كلمة عن الصبر

طباعة الموضوع

طالب الماهر

مدير عام
إنضم
15 مارس 2012
المشاركات
946
النقاط
16
الإقامة
غرف الماهر الصوتية
الموقع الالكتروني
www.qoranona.com
احفظ من كتاب الله
.
احب القراءة برواية
ورش عن نافع من طريق الأزرق
القارئ المفضل
المنشاوي - الحصري
الجنس
أخ
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

أما بعد : فهذه كلمة عن الصبر , أسأل الله تعالى أن ينفع بها من قرأها :

أولا : تعريف الصبر في لغة العرب : هو الحبس , يقال : صَبَرْتُ نفسي على ذلك الأمر , أي حبستها([4]) .
ثانيا : الصبر شرعا : هو حبس النفس على طاعة الله تعالى , وحبسها عن معصية الله تعالى , وحبسها عن التسخط من أقدار الله تعالى([5]) .
ثالثا : الكلام على أقسام الصبر :
القسم الأول : الصبر على طاعة الله تعالى : هو حبس النفس على الطاعة , فإن النفس قد تصيبها السآمة والملل من الطاعة , فعلى المسلم أن يُصبِّر نفسه على هذه الطاعة ؛ إذ بها نجاة نفسه , ولنعلم أن النفوس على ثلاثة أنواع :
النوع الأول : النفس المطمئنة : وهي التي ذكرها الله تعالى في قوله [FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P594]ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT](سورة الفجر) وهي النفس المطمئنة إلى ذكر الله تعالى الساكنة إلى حبه التي قرت عينها بالله تعالى([6]) .
النوع الثاني : النفس اللّوّامَة : هي نفس المؤمن تلوم صاحبها في الدنيا على ما حصل منه من تفريط أو تقصير في حق من حقوق أو غفلة([7]) .
النوع الثالث : النفس الأمارة بالسوء : هي التي تأمر صاحبها بالسوء والفاحشة وسائر الذنوب ؛ فإنها مركب الشيطان ومنها يدخل على الإنسان , إلا من نجاه الله تعالى من نفسه الأمارة حتى صارت مطمئنة إلى ربها منقادة لداعي الهدى , متعاصية عن داعي الردى فذلك ليس من النفس , بل من فضل الله تعالى ورحمته بعبده([8]) .
بناء على ما سبق : على المسلم أن يستعين بالله تعالى ويسأله أن تكون نفسه من النفوس المطمئنة , حتى يكون من أهل الصبر على طاعة الله تعالى , كالصلاة في وقتها , والدعوة إلى الله تعالى , وصلة الرحم , والإحسان إلى الجار والزوج من المرأة وإلى الزوجة من الزوج , وإلى عموم المسلمين , وتصبر المرأة على الحجاب الشرعي , وطلب العلم والعناية بكتاب الله تعالى تلاوة وحفظا وفهما وتدبرا .
القسم الثاني : الصبر عن المعاصي : فيحبس المسلم نفسه عن المحرمات ؛ لأن من الناس من يصبر على الطاعة ولكن لا يستطيع حبس نفسه عن المعصية , وهذا ضعف , فإنما ينقص دين المسلم بأمرين :
الأول : الشهوة : وهي المعصية , وتكون محاربتها بزيادة الإيمان , بالطاعات , قال العلماء : الإيمان يزيد وينقص , يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية([9]) , فالمسلم إذا زاد إيمانه بالطاعة ابتعد عن الشهوات , ومن أعظم ما يبعد عن الشهوات : طلب العلم الشرعي .
الثاني : الشبهة : وهي البدع والضلالات , وهذه تنشأ بسبب النقص في العلم الشرعي, فعلى المسلم الاجتهاد في طلب العلم من الكتاب والسنة على فهم سلفنا الصالح , حتى ينجو من الشبهات .
القسم الثالث : الصبر على الأقدار : وهذا الصبر حكمه الوجوب , فمن لم يصبر وتسخط أثِم , فلا يتضجر ولا يتسخط من القدر الذي أصابه , بل يصبر على ذلك من : موت قريب, أو صديق , أو جار, أو والد , ويصبر على خسارة في تجارته , أو أذى في دعوته إلى الله تعالى وهكذا .
أما البكاء على المصيبة بلا نياحة ولا تسخط فهذا لا يُنافي الصبر , وقد بكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ابنه إبراهيم لما مات وقال : :(( هذه رحمة ))([10]) .
ثم هناك مقام الرِّضا أعلى من مقام الصبر , وهذا مقام علي وهو مستحب , والصبر واجب .

والله تعالى أعلم , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


كتبه : عبد الله بن محمد أحمد الطالب بمرحلة الدكتوراه قسم العقيدة
بالجامعة الإسلامية بالمدينة
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

الموحدة

عضو مميز
إنضم
5 يناير 2012
المشاركات
806
النقاط
18
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
ما تيسر منه
احب القراءة برواية
برواية ورش عن نافع
القارئ المفضل
الشيخ ياسر الدوسري/عمر القزابري/مشاري العفاسي/المنشاوي
الجنس
أخت
جزاكم الله خيرا وجعلنا ربي من الصابرين المحتسبين دائما
 
أعلى