السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بداية نقول : إن العلماء اختلفوا في الياء الثانية من ( يستحيي ) ، و ( يحيي ) عند الوقف عليهما ، هل يوقف بإثبات الياء أم بحذفها ؟
والجواب :
أولًا : لا يجوز تعمد الوقف على كلمة ( يستحيي ) حيث إنه من الوقف القبيح ، ولكن كلام العلماء على افتراض من يوقف اضطراريًا لأي سبب من الأسباب ، وهذه لا خلاف فيها عند الوقف الاضطراري بإثبات الياء مع المد الطبيعي .
ثانيًا : كيفية رسم ( يستحيي ) و ( يحيي ) في المصحف الشريف :
هذان الكلمتان هما في الأصل ياءان ولكنهما التصقتا فرسما في المصحف بياء واحدة وحذفت الياء الأخرى .
ويضع علماء الضبط ياء صغيرة لتدل على الياء المحذوفة بدلًا من الياء الثانية في ( يستحيي ) ، ( والله يحيي ويميت ) ، والمتأمل في هاتين الكلمتين يرى الياء الصغيرة المعقوصة ، هذا إذا كان بعد الياء متحرك ، أما لو جاء بعد الياء ساكن مثل
إنا نحن نحي الموتى ) فإننا سننطق في الوصل ياء واحدة فقط ؛ لأن الياء الثانية كما حذفت وصلًا ، كذلك ستحذف الياء الصغيرة التي تدل عليها على نية الوصل ؛ لذا أتت كلمة ( يحيي ) على ثلاث صور في القرآن ، وهي :
ثالثًا : صور كلمة ( يحيي ) في القرآن مع كيفية نطقها :
أتت كلمة ( يحيي ) في القرآن على ثلاث صور :
الأولى : أن تأتي الياء الثانية ساكنة والذي بعدها متحرك ، مثل : ( هو يحيي ويميت )
كيفية النطق :
في حالة الوصل : تكون ساكنة مع مدها مدًا طبيعيًا .
وفي حالة الوقف : يوقف عليها بإثبات الياء مع المد الطبيعي .
الثانية : أن تأتي الياء الثانية مفتوحة والذي بعدها ساكن ، مثل : ( على أن يحييَ الموتى ) .
كيفية النطق :
في حالة الوصل : تكون الياء مفتوحة .
في حالة الوقف : يوقف عليها بإثبات الياء مع المد الطبيعي .
الحالة الثالثة : أن تكون الياء الثانية ساكنة والتي أتى بعدها ساكن ، مثل : ( إنا نحن نحي الموتى ) .
كيفية النطق :
في حالة الوصل : تُحْذف الياء تخلصًا من التقاء الساكنين كما هو مقرر في التقاء الساكنين .
في حالة الوقف : يوقف عليها بإثبات الياء مع المد الطبيعي .
إذًا في حالة الوصل يختلف نطق الياء باختلاف الصور ، أما في حالة الوقف ، فيوقف على الجميع برد الياء إلى أصلها بالمد الطبيعي ، سواء كان ذلك في الوقف الاضطراري في كلمة ( يستحيي ) ، أم كان في كلمة ( يحيي ) بصورها .
وهذا المذهب الذي ذكرته هو مذهب ابن الجزري – رحمه الله – حيث إنه يرد الكلمة إلى أصلها ، فيقف بإثبات الياءين ، فلا فرق حينئذ في الياء التي بعدها ساكن مثل : ( يحيي الله الموتى ) ، والياء التي بعدها متحرك ، مثل : ( والله يحيي ويميت ) ؛ لأنهما في الرسم بياء واحدة ، ولا دليل على حذفها عند زوال السبب ، وهو التقاء الساكنين .
قال الإمام محمد بن الجزري – رحمه الله – في طيبته :
وَقِفْ لِكُلٍّ بِاتِّباعِ ما رُسِـمْ حَذْفًا ثُبُوتًا اتِّصَالًا فِي الكَلِمْ
وقال هذا الفريق أيضًا : نحن لا ندري أي الياءين قد حذف من الرسم الأول ، هل الأولى أم الثانية ؟ فالأحوط والأولى ، وهو : إثباتهما معًا عند الوقف .
وقالوا أيضًا : أصل كلمة ( يحيي ) ، بياءين الأولى مكسورة ، والثانية ساكنة ، على وزن ( يُفْعِلْ ) ، فالياء المكسورة هي عين الكلمة ، والياء الساكنة ، هي : لام الكلمة ، وحذفها عند الوقف نقص في الكلمة لحذف لامها .
هذا هو رأي الفريق الأول واستدلالهم .
وأما الفريق الثاني فقال : نقف على ( يحيي ، نحيي ، يستحيي ) بياء واحدة ، اتباعًا للرسم ، واعتدادًا بعلامات الضبط ، بصرف النظر عن السبب في عدم وضع الياء الصغيرة .
وقالوا : إعلال الكلمة بحذف لامها لا إشكال فيه لوروده في القرآن واللغة ن كما حذفت في نحو : ( ويدع الداع ) ، و( يأت لا تكلم ) ، وغيرهما كثير .
وقد رُدَّ على هذا الكلام ؛ أي : كلام الفريق الثاني : بأن علامات الضبط علامات إرشادية اجتهادية ، وليست توقيفية ملزمة .
كذلك الاستشهاد بهذين المثالين السابقين ( ويدع الداع ) و ( يأت لا تكلم ) ليس بصحيح ؛ لأن المحذوف لم يأت قبله مثله كما في كلمة ( يحيي ) .
لذا مذهب الفريق الأول قوي ، وهواختيار ابن الجزري حيث قال في نشره :
" قول أئمة القراءة : إن الوقف على اتباع الرسم يكون باعتبار الأواخر من حذف وإثبات وغيره ، إنما يعنون بذلك : الحذف المحقق ، لا المقدر ، مما حذف تخفيفًا لاجتماع المثلين ، أو نحو ذلك . ثم قال : وكذا الوقف على نحو ( يحي ) و (يستحي ) بالياء "
والله أعلم .
بداية نقول : إن العلماء اختلفوا في الياء الثانية من ( يستحيي ) ، و ( يحيي ) عند الوقف عليهما ، هل يوقف بإثبات الياء أم بحذفها ؟
والجواب :
أولًا : لا يجوز تعمد الوقف على كلمة ( يستحيي ) حيث إنه من الوقف القبيح ، ولكن كلام العلماء على افتراض من يوقف اضطراريًا لأي سبب من الأسباب ، وهذه لا خلاف فيها عند الوقف الاضطراري بإثبات الياء مع المد الطبيعي .
ثانيًا : كيفية رسم ( يستحيي ) و ( يحيي ) في المصحف الشريف :
هذان الكلمتان هما في الأصل ياءان ولكنهما التصقتا فرسما في المصحف بياء واحدة وحذفت الياء الأخرى .
ويضع علماء الضبط ياء صغيرة لتدل على الياء المحذوفة بدلًا من الياء الثانية في ( يستحيي ) ، ( والله يحيي ويميت ) ، والمتأمل في هاتين الكلمتين يرى الياء الصغيرة المعقوصة ، هذا إذا كان بعد الياء متحرك ، أما لو جاء بعد الياء ساكن مثل
ثالثًا : صور كلمة ( يحيي ) في القرآن مع كيفية نطقها :
أتت كلمة ( يحيي ) في القرآن على ثلاث صور :
الأولى : أن تأتي الياء الثانية ساكنة والذي بعدها متحرك ، مثل : ( هو يحيي ويميت )
كيفية النطق :
في حالة الوصل : تكون ساكنة مع مدها مدًا طبيعيًا .
وفي حالة الوقف : يوقف عليها بإثبات الياء مع المد الطبيعي .
الثانية : أن تأتي الياء الثانية مفتوحة والذي بعدها ساكن ، مثل : ( على أن يحييَ الموتى ) .
كيفية النطق :
في حالة الوصل : تكون الياء مفتوحة .
في حالة الوقف : يوقف عليها بإثبات الياء مع المد الطبيعي .
الحالة الثالثة : أن تكون الياء الثانية ساكنة والتي أتى بعدها ساكن ، مثل : ( إنا نحن نحي الموتى ) .
كيفية النطق :
في حالة الوصل : تُحْذف الياء تخلصًا من التقاء الساكنين كما هو مقرر في التقاء الساكنين .
في حالة الوقف : يوقف عليها بإثبات الياء مع المد الطبيعي .
إذًا في حالة الوصل يختلف نطق الياء باختلاف الصور ، أما في حالة الوقف ، فيوقف على الجميع برد الياء إلى أصلها بالمد الطبيعي ، سواء كان ذلك في الوقف الاضطراري في كلمة ( يستحيي ) ، أم كان في كلمة ( يحيي ) بصورها .
وهذا المذهب الذي ذكرته هو مذهب ابن الجزري – رحمه الله – حيث إنه يرد الكلمة إلى أصلها ، فيقف بإثبات الياءين ، فلا فرق حينئذ في الياء التي بعدها ساكن مثل : ( يحيي الله الموتى ) ، والياء التي بعدها متحرك ، مثل : ( والله يحيي ويميت ) ؛ لأنهما في الرسم بياء واحدة ، ولا دليل على حذفها عند زوال السبب ، وهو التقاء الساكنين .
قال الإمام محمد بن الجزري – رحمه الله – في طيبته :
وَقِفْ لِكُلٍّ بِاتِّباعِ ما رُسِـمْ حَذْفًا ثُبُوتًا اتِّصَالًا فِي الكَلِمْ
وقال هذا الفريق أيضًا : نحن لا ندري أي الياءين قد حذف من الرسم الأول ، هل الأولى أم الثانية ؟ فالأحوط والأولى ، وهو : إثباتهما معًا عند الوقف .
وقالوا أيضًا : أصل كلمة ( يحيي ) ، بياءين الأولى مكسورة ، والثانية ساكنة ، على وزن ( يُفْعِلْ ) ، فالياء المكسورة هي عين الكلمة ، والياء الساكنة ، هي : لام الكلمة ، وحذفها عند الوقف نقص في الكلمة لحذف لامها .
هذا هو رأي الفريق الأول واستدلالهم .
وأما الفريق الثاني فقال : نقف على ( يحيي ، نحيي ، يستحيي ) بياء واحدة ، اتباعًا للرسم ، واعتدادًا بعلامات الضبط ، بصرف النظر عن السبب في عدم وضع الياء الصغيرة .
وقالوا : إعلال الكلمة بحذف لامها لا إشكال فيه لوروده في القرآن واللغة ن كما حذفت في نحو : ( ويدع الداع ) ، و( يأت لا تكلم ) ، وغيرهما كثير .
وقد رُدَّ على هذا الكلام ؛ أي : كلام الفريق الثاني : بأن علامات الضبط علامات إرشادية اجتهادية ، وليست توقيفية ملزمة .
كذلك الاستشهاد بهذين المثالين السابقين ( ويدع الداع ) و ( يأت لا تكلم ) ليس بصحيح ؛ لأن المحذوف لم يأت قبله مثله كما في كلمة ( يحيي ) .
لذا مذهب الفريق الأول قوي ، وهواختيار ابن الجزري حيث قال في نشره :
" قول أئمة القراءة : إن الوقف على اتباع الرسم يكون باعتبار الأواخر من حذف وإثبات وغيره ، إنما يعنون بذلك : الحذف المحقق ، لا المقدر ، مما حذف تخفيفًا لاجتماع المثلين ، أو نحو ذلك . ثم قال : وكذا الوقف على نحو ( يحي ) و (يستحي ) بالياء "
والله أعلم .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع