فجر الدعوة
احسن الله خاتمتها
- إنضم
- 4 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 1,324
- النقاط
- 36
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- 10اجزاء
- احب القراءة برواية
- حفص
- القارئ المفضل
- الحذيفي
- الجنس
- أخ
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله، إنَّ عبادة الله واجبة في كل وقت وليس لها نهاية إلا بالموت.
قال تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)، [الحجر: 99]،
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، [آل عمران: 102]،
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ"، الحديث.
والموتُ قريب، ولله عباداتٌ تؤدَّى في مواقيتها يوميَّاً وأسبوعيّاً وسنويّاً وهذه العبادات منها ما هو أركان للإسلام،
ومنها مكملٌ له؛ فالصلواتُ الخمسُ تؤدَّى في كل يوم وليلة، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمود الإسلام،
والجمعة تؤدَّى كل أسبوع، وهي من أعظم شعائر الإسلام، يجتمع لها المسلمون في مكان واحدٍ اهتماماً بها،
والزكاةُ قرينةُ الصلاة، وهي في غير المُعَشَّرات تؤدَّى كل سنة، وأما المُعَشَّرات فتؤدَّى زكاتها عند الحصول عليها،
وصيام شهر رمضان يجب في كل سنة، وحجُّ بيت الله الحرام يجب على المسلم المستطيع في العمر مرة،
وكذا العمرة، وما زاد على المرة من الحج والعمرة فهو تطوع،
وإلى جانب هذا العبادات الواجبة عبادات مستحبة،
مثل: نوافل الصَّلوات، ونوافل الصَّدقات، ونوافل الصَّيام، ونوافل الحجّ والعمرة.
وهذا مما يدل على أن حياة المسلم كلها عبادة إما واجبة وإما مستحبة؛
فالذي يظُنُّ أنَّ العبادة مطلوبة منه في شهر رمضان وبعده يُعفى من العبادة
فقد ظَنَّ سُوءاً وجَعَلَ حقَّ الله عليه، ولم يعرفْ دينه، بل لم يعرِفِ الله حق معرفته،
ولم يقدِرْهُ حقَّ قدره، حيث لم يطعه إلاّ في رمضان، ولم يخف منه إلا في رمضان،
ولم يرج ثوابه إلا في رمضان، إن هذا الإنسان مقطوع الصلة بالله،
مع أنه لا غنى له عنه طرفة عين، والعمل مهما كان؛ إذا كان مقصوراً على شهر رمضان؛
فهو عمل مردود على صاحبه مهما أتعب نفسه فيه؛ لأنه عمل مبتور لا أصل له ولا فرع،
وإنما ينتفع برمضان أهل الإيمان الذين هم على الاستقامة في كل زمان، يعلمون أن ربَّ الشهور واحد،
وهو في كل الشهور مطلع على أعمال عباده وشاهد،
ولقد بلغ الجهلُ ببعض المنتسبين إلى الإسلام أن اعتقد أنه إذا صلَّى الجمعة كَفَتْه عن العبادة في بقية الأسبوع،
فيضيع الصلوات الخمس، وبعضهم يعتقدُ أنَّ صيام رمضان والتعبُّد فيه يكفيه عن التعبدِ في بقية السنة،
فيترك الصلوات أحد عشرَ شهراً، ويُصلي في شهر واحد، والبعض الآخر يعتقدُ أنَّه إذا حجَّ مرة في عمره
كَفَّرَ الحجُّ عنه ما مضى وكفاه عن العمل في المستقبل، وربما يستدِلُّ خطأً على ذلك بما جاء في الحديث أنَّ هذه العبادات كفارات لما بينهن،
ولو استكمل الحديث وتأمَّلَه لوجد أنَّ التكفير المذكور فيه مشروطٌ باجتناب الكبائر،
والله تعالى يقول: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ)، [النساء: 31]،
وليس بعد الشرك أكبرُ من إضاعة الصلوات الخمس، وهؤلاء قد ضيَّعوها وضيَّعوا غيرها من أوامر الدين، ولا يُكفَِّر ذلك عنهم إلا التوبة النصوح والعمل الصالح. قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا* إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا)، [مريم: 59-60]؛ فدلت الآية على أن ترك الصلاة لا يكفَّرُ إلا بالتوبةِ، ويشترطُ لصحة التوبة ثلاثة شروط:
أحدها: تركُ الذنوب تركاً نهائياً، أما من تاب بلسانه وهو مقيمٌ على الذنوب؛ فتوبتُه غير صحيحة ولا مقبولة.
والثاني: أن يندم على ما حصل منه من الذنوب؛ فإن لم يَنْدَمْ ويَخْجَلُ من الله على ما حصَل من المعاصي؛ فإن توبته غير صحيحة.
والثالث: وهذا مُهِمٌ جداً، أن يَعزِمَ على أن لا يعودَ إلى المعاصي طول حياته إلى الممات.
أما من تاب من المعاصي في وقت محدَّدٍ كشهر رمضان،
وفي نيته أن يعود عليها في وقت آخر، كبعد رمضان فتوبتُه غير مقبولة،
وشهر رمضان خير عون لِمَنْ يريدُ أن يتوبَ توبةً صحيحة؛ لأنه يستطيع فيه السيطرة على نفسه وهواه،
ويستطيع فيها ترك مألوفاته وشهواته، ويستطيع فيه فعل الطاعات بسهولة؛ فهو يسهل فعل الطاعات،
وينبه ذوي الغفلات، والمُوفَّقُ في هذا الشهر من استفاد من مروره عليه؛ فتعوَّد فعل الطاعات،
والابتعاد عن المعاصي والمحرمات، وصار منطلقاً له في المستقبل في الاستمرار على ما اعتاده فيه من فعل الخير.
والمخذول من يعتبر شهر رمضان سجناً ثقيلاً يستطيل أيامه، وينتظر نهايته لينطلق إلى العصيان، وطاعة النفس والشيطان.
فاتقوا الله -عباد الله-، وأتبعوا شهر رمضان بالاستمرار على الطاعات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، [آل عمران: 200].[font="] [/font]
عباد الله، إنَّ عبادة الله واجبة في كل وقت وليس لها نهاية إلا بالموت.
قال تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)، [الحجر: 99]،
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، [آل عمران: 102]،
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ"، الحديث.
والموتُ قريب، ولله عباداتٌ تؤدَّى في مواقيتها يوميَّاً وأسبوعيّاً وسنويّاً وهذه العبادات منها ما هو أركان للإسلام،
ومنها مكملٌ له؛ فالصلواتُ الخمسُ تؤدَّى في كل يوم وليلة، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمود الإسلام،
والجمعة تؤدَّى كل أسبوع، وهي من أعظم شعائر الإسلام، يجتمع لها المسلمون في مكان واحدٍ اهتماماً بها،
والزكاةُ قرينةُ الصلاة، وهي في غير المُعَشَّرات تؤدَّى كل سنة، وأما المُعَشَّرات فتؤدَّى زكاتها عند الحصول عليها،
وصيام شهر رمضان يجب في كل سنة، وحجُّ بيت الله الحرام يجب على المسلم المستطيع في العمر مرة،
وكذا العمرة، وما زاد على المرة من الحج والعمرة فهو تطوع،
وإلى جانب هذا العبادات الواجبة عبادات مستحبة،
مثل: نوافل الصَّلوات، ونوافل الصَّدقات، ونوافل الصَّيام، ونوافل الحجّ والعمرة.
وهذا مما يدل على أن حياة المسلم كلها عبادة إما واجبة وإما مستحبة؛
فالذي يظُنُّ أنَّ العبادة مطلوبة منه في شهر رمضان وبعده يُعفى من العبادة
فقد ظَنَّ سُوءاً وجَعَلَ حقَّ الله عليه، ولم يعرفْ دينه، بل لم يعرِفِ الله حق معرفته،
ولم يقدِرْهُ حقَّ قدره، حيث لم يطعه إلاّ في رمضان، ولم يخف منه إلا في رمضان،
ولم يرج ثوابه إلا في رمضان، إن هذا الإنسان مقطوع الصلة بالله،
مع أنه لا غنى له عنه طرفة عين، والعمل مهما كان؛ إذا كان مقصوراً على شهر رمضان؛
فهو عمل مردود على صاحبه مهما أتعب نفسه فيه؛ لأنه عمل مبتور لا أصل له ولا فرع،
وإنما ينتفع برمضان أهل الإيمان الذين هم على الاستقامة في كل زمان، يعلمون أن ربَّ الشهور واحد،
وهو في كل الشهور مطلع على أعمال عباده وشاهد،
ولقد بلغ الجهلُ ببعض المنتسبين إلى الإسلام أن اعتقد أنه إذا صلَّى الجمعة كَفَتْه عن العبادة في بقية الأسبوع،
فيضيع الصلوات الخمس، وبعضهم يعتقدُ أنَّ صيام رمضان والتعبُّد فيه يكفيه عن التعبدِ في بقية السنة،
فيترك الصلوات أحد عشرَ شهراً، ويُصلي في شهر واحد، والبعض الآخر يعتقدُ أنَّه إذا حجَّ مرة في عمره
كَفَّرَ الحجُّ عنه ما مضى وكفاه عن العمل في المستقبل، وربما يستدِلُّ خطأً على ذلك بما جاء في الحديث أنَّ هذه العبادات كفارات لما بينهن،
ولو استكمل الحديث وتأمَّلَه لوجد أنَّ التكفير المذكور فيه مشروطٌ باجتناب الكبائر،
والله تعالى يقول: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ)، [النساء: 31]،
وليس بعد الشرك أكبرُ من إضاعة الصلوات الخمس، وهؤلاء قد ضيَّعوها وضيَّعوا غيرها من أوامر الدين، ولا يُكفَِّر ذلك عنهم إلا التوبة النصوح والعمل الصالح. قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا* إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا)، [مريم: 59-60]؛ فدلت الآية على أن ترك الصلاة لا يكفَّرُ إلا بالتوبةِ، ويشترطُ لصحة التوبة ثلاثة شروط:
أحدها: تركُ الذنوب تركاً نهائياً، أما من تاب بلسانه وهو مقيمٌ على الذنوب؛ فتوبتُه غير صحيحة ولا مقبولة.
والثاني: أن يندم على ما حصل منه من الذنوب؛ فإن لم يَنْدَمْ ويَخْجَلُ من الله على ما حصَل من المعاصي؛ فإن توبته غير صحيحة.
والثالث: وهذا مُهِمٌ جداً، أن يَعزِمَ على أن لا يعودَ إلى المعاصي طول حياته إلى الممات.
أما من تاب من المعاصي في وقت محدَّدٍ كشهر رمضان،
وفي نيته أن يعود عليها في وقت آخر، كبعد رمضان فتوبتُه غير مقبولة،
وشهر رمضان خير عون لِمَنْ يريدُ أن يتوبَ توبةً صحيحة؛ لأنه يستطيع فيه السيطرة على نفسه وهواه،
ويستطيع فيها ترك مألوفاته وشهواته، ويستطيع فيه فعل الطاعات بسهولة؛ فهو يسهل فعل الطاعات،
وينبه ذوي الغفلات، والمُوفَّقُ في هذا الشهر من استفاد من مروره عليه؛ فتعوَّد فعل الطاعات،
والابتعاد عن المعاصي والمحرمات، وصار منطلقاً له في المستقبل في الاستمرار على ما اعتاده فيه من فعل الخير.
والمخذول من يعتبر شهر رمضان سجناً ثقيلاً يستطيل أيامه، وينتظر نهايته لينطلق إلى العصيان، وطاعة النفس والشيطان.
فاتقوا الله -عباد الله-، وأتبعوا شهر رمضان بالاستمرار على الطاعات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، [آل عمران: 200].[font="] [/font]
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع