والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمسلمين، حبب الإيمان لأولياءه؛ فاستجابوا لأمره، وانتهوا عن نهيه،، والصلاة والسلام على معلم البشرية ومخرجهم من الظلمات الى النور شرح به الصدور وأنار به العقول وفتح به قلوبا غلفا، وآذانًا صمّا، وأعينًا عميًا .. فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. اللهم آمين
ثم أما بعد ، لقد من الله علينا بمواسم و مناسبات يكون الوصول فيها إلى الله بمواهب و هدايا من الله .. - قال النبي : [ان لله في ايام الدهر نفحات فتعرضوا لها فلعل احدكم تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها ابدا]اخرجه الطبراني و حسنه الالباني. - عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : [إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين]. - عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه] - جاء في حديث سلمان الفارسي مرفوعاً: [من تطوع في شهر رمضان بخصلة من خصال الخير، كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه]
فيه ليلة خير من ألف شهر و هي ليلة القدر و هي بركة من بركات الشهر ورحمة للأمة فيه تفتح أبواب الجنان
و لكن !
هل رمضان هو الامتناع عن الطعام و الشراب و الشهوة حتى غروب الشمس؟؟ أم أن لهذه العبادة أسرار لابد أن نعرفها و نتقنها علما و عملا ؟؟
فالصائمون ليسو سواء في صيامهم
يقول الحافظ ابن حجر : " الصيام على اربعة انواع : 1-صيام العوام :وهو الصوم عن الاكل و الشرب و الجماع. 2-صيام خواص العوام : و هو الصوم عن الاكل و الشرب و الجماع بالإضافة لاجتناب المحرمات من قول أو فعل. 3-صيام الخواص : وهو الصوم عن غير ذكر الله و عبادته 4-صيام خواص الخواص : وهو الصوم عن غير الله ، هؤلاء وجهتهم فقط الله، يصومون عن كل شئ إلا الله، فينسون كل شئ إلا الله.
لقي أحد السلف أخاً له فقال له : أترضى حالتك التي أنت عليها للموت ؟ قال : لا قال : فهل عرضت عليها توبة من غير تسويف ؟ قال : لا قال : فهل تعلم داراً تعمل فيها غير هذه ؟ قال : لا قال : فهل للانسان نفسان إذا ماتت إحداهما عمل بالأخرى ؟ قال : لا قال : فهل تأمن هجوم الموت على حالتك هذه ؟ قال : لا قال : فما أقام على ما أنت عليه عاقل.
اسألي نفسك هذه الأسئلة .. ضعيها أمامك فكلنا نغفل عن الموت صحيح نعرف أن الموت سيأتينا .. و لكن هل تأهَّبنا له ؟؟
فلنأخذ سؤالا من هذه الاسئلة : هل عزمت على توبة من غير تسويف ؟؟
لابد للتوبة من شروط و هي: الاقلاع و الندم و العزم على عدم العودة
إن بلوغ شهر رمضان منة عظيمة يمنها الله على من يشاء ،، عن أبي هريرة قال : (كان رجلان أسلما مع النبي، واستشهد أحدهما و أُخِر الآخر سنة، قال طلحة بن عبيد الله : فأُريت الجنة فرأيت فيها المؤخر منهما أدخل قبل الشهيد فعجبت لذلك!! فأصبحت فذكرت ذلك لرسول الله فقال : " أليس قد صام بعدها رمضان و صلى ستة آلاف ركعة أو كذا و كذا ركعة صلاة السُنّة " ). و في رواية " و أدرك رمضان فصامه و صلى كذا و كذا سجدة في السنة قالوا : بلى قال رسول الله : " إن الذي بينهما لأبعد مما بين السماء و الأرض ").
إن بلوغ رمضان نعمة مَن حُرم خيره فهو المحروم
كيف نستعد لرمضان ؟
نستعد بشيئين:الشوق و بصيرة القلب فالاستعداد لرمضان يكون بالشوق الذي يحرق قلوبنا لبلوغه ،، و بصيرة القلب بأن نرى بعين قلوبنا أنفسنا طيلة نهار رمضان قائمين بين يدي الله.
{توبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} هنا الأمر بالتوبة للمؤمنين و ليس الكافرين
والرسول كان يستغفر الله و يتوب إليه أكثر من سبعين مرة
والتوبة ليست ما نفعله باللسان فقط بأن نقول : "تبت" أو "أستغفر الله"
والتوبة ليست من المعاصي فقط - و إن كانت الأولى - و لكن نحن بحاجة إلى توبة من أشياء أخرى نذكر منها ما يلي :
( 1 ) التوبة من تضييع الأوقات ،و فيها عدة نقاط :
1- الليل
{كانوا قليلا من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون} {و الذين يبيتون لربهم سجداً و قياماً} هذا هو ليل المسلمين و لكن - مع الأسف - هل هذا هو ليل المسلمين الآن ؟؟
ألا نستحي أن نتقلب في الفراش الوثير و الله بجلاله و عزته ينزل إلى السماء يطلبنا (هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه ) القيام كان فرض على النبي و أصحابه لأن وقتها الاسلام كان محتاجاً لهذه النقطة المهمة { و ارجعي الى سورة المدثر }
2- الشرود الذهني في الفراغ هل هذه الدقائق التي تشردي فيها غير محسوبة من عمرك ؟ ألن تُسئلي عنها ؟ بدلاً من الشرود في لا شئ اشغلي نفسك و لسانك بذكر الله و اشغلي عقلك بالتفكر في هذا الذكر
3- مأساة المواصلات والانتظار عند الطبيب وغيرها ماذا تفعلين في هذه الأوقات ؟ الصحيح : تراجعي القرآن أو تشغلي لسانك بذكر الله أو تقرئي كتاب
4- النوم الكثير يحتاج هذا الشهر لهمة عالية و أصحاب الهمة العالية لا ينامون إلا القليل و جسمك حسب ما تعوديه فان عودتيه على النوم الكثير فلن يرتاح الا بالنوم الكثير و ان عودتيه على النوم القليل سيكتفي به و يمكنك أن تستعيني على نفسك بالقيلولة و لتكن قيلولتك ربع ساعة أو نصف ساعة و إن شاء الله تكفيكِ
( 2 ) التوبة من اللسان كان النبي يقول : " و أعوذ بك من شر لساني " كان النبي يستعيذ من شر لسانه فأين نحن من ذلك ؟؟
و في حديث معاذ بن جبل حين سأل النبي عن عمل يقربه من الجنة و يبعده عن النار فقال له النبي في آخر الحديث : " أمسك عليك هذا " و أمسك بلسان نفسه فقال معاذ : أومؤاخذون نحن بما نتكلم فيه ؟ قال النبي : " و هل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم "
يدخل في هذه النقطة الغيبة والنميمة واللغو والفحش من القول والتليفونات.. كم من ساعات تضيع في التليفونات و الموبايلات و الشات و الماسنجر !!
و ليكن لسانك حصانك؛ فلا تخرج كلمة إلا بعد تفكير عميق، فان كان فيها خير فقلها و إلا فلا داعي لها.
( 3 ) التوبة من العلاقات
هناك أناس تعرفينهم قد يشدوكِ للوراء و هناك صحبة صالحة يجب أن تتمسكي بها و تعضي عليهم بالنواجذ
اجلسي مع نفسك و قسمي علاقاتك ستجدي أنها لا تخرج عن ثلاثة : مجموعة تعينك على الطاعة و أخرى يمكنكِ أن تكوني سبباً في هدايتهم و مجموعة ثالثة ستجعلك تفقدي رمضان فهذه تلغيها من قائمتك
( 4 ) توبة القلب و منها : التوبة من التعلق بغير الله " و اتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزاً " و قد يكون غير الله هذا أقرب الناس إليكِ 0 0 قد يكون زوجك أو أولادك أو أهلك أو أموالك أو أي شئ يشغلك عن الله لا نقول أن تقصري في حق زوجك أو أولادك أو أهلك و لا نقول تبخسيهم حقهم و لكن لا تجعليهم نقمة بأن يكونوا هم هدفك الوحيد في الدنيا , بل اجعلي الله هو وجهتك و أحبيهم في الله حينئذ تؤجري على ما تفعلين معهم
و توبة القلب أيضاً : التوبة من الأماني و التسويف و طول الأمل قال الحسن البصري : ( ليس الإيمان بالتمني و لا بالتحلي و لكن ما وقر في القلب و صدقه العمل و إن قوماً غرتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم قالوا نحسن الظن بالله و كذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل )
( 5 ) التوبة من الكسل كان النبي يقول : " اللهم أعوذ بك من الهم و الحزن و العجز و الكسل " النبي الذي كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه يستعيذ بالله من الكسل فماذا فعلنا نحن ؟؟
فلابد من اليقين مع العمل
====================
التمرين الثاني الترويض على الانكسار لله عز وجل
الله سبحانه وتعالى يقول : كلا ان الانسان ليطغى أن رءاه استغنى رؤية الانسان لنفسه بعين الغنى هذا ممكن يجره الى الطغيان ومجاوزة الحد فسبحان الله لا يليق بالمؤمن الا الفقر, ولكن هذا الفقر الداخلي يحتاج فعلا الى استشعار حقيقي ليظهر اثر ه على الجوراح وفي الفكر والتعبد {يا أيها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغنى} فلازم نظهر فقرنا وذلنا وانكسرنا بين يدي الله سبحانه وتعالى ويقول الله تعالى : {ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة} كما قال بعض السلف اتيت الله من الابواب كلها فوجدتها ملئى فاتيته من باب الذل فوجدته خاليا . فاظهار الافتقار الى الله عز وجل يستجلب لنا رحمة الله وعفوه نحن فقراء الى الله والله غني عنا وعن اعمالنا وكل ما نعمل من عمل انما هو لنفع انفسنا ( فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها الله ) سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية ولو ان خلقه كلهم اولهم وآخرهم وانسهم وجنهم كانوا على اتقى قلب رجل منهم ما زاد ذلك في ملكه شيئا "ولو أن اولهم وآخرهم وإنسهم وجنهم كانوا على افجر قلب رجل واحد منهم ما نقص ذلك من ملكه شيئا" هذا بالنسبة للتذلل والانكسار بين يدي الله عز وجل من الآن .. من اليوم صلاتي،، أدخل الى الصلاة لأصلي صلاة ذليل، صلاة منكسر، صلاة فقير الي الله عز وجل. دعائي،، اجلس وأنا في منتهى الخشوع في منتهى الذل والانكسار .
وانا اقرأ كتاب الله عز وجل،، كأني بين يديه
فلنعيد حسابتنا من جديد ولنعيد عبادة الذل والانسكار له سبحانه في حياتنا
=====================
التمرين الثالث استئصال الاورام الخبيثة
استئصال الأورام الخبيثة ...حتقولي ليه نحن في مستشفى ؟؟ اي والله نحن الآن في مستشفى، وحيكون فيه جراحات، وحيكون فيه مخدرات و سبحان الله العيب سبحان الله قد يتفخم ويصير سرطان يتغلل في جذور الانسان وفي قلبه سبحان الله ! الذنوب العظيمة هي أورام خبيثة تتسرطن في القلب، وتتجذر سبحان الله، عندما يتسرطن العيب أو الذنب ساعتها لا تجدي معها أساليب العلاج التقلدية، لازم عملية جراحية قبل دخول رمضان لإستئصال كل عيب .
عندنا 11 شهرا قضيناها في اللعب سبحان الله؛ لذلك فإن علاج أمراض وذنوب ومآسي ومخالفات وغفلة 11 شهراً ليست بالامر السهل لانه سبحان الله من الممكن في هذه الفترة انه يظهر عيب صغير لكن تركه المدة هذه كاملة قد يتسبب في انتشار سرطان في الايمان ، ومشكلة السرطان انه يتفشى وينتشر ويملئ ما حوله سبحان الله عافانا الله واياكن جميعا منه ، فطبعا لا بد من الاسراع في معالجة هذه العيوب والذنوب والعادات السيئة كي لا تهيج وتقضي على القلب . ~~~~~~~~ والاستئصال سيتتطلب منا 3 مراحل اركز عليهم وابدأ بتطبقهم من الآن :
البداية همة عالية شحذتها الاعمال كفاية شكوى كفاية كلام خلينا نبدا بالعمل " الرسول صلى الله عليه وسلم قال : لو كان الايمان في الثريا لناله رجال . وقال ابن القيم عليه رحمة الله : الوصول الى المطلوب موقف على همة عالية ونية صحيحة الكلام سهل همة عالية ونية صحيحة توصيف غاية في البساطة
سبحان الله نمني انفسانا يعني بتسمعي محاضرة او بتقرئي كتاب ما شاء الله تحسي الهمة تتفجر جواتك وتبدئي انا حسوى وانا حسوي ووووو يوم يومين ثلاثة اسبوع بالكثير الهمة تفتر اسمع ضجيجا ولا ارى طحنا كما يقولون ، سبحان الله بتلاقينا في غاية الكسل لا نعمل لا نتحرك وتلاقينا نشكو من الفتور ومن عدم الخشوع ونشكو من قسوة القلب ودواءه بين ايدينا لازم نقوم لازم نعمل الله سبحانه وتعالى يقول : من كان يرجو لقاء ربه فيعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. اننا وبين يدي رمضان نحتاج الى همة عالية نحتاج ان ندخل رمضان بنفسية التحدي اكون او لا اكون
سبحان الله وكاننا بالصحابي الجليل انس ابن النضر وكان قد غاب عن غزوة بدر فنزل قوله عز وجل : "ان الذين ءامنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم" * قال :والله لان اشهدني الله مشهدا ليرين ما اصنع همة عالية تناطح السحاب شحذها بالعمل ، سبحان الله كم فات من عمرنا من رمضان ولم تعتق رقابنا فيه على كثرة الفرص ؟ كم فات من عمرنا من رمضان ولم تغفر ذنوبنا على كثرة الفرص ؟؟ ، كم فات من عمرنا رمضان ولم ندرك ليلة القدر على كثرة الفرص ؟؟ لازم نصنع كما صنع انس ابن النضر فنقول : والله لان بلغني الله رمضان ليرين ما اصنع خليها عندك عنوان : والله لان بلغني الله رمضان ليرين ما اصنع لكن القضية سبحان الله كما ذكرنا سابقا مهياش كلام هي تحدي و قوة عزم حتى نبدا باستئصال الامراض القلبية الذي تفشت مع الغفلة الايمانية خلال السنة الماضية .
ثانيا : قيام الليل قال الله سبحانه وتعالى: {يا ايه المزمل (1) قم الليل الا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا (4) انا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) ان ناشئت الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا} . السيدة عائشة رضى الله عنها قالت : انزل الله صدر سورة المزمل وفرض فيها القيام على رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه سنين وقيام الليل مفروض عليهم وهذا كان من لاوازم الدعوة الاسلامية حتى تورمت طوقهم حتى كانها جذوع النخل ثم انزل اخرها وفيه التخفيف اخر سورة المزمل .
القيام فرض في بداية الدعوة الاسلامة ده كانت بالنسبة لهم تمارين العزيمة والهمة في بداية امر الدعوة
قال أحد السلف الصالح : أيظن اصحاب محمد أن يستئثروا به دوننا كلا والله لنزاحمن عليه حتي يعلموا انهم خلفوا ورائهم رجالا
هذه من أروع وأحب الكلمات الي قلب المسلم.. فليتنا نحن ايضا نقول هذه الكلمات فنحن أحبته.. عمرك استشعرت هذه الكلمات التي قالها الرسول عليه الصلاة و السلام الي اصحابه أننا نحن احبته
فبأذن الله سنزاحمهم عليه.. فكماخلق لهم قلب خلق لنا و كما خلق لهم همم فقد خلق ايضا لنا همم ... ولكن بالاستعانه بالله
فليكن هذا شعارنا في رمضان
فلا بد من استعداد حقيقي لرمضان استعداد عملي لابد من تمارين العزيمه
ليله نصلي بها خمس اجزاء كما كان يفعل الرسول عليه الصلاة و السلام و ليله اخري اطول فيها الركوع و التسبيح و ليله اخري اطول فيها السجود والخشوع و ليله اقوم فيها بآيه واحده اتدبرهاو ارددهاوابكي منها وليله اخري تكون للصلاة علي النبي صلي الله عليه و سلم....
هكذا كانوا الصحابه و السلف الصالح هكذا كان الحبيب المصطفي صلي الله عليه و سلم..