من أسرار الترتيب الزمني في آيات الصيام

[عادل المكي]

من أسرار الترتيب الزمني في آيات الصيام
(1) الصيام
إن الناظر في آيات الصيام يجد كلمة الصيام- مطلقة عن التقيد بشهر معين - لها السبق ، وهذا ما يوافق فرضية الصيام؛ فقد ثبت أن الصيام كان في أول الدعوة لا يعدو صيام ثلاثة أيام من كل شهر مع صيام يوم عاشوراء ؛ جاء في تفسير البغوي : " قيل كان في ابتداء الإسلام صوم ثلاثة أيام من كل شهر واجبا وصوم يوم عاشوراء فصاموا كذلك من الربيع إلى شهر رمضان سبعة عشر شهرا ثم نسخ بصوم رمضان؛ قال ابن عباس : أول ما نسخ بعد الهجرة أمر القبلة والصوم ، ويقال نزل صوم شهر رمضان قبل بدر بشهر وأيام " (1).
(2)شهر رمضان
فرض صيامه في السنة الثانية للهجرة كما هو ثابت
قال النووي رحمه الله : " صام رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان تسع سنين ، لأنه فرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة وتوفي النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة "(2).
ولما كان أول عمل أمر به المسلمون في رمضان هو تنفيذ الصيام فيه وافق ذلك اقتران الأمر بالصيام مع ذكر رمضان في هذه الآية : " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " .
(3) الدعاء
يفاجئنا الدعاء في جو آيات الصيام بنظام بديع :
*** فنجد آية الدعاء " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان .... " بين الأمر بالصيام " .. فليصمه ... "، والأمر بالفطر اليومي في قوله : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ..... " أشارة إلى وقت فضيل للقبول يغفل الناس عنه اشتغالا بالطعام والشراب، وهو وقت المغرب ((الفطر )) وكان النبي يناجي فيه ربه كما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول إذا أفطر : " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله "(3) .
*** كم أننا نجد ثلاث آيات في الصيام رابعها آية الدعاء وذلك أن الصائم يمر بثلاثة أوقات عبادة (( فجر وظهر وعصر )) رابعها وقت فطره وهو قت المغرب وذاك وقت المناجاة : " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " .
*** عقب آية الدعاء مباشرة ينظم الله للصائم فطره " أحل لكم ليلة الصيام ..." .
(4) الاعتكاف
جاء الاعتكاف متأخراً ذكره في آيات الصيام ، فجاء في آخر آية من آيات الحديث عن الصيام. كما أنه جاء في آخرها مع إعجاز الإطناب فيها وليست البلاغة إيجازا وإنما هي موافقة الكلام لمقتضى الحال إيجازا وإطنابا
ليوفق ذلك وقت الاعتكاف من الشهر الكريم وذلك في العشر الأواخر منه
روى مسلم في صحيحه من حديث أبو سعيد الخدري
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اعتكف العشر الأول من رمضان. ثم اعتكف العشر الأوسط. في قبة تركية على سدتها حصير. قال : فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة. ثم أطلع رأسه فكلم الناس. فدنوا منه. فقال : " إني اعتكفت العشر الأول. ألتمس هذه الليلة. ثم اعتكفت العشر الأوسط. ثم أتيت. فقيل لي : إنها في العشر الأواخر. فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف "؛ فاعتكف الناس معه. قال : " وإني أريتها ليلة وتر، وأني أسجد صبيحتها في طين وماء " فأصبح من ليلة إحدى وعشرين ، وقد قام إلى الصبح. فمطرت السماء. فوكف المسجد. فأبصرت الطين والماء. فخرج حين فرغ من صلاة الصبح، وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء. وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر(4) .
كتبه الفقير لعفو ربه
د. عادل مكي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تفسير البغوي 1 / 197
(2) المجموع (6/250(
(3) سنن أبي داود (2357) وحسنه الألباني وغيره
(4) صحيح مسلم ( 1167)

​

يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع

 

[أم هنا وريهام]

بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
وجزاكم الفردوس الاعلى ​

 

[راجية المغفرة]

جزاكم الله خيرا شيخنا و نفع الله بيكم و رفع قدركم
سلمت يمناكم ما خطت
سبحان الله من لا يتدبر القرءان ويتعمق في اسباب النزول
لا يفهم هذه المعاني