- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
1. تعريفه
التوجيه لغة:
مصدرُ وَجَّه المتعدّي بالتضعيف ، ويأتي بمعنيين:
أ ـ وجَّه الشيءَ أي : جعلَه إلى جهة ، ومنه: { أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ ** [النحل: ٧٦].
ب- وجَّه الشيءَ أي : بيَّنَ وجهه ، أو جعلَه ذا وجه ، أي حجة ودليل وبرهان ، ويقولون : لكلامك وجه أي صحة ، ومثلُه: { وَنَعَّمَهُ** [الفجر: 15] أي جعله ذا نعمة و(نضَّر الله وجهه) أي جعله ذا نُضرة ، وهذا المعنى الثاني هو الذي اشتق منه المعنى الاصطلاحي.
واصطلاحا :
عرَّفه الدكتور حازم حيدر بأنه: تبيينُ وجوه وعِلل القراءات والإيضاح عنها والانتصار لها
واخترتُ أن أعرِّفه بأنه:
وأقصدُ بالقواعد العربية ما يشمل متنَ اللغة والنحوَ والصرفَ والبلاغة بفنونها الثلاثة (المعاني والبيان والبديع).
2. موضوعه:
الكلمات القرآنية التي قُرئت على أكثرَ من وجه.
3. واضعه:
وردت روايات شفهية عن ابن عباس (ت 68 هـ) والسيدة عائشة (ت 57 هـ) رضي الله عنهم في توجيههما لبعض القراءات ، ولَما بدأ التدوينُ في القرن الثاني كان التوجيه حاضراً ضمن مؤلفات اللغة والتفسير، كالكتاب لسيبوَيه (ت 180 هـ) وإعراب القرآن ـ أو معاني القرآن ـ للكسائي (ت 189 هـ) ومعاني القرآن للفراء (ت 207 هـ) وللأخفش (ت 215 هـ) ( ) أو من جاء بعدهم بيسير كابن جرير الطبري (ت 310 هـ) في تفسيره.
أما إفرادُ هذا العلم بالتأليف فيرى بعض الباحثين( ) أن من أول من جمع (وجوه القراءات) هارون ابن موسى العتكي الأعور( ) ( ت حوالي 170 هـ) إلا أني لا أرى أن تلك (الوجوه) بالضرورة هي ما نحن بصدده ، بل أرى أنها القراءات نفسُها لا توجيهها.
وعليه فمن أوائل المؤلفات المفردة لهذا العلم كتاب الاحتجاج في القراءات لأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم العطار (ت 354 هـ) وفي عصره ألَّف أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت 370 هـ) علل القراءات ، وألَّف الحسين بن محمد بن خالَوَيه (ت 370 هـ) إعراب القراءات السبع وعللها وأبو علي الحسن بن عبد الغفار الفارسي (ت 377 هـ) الحجة في علل القراءات السبع التي حواها كتاب السبعة لشيخه ابن مجاهد (ت 124 هـ).
وهذه الكتب الثلاثة الأخيرة مطبوعة ، وهي أول ما وصلنا مما أفرد في هذا العلم الشريف.
4.استمداده:
سبق في التعريف أن هذا العلم تفسيرٌ بمقتضى اللغة العربية للأوجه القرآنية ، وبناء عليه فهو مستمَدّ من اللغة من حيث هي ، ومصادره مصادرها ، وعليه فهو مأخوذ من المصادر التالية:
• القرآن الكريم نفسُه ـ باعتباره أهم مصادر اللغة العربية ـ فكم من قراءة حجتها لفظ قرآني سواء كان مما اختلف فيه القراء أم لا ، ومن طريفِ أمثلة هذا النوع أن قراءةَ : {وَمَا اْلِتْنَاهُمْ ** [الطور:21] بحذف الهمزة وكسر اللام ـ وهي وجهٌ عن قُنبل
ـ حجتها قراءةُ الجمهور في قوله تعالى : { لاَ يَلِتْكُمْ** [الحجرات: 14] وبالمقابل فإن قراءة أبي عمرو ويعقوبَ : {لاَ يَأْلِتْكُمْ ** حجتها قراءة الجمهور في { وَمَا أَلَتْنَاهُمْ**
• الحديث الشريف عند من يحتج به في اللغة ، ومن أمثلته احتجاجُ أبي عُبيدٍ القاسم بن سلام ( ت 224 هـ) لقراءةِ {نِعْمَّا** [البقرة: :
« نِعْمَّا المالُ( ، النساء 58] بإسكان العين مع تشديد الميم بقوله الصالح مع الرجلِ الصالح
• الشعر العربي المحتجُّ به ـ أي ما قيل قبل سنة 180 هـ تقريبا ـ ومن أمثلته احتجاجهم لقراءتيْ {الْمَيِّت** و {الْمَيْت** بالتشديد والتخفيف بقول عَدي ابن الرعلاء وهي أمه
ليسَ مَنْ ماتَ فاستراحَ بميْتٍ إنَّما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ
إنما المَيْتُ مَنْ يعيشُ كئيباً كاسِفاً بالُهُ قليلَ الرَّجاءِ
• النحو ، ومن أمثلته توجيه القراءات الأربع في قوله تعالى: { لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ** [البقرة: 177].
• الشعر العربي المحتجُّ به ـ أي ما قيل قبل سنة 180 هـ تقريبا ـ ومن أمثلته احتجاجهم لقراءتيْ {الْمَيِّت** و {الْمَيْت** بالتشديد والتخفيف بقول عَدي ابن الرعلاء وهي أمه
ليسَ مَنْ ماتَ فاستراحَ بميْتٍ إنَّما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ
إنما المَيْتُ مَنْ يعيشُ كئيباً كاسِفاً بالُهُ قليلَ الرَّجاءِ
• النحو ، ومن أمثلته توجيه القراءات الأربع في قوله تعالى: { لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ** [البقرة: 177].
• الصرف ، ومن أمثلته القراءتان في {يَحْسَبُ** و{فَمَكَثَ** و {يَلْمِزُكَ**.
• متن اللغة ، أي مفرداتها ، ومن أمثلته قراءاتُ: {فَتَبَيَّنُوا** و {فَتَثَبَّـتُوا** و{تَتْلُوا** و {تَبْلُوا** .
• اللهجات العربية ، ومن أمثلة احتجاجهم بها ما ذكروه في توجيه القراءات المختلفة في الهمز بأنواعه ، والإدغام والإظهار ، وأغلبُ أبواب الأصول هي من هذا النوع.
• البلاغة بفنونها الثلاثة ، ومن أمثلته ما يذكره الموجهون من لطائف الغيبة والخطاب ، والتذكير والتأنيث ، والجمع والإفراد ، والتشديد والتخفيف ، كلٌّ في موضعه ، وحسب موقعه ، ومن طريف ذلك توجيهُ قراءة حمزةَ {فَمَا اسْطَّاعُواْ** [الكهف: 97] بالتشديد بما يوحيه ذلك من العجز عن صعود السد مع شدة التكلف المدلولِ عليه بالتشديد ، ومن ذلك القراءات في {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا** [الإسراء: 16].
5. ثمرته:
ثمرة هذا العلم العامة هي : حماية القراءات القرآنية من الطعن فيها من الناحية اللغوية.
ويتفرع عن هذه الفائدة عدةُ فوائدَ منها :
• الثقة بصحة القراءات وموافقتها لشرط اللغة.
• تثبيت معلومات طالب علم القراءات القرائية بحمايتها من التشكيك أو النفي.
• تكثير معاني الآية الواحدة بقراءتها على وجوه لكل منها معنى.
• تخصيص عام أو تقييد مطلق أو غير ذلك.
• التعرف على أوجه متعددة من الإعجاز البلاغي للقرآن.
• التعرف على كثير من اللهجات العربية.
• المعونة على التدبر.
• إكساب الطالب علوما لغوية متعددة.
6.فضله:
قال الزركشي : النوع الثالث والعشرون: معرفة توجيه القراءات وتبيين وجه ما ذهب إليه كل قارئ ، وهو فن جليل ، وبه تعرف جلالة المعاني وجزالتها ، وقد اعتنى الأئمة به وأفردوا فيه كتبا
وفي تفسير القرطبي : قال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما: لَبعضُ إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ حروفه
وقال ابن عطية: إعراب القرآن أصل في الشريعة، لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع… وقال الحسن أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها
وقال الإمام الداني (ت : 444 هـ) في الأرجوزة المنبهة في صفة من لا يؤخذ عنهم العلم (البيتان : 499 ، 500) :
وكل من لا يعرف الإعرابا فربَّما قد يترك الصوابا وربما قد قوَّل الأيمَّهْ ما لا يجوز وينال إثمه وقال أبو الحسن علي بن عبد الغني الحُصْري ( ت : 488 هـ ) في قصيدته الرائية في قراءة نافع (الأبيات ):
وأحسِنْ كلام العُرْب إن كنت مقرئًا وإلا فتخطي حين تقرأ أو تُقري
لقد يدَّعي علم القراءة معشر وباعهم في النحو أقصر من شبر
فإن قيل ما إعراب هذا ووزنه رأيت طويل الباع يقصر عن فِتر
7. نسبته:
هو أحد علوم القرآن ـ من جهة ـ وعلوم العربية من جهة أخرى ، ولذا فهو من العلوم الشرعية باعتبار ، ومن علوم الآلة باعتبار آخر ، لكن تصنيفه في علوم القرآن أشهر ، لصلته المباشرة بكتاب الله تعالى.
8.اسمه:
تعرض العلماء لهذا العلم الشريف ، وألفوا فيه تحت أسماءٍ كثيرة منها:
• التوجيه وهو أشهرها.
• وجوه القراءات.
• معاني القراءات.
• إعراب القراءات.
• نكات القراءات.
• تعليل القراءات.
• تخريج القراءات.
9. حكم تعلمه:
بعد معرفة أهمية هذا العلم وضرورته ، فمن المعلوم أنه ليس مما يضطر إليه كل مسلم في خاصة نفسه ، وما كان بهذه المثابة فإنَّ العلماء يَعدونه من فروض الكفايات التي تجب على المجموع بحيث إذا قام به من يكفي سقط الوجوبُ عن الباقين.
إلا أنه يبقى دون درجة الوجوب درجاتٌ من الطلب ، ويتأكد الطلبُ ـ لهذا العلم ـ في حق حافظ القرآن الكريم ، وهو في حق طالب القراءات آكد.
قال الإمام ابن مجاهد شيخُ الصنعة ومسبِّع السبعة (ت : 324 هـ) مبينا أنواع حملة القرآن : ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه ، ليس عنده إلا الأداء لما تعلم ، لا يعرف الإعراب ولا غيره ، فذلك الحافظ ، فلا يلبث مثله أن ينسى إذا طال عهده ، فيضيع الإعراب لشدة تشابهه وكثرة فتحه وضمه وكسره في الآية الواحدة ؛ لأنه لا يعتمد على علم بالعربية ولا بصر بالمعاني يرجع إليه ، وإنما اعتماده على حفظه وسماعه ، وقد ينسى الحافظ فيضيع السماع وتشتبه عليه الحروف ، فيقرأ بلحن لا يعرفه ، وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه ، وعسى أن يكون عند الناس مصدقا ، فيحمل ذلك عنه وقد نسيه ووهم فيه وجسر على لزومه والإصرار عليه ، أو يكون قد قرأ على من نسى وضيع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم ، فذلك لا يقلَّدُ القراءةَ ولا يحتجُّ بنقله
10. مسائله:
عادةً ما يقصدُ العلماء بهذا البندِ ـ عند حديثهم عن التعريف بأي علم ـ إعطاءَ نموذج أو نموذجين تطبيقيين كعيِّنة يُراد بها تحصيلُ فكرة عن العلم ، ومن مسائل هذا العلم قولهم:
• الحجة لمن كسر الهاء من {عَلَيْهِمْ** أنها لما جاورت الياء كره الخروج من كسر الى ضم لأن ذلك مما تستثقله العرب وتتجافاه في أسمائها ، والحجة لمن ضم الهاء أنه أتى بها على أصل ما كانت عليه قبل دخول حرف الخفض عليها
• وقولهم في قوله تعالى : {بَلْ طَبَعَ** [النساء: 155] بالإدغام والإظهار : الحجة لمن أدغم مقاربةُ مخرج اللام من الطاء ، والحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلام على الأصل ليفرق بين ما يتصل فلا يجوز إظهاره ولا الوقوف عليه كقوله : {وَالطَّارِقِ** وبين ما ينفصل ويوقف عليه كقوله : {بَلْ طَبَعَ**
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع