أبو التراب
مشرفة
- إنضم
- 22 ديسمبر 2013
- المشاركات
- 316
- النقاط
- 16
- الإقامة
- في أرض الله
- الموقع الالكتروني
- www.mohammedfarag.com
- احفظ من كتاب الله
- عشرون جزء
- احب القراءة برواية
- حفص عن عاصم من طريق المصباح
- القارئ المفضل
- القدماء
- الجنس
- field631
الحمد لله الذي أحل لنا الحلال وبينه وحرم علينا الحرام وأظهره،
وأنزل لنا الكتب وأرسل الرسل لهداية الناس وارشادهم إلى الطريق الحق وسبل الرشاد.
وصلاة الله وسلامه على الصادق الصدوق النبي الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه ومن ولاه إلى يوم الدين.
أما بعـــــد
في شهر إبريل من كل سنة يتداول الناس أحداثا وأخبارا وحكايات غير حقيقية ، تروج على سبيل المزاح يطلقون عليها كذبة إبريل. وعلى الرغم من علم الناس بوجوب الحذر مما يتداول في هذا الشهر من أخبار إلا إنها تكون في صدارة الأحاديث واللقاءات والمجتمعات ، ولا أقول في مجتمعات أهل الشرك والكفر، بل في مجتمعات أهل الإسلام ، حتى أصبحت عادة في كل عام خلال هذا الشهر.
كذبة إبريل من سنن الكافرين
ذهبت أغلبية آراء الباحثين على أن "كذبة أبريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح ، وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من أبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي اسكتلندا نكتة أبريل. وقد أصبح أول أبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم فيما عدا الشعبين الأسباني والألماني والسبب أن هذا اليوم مقدس في أسبانيا دينيا أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد "بسمارك " الزعيم الألماني المعروف.
حكم الكذب في شريعة المسلمين
لقد حرم ديننا الحنيف الكذب في الجد والهزل ، والمراد بالكذب الإخبار عن الشئ على خلاف ماهو عليه ، وحثنا على الأمانة والصدق وأن نكون مع الصادقين. فكما لا يجتمع الكفر والإيمان والأمانة والخيانة في قلب مسلم ، كذلك لا يجتمع الصدق والكذب.
فالكذب من قبائح الذنوب وفواحش العيوب ولذلك حُرم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة
أدلة التحريم من الكتاب
قال تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون) النحل: 105
وقال تعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُون )النحل: 116
وقال تعالى : (فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون)التوبة: 77
وقال تعالى: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) الزمر: 60
وقال تعالى فنجعل لعنة الله على الكاذبين) آل عمران: 161
واللعن هنا الطرد من رحمة الله أعاذنا الله من ذلك وهو الأمر الذي يقطع بأن الكذب كبيرة من الكبائر وأنه من صفات الفجار والمنافقين.
أدلة التحريم من السنة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان " رواه البخاري ومسلم
عن حفص بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء كذباً أن يحدِّث بكل ما سمع " رواه مسلم
عن معاوية بن حيدة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ، ويل له ، ويل له " رواه الترمذي وأبو داود
وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم ، قال : فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار ، قال أبو ذر : خابوا وخسروا من هم يا رسول الله ؟ قال : المسبل ، والمنَّان ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب " رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة" رواه أبو داود
وعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال : " دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت: ها تعال أعطيك، فقال رسول الله
"وما أردت أن تعطيه؟ " قالت: أعطيه تمراً، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة " رواه أبو داود
فالكذب عواقبه وخيمة، ومفاسده كثيرة وهو وبال وريبة على صاحبه وعلى الناس والمجتمع بأسره
الكذب الغير محرم
الأصل في الكذب أنه مُحرم ويخرج من هذا التحريم ثلاثة مواضع يباح فيها الكذب
(حديث الرجل مع زوجته ليرضيها ـ والكذب في الحرب على الأعداء ـ والصلح بين المتخاصمين).
ودليل ذلك ما ورد في السنة من حديث أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل الكذب إلا في ثلاث : يحدث الرجل امرأته ليرضيها ، والكذب في الحرب ، والكذب ليصلح بين الناس" رواه الترمذي
وعن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً" رواه البخاري ومسلم
الصدق من صفات المؤمنين المتقين
ذكر القرآن الكريم كلمة الصدق ( 155مرة ) بمعاني مختلفة
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) التوبة: 119
وقال تعالى: َ(الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) الزمر:33
وقال تعالى: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) المائدة: 119
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذابا" رواه البخاري
وعن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي رضي الله عنه: " ماحفظت من رسول الله ؟ قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دع مايريبك إلى مالا يريبك ؛ فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة " رواه الترمذي، وأحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وابن حبان.
وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأمزح ولا أقول إلا حقّا " رواه الطبراني
وعن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا، قال: " إني لا أقول إلا حقاً " رواه الترمذي
والصدق خلق إيماني إسلامي ومن أشرف الأوصاف وأعظمها وأرفعها شأناً
فالصدق من صفات الرب الأجل الأعلى فقد ارتضى الله لنفسه أن يكون أصدق حديثا .
وأقرب الناس إليه هم أهل الصدق وأعظم أهل الصدق هم الأنبياء والرسل وبعدهم مباشرة من اختص بالصدق من غير الأنبياء وهم الصديقين .
قال أبو بكر الصدِّيق : (إياكم والكذب فإنه مجانب الإيمان).
وقال مالك بن دينار الصدق أن لا يكذب اللسان ،والصديقية أن لا يكذب القلب)
وقال أيضا: (كذب اللسان أن يقول ما لم يقل ، وأن يقول ولا يفعل، وكذب القلب أن يعقد فلا يفعل).
واختم مقالي بهذه الآبيات
من كان صادق كان همه منجلي
فالصدق قد حاز المراتب والجمال
يا قايل الصدق انت قولك معتلي
والصدق خصلة من خصالات الرجال
من كان صادق كان عند الله ولي
فكون صادق واترك القيله وقال
اصدق تلاقي لك فرج ياالمبتلي
وانظررسولك ذي هو افضل لك مثال
ربي قد اثنى في الكتاب المنزلي
عن كل مؤمن صادق القول الهلال
اما رسولك كان اصدق مرسلي
مشهور بالصدق المكمل للخصال
ونسأل الله أن يكتبنا وإياكم من الصادقين
وأن يحشرنا مع سيد المتقين صلى الله عليه وسلم
إمام الصديقين في جنات النعيم
إنه ولي ذلك والقادر عليه
موقع فضيلة الشيخ / محمد فرج الأصفر
http://www.mohammedfarag.com/play.php?catsmktba=30108
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع