أبو التراب
مشرفة
- إنضم
- 22 ديسمبر 2013
- المشاركات
- 316
- النقاط
- 16
- الإقامة
- في أرض الله
- الموقع الالكتروني
- www.mohammedfarag.com
- احفظ من كتاب الله
- عشرون جزء
- احب القراءة برواية
- حفص عن عاصم من طريق المصباح
- القارئ المفضل
- القدماء
- الجنس
- field631
الحمد لله الذي حفظ لنا هذا الدين بحفظه إلى يوم الدين من التبديل والتحريف
وأظهر لنا الحق المبين والباطل الآثيم
من الكتاب المبين وسنة الهادي الأمين
صلى الله عليه وسلم
أما بعـــــد
في الأول من إبريل من كل عام تخرج علينا وسائل الإعلام والمجتمعات بما يسمى "كذبة إبريل" وقد أصبحت منتشره إنتشار النار في الهشيم في مجتمعاتنا المسلمة بشكل غريب وكأنها سنة ودين . مع العلم بأنها من صفات الذين لا خلاق لهم ولا دين لإنها من إستيراد دول الكافرين
تعريف الكذب
الكذب هو كل كلام مخالف للحقيقة سواء كان مزحاً أو جد أو على غضب،
والكذب من الصفات القبيحة والخصال المذمومة والعمل المرزول وصفة من صفات الأفاكين والمنافقين والظالمين . وكذلك من الآفات التي تبعد العبد عن ربه وعن الجنة وتقربه من الشيطان ومن النار. والكذب كُله مُحرم ويشتد إذا كان على الله ورسوله كما إنه معول هدم بين الناس وللمجتمعات ، فما أقبح هذه الصفة المذمومة في كتاب ربنا المعبود وفي سنة الهادي البشير الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
أدلة تحريم الكذب من الكتاب
قال تعالى:( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) النحل:105
وقال تعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حلال وَهَـٰذَا حَرَامٌ لّتَفْتَرُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ) النحل:116
وقال تعالى: (ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب أو كذّب بآياته إنه لا يُفلِح الظالمون ) الأنعام:21.
وقال تعالى: (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) المنافقون: 1
أدلة تحريم الكذب من السنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ) أخرجه ابْن حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ،وَمِثْلُهُ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ.
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ: مَا عَمَلُ أَهْلُ النَّارِ؟ قَالَ: (الْكَذِبُ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَإِذَا كَذَبَ فَجَرَ، وَإِذَا فَجَرَ كَفَرَ، وَإِذَا كَفَرَ دَخَلَ النَّارَ)
عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قالآية المنافق ثلاث: اذا حدث كذب و اذا وعد اخلف و اذا اؤتمن خان )رواه البخاري
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(اربع من كن فيه كان منافقا خالصا و من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق ختى يدعها : اذا اؤتمن خان و اذا حدث كذب و اذا عاهد غدر و اذا خاصم فجر) رواه البخاري
وعنْ بَهْزِ بنِ حكيمٍ،عنْ أبيهِ،عنْ جَدِّهِ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ؛ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، ثُمَّ وَيْلٌ لَهُ)أَخْرَجَهُ الثلاثةُ، وإسنادُهُ قَوِيّ
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ، وَمِنْ جُمْلَتِهِ قَوْلُهُ: (رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي قَالا لِي: الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شَدْقُهُ فَكَذَّابٌ يَكْذِبُ الْكَذِبَةَ تُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ) رواه البخاري فِي حَدِيثِ رُؤْيَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والْحَدِيثُ دَلِيلٌ
عَلَى تَحْرِيمِ الْكَذِبِ لإِضْحَاكِ الْقَوْمِ، وَهَذَا تَحْرِيمٌ خَاصٌّ. وَيُحَرَّمُ عَلَى السَّامِعِينَ اسْتِماعُهُ إذَا عَلِمُوهُ كَذِباً؛ لأَنَّهُ إقْرَارٌ عَلَى الْمُنْكَرِ، بَلْيَجِبُ عَلَيْهِم الإنْكَارُ أَو الْقِيَامُ مِن الْمَوْقِفِ، وَقَدْ عُدَّالْكَذِبُ مِن الْكَبَائِرِ.
قَال الرُّويَانِيُّ مِن الشَّافِعِيَّةِ: إنَّهُ كَبِيرَةٌ، وَمَنْ كَذِبَ قَصْداً رُدَّتْ شَهَادَتُهُ، وَإِنْ لَمْ يَضُرَّ بِالْغَيْرِ؛ لأَنَّ الْكَذِبَ حَرَامٌبِكُلِّ حَالٍ.
وَقَالَ الْمَهْدِيُّ: إنَّهُ لَيْسَ بِكَبِيرَةٍ، وَلا يَتِمُّ لَهُ نَفْيُ كِبْرِهِ عَلَى الْعُمُومِ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والإضْرَارَ بِمُسْلِمٍ أَوْ مُعَاهَدٍ، كَبِيرَةٌ.
وَقَسَّمَ الْغَزَالِيُّ : الْكَذِبَ فِي الإِحْيَاءِ إلَىوَاجِبٍ وَمُبَاحٍ وَمُحَرَّمٍ، وَقَالَ: إنَّ كُلَّ مَقْصِدٍ مَحْمُودٍ يُمْكِنُالتَّوَصُّلُ إلَيْهِ بِالصِّدْقِ وَالْكَذِبِ جَمِيعاً، فَالْكَذِبُ فِيهِ حَرَامٌ، وَإِنْ أَمْكَنَ التَّوَصُّلُ إلَيْهِ بِالْكَذِبِ وَحْدَهُ فَمُبَاحٌ إنْ أُنْتِجَ تَحْصِيلُ ذَلِكَ الْمَقْصُودِ، وَوَاجِبٌ إنْ وَجَبَ تَحْصِيلُ ذَلِكَ،وَهُوَ إذَا كَانَ فِيهِ عِصْمَةُ مَنْ يَجِبُ إنْقَاذُهُ. وَكَذَا إذَا خَشِيَ عَلَى الْوَدِيعَةِ مِنْ ظَالِمٍ وَجَبَ الإِنْكَارُ وَالْحَلِفُ، وَكَذَا إذَا كَانَ لا يَتِمُّ مَقْصُودُ حَرْبٍ أَوْ إِصْلاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ أَو اسْتِمَالَةِ قَلْبِ الْمَجْنِيِّ عَلَيْهِ إلاَّ بِالْكَذِبِ، فَهُوَ مُبَاحٌ، وَكَذَا إذَا وَقَعَتْ مِنْهُ فَاحِشَةٌ؛كَالزِّنَى وَشُرْبِ الْخَمْرِ. وَسَأَلَهُ السُّلْطَانُ فَلَهُ أَنْ يَكْذِبَوَيَقُولَ: مَا فَعَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: وَيَنْبَغِي أَنْ تُقَابِلَ مَفْسَدَةُالْكَذِبِ بِالْمَفْسَدَةِ الْمُتَرَتِّبَةِ عَلَى الصِّدْقِ، فَإِنْ كَانَتْمَفْسَدَةُ الصِّدْقِ أَشَدَّ فَلَهُ الْكَذِبُ، وَإِنْ كَانَتْ بِالْعَكْسِ، أَوْشَكَّ فِيهَا، حُرِّمَ الْكَذِبُ، وَإِنْ تَعَلَّقَ بِنَفْسِهِ اسْتَحَبَّ أَنْ لايَكْذِبَ، وَإِنْ تَعَلَّقَ بِغَيْرِهِ لَمْ تَحْسُن الْمُسَامَحَةُ بِحَقِّالْغَيْرِ، وَالْحَزَمُ تَرْكُهُ حَيْثُ أُبِيحَ.
الكذب المباح
يَجُوزُ الْكَذِبُ اتِّفَاقاً فِي ثَلاثِ صُوَرٍ، كَمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لَمْ أَسْمَعْ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إلاَّ فِي ثَلاثٍ: الْحَرْبِ، وَالإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَحَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجِهَا. قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: لا خِلافَ فِي جَوَازِ الْكَذِبِ فِي هَذِهِ الثَّلاثِ الصُّوَرِ.
وأَخْرَجَ ابْنُ النَّجَّارِ عَن النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ مَرْفُوعاً: (الْكَذِبُ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلاَّ فِي ثَلاثٍ: الرَّجُلُ يَكُونُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ لِيُصْلَحَ بَيْنَهُمَا، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا بِذَلِكَ، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْب )
وذَلِكَ لِحِكْمَةِ الاجْتِمَاعِ ومَصْلَحَتِهِ، وانْظُرْ فِي حِكْمَةِ اللَّهِ وَمَحَبَّتِهِ لاجْتِمَاعِ الْقُلُوبِ، كَيْفَ حَرَّمَ النَّمِيمَةَ، وَهِيَ صِدْقٌ؛ لِمَا فِيهَا مِنْ إفْسَادِ الْقُلُوبِ وَتَوْلِيدِ الْعَدَاوَةِ وَالْوَحْشَةِ، وَأَبَاحَ الْكَذِبَ،وَإِنْ كَانَ حَرَاماً، إذَا كَانَ لِجَمْعِ الْقُلُوبِ، وَجَلْبِ الْمَوَدَّةِ،وَإِذْهَابِ الْعَدَاوَةِ!!.
أصل كذبة إبريل
إن الكذب من سننن الكافرين ولذلك يُروى أن نشأته تعود إلى القرون الوسطى إذ أن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من اجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم "عيد جميع المجانين " أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.
وقد ذهبت أغلبية آراء الباحثين على أن "كذبة أبريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم "ضحية كذبة أبريل".
وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من أبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق على الضحية في فرنسا اسم "السمكة" وفي اسكتلندا " نكتة أبريل"
ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل وبين عيد "هولي" المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل.
نهي المسلمين عن سنن الكافرين
لقد حذرنا الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم من اتباع سنن الكافرين وخاصة أهل الكتاب
قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْالسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الأنعام: 153
وقال تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آل عمران : 105
وقال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) الجاثية: 18
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها ، شبرا شبرا وذراعا بذراع . فقيل : يا رسول الله كفارس والروم ؟ فقال : ومن الناس إلا أولئك).
و في حديث آخر عن أبي واقد الليثي أنه قال: ((خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها ينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر إنها السنن قلتم – والذي نفسي بيده – كما قالت بنو إسرائيل لموسى:(قَالُواْيَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [ الأعراف: 138] . لتركبن سنن من كان قبلكم)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذوالنعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك ، وإنبني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهمفي النار إلا ملة واحدة " ، قالوا: من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليهوأصحابي ) قوي بغيره
هذا والله أعلم
وأصلى وأسلم على النبي الأكرم
وعلى آله وصحبه وسلم
موقع فضيلة الشيخ / محمد فرج الأصفر
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع