لماذا لا يبسمل كل القراء في أول براءة

طباعة الموضوع

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ

1.gif


قال الشيخ الشنقيطي في ( أضواء البيان ) (2/ 112-113) : " اعلم أولاً أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكتبوا سطر " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ " في سورة ( براءة ) هذه في المصاحف العثمانية ، واختلف العلماء في سبب سقوط البسملة منها على أقوال :
منها : أن البسملة رحمة وأمان و ( براءة ) نزلت بالسيف . فليس فيها أمان ، وهذا القول مروي عن علي رضي الله عنه ، وسفيان بن عيينة .
ومنها : أن ذلك على عادة العرب إذا كتبوا كتاباً فيه نقض عهد أسقطوا منه البسملة ، فلما أرسل النَّبي علياً رضي الله عنه ليقرأها عليهم في الموسم . قرأها ، ولم يبسمل على عادة العرب في شأن نقض العهد ، نقل هذا القول بعض أهل العلم ، ولا يخفى ضعفه .
ومنها : أن الصحابة لما اختلفوا : هل ( براءة ) و ( الأنفال ) سورة واحدة أو سورتان . تركوا بينهما فرجة لقول من قال : إنهما سورتان ، وتركوا البسملة لقول من قال : هما سورة واحدة ، فرضي الفريقان وثبتت حجتاهما في المصحف .
ومنها : أن سورة ( براءة ) نسخ أولها فسقطت معه البسملة ، وهذا القول رواه ابن وهب ، وابن القاسم ، وابن عبد الحكم ، عن مالك ، كما نقله القرطبي . وعن ابن عجلان ، وسعيد بن جبير ، أنها كانت تعدل سورة ( البقرة ) . وقال القرطبي : والصحيح أن البسملة لم تكتب في هذه السورة . لأن جبريل لم ينزل بها فيها . قاله القشيري . اهـ .

قال مقيده ــ يعني الشنقيطي نفسه ــ عفا الله عنه : أظهر الأقوال عندي في هذه المسألة ، أن سبب سقوط البسملة في هذه السورة . هو ما قاله عثمان رضي الله عنه لابن عباس . فقد أخرج النسائي ، والترمذي ، وأبو داود ، والإمام أحمد ، وابن حبان ، في ( صحيحه ) والحاكم في ( المستدرك ) وقال : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قلت لعثمان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المائين فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بينهما سطر ) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( ووضعتموهما في السبع الطول فما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان رضي الله عنه : إن رسول الله ، كان إذا أنزل عليه شيء يدعو بعض من يكتب عنده ، فيقول : ضعوا هذا في السورة التي فيها كذا وكذا ، وتنزل عليه الآيات فيقول : ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وكانت ( الأنفال ) من أوائل ما أنزل بالمدينة ، و ( براءة ) من آخر ما أنزل من القرآن ، وكانت قصتهما شبيهة بقصتها ، وقبض رسول الله ، ولم يبين لنا أنها منها فظننت أنها منها ، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، ووضعتها في السبع الطول" . اهـ .
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى