ام جويرية وخديجة
وفقها الله
- إنضم
- 23 نوفمبر 2010
- المشاركات
- 938
- النقاط
- 18
في حديث أبي واقد الليثي - رضي الله عنه - قال: (خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين ونحن
حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط...)، فما معنى
كلمة أنواط؟. وماذا يستفاد من هذا الحديث؟
الجواب:
هذا الحديث رواه الإمام أحمد21390، والترمذي 2180وقال: حسن صحيح، وابن أبي عاصم في السنة،
وقال المناوي: إسناده صحيح، وصححه الألباني في رياض الجنة رقم 76]
وردت هذه الكلمة في حديث أبي واقد الليثي، رضي الله عنه: (أنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - إِلَى حُنَيْنٍ، قَالَ وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُم، يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ
أَنْوَاطٍ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ خَضْرَاءَ عَظِيمَةٍ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ،
- صلى الله عليه وسلم -: قُلْتُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ
تَجْهَلُونَ، إِنَّهَا لَسُنَنٌ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّة.)ً وعند ابن أبي عاصم في كتاب السنة:
(ونحن حديثو عهد بكفر).
سدرة أي: شجرة:
وقَوْلُهُ: يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ، الأنواط: جمع نوط، وهو كل شيء يعلق، وذات الأنواط هي الشجرة التي يعلق
عليها هذه المعاليق. قَالَ ابن الأثير فِي النِّهَايَةِ: هِيَ اِسْمُ شَجَرَةٍ بِعَيْنِهَا كَانَتْ لِلْمُشْرِكِين، يَنُوطُونَ بِهَا سِلَاحَهُمْ،
أَيْ يُعَلِّقُونَهُ بِهَا، وَيَعْكُفُونَ حَوْلَهَا، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَجْعَلَ لَهُمْ مِثْلَهَا، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ.
وقوله:"قُلْتُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ"، شبه
مقالتهم هذه بقول بني إسرائيل لما مروا على قوم عاكفين على أصنام لهم، طلبوا من موسى - عليه السلام -
أن يجعل لهم إلهاً يعكفون عليه كما لأولئك إله.
(إنها لسنن)، أي: طرق، (لَتَرْكَبُنَّ) أي: لَتَتَّبِعُنَّ، (سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ) أي: طريقة من كان قبلكم من الأمم،
وَالْمُرَادُ هُنَا طَرِيقَةُ أَهْلِ الأْهَوَاءِ وَالْبِدَعِ الَّتِي اِبْتَدَعُوهَا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ بَعْدَ أَنْبِيَائِهِمْ مِنْ تَغْيِيرِ دِينِهِمْ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ:"لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا , وَذِرَاعًا ذِرَاعًا , حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ
ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ"قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى. قَالَ"فَمَنْ"؟
قال النووي: وَفِي هَذَا مُعْجِزَةٌ ظَاهِرَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ فَقَدْ وَقَعَ مَا أَخْبَرَ بِهِ -
صلى الله عليه وسلم -.
وفي هذا الحديث من الفوائد:
1- التحذير من الشرك، وأن الإنسان قد يستحسن شيئاً يظن أنه يقربه إلى الله، وهو أبعد ما يبعده من رحمة ربه، ويقربه من سخطه.
2- بيان أن التبرك بالأشجار والأحجار، والعكوف عليها، والتعلق بها، من الشرك الذي وقع في هذه الأمة،
وأن من وقع فيه فهو تابع لطريق اليهود والنصارى، تارك لطريق النبي، - صلى الله عليه وسلم -.
3- أن العبرة بالمعاني، وليس بالألفاظ؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - شبه قولهم بقول بني إسرائيل، مع
أنهم لم يطلبوا إلها من دون الله، صراحة.
4- النهي عن التشبه بأهل الجاهلية والكتاب فيما هو من خصائصهم وعباداتهم.
5- وفيه أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده، لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة؛ لأن الصحابة الذين
طلبوا ذلك لم يكن مضى على إسلامهم إلا أيام معدودة؛ لأنهم أسلموا يوم فتح مكة ثم خرج بهم النبي - صلى
الله عليه وسلم - إلى غزوة حنين فوقعت تلك الوقعة وهم في طريقهم إلى حنين.
[انظر فتح المجيد، بشرح كتاب التوحيد، 139-147، القول المفيد، للشيخ ابن عثيمين].
وهذا الحديث قد ذكره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في كتابه المبارك: كتاب التوحيد، في
باب: من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما.
حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط...)، فما معنى
كلمة أنواط؟. وماذا يستفاد من هذا الحديث؟
الجواب:
هذا الحديث رواه الإمام أحمد21390، والترمذي 2180وقال: حسن صحيح، وابن أبي عاصم في السنة،
وقال المناوي: إسناده صحيح، وصححه الألباني في رياض الجنة رقم 76]
وردت هذه الكلمة في حديث أبي واقد الليثي، رضي الله عنه: (أنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - إِلَى حُنَيْنٍ، قَالَ وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُم، يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ
أَنْوَاطٍ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ خَضْرَاءَ عَظِيمَةٍ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ،
- صلى الله عليه وسلم -: قُلْتُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ
تَجْهَلُونَ، إِنَّهَا لَسُنَنٌ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّة.)ً وعند ابن أبي عاصم في كتاب السنة:
(ونحن حديثو عهد بكفر).
سدرة أي: شجرة:
وقَوْلُهُ: يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ، الأنواط: جمع نوط، وهو كل شيء يعلق، وذات الأنواط هي الشجرة التي يعلق
عليها هذه المعاليق. قَالَ ابن الأثير فِي النِّهَايَةِ: هِيَ اِسْمُ شَجَرَةٍ بِعَيْنِهَا كَانَتْ لِلْمُشْرِكِين، يَنُوطُونَ بِهَا سِلَاحَهُمْ،
أَيْ يُعَلِّقُونَهُ بِهَا، وَيَعْكُفُونَ حَوْلَهَا، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَجْعَلَ لَهُمْ مِثْلَهَا، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ.
وقوله:"قُلْتُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ"، شبه
مقالتهم هذه بقول بني إسرائيل لما مروا على قوم عاكفين على أصنام لهم، طلبوا من موسى - عليه السلام -
أن يجعل لهم إلهاً يعكفون عليه كما لأولئك إله.
(إنها لسنن)، أي: طرق، (لَتَرْكَبُنَّ) أي: لَتَتَّبِعُنَّ، (سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ) أي: طريقة من كان قبلكم من الأمم،
وَالْمُرَادُ هُنَا طَرِيقَةُ أَهْلِ الأْهَوَاءِ وَالْبِدَعِ الَّتِي اِبْتَدَعُوهَا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ بَعْدَ أَنْبِيَائِهِمْ مِنْ تَغْيِيرِ دِينِهِمْ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ:"لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا , وَذِرَاعًا ذِرَاعًا , حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ
ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ"قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى. قَالَ"فَمَنْ"؟
قال النووي: وَفِي هَذَا مُعْجِزَةٌ ظَاهِرَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ فَقَدْ وَقَعَ مَا أَخْبَرَ بِهِ -
صلى الله عليه وسلم -.
وفي هذا الحديث من الفوائد:
1- التحذير من الشرك، وأن الإنسان قد يستحسن شيئاً يظن أنه يقربه إلى الله، وهو أبعد ما يبعده من رحمة ربه، ويقربه من سخطه.
2- بيان أن التبرك بالأشجار والأحجار، والعكوف عليها، والتعلق بها، من الشرك الذي وقع في هذه الأمة،
وأن من وقع فيه فهو تابع لطريق اليهود والنصارى، تارك لطريق النبي، - صلى الله عليه وسلم -.
3- أن العبرة بالمعاني، وليس بالألفاظ؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - شبه قولهم بقول بني إسرائيل، مع
أنهم لم يطلبوا إلها من دون الله، صراحة.
4- النهي عن التشبه بأهل الجاهلية والكتاب فيما هو من خصائصهم وعباداتهم.
5- وفيه أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده، لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة؛ لأن الصحابة الذين
طلبوا ذلك لم يكن مضى على إسلامهم إلا أيام معدودة؛ لأنهم أسلموا يوم فتح مكة ثم خرج بهم النبي - صلى
الله عليه وسلم - إلى غزوة حنين فوقعت تلك الوقعة وهم في طريقهم إلى حنين.
[انظر فتح المجيد، بشرح كتاب التوحيد، 139-147، القول المفيد، للشيخ ابن عثيمين].
وهذا الحديث قد ذكره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في كتابه المبارك: كتاب التوحيد، في
باب: من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع