فوائد تربوية علي الأربعين النووية / الحديث 39 و40 و41 و42

طباعة الموضوع

الصحبة الطيبة

عضو مميز
إنضم
16 أبريل 2013
المشاركات
199
النقاط
16
الإقامة
القاهرة - مصر
الموقع الالكتروني
nasrtawfik.blogspot.com
احفظ من كتاب الله
اللهم أعينني علي دوام التلاوة والتدبر وحفظ القرآن كاملا
احب القراءة برواية
حفص عن عاصم
القارئ المفضل
محمد صديق المنشاوي والحصري والسديسي
الجنس
أخ وأسرتي

الحديث التاسع والثلاثون
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما.
الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى: فيه كرم الله سبحانه وتعالى وعظيم عفوه، حيث تجاوز عن تلك الأمور.
الفائدة الثانية: ظاهر لفظ الحديث في قوله " أمتي " يدل على أن ذلك من خصائص هذه الأمة المحمدية.
الفائدة الثالثة: دل على أن الخطأ والنسيان والإكراه معفو عنها متجاوز عن الإثم فيها.
الفائدة الرابعة: الحديث يؤيد قوله تعالى " لا يكلف الله نفساً إلاَّ وسعها " البقرة (286)
الفائدة الخامسة: دل على الفرق بين الخطأ والنسيان:-
فالخطأ: أن يقصد بفعله شيئاً فيصادف فعله غير ما قصده، كأن يقصد أن يقتل كافر فصادف قتله مسلماً .
والنسيان: أن يكون ذاكراً الشيء فينساه عند الفعل.
الفائدة السادسة: استثنى أهل العلم بالإجماع من الإكراه إذا أكره على قتل مسلم، لنصوص أخرى، وفي هذا عظمة دم المسلم.
الفائدة السابعة: المراد من قوله " تجاوز " يعني عن الإثم، لكن قد يضمن أحياناً ويعيد الفعل أحياناً على حسب الفعل فمن نسي الوضوء وصلى فلا إثم عليه لكن عليه الإعادة وهكذا.
الفائدة الثامنة: فيه سهولة الشريعة الإسلامية وتيسير الله لها.

الحديث الأربعون
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمنْكبيَّ فَقَالَ: (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ) وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُوْلُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ. وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لمَوْتِكَ..رواه البخاري.
الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى: الحديث أصل في قصر الأمل في الدنيا.
الفائدة الثانية: حديث الباب يضبط تعامل المؤمن مع الدنيا، فينظر لها على أنها ممر لا مقر.
الفائدة الثالثة: يبين منزلة الدنيا عند المؤمن وأنها أقل شأناً من أن يتعلق بها أو يصرف لها همه وهمته بل يسخرها في طاعة الله.
الفائدة الرابعة: لا يدل الحديث على ترك الرزق وتحريم ملذات الدنيا، بدليل فعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال هذه الوصية وصحابته الكرام الذين طبقوها فقد تاجروا وعملوا وتلذذوا بالحلال مما يدل على أن المراد بالحديث عدم التعلق بحيث تصده عن طاعة ربه.
الفائدة الخامسة: يدل الحديث على أن النصيحة تبذل أحياناً بدون سؤال وطلب، فقد أسدى النبي صلى الله عليه وسلم هذه النصيحة لابن عمر رضي الله عنهما بدون سؤال وطلب منه، وهذا هو شأن المؤمن.
الفائدة السادسة: يربي الحديث المسلم على أن يزول من ذهنه الخلود في هذه الدنيا كما هو حال الرجل الغريب الذي يمر ببلد فإنه جعل في قرارة ذهنه أنه لن يستقر فيها.
الفائدة السابعة: قوله " غريب " إشارة إلى أننا في هذه الدنيا على سفر للدار الآخرة.
الفائدة الثامنة: من لوازم الغربة للرجل الغريب ما يلي:-
أ - عدم الاستقرار في البلد الذي يمر عليه، وكذلك المؤمن لا يستقر في الدنيا.
ب - رضاؤه بالقليل من المتاع، وهذا هو حال المؤمن التقي مع متاع الدنيا فيرضى بالقليل منه.
ج - الغريب لا ينافس أهل البلد في دنياهم وبنائهم وأموالهم وشؤونهم لأن همته متعلقة بما أمامه من طريق، وكذلك المؤمن لا ينافس الناس في دنياهم بل همه معلق بالآخرة والاستعداد لما أمامه.
د - استعداده للسفر في أي لحظة أو ساعة، وكذلك أيضاً المؤمن مستعد للقاء ربه متى شاء الله سبحانه.
هـ - الغريب لا يأسف ويحزن لفوات شيء من دنيا الناس في ذلك البلد لأنها لا تعنيه وكذلك المؤمن لا يأسف ويحزن لفوات شيء من أمور الدنيا حزناً يقطعه عن عمله وآخرته.
وـ الغريب لا يطمئن ويرتاح حتى تنقطع غربته بالوصول لما يريد، والمؤمن لا يرتاح ولا يطمئن حتى يوصله الله بفضله لدار كرامته.
ز- الغريب يجعل إقامته في ذلك البلد عوناً له على قطع سفره، فيتزود فيه من الماء والطعام والراحة ليواصل سيره، وكذلك المؤمن يجعل الدنيا عوناً له على سفره للدار الآخرة فيتزود بالأعمال الصالحة لتعينه على سفره.
الفائدة التاسعة: قوله " غريب أو عابر سبيل " يشتركان في عدم الإستقرار والإستيطان والإستعداد للرحيل.
الفائدة العاشرة: الحديث يربي المؤمن على التطلع للآخرة والنظر والاستعداد لها.
الفائدة الحادية عشر: يبين الحديث مدة الدنيا بالنسبة للآخرة وأنها كإقامة غريب في غربته مقارنة بإستيطانه في بلده أو استراحة عابر سبيل مقارنة بمدة إقامته عند أهله.
الفائدة الثانية عشر: يدل الحديث بمفهومه على خسارة من باع دنياه بدينه، لأنه باع فانٍ زائل بباقٍ دائم.
الفائدة الثالثة عشر: قول ابن عمر رضي الله عنهما " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء " تفسير لحديث الباب، وتطبيق عملي للحديث.
الفائدة الرابعة عشر: الحديث لا ينفي طلب الرزق والتزود من الدنيا كما أن الغريب في حال غربته لا يقطعه ذلك عن التزود والأكل والرزق.
الفائدة الخامسة عشر: وصف الغربة في الحديث يدل على أمرين:-
الأول: ينفي العجب والكبر والبطر والفخر لأن الغريب كذلك.
الثاني: يوحي اللفظ بالمسكنة والذلة الجزئية.
وكِلا الأمرين يجب أن يتحلى بهما المؤمن، فينفي الكبر والبطر والفخر، ويلبس لباس العبودية والفقر والذلة لله سبحانه وتعالى.

الحديث الحادي والأربعون
عَنْ أَبِيْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بِنِ عمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَيُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَواهُ تَبَعَاً لِمَا جِئْتُ بِهِ"حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الحُجَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ.
الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى: دل الحديث على أن من جعل هواه يتبع دين الله وشرعه فقد استكمل الإيمان.
الفائدة الثانية: دل على أن الهوى يحتاج إلى مجاهدة حتى يتبع شرع الله .
الفائدة الثالثة: طاعة الهوى تصرف عن دين الله.
الفائدة الرابعة: المؤمن يجعل هواه على حسب الشريعة، وأما ناقص الإيمان يقدم طاعة الهوى أحياناً، وأما المنافق والكافر فيحرف الشريعة على حسب هواه ورغبته.
الفائدة الخامسة: الحديث يربي المسلم على محاسبة نفسه وهواه هل هي تتبع الشرع أم لا ؟
الفائدة السادسة: يدل على خطورة الهوى، لأنه إن لم يكن تبع الشرع فإنه ينقص الإيمان وقد يزيد النقص إلى درجة خطيرة جداً.
الفائدة السابعة: المسلم مستسلم لأمر الله سواءً وافق هواه أم لا؟
الفائدة الثامنة: المؤمن يحب الله وأوامره، ويعظم نواهيه، وهذا معنى أن يجعل هواه تبعاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
الفائدة التاسعة: يدل الحديث على أن المؤمن لا يبحث عما يشتهي هواه، لكن يبحث عن طاعة الله ثم يفعلها.
الفائدة العاشرة: يربي النفس على المجاهدة، لأن الهوى هو أمل النفس ومرادها ومبتغاها، ولأجل ذلك يحتاج إلى جهد ومجاهدة وإيمان حتى يكون تبعاً للشرع.
الفائدة الحادية عشرة : يربي المسلم على طلب الشرع والدليل ولو خالف هواه، فالمؤمن يبحث عن الدليل فإن صح عمل فيه ولو كانت نفسه وهواه ينازعه لأنه جعل هواه تبعاً لدين الله.

الحديث الثاني والأربعون
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: "يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِيْ، يَا ابْنَ آَدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيْتَنِيْ بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لقِيْتَنِيْ لاَ تُشْرِك بِيْ شَيْئَاً لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغفِرَةً"رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحَيْحٌ.
الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى: الحديث أصل في باب التوبة والحث عليها.
الفائدة الثانية: يربي المسلم على إحسان الظن بربه سبحانه وتعالى لأن الله عند ظن عبده به.
الفائدة الثالثة: فيه لطف الله سبحانه وتعالى في مناداته لعبده وقربة منه.
الفائدة الرابعة: فيه بيان سعة رحمة الله وعظيم مغفرته.
الفائدة الخامسة: يربي جانب الرجاء في قلب المؤمن.
الفائدة السادسة: الله يغفر كل شيء إذا تاب الإنسان لربه بما في ذلك الشرك.
الفائدة السابعة: يدل على أن الله سبحانه وتعالى إذا أعطى عبده المؤمن وغفر له لا ينقص ذلك مما عنده لقوله " ولا أبالي ".
الفائدة الثامنة: يدل الحديث على أن الدعاء يجب أن يكون معه رجاء بالله أنه يستجيب ويسمع وينصر ويعطي ولذلك قَرَن في الحديث بين الدعاء والرجاء فقال " إنك ما دعوتني ورجوتني ".
الفائدة التاسعة: يدل الحديث على أن الإنسان إذا تلبس بالمعاصي والذنوب والخطايا ينبغي ألاَّ يمنعه ذلك من الدعاء بل إنه أحوج ما يكون إلى الدعاء، ويدل على ذلك في الحديث قوله " على ما كان منك ".
الفائدة العاشرة: بين الحديث أسباب مغفرة الذنوب والخطايا، وهي ما يلي:-
1- الدعاء لقوله " ما دعوتني ".
2- الرجاء لله سبحانه لقوله " ورجوتني ".
3- الاستغفار في جميع الأوقات لقوله " ثم استغفرتني غفرت لك ".
4- التوحيد لقوله " ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً ".
الفائدة الحادية عشرة: دل على أن الإستغفار إذا تقبله الله غفر الله لصاحبه ولو كانت ذنوبه عنان السماء.
الفائدة الثانية عشر: الحديث يفتح باب الأمل للمسرف على نفسه بالمعاصي، ولذلك جميع ألفاظ الحديث تدل على ذلك:-
قوله " على ما كان منك ولا أبالي " وقوله " لو بلغت ذنوبك عنان السماء " وقوله " لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ".
وكلها ألفاظ موجهة للمسرف على نفسه بالذنوب وغيره من باب أولى.
الفائدة الثالثة عشر: الإسلام لا يكبت النفس ويحطمها ولذلك عالج المذنب والمخطئ بفتح الأمل له وفتح باب المغفرة.
الفائدة الرابعة عشر: الحديث يربي الإنسان والناس جميعاً على التعلق بالله ورجائه والإنطراح بين يديه.
الفائدة الخامسة عشر: الحديث يبين ضعف الإنسان وكثرة ذنوبه، وعظم الله وسعة رحمته.
الفائدة السادسة عشر: دل الحديث على أن الإنسان لا غنى له عن ربه طرفه عين، فيحتاج إعانته ومغفرته وتوفيقه وهداه.
الفائدة السابعة عشر: فيه فضل التوحيد حيث يغفر الله لصاحبه ذنوبه وخطاياه لما قام بقلبه من توحيد الله وإخلاص العبادة له.
الفائدة الثامنة عشر: من تأمل الحديث وجد أنه يربي جانب الحياء من الله، فإذا تامل المؤمن ألفاظ الحديث وأن الله ينادي عباده، وفتح لهم باب المغفرة مع أنهم هم المحتاجون له، ومع ذلك يذنبون، لا شك أن ذلك يورث المؤمن الحياء من الله سبحانه وتعالى.
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
hamsmasry-bba18b89ce.gif
 
أعلى