الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
ركن علم الإجازات والأسانيد والتراجم
فهرس الفهـارس و الأثبات
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ابن عامر الشامي" data-source="post: 40011" data-attributes="member: 329"><p>وممن أخذ عن المترجم الحافظ أبو العلاء العراقي قال في فتح البصير له سمعت بعض مجالس من التفسير والبخاري ومواهب القسطلاني على شيخنا الكبير المحدث الشهير أبي القاسم سيدي أحمد بن سليمان وقرأت عليه إحياء الميت في فضائل آل البيت للسيوطي وكتب لي به إلى مؤلفه ولما جمعت شرحي عليه كتب لي عليه بخطه وتوفي ليلة النصف من رجب عام 1141 ودفن بداره اه قلت أجاز المترجم لولديه محمد وعبد الرحمن كما رأيت ذلك بخطهم وللعلامة أبي حفص عمر بن عبد السلام لوكس التطواني وقفت على إجازته للأخير وهي عامة قال أجزته فيما قرأ علي من الكتب المعتمدة في الحديث كالعشرة والمسلسل بالأولية الخ ثم عدد عدة مسلسلات وهي بتاريخ 1127 فنروي ما له من طريق السقاط عن عمر لوكس المذكور عنه رحمه الله</p><p>582 ابن سنة</p><p>هو الإمام العلامة المسند المعمر أكثر المتأخرين شيوخا وأعلاهم إسنادا أبو عبد الله محمد بن محمد بن سنة وهو بكسر السين وفتح النون المشددة كما وجدته بخط الفلاني وهكذا نحفظه ومن الغريب ما وجدته بخط العلامة الرحال الشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي دفين دمشق في إجازته للوزير الشيخ عبد العزيز بوعتور التونسي من ضبطه له بضم السين وهو غير معروف ولا سمعنا أحدا ينطق به ممن لقيناه من أهل المشرق والمغرب الفلاني نسبة إلى فلان وهو قطر عظيم كالمغرب في السودان المغربي العمري النسبة</p><p>حلاه الوجيه الأهدل في النفس اليماني ب الشيخ المعمر الحافظ الشهير محمد بن سنة العمري وقال عنه تلميذه الفلاني أكبرهم يعني شيوخه</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1026 </p><p>سنا وعلما وأوسعهم حفظا وفهما شيخنا الإمام الشهير الصدر الكبير خاتمة الحفاظ الأعلام والمرجع إليه عند التباس الأوهام بالأفهام بغية الرائح والساري ونهاية الراوي والقاري اه من إجازته للشمس ابن عابدين وقال عنه الفلاني أيضا في محل آخر هو أجل شيوخي على الإطلاق وأحفظ من رأت عيني وأطول صلاة وصياما وأنصح للطلبة وما نفعني شيخ قط مثل نفعه اه ومن خطه نقلت مع أن الفلاني رأى مثل الحافظ مرتضى وتلميذه ابن عبد السلام الناصري ومحمد سعيد سفر وأبي الحسن السندي والأمير إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني ومحمد بن عبد الرحمن الكزبري وأحمد بن محمد العطار الدمشقي وهؤلاء محدثو ذلك العصر وخدمة السنة في الشرق والغرب</p><p>ولد المترجم رحمه الله عام 1042 وجال في بلاد الصحاري والبراري لطلب هذاا الشأن ودخل أرض السودان مرارا وسوس الأقصى ودخل شنكيط وتوات وتنبكت وأزوان وولات وتشيت وفاس ومراكش وسجلماسة ولازم الإمام محمد بن أحمد بن محمود بن أبي بكر بغيغ الونكري التنبكتي إلى أن مات سنة 1067 وأجازه عامة ومن مقروءاته عليه رسالة ابن أبي زيد بشرحها تحقيق المباني وكان يحفظ الشرح المذكور عن ظهر قلب كالفاتحة بعدما بلغ من العمر مائة وأربعين سنة ودعا له شيخه المذكور مرارا وكان آخر ما دعا له به أن يرزقه الله العلم النافع ويطول عمره على طاعة الله بلا وهن في البدن وأخذ شعر رأسه وقال حتى يبيض هذا ثم يصفر ثم يسود ثم بعد موته رحل إلى ولات فلازم الشريف أبا عبد الله الولاتي اثنتين وثلاثين سنة وأجازه عامة ولما حج مولاي الشريف استخلفه</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1027 </p><p>في التدريس والإمامة وجميع من لقيه مولاي الشريف في رحلته من العلماء فأجازه أو دعا له يشركه معه في الإجازة والدعاء ولازم مولاي الشريف إلى أن مات سنة 1102 ثم لازم ولده مولاي الشريف محمد بن محمد بن عبد الله إلى أن مات وأجازه جماعة من أهل فاس ومصر والحرمين والشام واليمن ولم يرهم وذلك بواسطة مولاي الشريف أبي عبد الله محمد</p><p>فممن أجازه ولم يره من أهل المدينة القشاشي والشيخ إبراهيم الكوراني ومن أهل مكة العجيمي ومن أهل اليمن الشيخ أحمد بن العجل وغيره ومن أهل مصر الخرشي والزرقاني وأجازه أيضا محمد بن سليمان الرداني ومحمد بن عبد الكريم الجزائري وأبو سالم العياشي ومحمد بن أحمد الفاسي وعبد الرحمن بن عبد القادر وأبو السعادات محمد بن عبد القادر ووالدهما عبد القادر بن علي الفاسي ومحمد بن قاسم ابن زاكور وعمر بن محمد المنجلاتي ومحمد بن عبد المؤمن الجزائري ومحمد بن سعيد قدورة ومحمد بن خليفة الجزائري والشيخ عيسى الثعالبي وعبد السلام اللقاني ومحمد بن أحمد ميارة ومحمد بن أحمد الجنان والأبار الفاسي وأحمد بن محمد الزموري والنجم الغزي وعبد الباقي الحنبلي واليوسي ومحمد الصغير الافراني صاحب ياقوتة البيان وذكر في فهرسته أنه روى ما بين إجازة وسماع عن تسعمائة وعشرين 920 شيخا قال تلميذه الفلاني في ثبته الكبير حين ترجمه بما ذكرته وعدهم وبين ولادة كل واحد ووفاته اه</p><p>روى عنه الشيخ صالح الفلاني وهو الذي شهر أسانيده ومن طريقه عرفها الناس قال الفلاني في ثبته الكبير رحلت إليه عام 79 ولازمته أربع سنين ثم عدد مقروءاته عليه وهي كثيرة وافرة قال وأجازني جميع مروياته وناولني فهرسته بعد أن قرأتها عليه ودعا لي مرارا وألبسني قميصه وعمامته وقلنسونه وشيعني لما ودعته وبالجملة فهو أجل شيوخي وبلغني أنه توفي سنة 1186</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1028 </p><p>قلت وتلقى أسانيد ابن سنة هذا عن الفلاني بالقبول كل من أخذ عنه من أهل المشرق والمغرب خصوصا أهل بلده كأبي زيد عبد الرحمن بن محمد الشنكيطي نزيل فاس الجديد بفاس وعلامة شنكيط محمد الحافظ بن المختار ابن حبيب بن أكريش العلوي الشنكيطي فإنهما أخذاها عن الفلاني وافتخرا بها عنه وتلقاها بالقبول تلاميذ محمد الحافظ المذكور من أهل الصحراء وهم عيونها كمحمد بن عبد الله بن أحمد بن الفقيه وولده أحمدي مؤلف العضب اليماني وأولاده محمدي ومحمد الأمين وغيرهم وممن تلقاها عن الفلاني من أهل الصحراء بلديه وصاحبه محمد بن قورد الفلاني فقد ذكر في اليانع الجني أنه وقف على نسخة من قطف الثمر له بخطه وفي آخرها خط الشيخ صالح الفلاني قال وهي نسخة جيدة اه والشيخ محمد هاشم الفلاني يروي عن صالح الفلاني بأسانيده المذكورة وعن المذكور تلقى قطف الثمر شيخ الإسلام بمكة عبد الله بن عبد الرحمن سراج المكي وعنه تلقي هذا السند جماعة من أعلام المغرب والمشرق الذين تتصل أسانيدنا بهم</p><p>وربما يتساءل هل وجد لابن سنة المذكور وتعميره ذكر في غير ما ذكر من السلاسل وهل تابع الفلاني عنه غيره قلت كان شيخ بعض شيوخنا المسند العارف أبو عبد الله محمد بن أحمد العطوشي الطرابلسي الأصل المدني الدار يسند الصحيح من طريق المعمرين عن شيخه محمد السياح الفاسي عن ابن سنة الفلاني بالسند المعروف له وممن تلقاه عنه كذلك جماعة من أهل الجزائر وتونس والشام والحجاز واليمن والهند كالعلامة الشيخ سعيد الأسطواني الدمشقي وشيخ بعض شيوخنا الجزائريين محمد بن هني بن معروف المجاجي الجزائري دفين تونس والشيخ عبد القادر بن مصطفى المشرفي المعسكري دفين مصر ومفتي الحنفية بالمدينة محمد أمين بن عمر بالي زاده الحنفي المدني ومحمد سعيد العظيمابادي الهندي والشمس محمد ابن حمودة قوبعة السفاقسي وغيرهم</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1029 </p><p>وفي ثبت مسند اليمن الشمس محمد بن سالم السري التريمي أنه يروي فهرسة ابن سنة الفلاني عن شيخه محمد بن ناصر الحازمي عن محمد بن أحمد العطوشي المدني عن الشيخ محمد الفاسي عن ابن سنة فهرسته اه وقد كان يخطر ببالي أن محمد الفاسي المذكور هو محمد الفاسي الذي كان بتونس أول القرن الثالث عشر وأخذ عنه بها البرهان الرياحي وغيره ثم صرت أستبعد ذلك بعد الوقوف على ترجمة المذكور في تاريخ الوزير ابن أبي الضياف وغيره فترجح عندي أنه غيره ولا تستغرب عدم ذكر ابن سنة المذكور في بطون التواريخ الموجودة لأنا لم نقف ولم يقع بيدنا إلى الآن فهرس ولا تاريخ لأهل ذلك الصقع بعد زمن الشيخ أحمد بابا ولم نجتمع بأحد من بحاثي تلك الجهات لنستفيد منهم أخبار الرجل المذكور وتعميره ولا تيسر لنا دخولها ولا أن ذلك بالهين وأما التواريخ الموجودة فقد تبحث عن الرجل الذي يكون جارا لمؤلفها فلا تجد له عندهم أدنى ذكر مع أنه مستحق التدوين فكيف يلزم الفاسي ترجمة الفلاني هذا من تكليف ما لا يطاق فلذلك نقول عدم العثور لا يدل على عدم الوجود فعلى هذا نكف عن الخوض في ذلك بأزيد مما ذكر مع كون الفلاني إن ذكر أنه قرأ وسمع على شيخه ابن سنة ما يستغرب من الكتب والمصنفات فكتابه إيقاظ الهمم ينم عن اطلاع كبير ووقوف على أكثر من تلك الكتب وأغرب ولا نحب أن نكون كصاحب الفار في القصة التي ساقها ابن خلدون لأجل ابن بطوطة وغرائبه فكن على بال من كلامه والله أعلم بالحقيقة</p><p>ثم وجدت الوجيه الأهدل وهو من هو قال قول في النفس اليماني وهذا الشيخ المعمر الحافظ الشهير محمد بن سنة العمري هو شيخي بالإجازة العامة وقد ذكرت في حاشيتي على المنهل الروي المسمى المنهج السوي وأروي بالإجازة العامة عن الشيخ العارف المسند الحافظ المعمر ابن سنة المغربي</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1030 </p><p>عن ابن العجل عن البدر الغزي عن السيوطي حصلت لي إجازة ابن سنة المذكور بالعموم لأنه أجاز لأهل عصره الموجودين وكانت وفاته في عشر التسعين بتقديم التاء ومائة وألف كما أفادني بذلك جمع من علماء الحرمين رووا عن تلميذه العلامة صالح الغلاني المغربي عنه وأجازوني بذلك اه كلام النفس ثم من حسن الصدف أن ورد على فاس أخيرا راجعا من الحج والزيارة العالم الأديب الناسك الشيخ محمد الأمين بن دحان القلقمي الحوضي التشيتي فحرر لي شهرة الشيخ صالح الفلاني وشيخه ابن سنة ببلاد فلان وتلك الأصقاع الشنكيطية التي يعرفها معرفة ضرورية كافية</p><p>583 ابن سعادة</p><p>هو الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف مولى سعيد بن نصر مولى عبد الرحمن الناصر من أهل مرسية سكن شاطبة ودار سلفه بلنسية له فهرسة توسع فيها قال عنها ابن الأبار في ترجمته من الصلة جمع فهرسة حافلة اه مات سنة 566 أرويها من طريق ابن الأبار عن أبي بكر بن أبي جمرة المرسي عنه وهو صهر أبي علي الصدفي والراوي عنه قال في نفح الطيب سمع أبا علي الصدفي واختص به وأخذ عنه وإليه صارت دواوينه وأصوله العتاق وأمهات كتبه الصحاح لصهر كان بينهما اه وروايته وعمه لصحيح البخاري عن الصدفي هي معتمد المغاربة وبها يفتخرون وقد كان الشيخ أبو محمد عبد القادر الفاسي يقول كما في المنح وغيرها رواية ابن سعادة هي أفضل من الروايات التي عند الحافظ ابن حجر وإن ابن حجر لم يعثر عليها وهي المعتمدة عندنا بالمغرب وهي مسلسلة بالمالكية اه وفي نظم مقدمة ابن حجر لأبي الفيض حمدون بن الحاج السلمي المرداسي</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1031 </p><p> وأسناه ما بالغرب طلعة شمسه === وآسد في أرجائها يتبسم </p><p> عن ابن سعادة الذي له نسخة === بها كل قراء البخاري ترنموا </p><p>ومن غض من رواية له زاعما === بأنها وجادة فقط لا يكلم </p><p> لخرقه للاجماع من أهل مغرب === وأندلس والحق لا يتلثم </p><p>وأشار بالبيتين الأخيرين إلى ما سبق في حرف التاء عن أبي مروان عبد الملك التجموعتي من إنكاره على المغاربة ولوعهم برواية ابن سعادة هذه وتعجبه من تلقيهم لها بالقبول مع أن رواية ابن سعادة من قبيل الوجادة التي هي أضعف أنواع التحمل عند المحدثين وذلك أن نسخة الجامع الصحيح صارت إليه من أبي علي الصدفي لصهر كان بينهما وكانت بخط أبي علي نهاية في الصحة والضبط فحدث بها ابن سعادة من غير إجازة ولا سماع قال أبو الفيض ابن الحاج وقد أنكر عليه ذلك شيوخ العصر وحق لهم إنكاره فإن تواريخ الأندلس قاطبة ناطقة ببطلان دعواه وأن ابن سعادة سمع الصحيح قراءة على أبي علي وأجازه فيه وقوله وكانت بخط أبي علي فيه نظر بل بخط عمه موسى بن سعادة ورثها عنه ابن أخيه الذي اعتمدت المغاربة روايته عن أبي علي بدون واسطة عمه وكتب الصدفي بخطه الإجازة له على ظهر النسخة قال في نفح الطيب في حق محمد بن يوسف سمع أبا علي الصدفي واختص به وأخذ عنه اه</p><p>أقول</p><p>كأني بأبي مروان ما كان ينكر أو يذكر كل ما نقل عنه إذ إنكاره أخذ محمد بن يوسف المترجم عن الصدفي بعيد إذ هو من مثله إنكار لمحسوس إذ على النسخة السعادية الآن مشاهدا بخط الصدفي على أول الجزء الخامس ما نصه سمع جميعه على محمد بن يوسف بن سعادة</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1032 </p><p>وتم سماع جميعه من أوله إلى آخره في شهر ربيع الآخر من سنة عشر وخمسمائة كتبه حسين بن محمد الصدفي بخطه اه ومن خط الصدفي نقلت والحمد لله ولعله كان ينكر تفضيلها على سائر روايات البخاري فقط وهذا ربما يكون له وجه أو كان ينكر اتصال المغاربة بها إذ كان يرى أن أغلب اتصالاتهم بها ليست على طريق الرواية المعهودة عند أهل الرواية والصناعة على أن ممن كان ينكر تفضيل رواية ابن سعادة على باقي الروايات الحافظ أبو العلاء العراقي الفاسي وهو من هو فقد قال تلميذه الاخباري المطلع الواعية أبو محمد عبد السلام ابن الخياط القادري في تحفته رواية موسى بن سعادة قال فيها بعض الطلبة من المغاربة هي أفضل من الروايات التي عند ابن حجر وان ابن حجر لم يقف عليها قال شيخنا الحافظ المحدث مولاي إدريس العراقي هذا باعتبار ما ظهر له وإلا فرواية عياض عن الصدفي أفضل من رواية ابن سعادة عن الصدفي ولا يمكن أن نجزم بأن ابن حجر لم يقف عليها كما لا نجزم بأن ابن حجر وقف عليها أو أحدهما فالأمر محتمل ثم قال القادري قد وقفت على نسخة رواية عياض عن الصدفي المشار لها عند مولاي إدريس المذكور وسمعت عليه جلها وأنا أقابل عليه معها نسخة ابن سعادة المشار لها فباعتبار ما ظهر لنا قول شيخنا مولاي إدريس صحيح اه قلت وقوف ابن حجر على رواية الصدفي محقق وناهيك بما سبق عن النسخة التي ظهرت بطرابلس بخط الصدفي في عام 1211 وعليها بخط السخاوي أن شيخه ابن حجر عليها كان يعتمد وقت شرحه للبخاري انظر الصدفي من حرف الصاد تر عجبا وانظر كتابنا إتحاف الحفيد بترجمة جده الصنديد وتأليفنا التنويه والإشادة بمقام رواية ابن سعادة</p><p>584 ابن سعدون</p><p>هو الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن سعدون</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1033 </p><p>ابن علي القيرواني أروي فهرسته بسندنا إلى ابن خير عن أبي بكر عبد العزيز ابن خلف الأزدي إجازة عنه</p><p>585 ابن السبكي الكبير</p><p>هو علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الشافعي أبو الحسن الإمام الحافظ المجتهد النظار له إبراز الحكم من حديث رفع القلم وأحاديث رفع اليدين وأجوبة سؤالات في الحديث أوردها بعض المحدثين على كتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي وأجوبة مسائل حديثية وردت من الديار المصرية وضياء المصابيح في اختصار المصابيح للبغوي والسيف المسلول على من سب الرسول والنكت على صحيح البخاري في مجلد وقفت عليه بمكتبة مكناسة</p><p>ترجمه الذهبي في معجمه المختص بالمحدثين قال سمعت من العلامة ذي الفنون فخر الحفاظ تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي صاحب التصانيف ولد سنة 683 وسمع من ابن الصواف والدمياطي وبدمشق عن أبي جعفر بن الموازيني وهو ثقة جم الفضائل حسن الديانة صادق اللهجة قوي الذكاء من أوعية العلم اه فقف على وصفه له بفخر الحفاظ وكونه من أوعية العلم وناهيك بذلك وقال عنه في كتابه مشتبه النسبة ورفيقنا الإمام علي بن عبد الكافي السبكي كتب عني وكتبت عنه اه وعده الحافظ الذهبي أيضا في رسالته بيان زغل</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1034 </p><p>العلم والطلب من الجماعة الذين حمد الله على وجودهم في الوقت ويفهمون هذا الشأن ويعتنون بالأثر وهم عنده المزي وابن تيمية والبرزالي وابن سيد الناس والقطب الحلبي والتقي السبكي</p><p>وترجمه الحافظ أبو المحاسن الحسيني الدمشقي في ذيل طبقات الحفاظ للذهبي فقال الشيخ الإمام الحافظ العلامة قاضي القضاة بقية المجتهدين ثم قال عني بالحديث أتم عناية وكتب بخطه المليح الصحيح المتقن شيئا كثيرا من سائر علوم الإسلام وهو ممن طبق الممالك ذكره ولم يخف على أحد خبره وسارت بتصانيفه وفتاويه الركبان وكان ممن جمع فنون العلم من الفقه والأدب والنحو واللغة والشعر والفصاحة والزهد والورع والعبادة الكثيرة والتلاوة والشجاعة والشدة في دينه وتخرج به طائفة من العلماء وحمل عنه أمم اه باختصار وقال في ترجمة محدث مصر الحافظ شهاب الدين أبي الحسن أحمد بن أيبك الحسامي المعروف بالدمياطي خرج لشيخنا قاضي القضاة تقي الدين السبكي معجما في عشرين جزءا ولم يستوعب شيوخه اه وترجمه الحافظ السيوطي في طبقات الحفاظ له فقال فيه شيخ الإسلام إمام العصر وصنف أكثر من مائة وخمسين مصنفا وتصانيفه تدل على تبحره في الحديث</p><p>وترجمه أيضا الحافظ ابن ناصر الدمشقي في طبقات الحفاظ له أيضا فقال شيخ الإسلام وأحد الأيمة المجتهدين الاعلام مولده في صفر سنة 683 وحدث عن الحافظ مسعود الحارثي وأبي نصر الشيرازي وآخرين وعنه ولده القاضي أبو نصر عبد الوهاب وأبو المعالي ابن رافع وطائفة من</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1035 </p><p>المحدثين وكان إماما مبرزا ثقة نبيلا علامة حديثا وفقها وأصولا خرج له الحافظ شهاب الدين أحمد بن أيبك الحسامي الدمياطي معجما نفيسا سمعه عليه الحفاظ كالمزي والذهبي وانتقى منه ولده أبو نصر أربعين حديثا حدث بها وبغيرها من المرويات ولم يزل متصديا للتصنيف والإفادة إلى أن مات اه</p><p>وترجمه أيضا المسند الرحال القاضي أبو البقاء خالد بن أحمد البلوي الأندلسي في رحلته المسماة تاج المفرق في تحلية علماء المشرق فقال وممن سمعت عليه وترددت إليه واختلفت إلى منزله واعترفت بفضله وتطوله الشيخ العالم الكبير تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي إمام من أيمة الشافعية وعالم من كبار علماء الديار المصرية ومن يعترف له بالرتب العلية ويرشح للخطة الكبيرة القاضوية له عدالة الأصل وأصالة القول وإصابة النقل ورزانة العقل وجزالة القول والفعل ومتانة الدين والفضل إلى تحصيل وتفنن وتأصيل في المنقولات والمعقولات وتمكن نظر راجح وحفظ راسخ وتقدم في الحديث والرواية عال شامخ كريم شهد له العيان إليه يعزى البيان ومن بحره يخرج اللؤلؤ والمرجان إلى آداب غضة وفضائل من فضة إلى أن قال لقيته بمنزلة من القاهرة وسمعت عليه ورسم لي الإجازة التامة العامة بخطه انظر الرحلة المذكورة نعم إن لقاء البلوي للتقي السبكي في وسط أمره لأن رحلته كانت سنة 736 ومات ابن السبكي سنة 756 فانظر ما يقول فيه لو لقيه آخر عمره</p><p>وترجمه أيضا ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية فقال سمع عليه خلائق منهم الحافظان أبو الحجاج المزي وأبو عبد الله الذهبي اه وقال الحافظ أبو زرعة العراقي في شرحه على جمع الجوامع لولد المترجم</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1036 </p><p>قلت لشيخنا الإمام سراج الدين البلقيني ما يقصر بالشيخ تقي الدين السبكي عن الاجتهاد وقد استكمل آلته وكيف يقلد فسكت فقلت له ما عندي وهو أن الامتناع للوظائف التي قررت للفقهاء على المذاهب الأربعة وأن من خرج عن ذلك واجتهد لم ينله شيء وامتنع الناس من استفتائه فينسب للبدعة فتبسم ووافقني على ذلك اه قال الشيخ المسناوي في جهد المقل القاصر المناسب هنا هو الأمر الأخير فإن الشيخ أجل من أن يكون له اعتبار بما قبله والتفات إليه حسبما هو معلوم من حاله اه منه ومن الغريب أن الشهاب الخفاجي ذكر في شرح الشفا أن تقي الدين المذكور مات عن خمس وعشرين سنة مع أنك علمت مما سبق أنه مات عن أزيد من سبعين سنة لأنه ولد سنة 683 ومات سنة 756 ثم ظهر لي أنه سرى له الوهم من ترجمة عقدها الحافظ السيوطي في طبقات الحفاظ لعلي بن عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعي الدمشقي الشافعي فإن الحافظ المذكور قال فيه مات سنة 672 وله ست وعشرون سنة ولو عاش لما تقدمه أحد اه من الطبقات فلموافقة هذا المترجم للسبكي في اسمه واسم أبيه وبلده ومذهبه ظنه الخفاجي هو والكمال لله</p><p>ومن الأغلاط المتعلقة بسنة وفاة السبكي أن طابع طبقات الحفاظ بالهند جعل من كلام الحافظ الذهبي فيها تحديد وفاة السبكي هذا سنة 756 مع أن الذهبي مات قبله بنحو ثماني سنوات وهذا مما يدلك على أن أرباب المطابع لا يعتنون بالتصحيح والمقابلة ولا يكلفون بكل كتاب العالم بموضوعه والله أعلم</p><p>أروي كل ما للسبكي من طريق ولده الآتي بعده ح وبأسانيدنا إلى</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1037 </p><p>الحافظ السيوطي عن العلم البلقيني عن والده سراج الدين البلقيني عنه وقد ظفرت في المكتبة الخالدية ببيت المقدس لما زرته عام 1324 بمجموعة بخط المترجم له الشيخ تقي الدين السبكي اشتملت على عدة مؤلفات منها الأدلة في إثبات الأهلة ورسالة في مضار القصيدة النونية المتضمنة الرد على الأشاعرة وهي 25 ورقة في القالب الكبير كتبت سنة 749 والاعتبار ببقاء الجنة والنار كتبت 748 تتضمن تضليل من قال بفناء النار من أهل عصره وغير ذلك وهي مجموعة قيمة لا ثمن لها من النفاسة بمكان</p><p>586 ابن السبكي الصغير</p><p>هو تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي ترجمه الحافظ ابن حجر في طبقات الحفاظ التي جعلها ذيلا على شرح البديعية لابن ناصر فقال ولد سنة 728 وأجاز له الحجار وسمع من جماعة وختم القرآن صغيرا وطلب العلم وهو ابن عشر سنين بدمشق وعني بالحديث ولازم الذهبي وسمع الكثير على شيوخ عصره ومهر في الفنون وولي قضاء دمشق بعد أبيه إلى أن مات وصرف مرارا ويعاد وجرت له بسبب ذلك محن وقضايا يطول شرحها وهو مع ذلك مكبا على الاشتغال والتصنيف حتى خرج له مع قصر عمره من التصانيف في الفقه وأصوله وغير ذلك ما يتعجب منه وله شرح مختصر ابن الحاجب في غاية الحسن وشرح منهاج البيضاوي والطبقات الكبرى والوسطى والصغرى ومن الطبقات تعرف منزلته في الحديث وله الترشيح في فقه أبيه ورتب فتاوى أبيه على الأبواب في أربع مجلدات اه</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1038 </p><p>قلت وترجمه أيضا الحافظ الذهبي في المعجم المختص فقال عبد الوهاب ابن شيخ الإسلام تقي الدين علي بن عبد الكافي القاضي تاج الدين أبو نصر السبكي الشافعي ولد سنة 728 كتب عني أجزاء نسخها وأرجو أن يتميز في العلم درس وأفتى وعني بهذا الشان اه ومات في ذي الحجة سنة 771</p><p>قلت من تأمل ترجمة ابن السبكي هذا بقلم الحافظ ابن حجر مع ترجمة أبيه السابقة بقلم الحفاظ الأعلام الذهبي وابن ناصر والحسيني والسيوطي في طبقات الحفاظ يعلم عظمة الرجلين لأن من ذكر خصوصا الذهبي وابن ناصر كانا كالخصمين لهم لتشيعهما لابن تيمية وحزبه خصوصا ابن ناصر كان يعادي بعداوته ويحب بحبه ومع ذلك ما وسعهما إلا الاعتراف للأب والابن بما ذكر لتعلم أن الحق أحق بالاتباع فما يتقوله بعض من لا علم له بأن السبكي إنما مجده وقدسه ولده في الطبقات لا غيره هو الدليل بعينه على جهل قائله وكذبه وقال الشهاب أحمد بن قاسم البوني في ثبته في حق المترجم الإمام المجمع على جلالة قدره وتمام بدره بل قيل لو قدر إمام خامس مع الأيمة الأربعة لكان ابن السبكي وهو صاحب التائية التي في معجزات المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد جمع فيها ما لم يجمع في غيرها اه</p><p>أروي ما للمذكور من طريق الحافظ السيوطي عن قاضي القضاة عز الدين أحمد بن إبراهيم الحنبلي والجلال أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد القمصي كلاهما عن الجمال عبد الله بن علي الكناني عن التاج السبكي سماعا لبعضها وإجازة لكلها</p><p>587 ابن سلمون</p><p>هو أبو القاسم سلمون بن علي بن عبد الله بن</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1039 </p><p>سلمون الكناني الغرناطي كان صدر وقته في معرفة الشروط إلى الرواية والمشاركة له الوثائق المرتبطة بالأحكام وله برنامج روايته وصفه ابن الخطيب في ترجمته بقوله نبيه انظر الإحاطة</p><p>588 ابن السمعاني</p><p>هو تاج الإسلام الحافظ أبو سعد عبد الكريم ابن الحافظ معين الدين أبي بكر بن أبي المظفر منصور التميمي السمعاني المروزي صاحب التصانيف ولد سنة 506 وحمله والده إلى نيسابور آخر سنة 9 فأسمعه على المسندين ومات أبوه وتربى مع أعمامه وأهله وحفظ القرآن والفقه ثم حبب إليه هذا الشأن ورحل إلى الأقاليم النائية وسمع من الفراوي وزاهر الشحامي وطبقتهما بنيسابور وبغداد وبخارى وسمرقند ودمشق وأصبهان والكوفة</p><p>قال الحافظ ابن كثير في تاريخه خطابا للحافظ ابن الجوزي وقد علم العالمون بالحديث أنه يعني ابن السمعاني أعلم منك بالحديث والطرق والرجال والتاريخ وما أنت وهو بسواء وأين من أفنى عمره في الرحلة والفن خاصة وسمع من أربعة آلاف شيخ ودخل الشام والعراق والحجاز والجبال وخراسان وما وراء النهر وسمع في أكثر من مائة مدينة وصنف التصانيف الكثيرة إلى من لم يسمع إلا ببغداد ولا روى عن بضعة وثمانين نفسا فأنت لا ينبغي أن يطلق عليك اسم الحفظ باعتبار اصطلاحنا بل باعتبار رأيك ذا قوة حافظة وعلم واسع وفنون كثيرة واطلاع عظيم اه</p><p>وترجمه الذهبي في التذكرة فذكر أنه عمل المعجم في عدة مجلدات وأنه كتب عمن دب ودرج وأنه درس وأفتى ووعظ وأملي واسع الرحلة</p><p>--------------------------------------</p><p> جزء 2 - صفحة 1040</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ابن عامر الشامي, post: 40011, member: 329"] وممن أخذ عن المترجم الحافظ أبو العلاء العراقي قال في فتح البصير له سمعت بعض مجالس من التفسير والبخاري ومواهب القسطلاني على شيخنا الكبير المحدث الشهير أبي القاسم سيدي أحمد بن سليمان وقرأت عليه إحياء الميت في فضائل آل البيت للسيوطي وكتب لي به إلى مؤلفه ولما جمعت شرحي عليه كتب لي عليه بخطه وتوفي ليلة النصف من رجب عام 1141 ودفن بداره اه قلت أجاز المترجم لولديه محمد وعبد الرحمن كما رأيت ذلك بخطهم وللعلامة أبي حفص عمر بن عبد السلام لوكس التطواني وقفت على إجازته للأخير وهي عامة قال أجزته فيما قرأ علي من الكتب المعتمدة في الحديث كالعشرة والمسلسل بالأولية الخ ثم عدد عدة مسلسلات وهي بتاريخ 1127 فنروي ما له من طريق السقاط عن عمر لوكس المذكور عنه رحمه الله 582 ابن سنة هو الإمام العلامة المسند المعمر أكثر المتأخرين شيوخا وأعلاهم إسنادا أبو عبد الله محمد بن محمد بن سنة وهو بكسر السين وفتح النون المشددة كما وجدته بخط الفلاني وهكذا نحفظه ومن الغريب ما وجدته بخط العلامة الرحال الشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي دفين دمشق في إجازته للوزير الشيخ عبد العزيز بوعتور التونسي من ضبطه له بضم السين وهو غير معروف ولا سمعنا أحدا ينطق به ممن لقيناه من أهل المشرق والمغرب الفلاني نسبة إلى فلان وهو قطر عظيم كالمغرب في السودان المغربي العمري النسبة حلاه الوجيه الأهدل في النفس اليماني ب الشيخ المعمر الحافظ الشهير محمد بن سنة العمري وقال عنه تلميذه الفلاني أكبرهم يعني شيوخه -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1026 سنا وعلما وأوسعهم حفظا وفهما شيخنا الإمام الشهير الصدر الكبير خاتمة الحفاظ الأعلام والمرجع إليه عند التباس الأوهام بالأفهام بغية الرائح والساري ونهاية الراوي والقاري اه من إجازته للشمس ابن عابدين وقال عنه الفلاني أيضا في محل آخر هو أجل شيوخي على الإطلاق وأحفظ من رأت عيني وأطول صلاة وصياما وأنصح للطلبة وما نفعني شيخ قط مثل نفعه اه ومن خطه نقلت مع أن الفلاني رأى مثل الحافظ مرتضى وتلميذه ابن عبد السلام الناصري ومحمد سعيد سفر وأبي الحسن السندي والأمير إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني ومحمد بن عبد الرحمن الكزبري وأحمد بن محمد العطار الدمشقي وهؤلاء محدثو ذلك العصر وخدمة السنة في الشرق والغرب ولد المترجم رحمه الله عام 1042 وجال في بلاد الصحاري والبراري لطلب هذاا الشأن ودخل أرض السودان مرارا وسوس الأقصى ودخل شنكيط وتوات وتنبكت وأزوان وولات وتشيت وفاس ومراكش وسجلماسة ولازم الإمام محمد بن أحمد بن محمود بن أبي بكر بغيغ الونكري التنبكتي إلى أن مات سنة 1067 وأجازه عامة ومن مقروءاته عليه رسالة ابن أبي زيد بشرحها تحقيق المباني وكان يحفظ الشرح المذكور عن ظهر قلب كالفاتحة بعدما بلغ من العمر مائة وأربعين سنة ودعا له شيخه المذكور مرارا وكان آخر ما دعا له به أن يرزقه الله العلم النافع ويطول عمره على طاعة الله بلا وهن في البدن وأخذ شعر رأسه وقال حتى يبيض هذا ثم يصفر ثم يسود ثم بعد موته رحل إلى ولات فلازم الشريف أبا عبد الله الولاتي اثنتين وثلاثين سنة وأجازه عامة ولما حج مولاي الشريف استخلفه -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1027 في التدريس والإمامة وجميع من لقيه مولاي الشريف في رحلته من العلماء فأجازه أو دعا له يشركه معه في الإجازة والدعاء ولازم مولاي الشريف إلى أن مات سنة 1102 ثم لازم ولده مولاي الشريف محمد بن محمد بن عبد الله إلى أن مات وأجازه جماعة من أهل فاس ومصر والحرمين والشام واليمن ولم يرهم وذلك بواسطة مولاي الشريف أبي عبد الله محمد فممن أجازه ولم يره من أهل المدينة القشاشي والشيخ إبراهيم الكوراني ومن أهل مكة العجيمي ومن أهل اليمن الشيخ أحمد بن العجل وغيره ومن أهل مصر الخرشي والزرقاني وأجازه أيضا محمد بن سليمان الرداني ومحمد بن عبد الكريم الجزائري وأبو سالم العياشي ومحمد بن أحمد الفاسي وعبد الرحمن بن عبد القادر وأبو السعادات محمد بن عبد القادر ووالدهما عبد القادر بن علي الفاسي ومحمد بن قاسم ابن زاكور وعمر بن محمد المنجلاتي ومحمد بن عبد المؤمن الجزائري ومحمد بن سعيد قدورة ومحمد بن خليفة الجزائري والشيخ عيسى الثعالبي وعبد السلام اللقاني ومحمد بن أحمد ميارة ومحمد بن أحمد الجنان والأبار الفاسي وأحمد بن محمد الزموري والنجم الغزي وعبد الباقي الحنبلي واليوسي ومحمد الصغير الافراني صاحب ياقوتة البيان وذكر في فهرسته أنه روى ما بين إجازة وسماع عن تسعمائة وعشرين 920 شيخا قال تلميذه الفلاني في ثبته الكبير حين ترجمه بما ذكرته وعدهم وبين ولادة كل واحد ووفاته اه روى عنه الشيخ صالح الفلاني وهو الذي شهر أسانيده ومن طريقه عرفها الناس قال الفلاني في ثبته الكبير رحلت إليه عام 79 ولازمته أربع سنين ثم عدد مقروءاته عليه وهي كثيرة وافرة قال وأجازني جميع مروياته وناولني فهرسته بعد أن قرأتها عليه ودعا لي مرارا وألبسني قميصه وعمامته وقلنسونه وشيعني لما ودعته وبالجملة فهو أجل شيوخي وبلغني أنه توفي سنة 1186 -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1028 قلت وتلقى أسانيد ابن سنة هذا عن الفلاني بالقبول كل من أخذ عنه من أهل المشرق والمغرب خصوصا أهل بلده كأبي زيد عبد الرحمن بن محمد الشنكيطي نزيل فاس الجديد بفاس وعلامة شنكيط محمد الحافظ بن المختار ابن حبيب بن أكريش العلوي الشنكيطي فإنهما أخذاها عن الفلاني وافتخرا بها عنه وتلقاها بالقبول تلاميذ محمد الحافظ المذكور من أهل الصحراء وهم عيونها كمحمد بن عبد الله بن أحمد بن الفقيه وولده أحمدي مؤلف العضب اليماني وأولاده محمدي ومحمد الأمين وغيرهم وممن تلقاها عن الفلاني من أهل الصحراء بلديه وصاحبه محمد بن قورد الفلاني فقد ذكر في اليانع الجني أنه وقف على نسخة من قطف الثمر له بخطه وفي آخرها خط الشيخ صالح الفلاني قال وهي نسخة جيدة اه والشيخ محمد هاشم الفلاني يروي عن صالح الفلاني بأسانيده المذكورة وعن المذكور تلقى قطف الثمر شيخ الإسلام بمكة عبد الله بن عبد الرحمن سراج المكي وعنه تلقي هذا السند جماعة من أعلام المغرب والمشرق الذين تتصل أسانيدنا بهم وربما يتساءل هل وجد لابن سنة المذكور وتعميره ذكر في غير ما ذكر من السلاسل وهل تابع الفلاني عنه غيره قلت كان شيخ بعض شيوخنا المسند العارف أبو عبد الله محمد بن أحمد العطوشي الطرابلسي الأصل المدني الدار يسند الصحيح من طريق المعمرين عن شيخه محمد السياح الفاسي عن ابن سنة الفلاني بالسند المعروف له وممن تلقاه عنه كذلك جماعة من أهل الجزائر وتونس والشام والحجاز واليمن والهند كالعلامة الشيخ سعيد الأسطواني الدمشقي وشيخ بعض شيوخنا الجزائريين محمد بن هني بن معروف المجاجي الجزائري دفين تونس والشيخ عبد القادر بن مصطفى المشرفي المعسكري دفين مصر ومفتي الحنفية بالمدينة محمد أمين بن عمر بالي زاده الحنفي المدني ومحمد سعيد العظيمابادي الهندي والشمس محمد ابن حمودة قوبعة السفاقسي وغيرهم -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1029 وفي ثبت مسند اليمن الشمس محمد بن سالم السري التريمي أنه يروي فهرسة ابن سنة الفلاني عن شيخه محمد بن ناصر الحازمي عن محمد بن أحمد العطوشي المدني عن الشيخ محمد الفاسي عن ابن سنة فهرسته اه وقد كان يخطر ببالي أن محمد الفاسي المذكور هو محمد الفاسي الذي كان بتونس أول القرن الثالث عشر وأخذ عنه بها البرهان الرياحي وغيره ثم صرت أستبعد ذلك بعد الوقوف على ترجمة المذكور في تاريخ الوزير ابن أبي الضياف وغيره فترجح عندي أنه غيره ولا تستغرب عدم ذكر ابن سنة المذكور في بطون التواريخ الموجودة لأنا لم نقف ولم يقع بيدنا إلى الآن فهرس ولا تاريخ لأهل ذلك الصقع بعد زمن الشيخ أحمد بابا ولم نجتمع بأحد من بحاثي تلك الجهات لنستفيد منهم أخبار الرجل المذكور وتعميره ولا تيسر لنا دخولها ولا أن ذلك بالهين وأما التواريخ الموجودة فقد تبحث عن الرجل الذي يكون جارا لمؤلفها فلا تجد له عندهم أدنى ذكر مع أنه مستحق التدوين فكيف يلزم الفاسي ترجمة الفلاني هذا من تكليف ما لا يطاق فلذلك نقول عدم العثور لا يدل على عدم الوجود فعلى هذا نكف عن الخوض في ذلك بأزيد مما ذكر مع كون الفلاني إن ذكر أنه قرأ وسمع على شيخه ابن سنة ما يستغرب من الكتب والمصنفات فكتابه إيقاظ الهمم ينم عن اطلاع كبير ووقوف على أكثر من تلك الكتب وأغرب ولا نحب أن نكون كصاحب الفار في القصة التي ساقها ابن خلدون لأجل ابن بطوطة وغرائبه فكن على بال من كلامه والله أعلم بالحقيقة ثم وجدت الوجيه الأهدل وهو من هو قال قول في النفس اليماني وهذا الشيخ المعمر الحافظ الشهير محمد بن سنة العمري هو شيخي بالإجازة العامة وقد ذكرت في حاشيتي على المنهل الروي المسمى المنهج السوي وأروي بالإجازة العامة عن الشيخ العارف المسند الحافظ المعمر ابن سنة المغربي -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1030 عن ابن العجل عن البدر الغزي عن السيوطي حصلت لي إجازة ابن سنة المذكور بالعموم لأنه أجاز لأهل عصره الموجودين وكانت وفاته في عشر التسعين بتقديم التاء ومائة وألف كما أفادني بذلك جمع من علماء الحرمين رووا عن تلميذه العلامة صالح الغلاني المغربي عنه وأجازوني بذلك اه كلام النفس ثم من حسن الصدف أن ورد على فاس أخيرا راجعا من الحج والزيارة العالم الأديب الناسك الشيخ محمد الأمين بن دحان القلقمي الحوضي التشيتي فحرر لي شهرة الشيخ صالح الفلاني وشيخه ابن سنة ببلاد فلان وتلك الأصقاع الشنكيطية التي يعرفها معرفة ضرورية كافية 583 ابن سعادة هو الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف مولى سعيد بن نصر مولى عبد الرحمن الناصر من أهل مرسية سكن شاطبة ودار سلفه بلنسية له فهرسة توسع فيها قال عنها ابن الأبار في ترجمته من الصلة جمع فهرسة حافلة اه مات سنة 566 أرويها من طريق ابن الأبار عن أبي بكر بن أبي جمرة المرسي عنه وهو صهر أبي علي الصدفي والراوي عنه قال في نفح الطيب سمع أبا علي الصدفي واختص به وأخذ عنه وإليه صارت دواوينه وأصوله العتاق وأمهات كتبه الصحاح لصهر كان بينهما اه وروايته وعمه لصحيح البخاري عن الصدفي هي معتمد المغاربة وبها يفتخرون وقد كان الشيخ أبو محمد عبد القادر الفاسي يقول كما في المنح وغيرها رواية ابن سعادة هي أفضل من الروايات التي عند الحافظ ابن حجر وإن ابن حجر لم يعثر عليها وهي المعتمدة عندنا بالمغرب وهي مسلسلة بالمالكية اه وفي نظم مقدمة ابن حجر لأبي الفيض حمدون بن الحاج السلمي المرداسي -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1031 وأسناه ما بالغرب طلعة شمسه === وآسد في أرجائها يتبسم عن ابن سعادة الذي له نسخة === بها كل قراء البخاري ترنموا ومن غض من رواية له زاعما === بأنها وجادة فقط لا يكلم لخرقه للاجماع من أهل مغرب === وأندلس والحق لا يتلثم وأشار بالبيتين الأخيرين إلى ما سبق في حرف التاء عن أبي مروان عبد الملك التجموعتي من إنكاره على المغاربة ولوعهم برواية ابن سعادة هذه وتعجبه من تلقيهم لها بالقبول مع أن رواية ابن سعادة من قبيل الوجادة التي هي أضعف أنواع التحمل عند المحدثين وذلك أن نسخة الجامع الصحيح صارت إليه من أبي علي الصدفي لصهر كان بينهما وكانت بخط أبي علي نهاية في الصحة والضبط فحدث بها ابن سعادة من غير إجازة ولا سماع قال أبو الفيض ابن الحاج وقد أنكر عليه ذلك شيوخ العصر وحق لهم إنكاره فإن تواريخ الأندلس قاطبة ناطقة ببطلان دعواه وأن ابن سعادة سمع الصحيح قراءة على أبي علي وأجازه فيه وقوله وكانت بخط أبي علي فيه نظر بل بخط عمه موسى بن سعادة ورثها عنه ابن أخيه الذي اعتمدت المغاربة روايته عن أبي علي بدون واسطة عمه وكتب الصدفي بخطه الإجازة له على ظهر النسخة قال في نفح الطيب في حق محمد بن يوسف سمع أبا علي الصدفي واختص به وأخذ عنه اه أقول كأني بأبي مروان ما كان ينكر أو يذكر كل ما نقل عنه إذ إنكاره أخذ محمد بن يوسف المترجم عن الصدفي بعيد إذ هو من مثله إنكار لمحسوس إذ على النسخة السعادية الآن مشاهدا بخط الصدفي على أول الجزء الخامس ما نصه سمع جميعه على محمد بن يوسف بن سعادة -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1032 وتم سماع جميعه من أوله إلى آخره في شهر ربيع الآخر من سنة عشر وخمسمائة كتبه حسين بن محمد الصدفي بخطه اه ومن خط الصدفي نقلت والحمد لله ولعله كان ينكر تفضيلها على سائر روايات البخاري فقط وهذا ربما يكون له وجه أو كان ينكر اتصال المغاربة بها إذ كان يرى أن أغلب اتصالاتهم بها ليست على طريق الرواية المعهودة عند أهل الرواية والصناعة على أن ممن كان ينكر تفضيل رواية ابن سعادة على باقي الروايات الحافظ أبو العلاء العراقي الفاسي وهو من هو فقد قال تلميذه الاخباري المطلع الواعية أبو محمد عبد السلام ابن الخياط القادري في تحفته رواية موسى بن سعادة قال فيها بعض الطلبة من المغاربة هي أفضل من الروايات التي عند ابن حجر وان ابن حجر لم يقف عليها قال شيخنا الحافظ المحدث مولاي إدريس العراقي هذا باعتبار ما ظهر له وإلا فرواية عياض عن الصدفي أفضل من رواية ابن سعادة عن الصدفي ولا يمكن أن نجزم بأن ابن حجر لم يقف عليها كما لا نجزم بأن ابن حجر وقف عليها أو أحدهما فالأمر محتمل ثم قال القادري قد وقفت على نسخة رواية عياض عن الصدفي المشار لها عند مولاي إدريس المذكور وسمعت عليه جلها وأنا أقابل عليه معها نسخة ابن سعادة المشار لها فباعتبار ما ظهر لنا قول شيخنا مولاي إدريس صحيح اه قلت وقوف ابن حجر على رواية الصدفي محقق وناهيك بما سبق عن النسخة التي ظهرت بطرابلس بخط الصدفي في عام 1211 وعليها بخط السخاوي أن شيخه ابن حجر عليها كان يعتمد وقت شرحه للبخاري انظر الصدفي من حرف الصاد تر عجبا وانظر كتابنا إتحاف الحفيد بترجمة جده الصنديد وتأليفنا التنويه والإشادة بمقام رواية ابن سعادة 584 ابن سعدون هو الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن سعدون -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1033 ابن علي القيرواني أروي فهرسته بسندنا إلى ابن خير عن أبي بكر عبد العزيز ابن خلف الأزدي إجازة عنه 585 ابن السبكي الكبير هو علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الشافعي أبو الحسن الإمام الحافظ المجتهد النظار له إبراز الحكم من حديث رفع القلم وأحاديث رفع اليدين وأجوبة سؤالات في الحديث أوردها بعض المحدثين على كتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي وأجوبة مسائل حديثية وردت من الديار المصرية وضياء المصابيح في اختصار المصابيح للبغوي والسيف المسلول على من سب الرسول والنكت على صحيح البخاري في مجلد وقفت عليه بمكتبة مكناسة ترجمه الذهبي في معجمه المختص بالمحدثين قال سمعت من العلامة ذي الفنون فخر الحفاظ تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي صاحب التصانيف ولد سنة 683 وسمع من ابن الصواف والدمياطي وبدمشق عن أبي جعفر بن الموازيني وهو ثقة جم الفضائل حسن الديانة صادق اللهجة قوي الذكاء من أوعية العلم اه فقف على وصفه له بفخر الحفاظ وكونه من أوعية العلم وناهيك بذلك وقال عنه في كتابه مشتبه النسبة ورفيقنا الإمام علي بن عبد الكافي السبكي كتب عني وكتبت عنه اه وعده الحافظ الذهبي أيضا في رسالته بيان زغل -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1034 العلم والطلب من الجماعة الذين حمد الله على وجودهم في الوقت ويفهمون هذا الشأن ويعتنون بالأثر وهم عنده المزي وابن تيمية والبرزالي وابن سيد الناس والقطب الحلبي والتقي السبكي وترجمه الحافظ أبو المحاسن الحسيني الدمشقي في ذيل طبقات الحفاظ للذهبي فقال الشيخ الإمام الحافظ العلامة قاضي القضاة بقية المجتهدين ثم قال عني بالحديث أتم عناية وكتب بخطه المليح الصحيح المتقن شيئا كثيرا من سائر علوم الإسلام وهو ممن طبق الممالك ذكره ولم يخف على أحد خبره وسارت بتصانيفه وفتاويه الركبان وكان ممن جمع فنون العلم من الفقه والأدب والنحو واللغة والشعر والفصاحة والزهد والورع والعبادة الكثيرة والتلاوة والشجاعة والشدة في دينه وتخرج به طائفة من العلماء وحمل عنه أمم اه باختصار وقال في ترجمة محدث مصر الحافظ شهاب الدين أبي الحسن أحمد بن أيبك الحسامي المعروف بالدمياطي خرج لشيخنا قاضي القضاة تقي الدين السبكي معجما في عشرين جزءا ولم يستوعب شيوخه اه وترجمه الحافظ السيوطي في طبقات الحفاظ له فقال فيه شيخ الإسلام إمام العصر وصنف أكثر من مائة وخمسين مصنفا وتصانيفه تدل على تبحره في الحديث وترجمه أيضا الحافظ ابن ناصر الدمشقي في طبقات الحفاظ له أيضا فقال شيخ الإسلام وأحد الأيمة المجتهدين الاعلام مولده في صفر سنة 683 وحدث عن الحافظ مسعود الحارثي وأبي نصر الشيرازي وآخرين وعنه ولده القاضي أبو نصر عبد الوهاب وأبو المعالي ابن رافع وطائفة من -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1035 المحدثين وكان إماما مبرزا ثقة نبيلا علامة حديثا وفقها وأصولا خرج له الحافظ شهاب الدين أحمد بن أيبك الحسامي الدمياطي معجما نفيسا سمعه عليه الحفاظ كالمزي والذهبي وانتقى منه ولده أبو نصر أربعين حديثا حدث بها وبغيرها من المرويات ولم يزل متصديا للتصنيف والإفادة إلى أن مات اه وترجمه أيضا المسند الرحال القاضي أبو البقاء خالد بن أحمد البلوي الأندلسي في رحلته المسماة تاج المفرق في تحلية علماء المشرق فقال وممن سمعت عليه وترددت إليه واختلفت إلى منزله واعترفت بفضله وتطوله الشيخ العالم الكبير تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي إمام من أيمة الشافعية وعالم من كبار علماء الديار المصرية ومن يعترف له بالرتب العلية ويرشح للخطة الكبيرة القاضوية له عدالة الأصل وأصالة القول وإصابة النقل ورزانة العقل وجزالة القول والفعل ومتانة الدين والفضل إلى تحصيل وتفنن وتأصيل في المنقولات والمعقولات وتمكن نظر راجح وحفظ راسخ وتقدم في الحديث والرواية عال شامخ كريم شهد له العيان إليه يعزى البيان ومن بحره يخرج اللؤلؤ والمرجان إلى آداب غضة وفضائل من فضة إلى أن قال لقيته بمنزلة من القاهرة وسمعت عليه ورسم لي الإجازة التامة العامة بخطه انظر الرحلة المذكورة نعم إن لقاء البلوي للتقي السبكي في وسط أمره لأن رحلته كانت سنة 736 ومات ابن السبكي سنة 756 فانظر ما يقول فيه لو لقيه آخر عمره وترجمه أيضا ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية فقال سمع عليه خلائق منهم الحافظان أبو الحجاج المزي وأبو عبد الله الذهبي اه وقال الحافظ أبو زرعة العراقي في شرحه على جمع الجوامع لولد المترجم -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1036 قلت لشيخنا الإمام سراج الدين البلقيني ما يقصر بالشيخ تقي الدين السبكي عن الاجتهاد وقد استكمل آلته وكيف يقلد فسكت فقلت له ما عندي وهو أن الامتناع للوظائف التي قررت للفقهاء على المذاهب الأربعة وأن من خرج عن ذلك واجتهد لم ينله شيء وامتنع الناس من استفتائه فينسب للبدعة فتبسم ووافقني على ذلك اه قال الشيخ المسناوي في جهد المقل القاصر المناسب هنا هو الأمر الأخير فإن الشيخ أجل من أن يكون له اعتبار بما قبله والتفات إليه حسبما هو معلوم من حاله اه منه ومن الغريب أن الشهاب الخفاجي ذكر في شرح الشفا أن تقي الدين المذكور مات عن خمس وعشرين سنة مع أنك علمت مما سبق أنه مات عن أزيد من سبعين سنة لأنه ولد سنة 683 ومات سنة 756 ثم ظهر لي أنه سرى له الوهم من ترجمة عقدها الحافظ السيوطي في طبقات الحفاظ لعلي بن عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعي الدمشقي الشافعي فإن الحافظ المذكور قال فيه مات سنة 672 وله ست وعشرون سنة ولو عاش لما تقدمه أحد اه من الطبقات فلموافقة هذا المترجم للسبكي في اسمه واسم أبيه وبلده ومذهبه ظنه الخفاجي هو والكمال لله ومن الأغلاط المتعلقة بسنة وفاة السبكي أن طابع طبقات الحفاظ بالهند جعل من كلام الحافظ الذهبي فيها تحديد وفاة السبكي هذا سنة 756 مع أن الذهبي مات قبله بنحو ثماني سنوات وهذا مما يدلك على أن أرباب المطابع لا يعتنون بالتصحيح والمقابلة ولا يكلفون بكل كتاب العالم بموضوعه والله أعلم أروي كل ما للسبكي من طريق ولده الآتي بعده ح وبأسانيدنا إلى -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1037 الحافظ السيوطي عن العلم البلقيني عن والده سراج الدين البلقيني عنه وقد ظفرت في المكتبة الخالدية ببيت المقدس لما زرته عام 1324 بمجموعة بخط المترجم له الشيخ تقي الدين السبكي اشتملت على عدة مؤلفات منها الأدلة في إثبات الأهلة ورسالة في مضار القصيدة النونية المتضمنة الرد على الأشاعرة وهي 25 ورقة في القالب الكبير كتبت سنة 749 والاعتبار ببقاء الجنة والنار كتبت 748 تتضمن تضليل من قال بفناء النار من أهل عصره وغير ذلك وهي مجموعة قيمة لا ثمن لها من النفاسة بمكان 586 ابن السبكي الصغير هو تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي ترجمه الحافظ ابن حجر في طبقات الحفاظ التي جعلها ذيلا على شرح البديعية لابن ناصر فقال ولد سنة 728 وأجاز له الحجار وسمع من جماعة وختم القرآن صغيرا وطلب العلم وهو ابن عشر سنين بدمشق وعني بالحديث ولازم الذهبي وسمع الكثير على شيوخ عصره ومهر في الفنون وولي قضاء دمشق بعد أبيه إلى أن مات وصرف مرارا ويعاد وجرت له بسبب ذلك محن وقضايا يطول شرحها وهو مع ذلك مكبا على الاشتغال والتصنيف حتى خرج له مع قصر عمره من التصانيف في الفقه وأصوله وغير ذلك ما يتعجب منه وله شرح مختصر ابن الحاجب في غاية الحسن وشرح منهاج البيضاوي والطبقات الكبرى والوسطى والصغرى ومن الطبقات تعرف منزلته في الحديث وله الترشيح في فقه أبيه ورتب فتاوى أبيه على الأبواب في أربع مجلدات اه -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1038 قلت وترجمه أيضا الحافظ الذهبي في المعجم المختص فقال عبد الوهاب ابن شيخ الإسلام تقي الدين علي بن عبد الكافي القاضي تاج الدين أبو نصر السبكي الشافعي ولد سنة 728 كتب عني أجزاء نسخها وأرجو أن يتميز في العلم درس وأفتى وعني بهذا الشان اه ومات في ذي الحجة سنة 771 قلت من تأمل ترجمة ابن السبكي هذا بقلم الحافظ ابن حجر مع ترجمة أبيه السابقة بقلم الحفاظ الأعلام الذهبي وابن ناصر والحسيني والسيوطي في طبقات الحفاظ يعلم عظمة الرجلين لأن من ذكر خصوصا الذهبي وابن ناصر كانا كالخصمين لهم لتشيعهما لابن تيمية وحزبه خصوصا ابن ناصر كان يعادي بعداوته ويحب بحبه ومع ذلك ما وسعهما إلا الاعتراف للأب والابن بما ذكر لتعلم أن الحق أحق بالاتباع فما يتقوله بعض من لا علم له بأن السبكي إنما مجده وقدسه ولده في الطبقات لا غيره هو الدليل بعينه على جهل قائله وكذبه وقال الشهاب أحمد بن قاسم البوني في ثبته في حق المترجم الإمام المجمع على جلالة قدره وتمام بدره بل قيل لو قدر إمام خامس مع الأيمة الأربعة لكان ابن السبكي وهو صاحب التائية التي في معجزات المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد جمع فيها ما لم يجمع في غيرها اه أروي ما للمذكور من طريق الحافظ السيوطي عن قاضي القضاة عز الدين أحمد بن إبراهيم الحنبلي والجلال أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد القمصي كلاهما عن الجمال عبد الله بن علي الكناني عن التاج السبكي سماعا لبعضها وإجازة لكلها 587 ابن سلمون هو أبو القاسم سلمون بن علي بن عبد الله بن -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1039 سلمون الكناني الغرناطي كان صدر وقته في معرفة الشروط إلى الرواية والمشاركة له الوثائق المرتبطة بالأحكام وله برنامج روايته وصفه ابن الخطيب في ترجمته بقوله نبيه انظر الإحاطة 588 ابن السمعاني هو تاج الإسلام الحافظ أبو سعد عبد الكريم ابن الحافظ معين الدين أبي بكر بن أبي المظفر منصور التميمي السمعاني المروزي صاحب التصانيف ولد سنة 506 وحمله والده إلى نيسابور آخر سنة 9 فأسمعه على المسندين ومات أبوه وتربى مع أعمامه وأهله وحفظ القرآن والفقه ثم حبب إليه هذا الشأن ورحل إلى الأقاليم النائية وسمع من الفراوي وزاهر الشحامي وطبقتهما بنيسابور وبغداد وبخارى وسمرقند ودمشق وأصبهان والكوفة قال الحافظ ابن كثير في تاريخه خطابا للحافظ ابن الجوزي وقد علم العالمون بالحديث أنه يعني ابن السمعاني أعلم منك بالحديث والطرق والرجال والتاريخ وما أنت وهو بسواء وأين من أفنى عمره في الرحلة والفن خاصة وسمع من أربعة آلاف شيخ ودخل الشام والعراق والحجاز والجبال وخراسان وما وراء النهر وسمع في أكثر من مائة مدينة وصنف التصانيف الكثيرة إلى من لم يسمع إلا ببغداد ولا روى عن بضعة وثمانين نفسا فأنت لا ينبغي أن يطلق عليك اسم الحفظ باعتبار اصطلاحنا بل باعتبار رأيك ذا قوة حافظة وعلم واسع وفنون كثيرة واطلاع عظيم اه وترجمه الذهبي في التذكرة فذكر أنه عمل المعجم في عدة مجلدات وأنه كتب عمن دب ودرج وأنه درس وأفتى ووعظ وأملي واسع الرحلة -------------------------------------- جزء 2 - صفحة 1040 [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
ركن علم الإجازات والأسانيد والتراجم
فهرس الفهـارس و الأثبات