دكتور أشرف
عضو مميز
- إنضم
- 6 فبراير 2012
- المشاركات
- 214
- النقاط
- 16
- الإقامة
- مصر
- الموقع الالكتروني
- www.qoranona.com
- احفظ من كتاب الله
- اللهم اجعلنا من أهل القرآن
- احب القراءة برواية
- حفص عن عاصم
- القارئ المفضل
- الشيخ محمود خليل الحصري - رحمه الله -
- الجنس
- أخ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
لما تمادى كفار قريش في الشر وأكثروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الاستهزاء ، أنزل الله تعالى ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين ) إلى قوله ( فسوف يعلمون )
قال - تعالى -: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 95]
أي إن الله كافيك المستهزئين كلهم ، الذين يسخرون ويستهزئون بك وبما جئت به، فكفاه الله شرهم وأذاهم، وبين فساد قولهم، ؛ ودافع الله عنه، ويوم بدر قتل كثيرٌ من أولئك الساخرين المستهزئين ولهذا قال: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (الحجر: 95-96).
ومع كونهم كانوا من أكابر الكفار وكان لهم فيهم قوة وشوكة ورياسة، فإذا كفاه الله أمرهم -وقد أهلكهم الله جميعا- كفاه أمر من هو دونهم بالأولى .
وهذا وعدٌ من الله لرسوله أن لا يضره المستهزئون، وأن يكفيَه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة، وقد فعل - تعالى - فإنه ما تظاهَرَ أحدٌ بالاستهزاء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبما جاء به، إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة، قال - تعالى -: ﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 137]
وانظر لمن عادى النبي عليه الصلاة والسلام وآذاه كيف كانت نهايته في الدنيا قبل الآخرة، قال تعالى ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 3]، وقال تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57].
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "يقول الله تعالىمن عادى لي وليا فقد آذنتُه بالحربِ" فكيف بمن عادى الأنبياء؟ فكيف بمن آذى نبياً من الأنبياء، فكيف بمن آذى محمداً صلى الله عليه وسلم؟ (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً) [الأحزاب:57].
و من أمثلة ذلك ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ يصلي عند الكعبة، وجمع قريش في مجالسهم، إذ قال قائل منهم: ألا تنظرون إلى هذا المرائي؟ أيكم يقوم إلى جَزورِ آل فلان، فيعمد إلى فرثهاودمها وسلاها فيجيء به، ثم يمهله حتى إذا سجد وضَعَه بين كتفيه؟ فانبعث أشقاهم، فلما سجد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وضعه بين كتفيه، وثَبَتَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا، فضحكوا حتى مال بعضهم إلى بعض من الضحك، فانطلق منطلقٌ إلى فاطمةَ - رضي الله عنها - وهي جويرية، فأقبلتْ تسعى، وثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا حتى ألقتْه عنه، وأقبلتْ عليهم تسبُّهم، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة، قال: ((اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش))، ثم سمى: ((اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعمارة بن الوليد))، قال عبدالله: فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر، ثم سُحبوا إلى القليب - قليب بدر - ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وأتبع أصحاب القليب لعنةً)).
وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر، وكلاهما لم يسلم، لكن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأكرم رسوله، فثبت ملكه.
وأما كسرى فمزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتله الله بعد قليل ومزق ملكه كل ممزق، فلم يبق للأكاسرة ملك.
وهذا تحقيق لقوله تعالى: (إن شانئك هو الأبتر) [الكوثر: 3]، فكل من شنأه وأبغضه وعاداه، فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه وأثره.
ولعل وقيعة بعض الغربيين في النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مشعر بتهالك حضارتهم وقرب زوالها، فإنهم ما تجرأوا ولا عدلوا إلى الانتقاص إلاّ بعد أن أعوزتهم الحجة و عجزوا عن إظهار البرهان، أوالرد بعلم وإنصاف ، بل وظهرت عليهم حجة أهل الإسلام البالغة، وبراهين دينه الساطعة، فلم يجدوا ما يجاروها به غير الخروج إلى حد السب والشتم.
وعلى المسلمين أن يعلموا أنه من واجبهو أن يذبوا عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أطاقوا قولاً وعملاً، وأن يسعوا في محاسبة الظالم وفي إنزال العقوبة التي يستحقها به، كما قال الله تعالى: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الفتح:9]، وقال: (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ)[التوبة:40]
والله أسأل أن يعجل بالانتصار لنبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعز الإسلام وأهله.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول بنصرف من
1- تأملات في قوله تعالى {إِنا كفيناك المستهزِئين}د. أمين بن عبدالله
2- فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية
3- تفسير البغوي
4- تفسير القرطبي
5- تفسير ابن كثير
6- تفسير الطبري
7- فتاوى عبدالعزيز بن عبدالله ابن محمد آل الشيخ
8- التفسير الكبير
9- التحرير والتنوير
10- إنا كفيناك المستهزئين أ.د/ ناصر بن سليمان العمر
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع