: كانوا يستنجون بالماء، فنزلت هذه الآية فيهم)) [4]، وليس بين الحديثين تعارض، فالمسجدان: المسجد النبوي ومسجد قباء كلاهما أسس على التقوى من أول يوم، "فمسجد قباء أسس من أول يوم نزل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم تلك القرية، وكذلك مسجد المدينة أسس من أول يوم وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكلاهما أسس من أول يوم" [5].
- أنه قد ثبت عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أن الصلاة في مسجد قباء كعمرة إلى بيت الله الحرام فعن أسيد بن ظهير الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلاة في مسجد قباء كعمرة)) [6]، وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة))[7].
- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي إلى قباء تارة راكباً، وتارة ماشياً؛ فيصلي فيه ركعتين، وكان يفعل ذلك كل يوم سبت فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قباء راكباً وماشياً، زاد ابن نمير فيصلي فيه ركعتين)) رواه البخاري (1194)، ومسلم (1399)، وعند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان يأتي مسجد قباء كل سبت ماشياً وراكباً، وكان عبد الله رضي الله عنه يفعله) رواه البخاري (1193).
- وقد جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم ما يدل على اهتمامهم بالصلاة فيه، والحث عليها فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: ((لَأَنْ أصلي في مسجد قباء أحب إلي من أن أصلي في بيت المقدس)) [8]، وسُئِل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم الذهاب إلى مسجد قباء كل يوم سبت مشياً على الأقدام، أو راكباً أحياناً، هل يشرع هذا أم لا؟ فأجاب: "الذهاب إلى مسجد قباء في المدينة كل يوم سبت من السنَّة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله، وهذا من حكمته؛ لأن الله تعالى قال له: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِِ} (التوبة:108)، والمسجدان: النبوي والقبائي كلاهما أسس على التقوى من أول يوم، مسجد قباء من أول يوم نزل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قباء، ومسجد المدينة من أول يوم وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكلاهما أسس من أول يوم، لكن لا شك أن المسجد النبوي أفضل، لهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يجعل يوم الجمعة للمسجد النبوي، ويوم السبت لمسجد قباء، فإذا تيسر لك أن تزور قباء كل يوم سبت راكباً أو راجلاً بحسب ما تيسر لك، وتخرج من بيتك متطهراً، وتصلي فيه ما شاء الله؛ فهو خير" [9].
وبناء على هذا فمن أكرمه الحق جل وعلا من المسلمين بزيارة المسجد النبوي، وشرَّفه بالسلام من قرب على نبيه صلى الله عليه وسلم، وحلَّ بالمدينة الفاضلة يتمتع ببركاتها، وينعم بالجوار فيها؛ فلا يحرمن نفسه من زيارة هذا المسجد الفاضل للحصول على الأجر الموعود على زيارته، والصلاة فيه بقوله صلى الله عليه وسلم: ((كان له كأجر عمرة)) في الحديث الآنف الذكر.
أما أن يأتيه استقلالاً، ويشدَّ لزيارته من بلده رحالاً فليس بالأمر المشروع، بل هو من الممنوع بحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى)) رواه البخاري (1189)، ومسلم (1397)، ولم يكن مسجد قباء من بينها، فليسعنا ما شرع. قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "وإذا زار المسلم مسجد النبي صلى الله عليه وسلم دخل في ذلك على سبيل التبعية زيارة قبره صلى الله عليه وسلم، وقبر صاحبيه, وقبور الشهداء، وأهل البقيع, وزيارة مسجد قباء من دون شد الرحل, فلا يسافر لأجل الزيارة، ولكن إذا كان في المدينة شُرع له زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر صاحبيه, وزيارة البقيع والشهداء، ومسجد قباء, أما شد الرحال من بعيد لأجل الزيارة فقط فهذا لا يجوز على الصحيح من قولي العلماء ..."[10] .
والله تعالى أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] سيرة ابن هشام (1/492، وما بعدها).
[2] الترمذي (3099)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (7/99).
[3] أخرجه الإمام أحمد (10794)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
[4] أخرجه الترمذي (3100)، وأبو داود (44)، وابن ماجة (357)، وصححه الألباني.
[5] لقاءات الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين (183/32) بتصرف.
[6] سنن الترمذي (324)، وابن ماجة (1411)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (3/394).
[7] ابن ماجه (1412)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (3/412).
[8] السنن الكبرى (5/249)، وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/13)، وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/149)، وصححه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (3/69)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/23): صحيح موقوف.
[9] لقاءات الباب المفتوح (183/32).
[10] مجموع فتاوى ابن باز (5/333).
[1] سيرة ابن هشام (1/492، وما بعدها).
[2] الترمذي (3099)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (7/99).
[3] أخرجه الإمام أحمد (10794)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
[4] أخرجه الترمذي (3100)، وأبو داود (44)، وابن ماجة (357)، وصححه الألباني.
[5] لقاءات الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين (183/32) بتصرف.
[6] سنن الترمذي (324)، وابن ماجة (1411)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (3/394).
[7] ابن ماجه (1412)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (3/412).
[8] السنن الكبرى (5/249)، وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/13)، وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/149)، وصححه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (3/69)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/23): صحيح موقوف.
[9] لقاءات الباب المفتوح (183/32).
[10] مجموع فتاوى ابن باز (5/333).
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع