الصحبة الطيبة
عضو مميز
- إنضم
- 16 أبريل 2013
- المشاركات
- 199
- النقاط
- 16
- الإقامة
- القاهرة - مصر
- الموقع الالكتروني
- nasrtawfik.blogspot.com
- احفظ من كتاب الله
- اللهم أعينني علي دوام التلاوة والتدبر وحفظ القرآن كاملا
- احب القراءة برواية
- حفص عن عاصم
- القارئ المفضل
- محمد صديق المنشاوي والحصري والسديسي
- الجنس
- أخ وأسرتي
الحديث السادس عشر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : أَوصِنِيْ، قَال : لاَ تَغْضَبْ. رواه البخاري
الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى : على الإنسان أن يطلب الوصية ممن يكون أهلاً لها ، ولذلك طلب الرجل الوصية من النبي صلى الله عليه وسلم .
الفائدة الثانية : صيغة السؤال تدل على أهمية الحديث لأن الرجل بادر فطلب الوصية ، ثم إن لفظ الوصية بحد ذاته يتضمن نصيحة جامعة نافعة وفي لفظ الترمذي " يا رسول الله علمني شيئاً ولا تكثر علي " .
الفائدة الثالثة : ينبغي في حال النصيحة اختيار الكلمات المختصرة التي تناسب الحال ، لأن ذلك أنفع ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجل .
الفائدة الرابعة : صيغة ترديد السؤال وترديد الجواب تدل على خطورة الغضب .
الفائدة الخامسة : لفظ الحديث أطلق ولم يقيد " لا تغضب " ولم يذكر الأشياء التي لا يغضب فيها ، والذي يظهر أن هذا الإطلاق مقصود وذلك حتى يشمل جميع أمور الحياة فلا يغضب من زوجته ولا أولاده ولاتعامله ولا جيرانه ولاتجارته ولا غير ذلك .
الفائدة السادسة : في الحديث دعوة لحسن الأخلاق ، وذلك أنه لا تفسد الأخلاق بمثلما تفسد بالغضب ، قيل لابن المبارك : اجمع لنا حسن الخلق في كلمة قال : " لا تغضب " .
الفائدة السابعة : الشريعة تدعو لأن يتحكم الشخص بعاطفته فيجعلها تحت سلطان الشرع وحتى في حال الغضب الذي قد لا يملك الإنسان نفسه .
الفائدة الثامنة : يدل الحديث على أن الغضب لا يحل المشاكل ولا ييسر الأمور بل يزيد تعقيدها ، ولو كان الغضب حلاً لأوصى به صلى الله عليه وسلم .
الفائدة التاسعة : قوله " لا تغضب " تحتمل معنيين : ـ
الأول : جاهد نفسك لئلا يقع الغضب أصلاً .
الثاني : أمسك نفسك إذا وقع الغضب فلا تقع في فعل تندم عليه .
وظاهر الحديث يتوجه للمعنى الأول لأنه خطوة للثاني فإن لم يقع الغضب أصلاً فهذا أفضل .
الفائدة العاشرة:يدل الحديث على أن الغضب يمكن التخلص منه ولو كان من صفات الشخص الذاتية ، فلو لم يمكن التخلص منه لم ينه النبي صلى الله عليه وسلم عنه .
الحديث السابع عشر
عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ. فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَهُ) رواه مسلم
الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى : دليل على رحمة الله سبحانه ولأجل ذلك كتب الإحسان على كل شيء وهذا يورث محبته سبحانه .
الفائدة الثانية : فيه سماحة الشريعة ويسرها حيث بنيت على الإحسان والإتقان .
الفائدة الثالثة : قوله " كتب " تدل على وجوب الإحسان .
الفائدة الرابعة : الإحسان فيه معنى الإتقان ، فالإحسان في الذبيحة إتقانها بحيث لا تطول فتتعذب . وكذلك الإحسان في كل شيء إتقانه بحسبه .
الفائدة الخامسة : يجب الإحسان إلى الذبيحة بحد شفرته وسرعة إنجازها .
الفائدة السادسة : من أساليب التعليم : ذكر قاعدة ثم ضرب مثال لها أو مثالين . فالقاعدة في الحديث " إن الله كتب الإحسان على كل شيء " .
والمثالان هما " إذا قتلتم فأحسنوا القتله ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحه " .
الحديث الثامن عشر
عَنْ أَبِيْ ذَرٍّ جُنْدُبِ بنِ جُنَادَةَ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُعَاذِ بِنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وفي بعض النسخ: حسنٌ صحيح.
الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى : يجمع الحديث ثلاثة حقوق : ـ
ـ الحق الأول : حق الله في قوله " اتق الله " .
ـ الحق الثاني : حق النفس في قوله " واتبع السيئة الحسنة تمحها " .
ـ الحق الثالث : حق الناس في قوله " وخالق الناس بخلق حسن " .
الفائدة الثانية : تقوى الله ليس لها زمن تتقيد به وتقف عنده بل عند الإنسان المؤمن تجب في كل اللحظات .
الفائدة الثالثة : قوله " اتق الله حيثما كنت " تأصيل لمراقبة الله سبحانه في السر والعلن .
الفائدة الرابعة : الشريعة تحرص على أن يوجد عند الشخص رادع وزاجر من نفسه تحول بينه وبين المحرمات وهي " تقوى الله " .
الفائدة الخامسة : ظاهر الحديث أن تقوى الإنسان لا تعصمه من وجود زلات سرعان ما يتبصر فيها المتقي ويرجع إلى حالٍ أفضل من حال قبل الذنب وهذا الظاهر يؤخذ من قوله " وأتبع السيئة الحسنة تمحها " بعد قوله " اتق الله حيثما كنت " .
الفائدة السادسة : بيان رحمة الله سبحانه بعبادة ، وذلك بفتح أبواب لمحو السيئات ومنها الاستغفار ومنها فعل الحسنات كما في الحديث .
الفائدة السابعة : فيه حث على مجاهدة النفس فمن فعل سيئة فليتبعها بحسنة فإن عاد للذنب فعل الحسنة وهكذا .
الفائدة الثامنة : على الإنسان أن لا يستسلم للذنوب فمن أذنب فلايعني سقوطه وإبعاده أو أنه يرضى بما هو عليه بل يحاول التخلص ويفعل الخير ويتوب ويرجع إلى ربه وفي ذلك رفع للمعنوية وشحذ للهمة .
الفائدة التاسعة : فضل فعل الحسنات والصالحات أنه يرفع الدرجات ويكفر السيئات .
الفائدة العاشرة : يربي الحديث في المسلم الخوف والرجاء ، فتقوى الله تربي في المسلم الخوف ، وفتح باب التوبة . وتكفير السيئات يربي في المسلم الرجاء وهما منزلتان عظيمتان من منازل أعمال القلوب .
الفائدة الحادية عشرة : يسعى الإسلام لتربية أهله على زوال العداوات بينهم وهو المقصود من قوله " وخالق الناس بخلق حسن " .
الفائدة الثانية عشرة : تقوى الله تشمل القيام بحقوق الله وحقوق الناس ولذلك قال في الحديث " وخالق الناس بخلق حسن " قال ابن رجب رحمه الله : " وإنما أفرده بالذكر للحاجة إلى بيانه فإن كثيراً من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحقوق الله دون حقوق عباده فنص له الأمر بحسن العشرة للناس " .
الفائدة الثالثة عشر : يربي في النفس المبادرة في الفعل وألّا يكون الشخص تبعاً لغيره ، ولذلك أمره أن يبادر في فعل الحسنة وأن يبادر في معاملة الناس بخلق حسن .
الفائدة الرابعة عشر : الأخلاق الحسنة في الشريعة تبذل مطلقاً سواءً أحسن الناس إليك أو أساءوا ولذلك لم يقيدها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها لا تبذل إلّا لمن أحسن إليك بل جعلها عامة فقال : " وخالق الناس " أي جميعاً من أحسن ومن أساء .
الفائدة الخامسة عشر : بدلالة الحديث فإن أهل الإسلام أولى بالأخلاق الحسنة من غيرهم من الأمم ، وأهل السنة والجماعة على وجه الخصوص أولى من غيرهم من الطوائف
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع