أمة اللطيف
اللهم ألف بين قلوبنا
- إنضم
- 4 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 954
- النقاط
- 16
- الإقامة
- الأردن
- احفظ من كتاب الله
- 21 جزء
- احب القراءة برواية
- حفص عن عاصم
- القارئ المفضل
- الحصري،السديس،سعد الغامدي
- الجنس
- أخت
أبي الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــه ،،،
هئنذا بعد رحيلك أكتب إليك , وأعلم جيداً أن ما سأكتبه لن يصلك , وربما تصبح مجرد كلمات على وريقات تطير وتهبط بها الرياح ، وتمزقها بقسوة ، أو يحرقها لهيب الكلمات .. !
شاء الله أن تفارقنا وأن تكتب أول فصول نهاية البركة من حولنا , شاء العلي القدير ، ونحن أمام مشيئته لانملك سوى التسليم والصبر والاستسلام ، ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
لم أدرك حينها ماهو الموت ..؟ ولاقسوة الفقد والحرمان .. فقد كنت صغيراً لا أدرك للموت توابع ولا أعلم للمصائب مكاناً ..!
كل ما أذكره ، أنني صرخت وقتها بصوت عال وأنا أنظر لوجهك البشوش قائلاً : ( صاحي ويضحك ) ، نعم أذكر تلك اللحظة وكأنها حدثت بالأمس القريب .
نعم ، رأيتك يا أبي تبتسم وكأنك تعلم أنك مقبل على حياة أخرى أهنأ وأكثر متعة ونقاء من تلك الحياة التي نحياها !
هكذا كان وجهك في آخر صورة شاهدتك عليها . مشرقاً مبتهجاً ضاحك القسمات , شيئاً فشيئاً ، أدركت ما أوحت إليه الكلمات من حولي , مات أبي , هل حقاً رحلت يا أبي ولن يكون لك بيننا وجود .. ؟
تساقطت دموعي غزيرة حتى شعرت وكأنها ستحرقني من حرارتها .. أمعقول لن أتصبح بهذا الوجه البشوش , أمعقول لن تحتضني ذراعيك بعد الآن ؟
وشيئاً فشيئاً صمت كل شيء حولي , وبعد مراسم العزاء مباشرة ، بدأت كثير من الوجوه المزيفة يلتفون حولنا , يظنون أن الصيد سهلاً ، خاصة وقت المصائب .
بدأ الجميع يضعون العراقيل أمامنا لافرق بين قريب وغريب فقد كان العم الأكبر أكثرهم عرقلة بدلاً من إحتضاننا ..!
ولكن هيهات هيهات ، كان هناك بإنتظار الجميع درع واق وسد منيع , حال بيننا وبين كل من أرادنا بسوء .
إنها الأم الحنون التي أخذت علي عاتقها مسئولية إتمام المسيرة .. كانت تسهر من أجل راحتنا وتحدت الجميع بنا , حيث وضعت لنا البرنامج الخاص بمواصلة العمل بجانب الدراسة حتي لا نحتاج لوقفات القريب الشامت الذى كان يقف في طريقنا متربصاً ، من أجل عدم مواصلة تعليمنا .
ولكنهم لم يعلموا أن هناك من يحمينا ويبدد مخططاتهم ، فلقد كان خلفنا وبتوفيق من الله ظهر يحمينا ، إنها الأم الحنونةالتي علمتنا الكثير والكثير ، والتي كانت تعلم بنواياهم الخسيسة .
كيف لا ، وقد علمتنا كيف يكون إحترام الناس ، مع كيفية الإهتمام بالجار والصديق ، وأن جيراننا هم أقاربنا وجزء كبير من أهلنا , علمتنا قيما أخرى كثيرة للحياة لم نكن لنعلمها ، وعلمتنا أن نملأ قلوينا بالحب حتى لا تعرف الكراهية طريقها إلينا .
وواصلنا المسيرة وكان النجاح حليفنا بفضل من الله عز وجل وتوفيقه ، ثم بفضل من سهرت الليالي وحرمت نفسها من كل ملذات الحياة من أجل أن تحصد الثمار المتمثلة في نجاحنا الباهر .
وبدأت الحياة تأخذنا لمسارات أخرى جديدة ، فتزوجت أخواتي وصار لكل واحدة مملكتها الخاصة ، وبدأت نزعات الرغبة في الحصول على تلك الخيرات التي تركها أبي ، يرحمه الله ، وبدأ الهمس يعلو ، والطلبات تصدح ..!
واجتمعنا قبيل وفاة الغالية لأعلمهم بما لهم مما ترك الوالد فهو حق شرعي لهم ، أعطيتهم كل شىء وكان رجائي أن يبقى البيت القديم الذي تربينا وترعرنا فيه ، البيت الذى كان يجمعنا بك ، هذا البيت الذى يشع منه النور ، والذي مازال يحتفظ بالكثير من الأشياء التي تخصك .
كان هدفي أن يبقي هذا البيت ، حتي تبقي الذكريات الجميلة ، وتبقي رائحتك الذكية فيه وكذلك رائحة من أعطتنا الكثير ، الأم الغالية ، يرحمها الله .. وتبقي تلك النخلة الطيبة والمباركة التي غرستها بنفسك ، شامخة نأكل من ثمرها ، وكذلك شجرة الليمون والسدرة الكبيرة ..!
وبعد اجتماعنا بيومين ، فقدنا الأم الغالية ، وضاع كل شي جميل ، ذهبت البركة وفقدنا الحنان واليد الحانية التي كانت تمسح على رأسي ، فقدنا كل شيء بعد رحيلها , فلم تعد للحياة بهجة ولا للأفراح معنى .
أيام قليلة ، وعاودوا الطلب .. وكان هناك إصرار من البعض بتقسيم البيت أو بيعه ، ولكني رفضت فكرة البيع وبقوة ، كان هناك من يدفع الأخوات تحديداً لذلك رغم أنهم في خير كثير ..!
وتألمت .. ووافقت أن ياخذوا نصيبهم دون البيع للغير ومن يريد البيع يكون لي فقط ، وكثيراً ما كنت أختلي بنفسي وفي قلبي غصة وحزن وألم على ما يحدث ، وأنا أردد :
ليتك لم تترك شيئا يا أبي .........!!
إلي هذا الحد تغير الأشياء المادية النفوس ومن ثم التنافر .. ؟
لم تعد هناك للماديات قيمة أمام عظمة من رحلوا .. ليتهم بقوا بخيرهم وعطائهم ولتذهب كل أموال الدنيا الزائلة للجحيم ، وليت أخواتي يعلمن أنهن راحلات ولن يأخذن معهن ، المال والأرض والسيارة والولد ، وووو ..!
لايمكن أن تخلو الحياة من بواعث الشكوى , وأسباب الشعور بالمرارة .. الإنسان وظروفه , والإنسان ونفسه , والإنسان والناس .. ولذلك وجب علينا أن نستقبل الحياة بكل ظروفها ، وكافة مؤثراتها ، فهي لاتدار لحسابنا وليست متجراً نأخذ منه مانريد .. إن أردنا العيش بها عيش لا شقاء فيه ، فلنترك نزعات الطمع ، وتحكم المال ، وجشع النفس ، ووساوس شياطين الأنس خاصة .
ورحمك الله يا............ أبي ..!!!
منقووووووووووووووووول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــه ،،،
هئنذا بعد رحيلك أكتب إليك , وأعلم جيداً أن ما سأكتبه لن يصلك , وربما تصبح مجرد كلمات على وريقات تطير وتهبط بها الرياح ، وتمزقها بقسوة ، أو يحرقها لهيب الكلمات .. !
شاء الله أن تفارقنا وأن تكتب أول فصول نهاية البركة من حولنا , شاء العلي القدير ، ونحن أمام مشيئته لانملك سوى التسليم والصبر والاستسلام ، ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
لم أدرك حينها ماهو الموت ..؟ ولاقسوة الفقد والحرمان .. فقد كنت صغيراً لا أدرك للموت توابع ولا أعلم للمصائب مكاناً ..!
كل ما أذكره ، أنني صرخت وقتها بصوت عال وأنا أنظر لوجهك البشوش قائلاً : ( صاحي ويضحك ) ، نعم أذكر تلك اللحظة وكأنها حدثت بالأمس القريب .
نعم ، رأيتك يا أبي تبتسم وكأنك تعلم أنك مقبل على حياة أخرى أهنأ وأكثر متعة ونقاء من تلك الحياة التي نحياها !
هكذا كان وجهك في آخر صورة شاهدتك عليها . مشرقاً مبتهجاً ضاحك القسمات , شيئاً فشيئاً ، أدركت ما أوحت إليه الكلمات من حولي , مات أبي , هل حقاً رحلت يا أبي ولن يكون لك بيننا وجود .. ؟
تساقطت دموعي غزيرة حتى شعرت وكأنها ستحرقني من حرارتها .. أمعقول لن أتصبح بهذا الوجه البشوش , أمعقول لن تحتضني ذراعيك بعد الآن ؟
وشيئاً فشيئاً صمت كل شيء حولي , وبعد مراسم العزاء مباشرة ، بدأت كثير من الوجوه المزيفة يلتفون حولنا , يظنون أن الصيد سهلاً ، خاصة وقت المصائب .
بدأ الجميع يضعون العراقيل أمامنا لافرق بين قريب وغريب فقد كان العم الأكبر أكثرهم عرقلة بدلاً من إحتضاننا ..!
ولكن هيهات هيهات ، كان هناك بإنتظار الجميع درع واق وسد منيع , حال بيننا وبين كل من أرادنا بسوء .
إنها الأم الحنون التي أخذت علي عاتقها مسئولية إتمام المسيرة .. كانت تسهر من أجل راحتنا وتحدت الجميع بنا , حيث وضعت لنا البرنامج الخاص بمواصلة العمل بجانب الدراسة حتي لا نحتاج لوقفات القريب الشامت الذى كان يقف في طريقنا متربصاً ، من أجل عدم مواصلة تعليمنا .
ولكنهم لم يعلموا أن هناك من يحمينا ويبدد مخططاتهم ، فلقد كان خلفنا وبتوفيق من الله ظهر يحمينا ، إنها الأم الحنونةالتي علمتنا الكثير والكثير ، والتي كانت تعلم بنواياهم الخسيسة .
كيف لا ، وقد علمتنا كيف يكون إحترام الناس ، مع كيفية الإهتمام بالجار والصديق ، وأن جيراننا هم أقاربنا وجزء كبير من أهلنا , علمتنا قيما أخرى كثيرة للحياة لم نكن لنعلمها ، وعلمتنا أن نملأ قلوينا بالحب حتى لا تعرف الكراهية طريقها إلينا .
وواصلنا المسيرة وكان النجاح حليفنا بفضل من الله عز وجل وتوفيقه ، ثم بفضل من سهرت الليالي وحرمت نفسها من كل ملذات الحياة من أجل أن تحصد الثمار المتمثلة في نجاحنا الباهر .
وبدأت الحياة تأخذنا لمسارات أخرى جديدة ، فتزوجت أخواتي وصار لكل واحدة مملكتها الخاصة ، وبدأت نزعات الرغبة في الحصول على تلك الخيرات التي تركها أبي ، يرحمه الله ، وبدأ الهمس يعلو ، والطلبات تصدح ..!
واجتمعنا قبيل وفاة الغالية لأعلمهم بما لهم مما ترك الوالد فهو حق شرعي لهم ، أعطيتهم كل شىء وكان رجائي أن يبقى البيت القديم الذي تربينا وترعرنا فيه ، البيت الذى كان يجمعنا بك ، هذا البيت الذى يشع منه النور ، والذي مازال يحتفظ بالكثير من الأشياء التي تخصك .
كان هدفي أن يبقي هذا البيت ، حتي تبقي الذكريات الجميلة ، وتبقي رائحتك الذكية فيه وكذلك رائحة من أعطتنا الكثير ، الأم الغالية ، يرحمها الله .. وتبقي تلك النخلة الطيبة والمباركة التي غرستها بنفسك ، شامخة نأكل من ثمرها ، وكذلك شجرة الليمون والسدرة الكبيرة ..!
وبعد اجتماعنا بيومين ، فقدنا الأم الغالية ، وضاع كل شي جميل ، ذهبت البركة وفقدنا الحنان واليد الحانية التي كانت تمسح على رأسي ، فقدنا كل شيء بعد رحيلها , فلم تعد للحياة بهجة ولا للأفراح معنى .
أيام قليلة ، وعاودوا الطلب .. وكان هناك إصرار من البعض بتقسيم البيت أو بيعه ، ولكني رفضت فكرة البيع وبقوة ، كان هناك من يدفع الأخوات تحديداً لذلك رغم أنهم في خير كثير ..!
وتألمت .. ووافقت أن ياخذوا نصيبهم دون البيع للغير ومن يريد البيع يكون لي فقط ، وكثيراً ما كنت أختلي بنفسي وفي قلبي غصة وحزن وألم على ما يحدث ، وأنا أردد :
ليتك لم تترك شيئا يا أبي .........!!
إلي هذا الحد تغير الأشياء المادية النفوس ومن ثم التنافر .. ؟
لم تعد هناك للماديات قيمة أمام عظمة من رحلوا .. ليتهم بقوا بخيرهم وعطائهم ولتذهب كل أموال الدنيا الزائلة للجحيم ، وليت أخواتي يعلمن أنهن راحلات ولن يأخذن معهن ، المال والأرض والسيارة والولد ، وووو ..!
لايمكن أن تخلو الحياة من بواعث الشكوى , وأسباب الشعور بالمرارة .. الإنسان وظروفه , والإنسان ونفسه , والإنسان والناس .. ولذلك وجب علينا أن نستقبل الحياة بكل ظروفها ، وكافة مؤثراتها ، فهي لاتدار لحسابنا وليست متجراً نأخذ منه مانريد .. إن أردنا العيش بها عيش لا شقاء فيه ، فلنترك نزعات الطمع ، وتحكم المال ، وجشع النفس ، ووساوس شياطين الأنس خاصة .
ورحمك الله يا............ أبي ..!!!
منقووووووووووووووووول
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع