الصحبة الطيبة
عضو مميز
- إنضم
- 16 أبريل 2013
- المشاركات
- 199
- النقاط
- 16
- الإقامة
- القاهرة - مصر
- الموقع الالكتروني
- nasrtawfik.blogspot.com
- احفظ من كتاب الله
- اللهم أعينني علي دوام التلاوة والتدبر وحفظ القرآن كاملا
- احب القراءة برواية
- حفص عن عاصم
- القارئ المفضل
- محمد صديق المنشاوي والحصري والسديسي
- الجنس
- أخ وأسرتي
الحديث التاسع عشر
عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النبي صلى الله عليه وسلم يَومَاً فَقَالَ: (يَا غُلاَمُ إِنّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظِ اللهَ يَحفَظك، احْفَظِ اللهَ تَجِدهُ تُجَاهَكَ، إِذَاَ سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَاَ اسْتَعَنتَ فَاسْتَعِن بِاللهِ، وَاعْلَم أَنَّ الأُمّة لو اجْتَمَعَت عَلَى أن يَنفَعُوكَ بِشيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ لَك، وإِن اِجْتَمَعوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشيءٍ لَمْ يَضروك إلا بشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفعَت الأَقْلامُ، وَجَفّتِ الصُّحُفُ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح - وفي رواية - غير الترمذي: ( اِحفظِ اللهَ تَجٍدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعرِفْكَ في الشّدةِ، وَاعْلَم أن مَا أَخطأكَ لَمْ يَكُن لِيُصيبكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُن لِيُخطِئكَ، وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً)الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى : فيه حث على التواضع لإردافه صلى الله عليه وسلم خلفه ولم يستأثر بالدابة دون غيره .
الفائدة الثانية : فيه دلالة على اللين والملاطفة لاختيار ابن عباس الشاب الصغير رضي الله عنهما ، بل ومحادثته في الطريق وتوصيته ، وصدق الله إذ وصفه بقوله : {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } (159) سورة آل عمران
الفائدة الثالثة : الاهتمام بتربية الصغار وهذا واضح من ظاهر الحديث .
الفائدة الرابعة : اختيار الجمل القصيرة في حال تعليم الصغار ليكون أسهل في الحفظ .
الفائدة الخامسة : بذل العلم للكبير والصغير لكن على قدر ما ينتفع به المتلقي ، ولا يأنف الإنسان الذي آتاه الله علماً من تعليمه للصغار أو من هو دوناً منه .
الفائدة السادسة : ينبغي أن يذكر مقدمة مناسبة قبل التعليم تشوق المستمع لما يقال ، كما فعل صلى الله عليه وسلم في رواية هذا الحديث حيث قال " أعلمك كلمات ينفعك الله بهن " ، لأن ابن عباس رضي الله عنهما إذا سمع ذلك شحذ همته ليحفظهن ويعمل بهن .
الفائدة السابعة : استغلال الوقت بما يفيد ففي حال ركوب ابن عباس رضي الله عنهما خلف النبي صلى الله عليه وسلم حرص صلى الله عليه وسلم أن يقطع الوقت بما يفيد من تعليم أو تذكير .
الفائدة الثامنة : فيه الاهتمام بأمر العقيدة ، فهذه الكلمات جميعها من أمور العقيدة .
الفائدة التاسعة : الجزاء من جنس العمل ، فمن حفظ الله حفظه الله ، ومن استعان بالله أعانه سبحانه .
الفائدة العاشرة : من تعلم هذه الكلمات انتفع بإذن الله لقوله صلى الله عليه وسلم " أعلمك كلمات ينفعك الله بهن " فهذا يعطي أهمية للحديث .
الفائدة الحادية عشرة : يربي الحديث الاعتماد على الله سبحانه والتعلق به ورجاءه دون غيره .
الفائدة الثانية عشرة : يقرر الحديث الأعمال القلبية من التوكل والاستعانة والتعلق والخوف والرجاء لأنها حياة الإنسان وأصل العقيدة .
الفائدة الثالثة عشر : من أراد حفظ الله من المكروهات والشرور والضرر فإضافة للأسباب المادية على الإنسان أن يحفظ أوامر الله .
الفائدة الرابعة عشر : من يحفظ أوامر الله يحصل على ثمرتين عظيمتين : ـ
الثمرة الأولى : يحفظه الله من كل مكروه لقوله في جواب الشرط " يحفظك " .
الثمرة الثانية : يعينه الله في أموره المستقبليه ويجلب له الخير لقوله " احفظ الله تجده تجاهك " .
الفائدة الخامسة عشر : فيه تفسير لمعية الله الخاصة لعبادة المؤمنين كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، وهذه المعية الخاصة في قوله " تجاهك " " أمامك " " يحفظك " " يعرفك في الشدة " .
الفائدة السادسة عشر : صلاح الدنيا والآخرة للشخص على قدر حفظه لحدود الله ، ولذلك قال في الحديث " احفظ الله يحفظك " وأطلق ولم يقيد الحفظ في المال أو الولد أو الصحة أو الدين ، وهذا الإطلاق حتى يشمل جميع ذلك .
الفائدة السابعة عشر : إثبات اسم الله " الشكور " حيث أن من معانيه أنه يشكر العبد على أعماله فيعينه عليها أولاً ثم يتقبلها منه ثانياً ثم يجزيه عليها في الدنيا والآخرة فمن جزائه في الدنيا أنه يحفظ العبد وييسره له كل عسير وهذا من شكره سبحانه وتعالى لعبده .
الفائدة الثامنة عشر : التوجه والسؤال والحاجة لا تنزل إلّا بالله وحده ، فهو الذي يعطي ويمنع " إذا سألت فاسأل الله " .
الفائدة التاسعة عشر : قوله " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله " مرادف لقوله " {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }(5) سورة الفاتحة فإن السؤال عبادة لله .
الفائدة العشرون : جاء النص على السؤال دون غيره " إذا سألت فاسأل الله " لأن السؤال يجمع مقامات عالية منها : ـ
الذل والافتقار والتوجه والمسكنة والخروج من الحول والقوة وإنزال الفاقة بالمسؤول وإحسان الظن به ، واتهام النفس بالقصور ، ومعرفة قدرها وأنها لا تملك ضراً ولا نفعاً .
الفائدة الحادية والعشرون : من إحسان الله سبحانه أنه ييسر العبادة للشخص ثم يعينه عليها ثم يجازيه بها والشخص لا حول له ولا قوة إلّا بإعانة المولى سبحانه فله الفضل اولا وأخرا .
الفائدة الثانية والعشرون : يدل الحديث على أن الشخص ضعيف لا يملك لنفسه حولاً ولا قوة ، حتى إعانته نفسه على ما يريد لا يقدر عليه إلّا بإعانة المولى سبحانه .
الفائدة الثالثة والعشرون : من أهداف الحديث تقرير مسألتين عظيمتين : ـ
الأولى : فقر الإنسان لربه ، وأنه لا غنى له عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك وقطع الرجاء بالمخلوقين .
الثانية : غنى الله عن جميع المخلوقين وكماله بذاته سبحانه .
الفائدة الرابعة والعشرون : الكلمات التي تعلمها ابن عباس رضي الله عنهما تربي القوة والشجاعة في النفس ، فمن نزّل مسألته بالله دون غيره واستعان به وحده ، وعلم أن ما أصابه لا يخطؤه وما أخطأه لا يصيبه أصبح قوياً في حجته ودعوته وسائر حياته .
الفائدة الخامسة والعشرون : المؤمن الصادق يعبد الله في كل أحيانه ، الرخاء والشدة ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما فقال " تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة " ، وليس كحال المشركين الذي قال الله عنهم {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } (65) سورة العنكبوت.
الفائدة السادسة والعشرون : الاستعانة من أعمال القلوب التي يجب صرفها لله ، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك وخذل لأن من استعان بغير الله وكله الله إليه فلا يستطيع نفعه ، بل يضره لفوات إعانة الله عنه ولذلك قال " وإذا استعنت فاستعن بالله " .
الفائدة السابعة والعشرون : يؤصل الحديث الإيمان بالقضاء والقدر ، وهذا الركن السادس من أركان الإيمان .
الفائدة الثامنة والعشرون : قوله " إلّا بشئ كتبه الله لك " وقوله " إلّا بشئ كتبه الله عليك " لا يعارض العمل ولا يدل على ترك العمل ، بدليل أول الحديث " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله " فسؤال الله والاستعانة به هي من عمل الشخص يجازيه الله بها .
الفائدة التاسعة والعشرون : الحديث يشمل أعمال الجوارح وأعمال القلوب ، فالسؤال والدعاء من أعمال الجوارح ، والاستعانة من أعمال القلوب ، وكلا الأمرين من أركان الإيمان .
الفائدة الثلاثون : يقرر الحديث الرضا بأقدار الله ، وهي منزلة أعلى من منزلة الصبر .
الفائدة الحادية والثلاثون : يقرر الحديث اليقين بالله سبحانه وأفعاله .
الفائدة الثانية والثلاثون : تقرير لمذهب أهل السنة والجماعة أن مشيئة الله هي النافذه ، وترجع مشيئة العبد إليها .
الفائدة الثالثة والثلاثون : يربي عظمة الله سبحانه في قلوب المؤمنين ، فمن تأمل قدرته الباهرة ، ومشيئته النافذه وأن ماشاء كان وما لم يشاء لم يكن عرف ذلك .
الفائدة الرابعة والثلاثون : النصرمع الصبر ، وهذا في جميع الأمور فمن صبر وصابر على مجاهدة نفسه وجهاد العدو وعبادة ربه وعلى حياته انتصر بإذن الله .
الفائدة الخامسة والثلاثون : الاستعجال والجزع لا يأتي بالنصر ، وهذا من مفهوم الحديث لأنه علق النصر بالصبر .
الفائدة السادسة والثلاثون : إذا اشتد الأمر وزاد الكرب ، وانغلقت جميع الأبواب ، كان هذا بإذن الله دليل على الفرج لقوله " وأن الفرج مع الكرب " .
الفائدة السابعة والثلاثون : الحديث يربي في النفوس عدم اليأس من روح الله ، وفرجه ، وحسن الظن به حتى لو اشتد الأمر لأن الفرج لا يأتي إلّا بعد الكرب .
الفائدة الثامنة والثلاثون : قوله " واعلم أن الفرج مع الكرب " عام في جميع شؤون الحياة ، ففيه بشارة لمن أصابه هم وغم وتراكمت عليه الأحزان أن فرج الله قريب .
الفائدة التاسعة والثلاثون : قال ابن رجب رحمه الله : " ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين وتعلق قلبه بالله وحده وهذا هو حقيقة التوكل " أ.هـ .
الفائدة الأربعون : يدل ظاهر الحديث على أن حال الدنيا يدور بين عسر يتبعه يسر ، وكرب يتبعه فرج حيث خلق الله الدنيا على نكد وعدم صفو ، فمن عرف حالها لم يطمئن لها .
الحديث العشرون
عَنْ أَبيْ مَسْعُوْدٍ عُقبَة بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ البَدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (إِنَّ مِمَّا أَدرَكَ النَاسُ مِن كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذا لَم تَستَحْيِ فاصْنَعْ مَا شِئتَ) رواه البخاري.الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى : مما يدل على أهمية الحديث قوله " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى " حيث يستفاد فائدتان : ـ
الأولى : أنه من كلام الأنبياء المتقدمين .
الثاني : تواتره على الناس وانتقاله من جيل إلى جيل إلى أن وصل لهذه الأمة، والناس لا يتناقلون عبر هذه الأجيال الطويلة إلّا شيئاً مهماً .
الفائدة الثانية : يرشد الحديث لضبط سلوك الإنسان وتصرفاته .
الفائدة الثالثة : يربي في النفس المسلمة خلق الحياء ، فيكون الحياء رادعاً له عن كثير من التصرفات القبيحة .
الفائدة الرابعة : الحث على الحياء والتحذير من ذهابه موروث حتى عند الأمم الماضية .
الفائدة الخامسة : من لم يكن عنده حياء يتحلى به جاهر بالقبائح والفضائح .
الفائدة السادسة : لا يسمى حياءً إذا تعارض مع أمر من أمور الشريعة ، لأن الذي حث على الحياء هو الذي أمر بذلك الأمر فلا يتعارضان .
الحديث الحادي والعشرون
عَنِ أَبيْ عَمْرٍو، وَقِيْلَ،أَبيْ عمْرَةَ سُفْيَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ قُلْ لِيْ فِي الإِسْلامِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدَاً غَيْرَكَ؟ قَالَ: "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى : أهمية الحديث تتجلى من خلال صيغة السؤال " لا أسأل عنه أحداً غيرك " فهذا يدل على أن الجواب سيكون جامعاً مانعاً .
الفائدة الثانية : يدل على الحرص على طلب العلم وهذا ظاهر من صيغة السؤال ، فهي تدل على حب وشغف لمعرفة الجواب .
الفائدة الثالثة : ينبغي لطالب العلم أن يحرص على السؤال المختصر الهام الذي يجمع فوائد عدة ، وهذا ما فعله سفيان بن عبد الله رضي الله عنه في سؤاله حيث كان مختصراً هاماً ، إجابته تجمع فوائد عديدة .
الفائدة الرابعة : السؤال مفتاح العلم ، فعلى طالب العلم ألّا يستحي من سؤاله .
الفائدة الخامسة : طالب العلم يجب أن يكون ذكياً في اختيار سؤاله ، خاصة إن كانت فرصة الجواب لا تتهيأ في كل الأحيان ، ولذلك فإن سؤال سفيان رضي الله عنه من هذا النوع الذكي الذي يختلف عن أسئلة الناس .
الفائدة السادسة : قوله " آمنت بالله ثم استقم " مرادف لقوله تعالى{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} (13) سورة الأحقاف .
الفائدة السابعة : جمع في الحديث أركان الإيمان عند أهل السنة والجماعة وهي : ـ
قول اللسان : لقوله " قل آمنت بالله " .
اعتقاد الجنان : لقوله " آمنت بالله " .
عمل الجوارح : لقوله " استقم " .
الفائدة الثامنة : الإيمان قول يصدقه عمل ، فلم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " قل آمنت بالله " حتى أردف بها وصيته لسفيان رضي الله عنه بقوله " ثم استقم " فيصدق قوله بالإيمان بفعل وعمل ظاهر .
الفائدة التاسعة : قوله " استقم " تحمل في مضمونها المجاهدة ، فلا تأتي الاستقامة على دين الله إلّا بعد مكابدة وصبر ومصابره .
الفائدة العاشرة : يجب على الإنسان أن يستقيم على دين الله من غير اعوجاج ولا انحراف ، ويشمل ذلك فعل الطاعات وترك المنهيات .
الفائدة الحادية عشرة : الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، لأنه من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم .
الفائدة الثانية عشرة : جمع الحديث الدين كله ، لأن الاستقامة هي فعل الطاعات كلها من واجبات ومستحبات ، وترك المنهيات كلها من محرمات ومكروهات وهذا هو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم .
الفائدة الثالثة عشر : الإستقامة قرنت في القرآن مع الاستغفار في قوله : {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ{ (6) سورة فصلت . وهذا دليل على أن الاستقامة الحقيقية الكاملة لا يستطيعها كل أحد " فلا بد من تقصير فيجبر ذلك الاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الإستقامة " .
الفائدة الرابعة عشر : لا يقر الحديث مجرد الإقرار بالإيمان والانتساب إلى منهج أهل السنة ما لم يكن معه استقامة تصدقه وتحفظه وترشده ، استقامة في القلب والجوارح ، فإن لم تكن استقامة فمجرد الانتساب لا يكفي ، كما أوضحه صلى الله عليه وسلم لسفيان رضي الله عنه .
الحديث الثاني والعشرون
عَنْ أَبيْ عَبْدِ اللهِ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَرَأَيتَ إِذا صَلَّيْتُ المَكْتُوبَاتِ، وَصُمْتُ رَمَضانَ، وَأَحلَلتُ الحَلاَلَ، وَحَرَّمْتُ الحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلى ذَلِكَ شَيئاً أَدخُلُ الجَنَّة ؟ قَالَ: نَعَمْ"رواه مسلمالفوائد التربوية :
الفائدة الأولى : تفاوت الناس في الإيمان ، فمنهم من يحرص على المقامات العليا ، ومنهم من يكون أقل ، فأحياناً يسأل السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال ؟ وأحياناً بما دون ذلك ، وهذا يؤكد مذهب أهل السنة والجماعة في أن الإيمان يزيد وينقص وأهله يتفاضلون فيه .
الفائدة الثانية : طالب العلم ينبغي أن ينتبه للأسئلة التي تعرض على الشيخ ويحضر لها ذهنه وقلبه ولو كانت من غيره ، فلابد أن يجد فيها فائدة .
الفائدة الثالثة : يجوز الاقتصار على الفرائض من المكتوبات ورمضان والزكاة وغيرها ، لكن المقام العالي أن يجمع الشخص النوافل .
الفائدة الرابعة : فيه فضيلة الفرائض لدرجة أن من اقتصر عليها وداوم تدخله الجنة بفضل الله ورحمته .
الفائدة الخامسة : على العالم أن يراعي حال الناس ، فلا يلزم الناس بحالة واحدة ويهمل الفوارق بينهم بل عليه أن يوجه ويرشد على حسب حال السائل ، ولذلك السائل في حديث الباب لم يوبخه النبي صلى الله عليه وسلم ويلزمه النوافل بل رضي منه الفرائض لأنها تناسب حاله ، وفي بعض الروايات أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يخفى مراعاة حال الأعراب .
الفائدة السادسة : من الفقه ألا يقنط العالم الناس من رحمة ربه سبحانه وتعالى .
الفائدة السابعة : تيسير الشريعة الإسلامية على أهلها فلم تشدد عليهم ولم تطالبهم بالتنطع والانقطاع والرهبانية بل رضيت منهم الحرص على الفرائض وفعل الحلال وترك الحرام .
الفائدة الثامنة : الحديث دليل لمذهب أهل السنة والجماعة على أن الأعمال من الإيمان .
الفائدة التاسعة : قول السائل " ولم أزد على ذلك شيء " معناه لم أفعل النوافل بل أكتفي من الصلاة بالمكتوبه ومن الصيام برمضان وهكذا ، وليس المراد أني لا أعمل بشيء من الشريعة غير الصلاة والصيام بدليل قوله " وأحللت الحلال وحرمت الحرام " .
الفائدة العاشرة : التحليل والتحريم لله سبحانه فقط لأنه الحكم سبحانه له الحكم وهو أحكم الحاكمين .
الفائدة الحادية عشرة : دل الحديث على أن تحليل الحلال باعتقاد حله سواءً فعله أو لم يفعله ، وتحريم الحرام باعتقاد حرمته واجتنابه وتركه .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع