بسم الله الرحمن الرحيم
يد الله مع الجماعة
الجماعة لغة : (( عددُ كل شيءٍ وكثْرَتُه )) ( لسان العرب ) لها ألفاظ أخرى في اللغة دلت عليها من مثل (( العُلْجُومُ: الجماعة من الناس )) . و(( اللُّجُّ، بالضم: الجماعةُ الكثيرةُ )) و (( والعَمُّ : الجَماعَةُ الكثيرَةُ )) (القاموس المحيط) و (( اللُّمعة : الجماعةُ من النّاس )) .( مقاييس اللغة ) و (( والجَمّاء الغَفير: الجماعة من الناس )) . (مقاييس اللغة) و (( المَلأَ : الجماعةُ )) (الصّحّاح في اللغة) و (( واللُّمَةُ : الجماعةُ من الثلاثةِ إلى العَشرةِ )) ( القاموس المحيط ) والجَماعةُ والجَمِيع والمَجْمع والمَجْمَعةُ : كالجَمْع وقد استعملوا ذلك في غير الناس حتى قالوا : جَماعة الشجر ، وجماعة النبات ...
(( يد الله مع الجماعة )) من حديث أخرجه الترمذي في جامعه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله لا يجمع أمتي - أو قال : أمة محمد صلى الله عليه وسلم - على ضلالة ويد الله مع الجماعة ومن شذ شذ الى النار )) رقم الحديث 2167 .. ولهذا الحديث شواهد عند الحاكم (1/115-116) و عند ابن أبي عاصم في كتابه السنة(85 , 84 , 83 , 82 , 80 ) وذكره ابن ماجة في سننه من حديث أنس رضي الله عنه (3950) وذكره السيوطي في الجامع الصغير (1818)وقال حديث حسن وصححه الشيخ الألباني في الجامع الصغير (1844) وللحديث شاهد عند الإمام أحمد في المسند (5/145)وفي سنن الدارمي(1/29) وعند أبي داود 4/452 وانظر كذلك مجمع الزوائد للهيثمي 1/177 باب في الإجماع .. قال أبو محمد بن حزم في الأحكام4/131 .
لقد اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون للإنسان السلطان والتصرف في الأرض ، لايريده أن يكون ظالما جبارا يتوق إلى سلطة القهر ، ومس الناس في كل ما ينغص عليهم الحياة بأفعال ، وأعمال مهما صغرت أو دقت .. فسبحان الله ما أعظم نواميسه في الحياة ؛ وبخاصة تلك التي نغفل عنها ونحن أضعف خلقه !!! .
إن الإنسان مهما كان له من القدرات فهي ضعيفة ، أمام جبروت ماتقتضيه الحياة . لذلك فهو بطبعه في حاجة إلى طلب المساعدة والائتلاف بأبناء جنسه المشاركين له في همه ، وتفكيره . فالمرء بلغ مابلغ من الحذق والقوة فهو قليل بنفسه كثير بإخوانه وليس من شك أن إجماع الأمة آية رضاء الله :
[font=custom ...]ومـا المـرء إلا بإخوانـه ***كما يقبض ُ الكف ُ بالمعصم[/font]
[font=custom ...]ولاخير في الكف ِّ مقطوعة ُ*** ُولاخير في الساعد الأجـذم[/font]
فالكيان الذي يتحد أفراده ، ويكون شعارهم جميعا (( الواحد للجماعة ، والجماعة للفرد ، والفرد يفدي الأمة ، والأمة تحمي الجماعة )) لاشك أنه يسلك سبيل بقائه متزنا ، ومتوازنا ؛ ينال فيه الفرد ، والجماعة المجد غاية كل كيان .. وهذا لايتحقق إلابالوفاق الذي هو وسيلة التواصل والتقارب ، بل وآلية السعادة والهناء في ذاك الكيان :
كونوا جميعا يابني َّ إذااعترى***خطـب ُ ُ ولاتتفرقـوا آحـادا
تأبى القداح ُ إذا اجتمعن تكسر***اوإذا افترقن َ تكسرت أفـرادا
لنقل هذا في اجتماع أفراد العائلة بمعناها الحقيقي ، وبمادلت عليه مجازا في أكثر من مكان من الحياة ؛ فلا سبيل إلى جمع الشمل ، وامتلاك القوة ، والمنعة ، وعزة الجاه ، والنجاح ، والظفر بالعدو ، واسترجاع ماأخذ من أجدادنا ومنا بالقوة ، والمكر ، إلا بأجرأة هذا الشعار في حياتنا العملية ، وفي كل مجال من مجالات الحياة وهو : (( يد الله مع الجماعة )) . . بل إن سلم ارتقائنا في : (( يد الله مع الجماعة )) . وتاج عظمتنا في : (( يد الله مع الجماعة )) وصولجان سلطاننا في : (( يد الله مع الجماعة )) . وضمان أخوتنا في : (( يد الله مع الجماعة )) . وإذا نزل البلاء اقتسمناه والأداة - دائما - هي : (( يد الله مع الجماعة )) . وما أكثر مانزل وينزل بنا وبأمتنا من بلاء !!!
إن الاتحاد دعامة السعادة ، وينبوع العزة والسيادة ، وهو يدنا العليا في الحياة الدنيا ، وبدونه لاشيء غير الطامة الكبرى .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع