تعتبرالقراءة مفتاح المعرفة وطريق الرقي ؛ وما من أمة تقرأ إلا ملكت زمام القيادة . القراءة مفتاح العلم , بل مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة ,
وأمة لا تقرأ أمة لا تعرف حاضرها من مستقبلها , أمة لا تأخذ عبرة من ماضيها , ولا تمتد جذورها إلى أصولها , أمة لا تقرأ أمة قد ماتت وكبر الناس عليها أربعا ..
ويكفي الأمة الإسلامية شرفا أن أول ما ابتدأ به نزول القرآن الكريم قوله تعالى: " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)سورة العلق. فقد جمع الله تعالى في هذه الآيات المباركات بين عنصري التعلم : القراءة والكتابة,بل وجعل سورة كاملة من سور القرآن الكريم باسم ( القلم ) . ومع أننا أمة ( اقرأ) لكن للأسف لا نقرأ، وإذا قرأنا لا نقرأ المفيد من الكتب إلا من رحم الله من هذه الأمة، والأغرب من ذلك تقرير إحدى الجامعات في عالمنا العربي الذي أكد أن 72% من خريجي الجامعات يتخرجون دون أن يقوموا باستعارة كتاب واحد من مكتبة الجامعة! بل حتى من يقرأ من شبابنا وبناتنا لا يهتم – إلا من وفقه الله – إلا بكتب القصص والمغامرات والروايات الغرامية !
لماذا نقرأ…؟ نقرأ من أجل أن يكون أسلوبنا في الحديث جميل و حديثنا جميل لزيادة الثقافة و العلم…و المعرفة و قد حثنا الإمام الشافعي رضي الله عنه على قراءة الكتب و الإكثار منها و حفظ ما نقرأ و ما نسمع عن ظهر غيب ، فأينما كنت يكون علمك معك ، في السوق ، في العمل ، في المسجد ، فتتكلم فتجيد ….. فتحاور فتقنع…..تحدث فتُسِرٌُ…. نقرأ من أجل إستثمار وقت الفراغ …لطرد الإكتئاب..و الضجر نقرأ لتهذيب الشخصية و صقل الفكر
ماذا نقرأ…؟ نقرأ القرآن الكريم لرفع الجهل عن أنفسنا نقرأ في الأدب ، لنصقل مواهبنا نقرأ في التاريخ ، لنأخذ العبرة و التجارب نقرأ قصص الأنبياء و الصحابة و التابعين ، لنعتبر و نأخذ العبر نقرأ في الفقه و السيرة في العلم و الحكمة.
كيف أقرأ…؟ بعضكم يقول لي الآن : أشعر بالملل و الظجر في قراءة الكتب ابدأ بالأشياء المحببة لنفسك ، رياضة ، سياسة ، علم نفس …. ابدأ بالتدريج حتى تكون عندك عادة ثابتة – إنما العلم بالتعلم و الحلم بالتحلم - لا تبدأ بكتاب كبير أو مجلد فتفكر كيف ستنهيه ككتاب البداية و النهاية لإبن كثير أو تبدأ بالقراءة في مجال لا تميل إليه إطلاقا
متى أقرأ…؟ الوقت ملكك أنت و حدك ، متى شعرت أنك مشتاق للقراءة إقرأ و إذا وُجد وقت فراغ ، إقرأ فيه حتى لا يذهب منك بغير نفع فتتحسر عليه مستقبلا الوقت في الحقيقة أنت من يحدده لا أنا و لا غيري فكل و طبيعته فأنا مثلا أحب القراءة بعد العشاء و في الصباح الباكر
لمن أقرأ…؟ أقرأ لمن قدٌم ثقافة و إبداع ، أقرأ لأصحاب المبادئ و القيم ، أقرأ للعلماء الذين صنعوا التاريخ و سيصنعونه للأدباء الذين قدموا الأدب في نظافة و قدموه في شيء معقم و نظيف أقرأ لمن حرم نفسه و أحرق شمعة وقته ليضيء بالثقافة الناظجة دروب الآخرين
شبابك قبل هرمك….و غناك قبل فقرك…و فراغك قبل شغلك
نحن نتمنى من أمة إقرأ أن ترجع إلى مجدها التريب
من هذا المنطلق إخوانى أخواتي سنبدأ معاً مشوار
بمعهد الماهر بالقرآن
كل أسبوع سنضع بين أيديكم كتاب نقرأه.....نناقشه...نتدارسه ونفهمه
نخرج منها بفوائد جمة إن شاء الله
وعلى كل من قرأ الكتاب أن يسطر لنا هنا ما استفاده من هذا الكتاب...ما فهمه وما لم يفهمه أيضاً
وأول كتاب مقترح هو كتاب
مناسك الحج والعمرة للشيخ الألباني
http://www.4shared.com/file/36211513/f268fd62/__online.html
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع
التعديل الأخير: