الموحدة
عضو مميز
- إنضم
- 5 يناير 2012
- المشاركات
- 806
- النقاط
- 18
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- ما تيسر منه
- احب القراءة برواية
- برواية ورش عن نافع
- القارئ المفضل
- الشيخ ياسر الدوسري/عمر القزابري/مشاري العفاسي/المنشاوي
- الجنس
- أخت
في القلب حق .. وفي الكف قلم
كنتَ قد سألتني: لماذا تكتب وكيف؟
فأجبتُك من النهاية: ما دام في القلب حق، كان لا بد أن يكون في الكف قلم!
فلا تعجب إن أجبتُك من النهاية؛ فكثيرًا ما تكون النهاية هي البداية، أو مِفتاح البداية! فصفحات الكتاب الأولى قد تكون آخر ما كتبه الكاتب!
أنا أكتب؛ لأني أرى الأشياء غير ما تراها أنت، وللحقيقة عندي مستقرٌّ واحد، ووجه واحد لا غير، وهو الوجه الذي لا أعرفه، فأسعى لمعرفته، والبوح بها بأكثر من أسلوب، وبأكثر من طريقة.
قد تكتب أنت فتفتقر إلى المصادر، وأكتب أنا فأكون مصدرًا لك وللآخرين!
أنا أكتب لأني أسبر أغوار الحقائق، وأتلمَّس جذورها الضاربة في العمق، بينما لا تنظر أنت إلا إلى السطح.
فقد تكتب أنت عن شوك الورد حين يجرح الإنسان، وأكتب أنا عن الإنسان حين يجرح الإنسان؛ فيكون أكثر أذى من الهَالُوك نفسه!
أديب تدخُل الدنيا بحوادثها إلى قلبي عبر معبر سمعي وبصري، فتخرج ممزوجة بحبر قلمي، فأسكبها على صحائفي البيضاء، تخرج بعد أن أُطعِمها إحساسي، وأُشرِبها أسلوبي وعاطفتي؛ فتكون روحي التي تحل في جسد الكلمة!
فهل تظنني سأسكت حين تسكت حوادث الدنيا؟
كلا! سأعود وأكتب عن هذا السكوت، وأصنع من الصمت أدب الضجيج!
قد تبصر أنت الناس وهم يدخلون إلى المسجد بالقدم اليمنى ويدخلون الخلاء بالقدم اليسرى، فيسرك ذلك.
أما أنا، فلا يسرني ذلك حتى أراهم يسيرون بكلتا القدمين في طريق الدعوة والإصلاح.
قد تكتب أنت عن الأسد في صورته القديمة العالقة في ذهنك وذهن غيرك، تكتب عنه حين يطارد فريسته ويفترس لحم الضَّأْن، وتكتب عن الخروف في صورة الحقل والعشب الأخضر.
فأكتب أنا عن اختلال الموازين تلك.
أكتب عن الأسود التي تنازلتْ عن حقها فيما هو حق لها، واقتنعت بالْتهام التِّبن!
تنازلتْ عن حقها ليس للخراف فحسب، بل تنازلت حتى للكلاب!
واعلم أن الأديب نادرًا ما يصرِّح، وغالبًا ما يلمِّح.
أكتب عن أناس ينكرون حقيقتهم، وينحرفون عن فطرتهم وطبعهم.
عن أناس طيبين تقمَّصوا دور القساة!
وعن وحوش لبست مِسْلاخ الحَمَل الوديع!
قد لا يخفى عليك أن أناسًا يضعون المساحيق؛ ليظهروا بحقيقة غير حقيقتهم، فتقول عن أحدهم: إن مهنته "ممثل"، أو إن شئت فقل: مهنة "نكران الحقيقة الذاتية"!
ولكن الذي يخفى عليك حقًّا، تلك المساحيق الساحرة التي تطلى بها القلوب، فلا تراها أنت وغيرك كما أراها أنا!
أفهمت الآن لماذا أكتب؟
أكتب لأني أسعى لاكتشاف الحقيقة كما هي في حقيقتها، وليس الحقيقة التي يقدمها صاحبها كما يريد هو، أو حتى لا كما أريد أنا!
أكتب لأقدِّم لك الوجه الآخر للحقيقة، الوجه القابع في الظل، أو الوجه الذي تعمد بعضُهم أن يستره في الظل، فيجيء شعاع القلم ليجلو تلك الحقيقة.
وهكذا تظهر الحقيقة أشد وضوحًا كلما كان نور الحق في القلب أبهى، وكلما كانت قبضة الكف على القلم أقوى.
فإن لم تكن بقلمك كالشمس تشرق على الأرض فتنير نصفها، فلا تكن به كوكبًا يكسف الشمس كلها، ولا يُبقِي على الأرض إلا الظلام!
كنتَ قد سألتَني، وبهذا كنتُ قد أجبتك.
منقول..
كنتَ قد سألتني: لماذا تكتب وكيف؟
فأجبتُك من النهاية: ما دام في القلب حق، كان لا بد أن يكون في الكف قلم!
فلا تعجب إن أجبتُك من النهاية؛ فكثيرًا ما تكون النهاية هي البداية، أو مِفتاح البداية! فصفحات الكتاب الأولى قد تكون آخر ما كتبه الكاتب!
أنا أكتب؛ لأني أرى الأشياء غير ما تراها أنت، وللحقيقة عندي مستقرٌّ واحد، ووجه واحد لا غير، وهو الوجه الذي لا أعرفه، فأسعى لمعرفته، والبوح بها بأكثر من أسلوب، وبأكثر من طريقة.
قد تكتب أنت فتفتقر إلى المصادر، وأكتب أنا فأكون مصدرًا لك وللآخرين!
أنا أكتب لأني أسبر أغوار الحقائق، وأتلمَّس جذورها الضاربة في العمق، بينما لا تنظر أنت إلا إلى السطح.
فقد تكتب أنت عن شوك الورد حين يجرح الإنسان، وأكتب أنا عن الإنسان حين يجرح الإنسان؛ فيكون أكثر أذى من الهَالُوك نفسه!
أديب تدخُل الدنيا بحوادثها إلى قلبي عبر معبر سمعي وبصري، فتخرج ممزوجة بحبر قلمي، فأسكبها على صحائفي البيضاء، تخرج بعد أن أُطعِمها إحساسي، وأُشرِبها أسلوبي وعاطفتي؛ فتكون روحي التي تحل في جسد الكلمة!
فهل تظنني سأسكت حين تسكت حوادث الدنيا؟
كلا! سأعود وأكتب عن هذا السكوت، وأصنع من الصمت أدب الضجيج!
قد تبصر أنت الناس وهم يدخلون إلى المسجد بالقدم اليمنى ويدخلون الخلاء بالقدم اليسرى، فيسرك ذلك.
أما أنا، فلا يسرني ذلك حتى أراهم يسيرون بكلتا القدمين في طريق الدعوة والإصلاح.
قد تكتب أنت عن الأسد في صورته القديمة العالقة في ذهنك وذهن غيرك، تكتب عنه حين يطارد فريسته ويفترس لحم الضَّأْن، وتكتب عن الخروف في صورة الحقل والعشب الأخضر.
فأكتب أنا عن اختلال الموازين تلك.
أكتب عن الأسود التي تنازلتْ عن حقها فيما هو حق لها، واقتنعت بالْتهام التِّبن!
تنازلتْ عن حقها ليس للخراف فحسب، بل تنازلت حتى للكلاب!
واعلم أن الأديب نادرًا ما يصرِّح، وغالبًا ما يلمِّح.
أكتب عن أناس ينكرون حقيقتهم، وينحرفون عن فطرتهم وطبعهم.
عن أناس طيبين تقمَّصوا دور القساة!
وعن وحوش لبست مِسْلاخ الحَمَل الوديع!
قد لا يخفى عليك أن أناسًا يضعون المساحيق؛ ليظهروا بحقيقة غير حقيقتهم، فتقول عن أحدهم: إن مهنته "ممثل"، أو إن شئت فقل: مهنة "نكران الحقيقة الذاتية"!
ولكن الذي يخفى عليك حقًّا، تلك المساحيق الساحرة التي تطلى بها القلوب، فلا تراها أنت وغيرك كما أراها أنا!
أفهمت الآن لماذا أكتب؟
أكتب لأني أسعى لاكتشاف الحقيقة كما هي في حقيقتها، وليس الحقيقة التي يقدمها صاحبها كما يريد هو، أو حتى لا كما أريد أنا!
أكتب لأقدِّم لك الوجه الآخر للحقيقة، الوجه القابع في الظل، أو الوجه الذي تعمد بعضُهم أن يستره في الظل، فيجيء شعاع القلم ليجلو تلك الحقيقة.
وهكذا تظهر الحقيقة أشد وضوحًا كلما كان نور الحق في القلب أبهى، وكلما كانت قبضة الكف على القلم أقوى.
فإن لم تكن بقلمك كالشمس تشرق على الأرض فتنير نصفها، فلا تكن به كوكبًا يكسف الشمس كلها، ولا يُبقِي على الأرض إلا الظلام!
كنتَ قد سألتَني، وبهذا كنتُ قد أجبتك.
منقول..
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع
التعديل الأخير: