آلداعي
عضو مميز
- إنضم
- 24 نوفمبر 2011
- المشاركات
- 3,316
- النقاط
- 38
- الإقامة
- ||خير بقاع الأرض||
- الموقع الالكتروني
- www.qoranona.net
- احفظ من كتاب الله
- ツ
- احب القراءة برواية
- ツ ورش ツ
- القارئ المفضل
- كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
- الجنس
- ||داعي إلى الله||
من أكبر الأسباب التي تنال بها رحمة الله
لا يخفى على المؤمن أن الرحمة والتراحم فيما بيننا من أكبر الأسباب لنيل رحمة الله سبحانه , وقد حث الله سبحانه من خلال كتابه العزيز عليها , كما حث نبينا صلى الله عليه وسلم على الرحمة بل كان لنا قدوة في تجسيد أكمل أنواع الرحمة في قلوب البشر , ومن خلال هذه المساهمة حاولت أن ألقي الضوء على معنى الرحمة وآثارها وما ورد في الكتاب والسنة , أرجوا أن تكون نافعة وأسأل الله لي ولكم أن يهبنا قلوبا رحيمة إنه ولي ذلك والقادر عليه .
معنى الرَّحْمَة لغةً:
قال ابن فارس رحمه الله : الرَّحْمَة :
الرِّقة والعطف والتعطف ومنها الرَّحِم: وهي عَلاقة القرابة، ثم سمِّيت رَحِمُ الأنثى رَحِمًا من هذا، لأنَّ منها ما يكون ما يُرْحَمُ وَيُرَقُّ له مِن ولد .(معجم مقاييس اللغة 2/498)
وقال ابن منظور: والرَّحْمَ ة في بني آدم عند العرب،
رِقَّةُ القلب وعطفه .
وقد تطلق الرَّحْمَة ، ويراد بها ما تقع به الرَّحْمَة ،كإطلاق الرَّحْمَة على الرِّزق والغيث . ( لسان العرب 12/230)
معنى الرَّحْمَة اصطلاحًا:
وقد بيّن الراغب الأصفهاني معنى الرحمة وكيفية استعمالها فقال : " والرحمة رِقّةٌ تقتضي الإحسان إلى المرحوم ، وقد تُستَعمل تارة في الرِّقة المجرَّدة وتارة في الإحسان المجرَّد عن الرقة ، نحو رَحِم اللهُ فلاناً ، وإذا وُصِف به البارئ فليس يُراد به إلا الإحسان المُجرَّد دون الرِّقة ، وعلى هذا رُوي أنّ الرحمة من الله إنعام وإفضال ، ومن الآدميين رِقة وتعطف .
(مفردات القرآن للراغب 1/347)
وقيل: (هي رِقَّة في النفس، تبعث على سوق الخير لمن تتعدى إليه) (التحرير والتنوير لابن عاشور 26/21)
وتتجلى أهمِّية الرحمة في أنَّ الله عزَّ وجلَّ تسمَّى واتصف بها, فمرة باسم الرَّحمن ومرة باسم الرَّحيم فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما. حيث ذكر الله هذه الصفة العظيمة في غير آية من كتابه الكريم, إمَّا في معرض تسميه واتصافه بها, أو في معرض الامتنان على العباد بما يسبغه عليهم من آثارها, أو تذكيرهم بسعتها, أو من باب المدح والثناء للمتصفين بها المتحلِّين بمعانيها, أو غير ذلك من السياقات.
وسنذكر بعض هذه السياقات القرآنية
والتي ذكرت فيها الرحمة :
1- تَسمِّيه جلَّ وعلا باسم الرَّحمن واسم الرَّحيم، واتصافه بصفة الرَّحْمَة : وهذا كثير جدًا في القرآن، نذكر منه على سبيل المثال لا الحصر:
- قال الله تبارك وتعالى
فقد سمى الله نفسه بهذين الاسمين المشتملين على صفة الرَّحْمَة , قال ابن عباس رضي الله عنهما : (هما اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر، أي أكثر رحمة) تفسير البغوي ,(و(الرحمة ) كـ (صفة) لله سبحانه هي الأكثر وروداً في القرآن الكريم.
2- الرحمة بمعنى (الجنة): ، وذلك في قوله تعالى(وَأَ مَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُم ْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (آل عمران : 107) " يعني جنته ، سَمّاها رحمة ؛ لأنّ دخولهم إياها كان برحمته " فلما كانت الجنة محلاً ومقاماً للرحمة ، والرحمة حالّة بها عبّر عنها بما هو حالٌّ فيها ، وهو الرحمة . وفيه إشارة إلى أنّ المؤمن وإنْ استغرق عمره في طاعة الله تعالى فإنه لا يدخل الجنة إلا برحمته تعالى قال القرطبي في تفسيره للآية (ففي رحمة الله هم فيها خالدون) : أي في جنته ودار كرامته خالدون باقون .
3
- الرحمة بمعنى (النبوة)، من ذلك قوله سبحانه: { يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم } (آل عمران 74)، وهذا على المشهور في تفسير (الرحمة) في هذه الآية كتفسير القرطبي وابن كثير والبغوي ومن هذا القبيل قوله تعالى: { وآتاني رحمة من عنده } (هود:28)، أي: نبوة ورسالة. قال علي بن أبي طالب ـرضي الله عنه : )يخْتَصُّ بِرَحْمَتِ هِ ( أي بنبوته ، خصَّ بها نبينا محمداً ـصلى الله عليه وآله وسلم (الوجوه والنظائر : 54 ، الإتقان في علوم القرآن : 2/126 )
4- الرحمة بمعنى (القرآن)، من ذلك قوله تعالى: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا } (يونس:58). فـ (الرحمة) في هذه الآية القرآن. وهذا مروي عن الحسن و الضحاك و مجاهد و قتادة , من تفسير القرطبي .
5- الرحمة بمعنى (المطر)، من ذلك قوله تعالى: { وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } (الأعراف:5 7)، قال الطبري في تفسيره : و(الرحمة) التي ذكرها جل ثناؤه في هذا الموضع: المطر. ومن هذا القبيل قوله عز وجل: { فانظر إلى آثار رحمة الله } (الروم:50)
6- الرحمة بمعنى (النعمة والرزق)، من ذلك قوله سبحانه: { أو أرادني برحمة } (الزمر:38) ، قال الشوكاني في فتح القدير : الرحمة: النعمة والرزق.
ومن هذا قوله تعالى (قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُون َ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَّأَمْسَك ْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ )(الإسراء : من الآية 100) قال القرطبي في تفسيره أي خزائن الأرزاق . وقيل : خزائن النعم ، وقال أيضاً سبحانه : (وَإِمَّا تُعْرِضَنَ ّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورا ً) (الإسراء : 28) قال الطبري في تفسيره ( ابتغاء رحمة من ربك ) يقول : انتظار رزق تنتظره من عند ربك ، وقال في سورة الكهف ( رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً ) (الكهف : من الآية 10) قال الشوكاني في فتح القدير : يعني رحمة مختصة بأنها من خزائن رحمتك ، وهي المغفرة في الآخرة والأمن من الأعداء والرزق في الدنيا .
7- الرحمة بمعنى (النصر)، من ذلك قوله تعالى: { قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة } الأحزاب، قال القرطبي في تفسيره : أي: خيراً ونصراً وعافية.
8- الرحمة بمعنى دين الإسلام ، فذلك قوله عز وجل (وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُ مْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ( (الشورى : من الآية 8) قال القرطبي في تفسيره (ولكن يدخل من يشاء في رحمته ) قال أنس بن مالك رضي الله عنه : في الإسلام .
9- الرحمة بمعنى (العطف والمودة)، من ذلك قوله سبحانه: { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } (الفتح:29) ، قال البغوي في تفسيره : متعاطفون متوادون بعضهم لبعض، كالولد مع الوالد. ونحو هذا قوله عز وجل: { وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة } (الحديد:27 )، أي: مودة فكان يواد بعضهم بعضاً.
10-الرحمة بمعنى (العصمة)، من ذلك قوله تعالى: { إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي } (يوسف:53)، قال ابن كثير : أي: إلا من عصمه الله تعالى.
11- الثبات : وذلك في قوله تعالى في سورة آل عمران : ( رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَ ا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّاب ُ )( آل عمران : 8) ، قال الطبري في تفسيره و من عندك رحمة يعني بذلك : هب لنا من عندك توفيقا وثباتا للذي نحن عليه من الإقرار بمحكم كتابك ومتشابهه .
12- الرحمة بمعنى (إجابة الدعاء)، من ذلك قوله سبحانه: { ذكر رحمة ربك عبده زكريا } (مريم:2)، قال الشوكاني : يعني إجابته إياه حين دعاه وسأله الولد .(تفسير فتح القدير –سورة مريم )
"" أما في السُّنَّة فقد استفاضت نصوصها الداعية إلى الرَّحْمَة , الحاثَّة عليها, المرغِّبة فيها إمَّا نصًا أو مفهومًا, كيف لا.. وصاحبها صلى الله عليه وسلم هو نبي الرَّحْمَة كما وصف نفسه فقال: ((أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرَّحْمَة )) (رواه مسلم 2355), فهو الرَّحْمَة المهداة إلى جميع العالمين .
- عن النُّعمان بن بشير رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ترى المؤمنين في تراحمهم، وتوادِّهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى عضو، تداعى له سائر جسده بالسَّهر والحمَّى)) (رواه البخاري 6011ومسلم 2586)
يقول الإمام النووي رحمه الله معلقًا على هذا الحديث: (هذه الأحاديث صريحة في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض، وحثِّهم على التراحم، والملاطفة، والتعاضد، في غير إثم ولا مكروه)(شرح النووي على مسلم 16 /139)
وعن جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يرحم اللَّه من لا يرحم النَّاس)) (رواه البخاري 7376) .
يقول العلامة السعدي رحمه الله: (رحمة العبد للخلق من أكبر الأسباب التي تنال بها رحمة الله، التي من آثارها خيرات الدنيا، وخيرات الآخرة، وفقدها من أكبر القواطع والموانع لرحمة الله، والعبد في غاية الضرورة والافتقار إلى رحمة الله، لا يستغني عنها طرفة عين، وكل ما هو فيه من النِّعم واندفاع النقم، من رحمة الله. فمتى أراد أن يستبقيها ويستزيد منها، فليعمل جميع الأسباب التي تنال بها رحمته، وتجتمع كلها في قوله تعالى: إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِن ِينَ [الأعراف: 56] وهم المحسنون في عبادة الله، المحسنون إلى عباد الله. والإحسان إلى الخلق أثر من آثار رحمة العبد بهم) (بهجة قلوب الابرار للسعدي 269).
أما من كان بعيدًا عن الإحسان بالخلق ظلومًا غشومًا, شقيًا, فهذا لا ينبغي له أن يطمع في رحمة الله وهو متلبس بظلم عباده.
- عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: ((قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التَّميمي جالسًا، فقال الأقرع: إنَّ لي عشرة من الولد ما قبَّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ قال: من لا يرحم لا يرحم)) (رواه البخاري 5997 ومسلم 2318.)
قال ابن بطال بعد أن ذكر عددًا من الأحاديث وذكر هذا الحديث من جملتها: (في هذه الأحاديث الحض على استعمال الرَّحْمَة للخلق كلهم، كافرهم، ومؤمنهم، ولجميع البهائم والرفق بها، وأن ذلك مما يغفر الله به الذنوب، ويكفر به الخطايا، فينبغي لكل مؤمن عاقل أن يرغب في الأخذ بحظه من الرَّحْمَة ، ويستعملها في أبناء جنسه وفى كل حيوان) (شرح صحيح البخاري لابن بطال 9/219)
يقول العلامة السعدي رحمه الله: (فلا يزال العبد يتعرف الأسباب التي يدرك بها هذا الوصف الجليل، ويجتهد في التحقق به، حتى يمتلئ قلبه من الرَّحْمَة ، والحنان على الخلق. ويا حبذا هذا الخلق الفاضل، والوصف الجليل الكامل، وهذه الرَّحْمَة التي في القلوب، تظهر آثارها على الجوارح واللسان، في السعي في إيصال البر، والخير، والمنافع إلى النَّاس، وإزالة الأضرار والمكاره عنهم ) (بهجة قلوب الابرار ورقة عيون الأخيار في شرح جوامع الاخبار ).
قال تعالى واصفًا نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُ مْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْم ِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )[التوبة: 128].
ولنجعل من نبينا اسوة حسنة لنا فقد تجلت رحمته للخلق جميعا ولم تقتصر رحمته صلى الله عليه وسلم على المؤمنين فقط . وإنما كانت رحمته ايضا على الكفار بهدايتهم ودعوتهم , وبرحمته على الحيوان بل حتى الجماد .
رحمته صلى الله عليه وسلم بالكفَّار:
- (عن عائشة رضي اللّه عنها زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم أنَّها قالت للنَّبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشدُّ من يوم أحد؟. قال: ((لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشدَّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت. وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلَّا وأنا بقرن الثَّعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلَّتني فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: إنَّ اللَّه قد سمع قول قومك لك وما ردُّوا عليك، وقد بعث اللَّه إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال فسلَّم عليَّ، ثمَّ قال: يا محمَّد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج اللَّه من أصلابهم من يعبد اللَّه لا يشرك به شيئًا))
(رواه البخاري 3231)
يقول الإمام ابن حجر رحمه الله: (في هذا الحديث بيان شفقة النَّبي صلى الله عليه
وسلم على قومه، ومزيد صبره وحلمه، وهو موافق لقوله تعالى
رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان:
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: ((أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم، فأسرَّ إليَّ حديثًا لا أحدث به أحدًا من النَّاس، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدفًا أو حائش نخل، قال: فدخل حائطًا لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلما رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفت عيناه، فأتاه النَّبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه (مؤخرة رأسه ) فسكت فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله. فقال: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا إليَّ أنك تجيعه وتدنبه (تتعبه ) ) (رواه ابوداود 2549 واحمد 1/ 204 وصححه الالباني في الترغيب والترهيب 2269)
رحمته بالجماد :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار، أو رجل: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: إن شئتم ، فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النَّبي صلى الله عليه وسلم فضمَّه إليه، تئن أنين الصبي الذي يسكن. قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها)) (رواه البخاري 3584)
فوائد الرحمة وآثارها :
للتحلي بخلق الرَّحْمَة فوائد عظيمة وثمار جليلة, فما إن يتحلى المؤمن بهذه الحلية، ويتجمَّل بهذه السَّجيَّة حتى تظهر آثارها وتؤتي أكلها.. ليس عليه فقط، بل عليه وعلى من حوله, وسنعرض لبعض هذه الآثار والفوائد إجمالًا, فمن ذلك:
1. أنَّها سبب للتعرض لرحمة الله, فأهلها مخصوصون برحمته جزاء لرحمتهم بخلقه.
2. ومن أعظم ثمارها أنَّ المتحلي بها يتحلى بخلق تحلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3. أنَّ من ثمارها محبة الله للعبد, ومن ثم محبة النَّاس له.
4. أنها ركيزة عظيمة ينبني عليها مجتمع مسلم متماسك يحس بعضه ببعض, ويعطف بعضه على بعض, ويرحم بعضه بعضًا.
5. أنها تشعر المرء بصدق انتمائه للصَّف المسلم, إذ أنَّ من لا يرحم لا يستحق أن يكون فردًا في المجتمع أو جزء منه، لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا)) (رواه الترمذي 1920وأحمد2/185وصححه الالباني في صحيح الجامع 5444) .
6. على قدر حظ الإنسان من الرَّحْمَة تكون درجته عند الله تبارك وتعالى, لذا كان الأنبياء هم أشدُّ النَّاس رحمة, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أوفرهم حظًا منها.
7. أنها سبب لمغفرة الله تبارك وتعالى وكريم عفوه, كما أنَّ نقيضها سبب في سخطه وعذابه.
8. أنَّ في الاتصاف بها دليل على أنَّ الإسلام دين رحمة للبشرية، لا كما يقول أعداؤه أنَّه دين يقوم على العنف وسفك الدماء.
9. ومن أعظم فوائدها أنَّها خلق متعدٍ إلى جميع خلق الله، من إنسان أو حيوان, بعيد أو قريب, مسلم أو غير مسلم.
10. أنها سبب للالتفات إلى ضعفة المجتمع؛ من الفقراء، والمساكين، والأرامل، والأيتام، والكبار، والعجزة, فمجتمع يخلو من هذا الخلق، لا يُلتفت فيه إلى هؤلاء، ولا يُهتم بشأنهم."" :نقلا من موقع (الدرر السنية)
وهذه ابيات شعرية تحث على الرحمة والتراحم :
( حديث الأولية من الشعر : وقد نظم هَذَا الحديث وضمنه جماعة من العلماء ، منهم : الإِمَام الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بْن حسن بْن عساكر ، رحمه لله تَعَالَى ، قَالَ : بادر إلى الخير يا ذا اللب مغتنما ولا تكن عَن قليل الخير منحرما وأشكر لمولاك ما أولاك من نعم فالشكر يستوجب الإفضال والكرما وارحم بقلبك خلق اللَّه وارعهم فإنَّما يرحم الرَّحْمَن من رحما وللحافظ شهاب الدين أَحْمَد بْن حجر الْعَسْقَل انِيّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : إنما يرحم من فِي الأرض قد جاءنا يرحمه من فِي السما فارحم الخلق جميعا إنما يرحم الرَّحْمَن من رحما وللحافظ العراقي ، رَحِمَهُ اللَّهُ : إن كنت لا ترحم المسكين إن عدما ولا الفقير إذ يشكو لك العدما فكيف ترجو من الرحمن رحمته فإنه يرحم الرحمان من رحما وللشيخ رضوان مُحَمَّد العقبي ، رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى : الحب فِيك مسلسل بالأول فاصغ ولا تسمع كلام العزل فارحم عباد اللَّه يا من قد علا من يرحم السفلى يرحمه العلى وللقاضي زَكَرِيَّا ، رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى : من يرحم أهل السفل يرحمه العلي فارحم جميع الخلق يرحمك العلي وللشهاب المنصوري ، رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى : أخلق لمن يظلم أن يظلما وبالذي يرحم أن يرحما من لم يكن يرحم بالقلب من فِي الأرض لم يرحمه من فِي السما وللشيخ النابلسي ، 1143 هـ : لقد أتانا حديث عَن مشايخنا مسلسلًا أوليا قد رويناه قَالَ النَّبِيُّ صلاة اللَّه دائمة مع السلام عليه عِنْدَ ذكراه الراحمون هم الرحمان يرحمهم برحمة منه ، نرويه بمعناه من كَانَ يرحم من فِي الأرض يرحمه من فِي السماء تَعَالَى الراحم اللَّه وللشيخ إِسْمَاعِي ل العجلوني : كن يا أخي رحيم القلب طاهره يرحمك مولاك بل يؤنسك إيناسًا ففي الصحيحين ما معناه متصلًا لا يرحم اللَّه من لا يرحم الناسا والراحمون روى الأشياخ مرتفعا بالأولية فِي التحديث نبراسا)
(نقلا من موسوعة الحديث اسلام ويب ).
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع