ام عبد المولى
مراقب عام
- إنضم
- 26 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 2,741
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- الجزء الخامس
- احب القراءة برواية
- ورش
- القارئ المفضل
- الشيخ الحصري
- الجنس
- اخت
ما ينفع الميت بعد موته
تمام المنة - الجنائز (14)
وعلى هذا نقول: إن مما ينفع الميِّتَ بعد موته:
أ- الدعاء له: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ﴾ [الحشر: 10].
ب- العلم النافع الذي نشَره وأذاعه، وعلى رأسه علمُ التوحيد، وعقيدة أهل السُّنة والجماعة، وتعلُّم الأحكام الشرعيَّة؛ من تفسيرٍ وحديثٍ، وفقهٍ، ونحو ذلك.
ج- الولد الصالح، فهو في ميزان أبيه، خاصة دعاءَه لأبيه، وصلاح الولد في ميزان أبيه؛ سواء دعا له أم لا؛ وذلك لِما رواه ابن ماجه بإسناد حسنٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ مما يَلحق المؤمنَ من عمله وحسناته بعد موته: علمًا عَلَّمه ونشَره، وولدًا صالحًا ترَكه، ومصحفًا ورَّثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجْراه، أو صدَقة أخرَجها من ماله في صحَّته وحياته، يَلحقه من بعد موته))[2].
وعلى هذا؛ فأيُّ عملٍ صالحٍ يقوم به الولد، يكون في ميزان أبيه.
د- الصوم عنه إن مات وعليه صيام؛ (راجع تفصيل ذلك في كتاب الصيام).
هـ- الحج عنه؛ (راجع ذلك في كتاب الحج).
و- قَضاء الدَّيْن عنه، (وقد تقدَّم أدلة ذلك في أوَّل الجنائز).
ز- الصدقة عن الميِّت، وقد ورَد في ذلك أحاديثُ، منها: عن عائشة - رضي الله عنها - أن رجلاً قال: إن أمي افْتُلِتَت نفسُها، وأظنُّها لو تكلَّمتْ تصدَّقتْ، فهل لها أجْرٌ إن تصدَّقتُ عنها؟ قال: ((نعم))[3].
ومعنى "افْتُلِتَت": ماتَت فجأةً.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: إن أبي مات وترَك مالاً، ولَم يُوصِ، فهل يُكفِّرُ عنه أن أتصدَّقَ عنه؟ قال: ((نعم))[4].
وهذا يدلُّ على أنَّ الصدقة تَنفع الميِّت؛ سواء كان هو الذي تصدَّق بها في حياته واستمرَّ نفْعُها بعد موته، أو تصدَّق عنه أحدُ أوليائه بعد موْته.
قال النووي: "وفي هذا الحديث جوازُ الصدقة عن الميِّت واستحبابها، وأنَّ ثوابها يَصله ويَنفعه، ويَنفع المتصدِّق أيضًا، وهذا كلُّه أجمَع عليه المسلمون"[5].
ويُلاحظ في ذلك:
أ - هل يَجوز قراءة القرآن ووَهْب ثوابه للميِّت؟
الجواب: لَم يَثبت ذلك في حديثٍ صحيح عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولَم يَثبت أنه فعَله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فالسُّنةُ ترْكُ ذلك، وليس مع الذين يُجيزون وصول ثواب القراءة للموتى دليلٌ، إلاَّ القياس على وصول ثواب الصَّدقات، وهذا القياس لا يَصِح؛ لأن هذه من الأمور الغيبيَّة التي تَحتاج إلى نصٍّ صريحٍ يدلُّ عليه، ولكن حسبُك في هذا ما تقدَّم أنَّ ما يقوم به الولد الصالح من العبادات - سواء كانت قراءة، أو غيرها - أنَّ اللَّه يَكتب مثلَ أجْره لوالدَيْه.
ب - كذلك لا يجوز الصلاة عن الميِّت، فإن الصلاة لَم تَسقط عن العبد في حياته بحالٍ من الأحوال، فلا يجوز أن يصلَّى عنه؛ لا فريضة، ولا نافلةً.
وصية خاصة من المؤلف:
أُوصي إخواني المسلمين بتقوى اللَّه - عزَّ وجلَّ - والمداومة على طاعته ﴿ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132].
وأُوصيهم أن يُكثروا الدعاء لي في حياتي وبعد مماتي بالعفو والمغفرة، وأن يتجاوَز اللَّهُ عن زَلاَّتي.
وأُوصي مَن سلَك منهم يوم القيامة سبيل النجاة، وكان من الفائزين بالجنَّات، ورآني قد زَلَّت بي سيِّئاتي، ولَم تُبلِّغني حسناتي جنَّاتِ ربي، ألاَّ يَنسوني، وألاَّ يغفلوني بشفاعتهم عند ربي، أن يُنجِّيني من النار، ويُدخلني الجنة برحمته؛ فإنَّ للمؤمنين شفاعة يوم القيامة؛ كما ورَد ذلك في "صحيح مسلم" وغيره.
واللَّهَ أسألُ ألاَّ يَحرمنا فضْلَه وعفْوَه بالتوبة والغفران، ورفْع الدرجات في الجِنان.
[1] مسلم (1631)، وأبو داود (2880)، والترمذي (1376)، والنسائي (3651).
[2] حسن؛ رواه ابن ماجه (242).
[3] البخاري (2760)، ومسلم (1004)، وأبو داود (2881)، والنسائي، وابن ماجه (2717).
[4] مسلم (1630)، والنسائي، وابن ماجه (2716).
[5] شرح النووي لصحيح مسلم (4/ 167).
تمام المنة - الجنائز (14)
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا مات الإنسان، انقطَع عنه عمله إلاَّ من ثلاثةٍ: إلاَّ من صدقة جارية، أو عِلمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له))[1].وعلى هذا نقول: إن مما ينفع الميِّتَ بعد موته:
أ- الدعاء له: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ﴾ [الحشر: 10].
ب- العلم النافع الذي نشَره وأذاعه، وعلى رأسه علمُ التوحيد، وعقيدة أهل السُّنة والجماعة، وتعلُّم الأحكام الشرعيَّة؛ من تفسيرٍ وحديثٍ، وفقهٍ، ونحو ذلك.
ج- الولد الصالح، فهو في ميزان أبيه، خاصة دعاءَه لأبيه، وصلاح الولد في ميزان أبيه؛ سواء دعا له أم لا؛ وذلك لِما رواه ابن ماجه بإسناد حسنٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ مما يَلحق المؤمنَ من عمله وحسناته بعد موته: علمًا عَلَّمه ونشَره، وولدًا صالحًا ترَكه، ومصحفًا ورَّثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجْراه، أو صدَقة أخرَجها من ماله في صحَّته وحياته، يَلحقه من بعد موته))[2].
وعلى هذا؛ فأيُّ عملٍ صالحٍ يقوم به الولد، يكون في ميزان أبيه.
د- الصوم عنه إن مات وعليه صيام؛ (راجع تفصيل ذلك في كتاب الصيام).
هـ- الحج عنه؛ (راجع ذلك في كتاب الحج).
و- قَضاء الدَّيْن عنه، (وقد تقدَّم أدلة ذلك في أوَّل الجنائز).
ز- الصدقة عن الميِّت، وقد ورَد في ذلك أحاديثُ، منها: عن عائشة - رضي الله عنها - أن رجلاً قال: إن أمي افْتُلِتَت نفسُها، وأظنُّها لو تكلَّمتْ تصدَّقتْ، فهل لها أجْرٌ إن تصدَّقتُ عنها؟ قال: ((نعم))[3].
ومعنى "افْتُلِتَت": ماتَت فجأةً.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: إن أبي مات وترَك مالاً، ولَم يُوصِ، فهل يُكفِّرُ عنه أن أتصدَّقَ عنه؟ قال: ((نعم))[4].
وهذا يدلُّ على أنَّ الصدقة تَنفع الميِّت؛ سواء كان هو الذي تصدَّق بها في حياته واستمرَّ نفْعُها بعد موته، أو تصدَّق عنه أحدُ أوليائه بعد موْته.
قال النووي: "وفي هذا الحديث جوازُ الصدقة عن الميِّت واستحبابها، وأنَّ ثوابها يَصله ويَنفعه، ويَنفع المتصدِّق أيضًا، وهذا كلُّه أجمَع عليه المسلمون"[5].
ويُلاحظ في ذلك:
أ - هل يَجوز قراءة القرآن ووَهْب ثوابه للميِّت؟
الجواب: لَم يَثبت ذلك في حديثٍ صحيح عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولَم يَثبت أنه فعَله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فالسُّنةُ ترْكُ ذلك، وليس مع الذين يُجيزون وصول ثواب القراءة للموتى دليلٌ، إلاَّ القياس على وصول ثواب الصَّدقات، وهذا القياس لا يَصِح؛ لأن هذه من الأمور الغيبيَّة التي تَحتاج إلى نصٍّ صريحٍ يدلُّ عليه، ولكن حسبُك في هذا ما تقدَّم أنَّ ما يقوم به الولد الصالح من العبادات - سواء كانت قراءة، أو غيرها - أنَّ اللَّه يَكتب مثلَ أجْره لوالدَيْه.
ب - كذلك لا يجوز الصلاة عن الميِّت، فإن الصلاة لَم تَسقط عن العبد في حياته بحالٍ من الأحوال، فلا يجوز أن يصلَّى عنه؛ لا فريضة، ولا نافلةً.
وصية خاصة من المؤلف:
أُوصي إخواني المسلمين بتقوى اللَّه - عزَّ وجلَّ - والمداومة على طاعته ﴿ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132].
وأُوصيهم أن يُكثروا الدعاء لي في حياتي وبعد مماتي بالعفو والمغفرة، وأن يتجاوَز اللَّهُ عن زَلاَّتي.
وأُوصي مَن سلَك منهم يوم القيامة سبيل النجاة، وكان من الفائزين بالجنَّات، ورآني قد زَلَّت بي سيِّئاتي، ولَم تُبلِّغني حسناتي جنَّاتِ ربي، ألاَّ يَنسوني، وألاَّ يغفلوني بشفاعتهم عند ربي، أن يُنجِّيني من النار، ويُدخلني الجنة برحمته؛ فإنَّ للمؤمنين شفاعة يوم القيامة؛ كما ورَد ذلك في "صحيح مسلم" وغيره.
واللَّهَ أسألُ ألاَّ يَحرمنا فضْلَه وعفْوَه بالتوبة والغفران، ورفْع الدرجات في الجِنان.
وصلِّ اللهمَّ وسلِّم وبارِكْ على نبيِّك محمدٍ، وعلى آله وصحْبه أجمعين.
[1] مسلم (1631)، وأبو داود (2880)، والترمذي (1376)، والنسائي (3651).
[2] حسن؛ رواه ابن ماجه (242).
[3] البخاري (2760)، ومسلم (1004)، وأبو داود (2881)، والنسائي، وابن ماجه (2717).
[4] مسلم (1630)، والنسائي، وابن ماجه (2716).
[5] شرح النووي لصحيح مسلم (4/ 167).
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع