إغلاق الأبواب لمنع الحب والإعجاب

طباعة الموضوع

الصحبة الطيبة

عضو مميز
إنضم
16 أبريل 2013
المشاركات
199
النقاط
16
الإقامة
القاهرة - مصر
الموقع الالكتروني
nasrtawfik.blogspot.com
احفظ من كتاب الله
اللهم أعينني علي دوام التلاوة والتدبر وحفظ القرآن كاملا
احب القراءة برواية
حفص عن عاصم
القارئ المفضل
محمد صديق المنشاوي والحصري والسديسي
الجنس
أخ وأسرتي
إغلاق الأبواب لمنع الحب والإعجاب

الحمد لله وصلى الله على نبيه ومصطفاه
أما بعد
فلما كان الحب والإعجاب ألم وعذاب أجتهدت أن أغلق الأبواب لمنع العذاب.
فوجدت ثلاثة أبواب يدخل منها الحب والإعجاب من أغلقتها بالمفتاح فمن العذاب سترتاح.

الباب الأول: بابُ النظر
قَالَ تَعَالىَ:{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ }[النور: 31]
فغضُّ البصر يُزِيلُ الخَطَر لأنَّ النَّظرَ باب يَفتحُ على الحُبِّ والإعجاب .
قال بن القيم رحمه الله: ومَنْ كرَّرَ النَّظر ونَقَّبَ عَنْ مَحاسن ِ الصورة ونقلها إلي قلبٍ فارغ ٍ فَنَقَشَها فيه ِ تمكَّنتِ المحبَّة
ولما فتحت امرأة العزيز الباب دخل الحب والإعجاب.
قَالَ تَعَالىَ: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }[يوسف: 30 ] .
فدعتهن وأرتهن أن كل من فتح هذا الباب دخل عليه الحب والإعجاب.
قَالَ تَعَالىَ:{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ } [يوسف: 31]
ومَنْ أطلقت ِ النظرات دامتْ لها الحسرات.
قالَ بنُ القيم ِ رحمَهُ الله: ومَنْ أطلقَ نظرَهُ دامتْ حسرتُه فأضرُّ شيءٍ على القلب ِ إرسالُ البصرِ فإنَّهُ يُريهِ ما لاصبرَ لهُ عنهُ ولا وصولَ لهُ إليه وذلكَ غايةُ ألمِهِ وعذابِهِ.
ومَنْ فتحتِ بابَ الحُبِّ فإنَّما ترمي القلب.
قالَ بنُ القيم ِ رحمَهُ الله: والناظرُ إنَّما يرمي مِنْ نظرِه ِ بسهام ٍ هدفُها قلبُهُ.
وما جَنَت ِ المرأةُ على جسدِها بمثلِ إطلاقِ بصرِها فتعيشُ تهوى أشخاصا ولا ترَى أبدانا
فلا أضرَّ على البشر مِنْ إطلاق ِ النظر
عَنْ أبي أمامةَ ض قالَ: قالَ رسولُ الله ِص ( النظرُ سهمٌ مسمومٌ مِنْ سهام ِ إ بليس مَنْ تركَهُ مخافتي أبد لتُهُ إيماناً يجدُ حلاوتَه في قلبِه ِ) رواه أحمد
فالنظرُ سهمٌ مسموم يصيبُ القلبَ بجروح ٍ وهموم كما أخبرَ المعصوم فإنْ لم يصبِ القلبَ شهوة أصابتْه محبةٌ وحسره . قالَ بنُ القيم ِ رحمَهُ اللهُ: فإنَّ السهمَ شأنُهُ أنْ يسريَ في القلب ِ فيعملَ فيه عملَ السُمِّ الذي يُسْقاه المسموم فإنْ بادرَ و ا ستفرغَه وإلا قتله.
وقالَ رحمَهُ الله ُ: النظرُ يَفعلُ في القلب ِ ما يَفعلُ السهمُ في الرمية ِ فإنْ لمْ تقتلْه جرحتْه
وقالَ رحمَهُ الله :النَّظرةُ بمنزلةِ الشرارةِ مِنَ النَّارِ تُرْمَى في الحشيش ِ اليابس ِ فإنْ لمْ تُحرِقْهُ كلَّهُ أحرقتْ بعضَه.
وعَنْ أبي هريرة َ ض قالَ: قالَ رسولُ الله ِ ص ( كُتِبَ على بني آدمَ نصيبُهُ مِنَ الزِّنى مُدْرِك ٌ ذلكَ لامحا له العينان ِ زناهُمَا النَّظَر ) رواه البخاري ومسلم
قالَ بنُ القيم ِ رحمَهُ الله: العينُ مرآة ُ القلبِ فإذا غَضَّ العبدُ بصرَهُ غَضَّ القلبُ شهوتَهُ وإذا أطلقَ بصرَهُ أطلقَ القلبُ شهوتَه.
قلت ُ: وهذا عامٌ للرجال ِ والنِّساء على حد ٍّ سواء فقدْ أُمِرَ النِّساءِ في النور بما أُمِرَ بهِ الذكور.
قالَ الإ مامُ الشافعيُّ ر حمَهُ الله: وكما لايجوزُ للرجل ِ أنْ ينظرَ في المرأةِ فكذلكَ لا يجوز للمرأة ِ أنْ تنظرَ في الرجل ِ لهذِه ِالآيةِ .
و قالَ بنُ كثير رحمَهُ الله: وقدْ ذهبَ كثيرٌ مِنَ العلماءِ إلي أنَّهُ لايجوزُ للمرأة ِ النَّظرُ إلي الرجال ِ الأجانبِ بشهوة ٍ أو بغيرِ شهوةٍ أصلا . وقالَ بنُ تيميةَ رحمَهُ الله: وإن ِ انتفتِ الشهوة ُ يبقى النَّظرُ مظنة َ الفتنةِ والأصلُ أنَّ كلَ ما كانَ سبباً في الفتنةِ فإنَّهُ لا يجوز.
وقالَ: ومَنْ كرَّرَ النَّظرَ وأدامَهُ وقالَ إني لا أنظرُ لشهوة ٍ فقدْ كذبَ لأنَّه ُ لمْ يكنْ النظرُ إلا لمِا حصلَ في قلبِهِ مِنَ اللذَّة ِ و أ ما نظرُ الفجأة ِ فهو عفو إ ذا صرفَ بصرَهُ. و قالَ النووي رحمَهُ الله: والصحيح ُ الذي عليهِ جمهورُ العلماءِ وأكثرُ الصحابةِ أنَّهُ يحرمُ على المرأةِ النظرُ إلى الأجنبي كما يحرمُ عليهِ النَّظرُ إليها لهذه الآية أي آية النور ولأنْ الفتنةَ مشتركة ٌ فكما يَخافُ الرجلُ الإفتتانَ بالمرأة ِ فإنَّ المرأةَ تَخافُ الإ فتتانَ بالرجل ِ.
وقال العظيم أبادي: ولأنْ النِّساء أحدُ نوعي الآدميين فَحرُمَ عليهنَّ النَّظرُ إلي النوع ِ الآخرِ قياساً على الرجال ِ وإنَّما مُنِعَ النَّظَرُ خوفَ الفتنةِ وهذا في المرأةِ أبلغُ فإنَّها أشدُ شهوةً وأقلُ عقلاً فتسارعُ إليها الفتنةُ أكثرَ مِنَ الرجال. وَقَالَ تَعَالَى:{ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } [الفرقان: 20 ]
قالَ بنً رجبِ الحنبلي رحمه الله:جعلَ الله ُ المرأة َ فتنة ً للرجل ِ والرجلَ فتنةً للمرأة ِ .
وقالَ النووي ( إنَّما مُنِعَ النَّظرُ خوفَ الفتنةِ].
قلتُ: وهذا التعليل دلَّ عليهِ الدليل.
عن عبدِ الله بن ِ عباس ٍض:أنَّ النبيَّ لوى عنقَ الفضل ِ بن ِ عباس ٍلمَّا نظرَ في الخثعميةِ فقالَ لهُ العباسُ لويتَ عنقَ بنِ عمِكَ فقالَ )رأيتُ شاباً وشابة ً فلمْ آمنَ الشيطانَ عليهما) رواه البخاري ومسلم
ولأحمد فخفتُ الشيطانَ عليهما وفي بعض ِ الرواياتِ أنَّ النبيَّ ص وضعَ يدَهُ على وجهِ الفضل ِ وصرفَهُ .
قالَ النووي رحمه الله: وفيهِ دليلٌ على صرفِ الفتنةِ عنهُ وعنها وفيهِ غضُّ البصرِ عَن ِ الأجنبيات وغضُّهنَّ عَن ِ الرِّجال ِ الأجانب.

البابُ الثاني: بابُ السمع.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ص لَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا) رواه البخاري
و عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ض عَنِ النَّبِىِّ ص قَالَ « كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَى مُدْرِكٌ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاِسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلاَمُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ ». رواه مسلم فمَنْ فتحتْ للسمع ِ الباب تَمكَّنَ مِنْ قلبِهِا الحُبُّ والإعجاب.
قالَ بنُ القيم ِ رحمَهُ الله: فيا أيها العاشقُ سمْعُهُ قبلَ طرفِهِ فإنَّ الأذنَ تعشقُ قبلَ العين ِ أحياناً وجيشُ المحبَّةِ يدخلُ المدينة َ مِنْ باب ِ السمع ِ كما يدخلُها مِنْ باب ِ البصر ِ والمؤمنونَ يشتاقونَ إلى الجنَّة ِ وما رأوها ولو رأوها كانُوا أشدَّ لها شوقا.
لاسيما أوصاف المعين كوصفِ الزوجةِ لزوجِها والمرأة ِ لابنِها والصديقةِ لأخيها.
وقدْ نهي النبيُّ ص أنْ تصفَ المرأة ُ المرأة َ لزوجِها كأنه ينظر إليها .
فقال ص (لاتباشرالمرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظرإليها )
ألا فليتق ِ الله َ النِّساء فلا يصفنَّ بعولتَهُنَّ ولا آبائهُنَّ ولا أبنائهنَّ ولاإخوانهن لمَنْ يجالسُهنَّ
لأنَّ مَنْ فتحتِ بالوصف ِ الباب قتلتْ أختَها بالحبِّ والإعجاب. {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } [النساء: 93 ]

الباب الثالث: الغناء.
ومن سمعت الغناء نزل بها البلاء وفتح لها الباب على الحب والإعجاب
وقد قيل: الغناء يسعر القلوب ويستفز العقول ويستخف الحليم ويبعث على اللهو ويحض على الطرب.
وقال الكندي: من سمع الغناء طرب ومن طرب سمح ومن سمح افتقر ومن افتقر اغتم ومن اغتم مرض ومن مرض مات .
وقيل لرجل من سمع الغناء على حقيقته مات فقال اللهم لاتسمعنا إياه فنموت.
والغناء داعية للفحشاء .
قال الحطيئة الغناء داعية الزنا.
وما ذهب بعقول النساء شيء مثل الغناء .
قال الخليفة سليمان بن عبد الملك إن الفرس يصهل فتستدق له الحجر , وإن الفحل يخطر فتصبع له الناقة وإن التيس ينب فتستحرم له العنز , وإن الرجل يغني فتشبق له المرأة.
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .

يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
جزاكم ربي سبحانه كل الخير ونفع بكم
 
أعلى